تستطيعين منع أطفالكِ من الدخول في معارك ومشاجرات في ما بينهم أو يمكنكِ على الأقل
الحد منها كي لا تتحول إلى مصدر إزعاج لبقية أفراد الأسرة من خلال التعرف إلى أسباب هذه المعارك
الطاحنة التي تدور في أرجاء المنزل ومن ثم العمل على حل كل مشكله على حده.
تسهم عوامل عدة في تحويل المنزل إلى ساحة معارك وفض النزاعات بين الأخوة منها:
* الظهور بصورة الأم الضعيفة وعدم الإصرار على تنفيذ الأوامر:
تكتفي أغلب الأمهات بإلقاء الأوامر على الأبناء ليتوقفوا عن الشجار بنبرة صوت
لا توحي بالحسم أو الإقناع ما يتيح للطفل عدم الرد أو الانصياع لأوامرها.
من المهم جداً أن يشعر الأطفال بأن والدتهم حاسمه في ما تقوله وبأنها
تملك سلطه قويه تمكنها من معاقبتهم في المقابل على الأم أن تثابر في ما تفعله
وتصر على أن ينفذ أبناؤها الأوامر بالتوقف عن المشادات الكلامية والمشاحنات
لأن الاكتفاء بنهرهم أو توبيخهم بصوت منخفض سيحول أوامرها إلى مجرد
شكوى ممكن أن يقبلها أطفالها أو يرفضونها.
إذن الخطوة الأولى والأساسية في محاولة إعادة الهدوء إلى المنزل ووقف المعارك
بين الأخوة تبدأ من ثقة الأم بقدرتها على وقف المشاحنات بين أبنائها.
حالة الأهل النفسية المتوترة:
تؤدي الحالة النفسية المتوترة للوالدين دوراً كبيراً في تأجيج المشاحنات وتحويل المنزل إلى ما
يشبه حلبة مصارعه بين الأبناء لأنها تنعكس بشكلٍ أو بآخر على سلوكهم.
فقد أثبتت الدراسات أنه عندما يكون الأب مرتاحالبال فإن عدد المعارك بين أطفاله ينخفض بصورة كبيره
في حين أنها تزيد عندما يكون مهموماً ومرهقاً ومتوتراً ويشرح العلماء أنه أثناء معاناة الأهل التوتر
أو الضغوط يميلون إلى معاملة أطفالهم بقسوة وهذا ما يدفع الأطفال إلى الانتقام مما
يتعرضون له فيبدأون في افتعال المشكلات مع بعضهم بعضاً.
_ المساواة بين الأبناء:
يسهم الشعور بالغيرة في نشوب المشاحنات بين الأخوة فالطفل يخاف أن يشاركه أحد حب والديه
أو أن يسرق أحد إخوته جزءاً من حبهما له فيتولد عنده الشك ومشاعر الغيرة منهم.
وما يؤجج المشاحنات أكثر سعي الأهل إلى تحقيق المساواة بين أطفالهم
ظناً منهم أنها الوسيلة الناجحة لوقف المعارك ووضع حدٍ لمشاعر الغيرة بينهم ولكن الواقع يثبت
عكس ذلك إذ تشير الدراسات إلى أن المساواة بين الأشقاء تجعل كل طفل يظن أنه
غير مهم وأن لا شيء عنده يميزه عن بقية إخوته ما يزيد من شعوره بالحنق
أو دفعه إلى منافسة إخوته لإثبات تميزه.
شخصية الطفل وشكله:
تسهم شخصية الطفل وهيئته الخارجية في تأجيج الصراع بينه وبين إخوته أو في تهدئتها
مثلاً الطفل البشوش لا يغار ونادراً ما نراه منخرطاً في شجار في حين أن الطفل الذي
يريد إثبات ذاته يكون كثير الضجيج ومثيراً للشغب.
وفي النهاية يجب على الأهل أن يساعدوا أبناءهم في العثور على هواية ما تشغلهم
وتبعدهم عن العراك وتنظيم المشاوير الخارجية لأن جلوس الأطفال بين أربع جدران
تولد لديهم الرغبة في خوض المعارك.