نصائح لاعتماد الطفل على نفسه
«الأم التي تطعم صغيرها دون بذل أقل مجهود لتعليمه كيفية الامساك بالملعقة بنفسه وتوجيهها نحو فمه، أو على الأقل تطعم نفسها داعية صغيرها ليراقبها أو يراقب كيف تطعم نفسها، ليست أماً فاضلة، فهي تناقض أسس الكرامة الإنسانية لطفلها إذ تعامله على أنه دمية بالرغم من أنه إنسان».
العبارة السابقة هي لماريا مينتسوري إحدى أشهر خبراء التعليم الإيطاليين والغربيين على حد سواء في القرن العشرين، وصاحبة مدرسة تربوية باسمها هي مدرسة المينتسوري، وهي عبارة على الرغم من قسوتها تتعامل مباشرة مع قضية على أعلى قدر من الأهمية في مجال التربية، ألا وهي قضية تعليم الطفل الاستقلالية والاعتماد على الذات منذ نعومة أظافره، وهي موضوع هذا المقال.
ويولد الطفل معتمداً على أبويه اعتماداً كاملاً في قضاء حاجاته الأساسية كالرضاعة والنوم وارتداء ملابسه، وفي أسابيع عمر الطفل الأولى تلقى هذه المسؤولية الكبيرة على عاتق الأبوين، وبعدما يعتاد الأبوان تلبية حاجات طفلهما الأساسية ينمو الطفل ويبدأ رحلته في الاستقلال وتحقيق ذاته تدريجياً، وتصبح موازنة الأبوين بين رغبتهما في تلبية حاجات طفلهما الأساسية من ناحية وحاجة طفلهما في الاعتماد على ذاته من ناحية أخرى - رغم ما يواجهه من صعاب - اختباراً يومياً صعباً للأبوين.
وفي مواجهة التحدي السابق رأينا أن نحاول تقديم بعض القواعد أو النصح الهامة التي يمكن لكل أبوين الاستعانة بها لتعويد طفلهما على الاستقلال والاعتماد على الذات.أول هذه القواعد هي تهيئة البيئة المحيطة بالطفل مثل غرفته ومكان لعبه لتشجيعه على الاستقلال بنفسه، ويكون ذلك عن طريق تخصيص فراش مستقل للطفل سواء في غرفة الأبوين أو في غرفة مستقلة، ويراعى أن يكون هذا الفراش آمناً مؤهلاً لحركة الطفل المستمرة ويساعد الطفل على الصعود إليه والهبوط منه دون مساعدة أو بأقل قدر من المساعدة.
كما يجب تزويد حجرة الطفل أو مكان لعبه بقطع أثاث صغيرة الحجم تتناسب مع حجم الطفل وتسهل عليه استخدامها خلال أنشطة يومه، كما ينصح بوجود أرفف منخفضة في متناول يد الطفل ومزودة ببعض الألعاب البسيطة مما يساعد الطفل على تداول وترتيب ألعابه بمفرده أثناء وبعد اللعب، ويمكن تزويد غرفة الطفل بشماعات منخفضة في متناول يديه لكي يتمكن من الوصول إليها، فوجود شماعات عالية فقط بحجرة الطفل سوف يدفع الطفل إلى الاستمرار في الاعتماد على أبويه في تعليق ملابسه.
كما يجب اختيار ملابس الطفل من نوع يسهل على الطفل ارتداؤها بنفسه واختيار ألعاب بسيطة يستوعبها الطفل تدريجياً.
ثانياً: ينصح بالقراءة للطفل عن قصص أطفال صغار مثله يحاولون الاعتماد على أنفسهم، كقصة طفل يحاول ارتداء ملابسه بنفسه أو ربط حذائه بمفرده، وجدير بالذكر هنا أن طريقة قراءة القصص نفسها لها دور كبير في تشجيع الطفل على استخدام عقله، حيث يقرأ الكتاب على شكل حوار في صورة سؤال من الأم للطفل عن رأيه فيما سيحدث في باقي القصة أو عن رد فعله تجاه أفعال بطل القصة، وهل كان من الممكن أن يتصرف الطفل بشكل مختلف؟ وماذا كنت ستفعل إذا كنت مكانه؟
الأسلوب الثالث هو التركيز على القوة النفسية الكامنة داخل الطفل، فعندما يقع الطفل في مشكلة مثل عدم تمكنه من اكمال لعبة عجز عن تشغيلها بنفسه، فينبغي على الأبوين قبل تقديم الحلول السهلة تذكير الطفل بأنهم يثقون في ذكائه وقدرته على حل هذه المشكلة، وانه مع بعض الصبر وتكرار المحاولة نصل إلى الحل.
وذلك على أن يتدخل الأبوان فقط في مرحلة ما قبل أن يصل الطفل لليأس وترك اللعبة، وذلك ليسهلا عليه ايجاد الحلول لا لكي يحلا له المشكلة التي تواجهه.
الأسلوب الرابع هو اعطاء الطفل بعض الخيارات البسيطة خلال يوميه وتشجيعه على اتخاذ القرارات فيها، مثل سؤال الطفل عما يحب أن يرتدي عند الخروج، أو تخيير الطفل بين ردائين وتشجيعه على اختيار احدهما.
أخيراً يجب تقسيم عادات الطفل اليومية - كارتدائه ملابسه - إلى خطوات روتينية بسيطة وشرحها له بشكل مبسط ومتكرر حتى يتمكن من فهما، وتشجيعه بحاجاته اليومية، ويجب الإشارة هنا إلى أن الأم والطفل يجب أن يركزا على مهارة بذاتها وتوفير فترات زمنية طويلة لاستيعابها وتعلمها حتى يتمكن الطفل من اجادتها قبل الانتقال إلى مهارة جديدة.
kwhzp ghujlh] hg'tg ugn ktsi