أهلاً بكم في منتديات مياسه
في قسم
روايات - قصص - حكايات
وضمن منتديات
•][• منتديات الملتقيات الأدبيــــــــه •][•
التابع لـ منتديات مياسه والذى يضم محبرة شاعر - شعر - قصائد - poems روايات - قصص - حكايات خواطر - نثر - عذب الكلام
أنـــــــــــــا إنســــــــــــــــان
بسم الله أبــــدأ قصتــــــــي,,,
أنا فتاة لست ككل الفتيات,فتاة بلا جذور معروفة,بلا هوية,بلا اسم حقيقي أفتخر حين مناداتي به,,بإختصار أنا من نبذهـ المجتمع
قصتي بدأت عندما وجدني حارس المستشفى عند مرمى النفايات,أخذني الى داخله وجرى البحث عن هويتي لكن كتب الدهر عليّ أن أعيش وحيــدة,أو بمعنى أصح لقيطــــــــــة
حين يأسوا من جود أهل لي قاموا بنقلي الى "دار الحنان",هذا الدار الذي يضم الكثير أمثالي مجهولي النسب.
عينوا لي أم ترعاني وتهتم بشؤوني,كانت حنونة جدا ربما لأني أول طفلة تقوم برعايتها,أسموني ميعــــــاد في الحقيقة أنا أحب اسمي كثيرا كما أحب أمي التي ربتني وكانوا كثيرا مايلقبوها بــ"ام ميعاد"حينها أشعر أنها ملكي وحدي فهي من كبرت على يديها,وتعلمت من أخلاقها السامية,تعلقت بها جداً وأحببتها كثيراً,كنت أظن أنها أمي التي أنجبتني وتحملت الآلآم من أجلي.
حين بلغت السادسة من عمري أدخلوني المدرسة التي لم أحبها في بداية الأمر,كنت كثيراً ماأبكي وأرفض البقاء,حتى أقنعتني أمي بضرورة الذهاب كي أتعلم وأستفيد,لم تكن تدري بأنها بداية مشوار من الألم والضعف والقسوة
مرت الأيام حتى بلغت الثانية عشر من عمري كنت حينها في الصف السابع,حدث وقتها مالم يخطر في بالي حدوثة,,حيث كانت إحدى صديقاتي المقربات واسمها "عليـــاء"تبتعد عني,لم تعد تتحدث معي كثيراً,ولاتجلس معي كالسابق,حين أناديها لنتناول وجبة الأفطار معاً تتعذر بإنشغالها رغم أني أشاهدها تتناوله مع غيري, حزنت وقتها كثيراً وجلست أراجع نفسي,ماذا إقترفت في حقها؟!مالذي فعلته حتى تبتعد عني؟!!
أنا متأكدة تماماً أني لم أقم بأي تصرف يسيء لها!!حينها قلت في نفسي سأدعها فلربما راجعت نفسها واعتذرت,لكـــن الصدمة التي لن أنساها طوال حياتي فهي من زرعت بذور الحزن في قلبي,أنني في يوم من الأيام تأخرت عن الحضور للمدرسة,وفور حضوري وجدت مكاني الذي بجانبها قد جلست فيه غيري!!حينا سألت ليلى:لماذا تجلسين في مكاني؟صرخت علياء في وجهي قائلة:لامكان للقطاء بيننا!!؟نحن لانتشرف بمعرفتك!!دعينا فنحن نخاف على سمعتنا وأنا لا أود أن أصادقك بعد اليوم!!فأنت مختلفة عنا,وأمي حذرتني منك,فهي تخاف عليِّ!
لم أملك وقتها إلا البكاء فأنا لم أرها يوماً غاضبة بهذا الشكل على غيري فكيف بي أنا!!أنا التي كنت معها طيلة الست سنوات,كنا معاً في كل شيء,نجلس بجانب بعضنا البعض,,ثم مهـــــــــــلاً ماذا تقصد بكلامها!!صمت حينها وأنا أعد نفسي بأن حال مغادرتي الى الدار سوف أسأل أمي
مر النهار بطيئاً عليّ وأنا أفكر في كلمة لقطاء فهي جديدة عليّ ولم أفقه معناها. جاء السائق الذي يوصلنا الى الدار,وما أن رأيت أمي حتى أرتميت في حضنها وأنا أبكي,كانت تسألني:مابك؟مالذي جرى؟أضربك أحد؟تكلمـــي؟!! قلت لها:أريد أن أسألك سؤالاً:هل تجيبينني بصدقصمتت أمي قليلاً,ثم قالت:نعم سوف أجيبك,أمي أحقاً أنت أميأحقاً لا أب لي ولا أم؟وماذا يعنون بقولهم لقطـــاء؟لماذا أنا لست كصديقتي علياء تعيش في منزل كبير ولديها ام وأب وأشقاءضمتني أمي لصدرها حتى هدئت قليلاً,وجهت نظري اليها وكانت نظراتها نظرة حب,وخوف,وحنـان, قالت:بنيتي أنا أمك التي ربتك لكنــــــــــي لست أمك التي أنجبتك,لست أمك الحقيقية,أصبحت أمي تسرد لي قصة وجودي مرمية عند النفايات,وكيف أنها ربتني حتى كبرت,عاتبتها قائلة:لماذا لم تقولي الحقيقة من صغريلماذا تدعين الناس يشمتون بي؟لماذ تخلت أمي عنيلماذ؟أنا لا أريد أماً سواك,نعم أنت أمي,فلا تتخلي عني أرجوك,,ضمتني الى صدرها الحنون وهي تقول:أصبري بنيتي فبعد الشـــــــدة فــــــــــرج
مرت الأيام وكبرت وكبرت معي الآمي وأحزاني,كبر معي مسمى لقيطة الذي أعتبرة لقباً لي من كثرة مناداتي به,كبرت معي نظرات الإحتقار والإشمئزاز التي أراها في عيون الناس من حولي,أصبحت انطوائية وحيدة لا أجلس مع أحد,لاصديقة ترضى بأن تنزل بمستواها الى مستواي ولامعارف,,قد تتسألون لماذا لم توجد لي صديقة من داخل الدار ممن هم مثل حالتي,,ألم أخبركم بأني أصبحت انطوائية لا أتحدث كثيراً,وأشعر بالخوف ولا أملك الجراءة,,فقد ضعفت نفسي بسبب ما الآقية من مجتمعي القاسي.
نسيت أن أخبركم بأقسى يوم في حياتي,حين انهيت المرحلة الثانوية,وعدت الى الدار حاملة معي شهادتي وهدية من معلمتي تعبر لي فيها عن إعجابها بتفوقي وأدبي الذي لم يقدرة غيرها في تلك المدرسة,وحين دخولي للدار أسرعت متوجهة الى أمي,لكنني للأسف لم أجدها في المكان الذي اعتدت أن أجدها تنتظرني فية,بحثت عنها ولم أجدها,سألت احدى الخالات هناك عنها فأجابتني وليتها ظلت صامتة ولم تجب:لقد غادرت الى دار اخرى صباح هذا اليوم,فأنت وأخواتك(ممن ربتهم غيري)قد كبرتم ويجب أن تعتمدوا على أنفسكم,,
لاااااااااااااااااااااا صرخت قائلة:لماذا رحلت؟ألم تعدني بأنها سوف تبقى معي,سوف تحميني,من سأبوح له بمشاعري, بطموحاتي,من سيضمني الى صدره إذا عصف بي رياح الألم,من سيمسح دمعي حين يجرحني الناس,ألايكفي أني بلا أم حقيقية,يا إلهـــــي ارحمني والطف بي,فأنت تعلم بأنه لاذنب لي بما فعله أهلي الحقيقيون,,
التحقت بالجامعة وجدتها في البداية مخيفة,فلا نظام يحكم الطالبات ولاحدود,كما أن مجتمعها كبير جداً,كان من الصعب عليّ التأقلم معها,وجدت الكثير من الزميلات اللآتي جمعتنا مقاعد الدراسة,لكن للأسف لايتنازلون لتحدث معي,فأنا لست من مستواهم,كما أني مجهولة النسب وعاهة على المجتمع كما أخبرهم بذلك أهليهم,, كنت متفوقة ولله الحمد,أخلاقي عالية وتصرفاتي تشهد بذلك,أذكر موقفاً هز كياني بحدوثة,حيث أتت الدكتورة أميمة وشرحت لنا المحاظرة وأخذت تتحدث عن الأخلاق والصفات الحميدة في الطالبات,وخصتني بقولها:ميعاد طالبة متفوقة جمعت بين أخلاقها العالية واجتهادها وأنها لم تشاهد مثلي طيلة السنة,فرحت كثيراً ولكن قطع عليّ ذلك الإحساس الرائع احدى الطالبات وهي تقول(إنها لقيطة,نعم هي لاأهل لها, ننحن نخاف على أنفسنا منها,فلا تصدقيها يادكتورة,إنها تخدعك فأنت لاتعلمين بلياليها السوداء!!)
لا لا لا لم أعد أحتمل,ماهذا يارب؟أنا شريفة,أخلاقي عالية,ليس ذنبي ليس ذنبي,,مابكم لاتفهمون؟!! آ آ هـ ماهذاالكل عرف عني أني لقيطة فكيف سأسلم من ألسنتهم
خرجت من القاعة مسرعة أخذت أبكي وأبكي,أبكي الوحدة التي أعيشها والحزن الذي أحب قلبي,,ابكي نظرات الكرة والإحتقار التي توجهه لي في كل مكان,,أبكي فقدي لأمي.ألايكفي أني حرمت من الحنان الحقيقي,حرمت من العائلة,من دفء الإسرة,حرمت من آشياء كثيرة لم أعد أحتمل فأنا ولدت هكذا وكتب لي أن أعيش هكذا,,فكيف لي أن أرفض واقع كتب قبل ان أولد,,,آ ه ياربي ارحمني واجبركسري,,عدت الى البيت,فرشت سجادتي,بكيت بين يدي الله,,دعيت ودعيت لعل الله أن يتقبل دعوتي فيفرج همي وما ألم بي,,,
أصبحت أتحاشى نظرات المجتمع لي وأجعل هدفي أمام عيني لكي أصل اليه,,أكملت الجامعـة وأخذت الماجستـيـر وها أنا أحضر الدكتوراة.
في نهايــــــــــــة قصتي أبعث برسالتين:
الأولــــى:أبعثها الى كل من هم مثلي,,اللقطـــــــــــــــاء كما يحب أن يسميهم المجتمع,,,,,,,,,,,,,,
اصبروا فنحن بإذن الله تحت رحمتة,ويكفينا أن نحاسب بلا ذنب اقترفناه غير أنا وجدنا بلا جذور,,ثابروا ولاتقفوا عند عقبة,,فالطمـــوح يولد من رحم المعانأة.
استمروا في بناء أنفسكــــــم وفي كفاحكم,,لا تنظروا الى الخلف فالحياة فيها الكثـــر من الأزهار بجانب أشواكها,,,
أما الثانـــــــــــــية:الى أمي,,,أمي التي تركتني أصارع الحياة بمفردي وأتجرع من كأس مرها بدون سند,,
أمي التي قسي قلبها حين رمتني,,أمي التي تركتني أعاقب بما فعلته هي وأعدوني مثلها,,أمي ربما تكون كلماتي قاسية لكن تأكدي أنها لاتساوي شي بالنسبة لقسوة الحياة التي عشتها
أمي كم تمنيت أن ألقاك في يوم نجاحي وتخرجــــــي,,أمي حين يتحدثون عن الأم أبكــــــــــــــي دماً وحرقة فأنا ببساطة لا أملك مايملكون,,فأنا لاأريد غنــاً فالدار لا يقصر بشيء,,أريدك أنت لذاتــــــــــــــــكـ ,,سامحك الله وغفر لك
النهايـــــــــــــــــــThe End ـــــــــــة,،
ملاحظـــــــــــــة:القصــة من نزف قلمــي,وأنا إنسان والخطــــأ وارد فاعذرونــي,,,,
ولا أحلل من ينقلهــــــا وينسبهـــا إليــــه من دون ذكر اسمي(فجر المحبة).