مجموعة طرق مهمة لتريبة الطفل
الأم ينبوع الفضيلة ومدرسة القادة التربية من سن الثالثة حتى المراهقة
التربية الإيمانية التربية الإجتماعية التربية التعليمية التربية الأخلاقية الفصل التاسع : أساليب التربية الصحيحة الناجحة التربية بالحكمة والموعظة الحسنة التربية بالملاحظة التربية بالعادة التربية بالقدوة التربية بالعقوبة الفصل العاشر : مرحلة التربية في سن المراهقة والشباب الفصل الحادي عشر : دور الإعلام في عملية التربية الأم ينبوع الفضيلة ومدرسة القادة رغم أن التشريع الإسلامي حمَّل الرجل والمرأة مسؤولية رعاية وتربـيـة الأبناء ، إلا أن الأم تبقى هي الألصق بالطفل , فهي التي تحمل به , وترضعه , وترعى شؤونه كلها , فهي التي تعطيه من بدنها حتى ينمو جسمه , وهي التي تسهر على راحته حينما تلمح سقمه ، وهي التي تربيه على فضائل الأخلاق والتقى والعفاف ، فهي كما
قال الشاعر حافظ إبراهيم :
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
ويبقى السؤال كيف يمكن أن تقوم العملية التربوية وفق معايير الشرع الإسلامي ونحن نعيش وسط مجتمع يعج بالمتناقضات ؟ وقد يظن البعض أن إيجاد الجيل المؤمن الرباني هو ضرب من المستحيل . ولكن الناظر في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح ، يوقن إمكانية وجود الجيل المؤمن بربه المستقيم في سلوكه وخلقه ، ولكن مثل هذا الجيل لن يوجد بين عشية وضحاها بل يحتاج إلى رعاية طويلة الأمد وجهود متتابعة وتربية متأصلة الجذور ، فهذا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومعلمنا الأول يرسم ويقرر لنا الأسس والمبادىء التي تعيننا على إنشاء وبناء الأسرة المسلمة ، فيقول ألا كلكم راعٍٍٍ وكلكم مسؤول عن رعيته . فالأمير الذي على الناس راعٍٍ وهو مسؤول عن رعيته ,والرجل راع على أهله وهو مسؤول عنهم ,والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم , والعبد راع في مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) رواه الشيخان . فهذا الحديث يوضح لنا أن تربية الأبناء منوطة بالرجل والمرأة . فهناك تكامل بينهما في موضوع التربية ولن تكون سليمة بغياب أحدهما عن الساحة . وهذه المنهجية في التربية هي التي تسهم في بناء الأسرة على أساس من السكن والمودة والتراحم ، ولأن مراحل التربية في الإسلام كلها هامة فهي مترابطة لا يمكن فصل بعضها عن بعض فكل مرحلة تمهد للأخرى , وقد أولى الإسلام مرحلة الطفولة عناية خاصة ، فهي المرحلة الأساسية في حياة الطفل ، فكل ما يغرس فيها من فكر وأخلاق وعادات تثبت مع الطفل طيلة عمره ويصعب تغييرها فيما بعد ، وعلى هذا فإن مسيرة التربية والبناء في الإسلام تبدأ من حين عقد النية على الزواج واتخاذ الأسباب الناجحة من أجل ذلك ، وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) أخرجه الشيخان .
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم والبيهقي .
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم ) رواه ابن ماجة والحاكم والبيهقي .
فإذا أحسن الرجل اختيار الزوجة وفق معايير الشرع الحنيف ؛ فقد أحسن إلى ولده بحسن اختياره لأمه . كما قال الشاعر : وأول إحساني إليكم تخيري لماجدة الأعراق بادٍ عفافها وكذا المرأة إذا أحسنت اختيار الرجل كما أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الدين هو أساس الإرتباط في الزواج ، فقد أحسنت إلى ولدها بحسن اختيارها لأبيه . وإذا ما تم الزواج وكان على أساس المنهج الرباني فإن إيجاد البيت المسلم وتربية الجيل سيكون أمراً سهلاً ويسيراً إن شاء الله . لأن حسن الاختيار سوف يوفر الحضن الدافىء والبيئة الصالحة التي ترعى الذرية وتحافظ على نقاءالفطرة السليمة فالقضية هنا قضية الذرية التي تأتي بإذن الله فهي قضية الإنسان وقضية الناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها . وكيف لنا أن نتحدث عن حقوق الأنسان إذا لم نرع حقوقه في بيته وأسرته التي تمثل الحق الأول والأهم في حياته . وعلى هذا فهناك أمور كثيرة أرشدنا إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم تعيننا على تربية الطفل من أول يوم لولادته ، وهي من حقوقه على والديه :
1. التأذين في أذن المولود : وذلك بعد الولادة مباشرة والحكمة في ذلك حتى يكون أول ما يسمعه الطفل هو كلمات الأذان التي تتـضمن توحيد الله وتعظيمه . فقد روى أبو رافع رضي الله عنه فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة ) رواه أبو داوود والترمذي .
2. تحنيك المولود : وهو تدليك فم المولود بالتمر أو أي مادة حلوة وذلك حتى تتقوى عضلات الفم ، فقد جاء في الصحيحين من حديث أبي بردة عن أبي موسى t قال : ولد لي غلام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بالتمر ودعا له بالبركة ) ويستحب أن يقوم بالأذان والتحنيك أهل التقوى والصلاح تيمناً بصلاح المولود .
3. أن يحسن اسمه : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وبأسماء آباءكم فأحسنوا أسمائكم ) رواه ابو داوود بإسناد حسن .
4 العقيقة عن المولود : فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عند يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى )
. 5 .حلق رأس المولود يوم سابعه والتصدق بوزنه فضة فإن حلق شعره يساعد على تفتيح مسامات الرأس وتنشيط الدورة الدموية في الدماغ ، والتصدق يؤدي إلى التواصل والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم .
6. الختان : وذلك من أجل المحافظة علىصحة المولود من بعض الأمراض التي تضره فيما بعد .
7 . الرضاعة : فإن لها أهمية بالغة في توفير الغذاء الكامل للطفل وهي لا تقف عند الناحية الغذائية فحسب بل هي حضانة ورعاية وحنان وعطف تعطيه الأم لطفلها . والتي سيكون لها الأثر الطيب فيما بعد على شخصيته وسلوكه . هذه بعض الحقوق الواجبة للطفل عند ولادته ولكل واحدة حكمتها الخاصة بها , والتي تعتبر حجر الأساس الأول في تربيتة , وعلى الأبوين أن يحرصا على تطبيقها حتى ينشأ ولدهما صالحاً تقياً .
l[l,um 'vr lilm gjvdfm hg'tg