تعليم الاطفال على حب القرأن
 
 تربية  الاطفال  طريقة  تربية   الاطفال   اسلوب   تربية   الاطفال  طريقة  تربية  الاطفال
 
 
 إن   طفلٌ في جوفه القرآن ، أو شيءٌ من القرآن ، أو طفل يُحِبُّ القرآن لهو   نورٌ في الأرض يتحرك وسط الظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية ،   وصِرنا نخشى اتساع رقعته في الأعوام القادمة .
 
   وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- قد اعتبر زمانه زمان فِتن  لأن  الريح كشفت جزءاً من كعب امرأة رغما ًعنها ، ورآه هو عن غير قَصد.  فماذا  نقول عن زماننا؟!!!!!
 
  بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!
 
   وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيه  صلى  الله عليه وسلم ، فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ،
 
  لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة .،
 
  .وعساه أن ينير لهم أيامهم ،
 
  ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .
 
  وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما – على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ،
 
  فأرجو الله تعالى أن ينفع بها، وله الحمد والمِنَّة .
 
  د.أماني زكريا الرمادي 
 
 
  ----
 
  لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا؟!!
 
 إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة .ولعل ما يلي هو بعضها: 
 
   1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذي   تولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن أطفالنا إذا أحبوه   تمسَّكوا بتعاليمه، ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً 
 
   2- لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان بالله   واليوم الآخر، وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ،   وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي به   مولانا في هدأة الأسحار (1) ،"فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه  على  آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرف  تشريعاً  يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً  لنَفسِهِ سوى  التخشُّع بآيات القرآن . وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما  المرجوة في  تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً "( 2) 
 
   3. لأن القرآن الكريم هو" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكر   والوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية ، ومقياس النقاء و الأصالة "   (3).فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته، واستقامته،   وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته ، وغزارة علمه . 
 
   4--"لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّوا  على  ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً ،أو وزيراً،أو رئيساً ، فيجعل القرآن   العظيم له دستوراً ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذ  الصِّغَر"(4)
 
   5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل ، ليس فقط  من  شرور الدنيا والآخرة ، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان  ففم ينطق  بكلام  الله ويحفظه يأنف ،ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذب  وسائر آفات  اللسان . 
 
   6-- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ،   وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليه   وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً ،   وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً - كفانا الله   وإيَّاكم شر تضييع أبناءنا- ولن نجد أكثر أماناً من القرآن نبثه في عقول   وأرواح أطفالنا حِفظاً لهم من كل أنواع الضَّياع !!!!
 
  7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!
 
   فإذا أحب الطفل القرآن الكريم،أصبح فهمه يسيراً عليه، مما يولِّد لديه   ذخيرة من المفاهيم والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكار   الهدامة التي تغزو فِكرَهُ من كل مكان.
 
   8- لأننا مٌقبلون-أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صلى   الله عليه وسلم:أن فيه " تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمها   وكأنها هي الأم !!!!
 
  فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .
 
   9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبه  غيرهم  .كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوم  يكون  المسلم في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .
 
   10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ، فهو من   عباده الصِّغار،لذا فمن حقه علينا أن نحترمه ، وأن نعطيه حقه من الرعاية   ،والتأديب. ولقد قال صلى الله عليه وسلم:"أدّبوا أولادكم على ثلاث خِصال:   حب نبيكم ، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظل عرش   الرحمن يوم لا ظِل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" رواه الطبراني )( 4) 
 
   11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربط المسلمين بربهم،  ويجمع  بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وما أحوج أطفالنا- حين  يشبُّوا-  لأن يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقت  اشتدت فيه  الهجمات على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان !!!!