التعامل مع الطفل اثناء الازمات
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من الحركة السلفية يعتبر الأطفال أشد الفئات العمرية تأثرابالأوضاع الناجمة عن الظروف الصعبة، ويرجع ذلك إلى قلة خبرتهم المعرفية والحياتية،ومحدودية آليات التكيف التي يمتلكونها، ناهيك عن أنهم يعيشون في عالم من الخيالالواسع الذي يصور لهم الأحداث بصورة أكبر بكثير من حجمها الحقيقي. وتشمل آثار الظروفالصعبة عدة جوانب في حياة الطفل، تتمثل غالبيتها في التهديد الموجه نحو تلبيةاحتياجاته المادية والنفسية الأساسية، والتي تعتمد بشكل مباشر على أفراد أسرتهوالراشدين من حوله، ولذا فان للبيئة المتوافرة له أهمية خاصة في مساعدته علىاستعادة قدرته على التكيف، والعودة إلى النمط الطبيعي. وعلى الرغم من أن الأطفال منمختلف الفئات العمرية يتأثرون بالأوضاع الصعبة، إلا أنه يبقى هناك تفاوت كبير بينهمفي درجة وكيفية تأثرهم بها. ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعيةيمكن تلخيصها كالتالي:1- يلعب إدراك الطفل للحدث الصعب دورا رئيسيا في تحديد المعنى الخاصوالذاتي لهذا الحدث بالنسبة إليه، وهذا يعني أن الذين يشاهدون منهم حدثا معينايتأثرون به بطرق مختلفة بحسب المعنى الخاص الذي يعطيه كل واحد منهم للحدث، وهذاالأمر يعتمد بدوره على المميزات الشخصية الخاصة بهم.2- حدة الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف الصعبة،والتي تستند إلى حجم ونوع التغيرات التي تطرأ على حياة الطفل وقدرته على السيطرةعليها.3- الخصائصالشخصية للطفل -الذي يتعرض للأزمة تلعب دورا- مهما في درجة تأثره بها. وتشمل هذهالخصائص:- طبيعةمرحلته العمرية.- أسلوب تعامله مع الوضع الصعب، ويشمل ذلك حدة القلق وقدرته على التحدث عنالحدث.- وجود خبرةسابقة مهما كانت فيما يتعلق بأوضاع صعبة مشابهة أو غير مشابهة، مثل الفقدان والتعرضللعنف وغيرها.- المعنىالخاص الذي يعطيه كل طفل للحدث بحسب حصيلته المعرفية والتجاربيةوالخيالية.4- توافرجهاز الدعم العائلي والذي يلعب دورا مساعدا أو معوقا للطفل في عمليةتكيفه.
كيف يختبر الأطفال الوضع الصعب؟
يختبر الأطفال والراشدون على حد سواء الحدث الصادم على شكل ردود أفعال تؤثر على عدة نواح من حياتهم. ففي المرحلة الأولية ينتابالأفراد شعور بعدم التصديق والترقب لحدوث ما هو أشد سوءا، وتغلب عليهم مشاعر الخوفوالقلق، والغضب والحزن بشكل مكثف، وقد يواجهون نوعا من الجمود في مشاعرهم. وفيالأيام التالية قد يعمدون إلى تجنب ما يذكرهم بالصدمة المباشرة، بينما يقومونبمراجعة الحدث بشكل متكرر، ويتأثر (روتين) حياتهم اليومي فيشعرون بالتشتت وعدمالقدرة على مزاولة نشاطاتهم اليومية كالسابق. وقد يصحب هذا الوضع مشاعر الذنب ولومالذات، كما يجد معظم الأشخاص صعوبة في التركيز وفي الخلود إلى النوم، بينما يلجأالبعض الآخر إلى النوم المتواصل للهرب من مواجهة الواقع المؤلم ومشاعر العجز. وبالإضافة إلى ما سبق فإن ردود فعل الأطفال قد تتميز بمايلي:
1 - الشعور بالخوف والقلق.2- حدوث الكوابيس المتكررةالتي تتخللها مشاهد الحدث.3- النومالمتقطع.4- ظهور سلوكيات عدوانية موجهة ضدالآخرين.5- العزوف عن الطعام أو الإفراط فيتناوله.6- انخفاض الأداء المدرسي.7- ردود فعل فسيولوجية مثل: التبول اللاإرادي وازدياد حالات الإثارةوالتوتر.8- ظهور حالات من الإمساك أوالإسهال.9- التعلق القَلِق بالوالدين من خلال الخوف من الانفصالعنهم.10- تضاؤل الاشتراك في النشاطات الخارجية وقلة اهتمامهباللعب.11- الخوف الواضح من البرامج التلفزيونية التي تحتوي مشاهدعنيفة
. إرشادات عامة في التعامل مع الأطفال أثناءالأزمات
1 يجب ألا يفترض الوالدان أنه ليس لدى الأطفال أي معرفة عن الأشياء التي سوف تحدث،وذلك لأن من المؤكد أنهم يعرفون أكثر مما قد يعتقد الوالدان. فالأطفال يكتشفونالأحداث من خلال متابعتهم للبرامج التلفزيونية أو من خلال تواصلهم مع الآخرين. ولذلك على الوالدين أن يقوما بتصحيح المعلومات غير الكافية، أو التي تنقصها الدقةوسوء الفهم من دون اللجوء إلى تقديم أي شيء غير واقعي أو غيرحقيقي.2- يجب أنيتواجد الوالدان وأن يستمعا لأطفالهما، وأن يعرَّفوهم أنه أمر طبيعي أن يتحدثوا عنالحدث الصعب، وهنا يجب أن يستمعا لما قد يفكر فيه الأطفال ويشعرون به دون إبداء أياستخفاف أو سخرية، فمن خلال الاستماع يستطيعان أن يعرفا طبيعة الدعم الذي يحتاجهأطفالهما. كما يجب عليهما أن يكونا مستعدين للإجابة عن جميع أسئلة الأطفال حتى وإنبدت غريبة أو سخيفة.3- يجب على الوالدين أن يتشاركا بمشاعرهما مع أطفالهما، وأن يخبروهم بأنهما يشعرانأيضاً بالخوف والغضب من الأحداث، حيث إن ذلك يساعد الأطفال على أن يعرفوا أنالراشدين أيضا يشعرون بالضيق عند التفكير بالحدث القادم، وإذا ما أخبرهم الوالدانبمشاعرهما فيجب عليهما إخبارهم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المشاعر دون أنيؤدي ذلك إلى زيادة مشاعر
الاضطراب عندالأطفال.
hgjuhlg lu hg'tg hekhx hgh.lhj