وأما في ولده منك أو من غيرك :
فلن أوصيك بأولادك وليس هذا مجال الحديث عن التربية ، وإنما أريدك أن تعلمي أن ولد الرجل فلذة كبده وأنهم سواء كانوا منك أو من غيرك فالمفترض أن يكونوا منه بمنزلة واحدة في المحبة والقيام على مصالحهم وأنهم أقرب إليه منك وحقهم أعظم عليه من حقك وقد ذكرت لك قوله سبحانه : ] يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه [ وبينت لك دلالة هذا الترتيب فالرجل أول من يحمي ولده وزوجه ، ولذا قال رسول الله e للأنصار كما تقدم : تمنعوني مما تمنعون منه أولادكم ونساءكم .
فمن أوجب مايجب عليك خدمة أولاده وصيانتهم لأنهم منه وله وأنت منهم بمنزلة الأم ولذا حرم الله سبحانه نكاحك إياهم تحريما أبديا ، وشنع عليه أبشع تشنيع في قرله تعالى : ]إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا [ وقد تقدم الحديث عنه في فصل لماذا خلقت المرأة ، وربما فارقك أبوهم فأصبح أجنبيا عنك وبقوا هم من محارمك . ويكفيك قول رسول الله e كما في صحيح البخاري : والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ومسئولة عن رعيته .
فهذا النص شمل الولد منك ومن غيرك .
من كتاب : هدية كل عروس أو
( هديتي لابنتي عند زفافها )
مؤلف الكتاب : الشيخ الدكتور محمد بن رزق بن طرهوني
Hfkhz;l