كيفية تربية الطفل على الاسلام
عزيزتي الأم والأب التربية ليست أمرا عارضاً أو قضية هامشية أو فكرة عابرة أو خاطرة سائرة بل هي ضرورة ملحة ومسألة لازمة وقضية تضرب بجذورها في الماضي الفائت لتعبر الحاضر السائر وتمتد إلى المستقبل الآتي ولعل من أوجب الواجبات وأعظم المسؤوليات وأكبر الأمانات
أمانة تربية المسلم أهل بيته مبتدئا بنفسه ومثنيا بمن يعول أدناه فهو مسؤول عنهم ومحاسب عليهم ومعاقب على تفريطه في تربيتهم
شرر بين الثياب
صلاح الأهل نعمة عظيمة ومنة من الله كريمة لا يشعر بها ويعرف فضلها ويقدر قدرها إلا من حرم منها وتلوع قلبه بضدها واكتوى فؤاده بنقيضها وهذا ما يستوجب مضاعفة الجهود لتنشئة الأولاد على مبادئ دينهم وثوابته ولوازمه
ثم تحصينهم ضد تلك التيارات الفكرية الغازية وإعدادهم ليقوموا بدورهم الرائد في تربية الجيل التالي وفي مجابهة القوى المعادية بالمثل
وقد فسر علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله تعالى :
( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) بمعنى علموهم وأدبوهم فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد اساء إليه غاية الأساءة
واكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا ولم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آبائهم كبارا
كما عاتب بعضهم ولده على العقوق فقال : ( يا أبت إنك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا وأضعتني وليدا فأضعتك شيخا )
ويقول ابن القيم رحمه الله :
( ما أفسد الأبناء مثل غفلة الآباء وإهمالهم واستسهالهم شرر النار بين الثياب )
وهذه ثلاث خطوات إن طبقت على الأباء والأمهات كانت بوابة صلاح بيوتنا بإذن الله تعالى
أبوهما صالحاً
للقدوة الحسنة أثر عظيم في العملية التربوية وانطلاق التربية من خلالها من أنجح الوسائل لأن الطفل بطبيعته يحب التقليد والمحاكاة وتقمص الشخصيات وأقرب الناس إليه في إشباع هذه الغريزة من يقوم على تربيته وهما الوالدان
مثله الأعلى وأسوته الصالحة في نظره يتأثر بأقوالهم وأفعالهم وأحاسيسهم من حيث يدري أو لايدري لإغن كان المربي على دين وخلق حسن من الصدق والأمانة والعفة والكرم والشجاعة وغيرها
نشأ الولد على مثل ذلك
فصلاح الآباء له أبلغ الأثر في صلاح الأبناء وحفظهم وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى في قصة الغلامين أصحاب الجدار
اللذين جاء ذكرهما في قصة الخضر مع موسى عليهما السلام
( وكان أبوهما صالحاً )
;dtdm jvfdm hg'tg ugn hghsghl