لسيدي, الليث, داخل
مقال جدير بالقراءة!
ماكتبتة الأخت مشاعل العيسى
سيدي خادم الحرمين الشريفين :
لعلك شعرت بأن والدكم رحمه الله يعيش بيننا وكأنه معنا ويحس بآلامنا .و لكأني ألمح فيك يا خادم الحرمين عبد العزير الآخرفكثيراً ماتردد بأن الشعب منك وابناء هذا البلد هو أبناءك وبناته بناتك ومصائبهم تؤلمك
. . . .
يقول عمر بن الخطاب :
(لو أن دابة عثرت في العراق لسألني الله عنها لم لم تسو لها الطريق يا عمر؟ )
وحينما تعثر سوق المال .لم تتعثر معه الدابة والبعير بل تعثرت خطى رجال الإسعاف وهم يحملون المصعوقين والمنهارين من تدهور سوق المال
.لم تقع دابة وإنما وقع أناس مغشياً عليهم .يتامى باعوا حصصهم وحصص أخوانهم ليتاجروا لهم .موظفين فقراء استدانوا كي يدخلوا الأسهم فتجمع عليهم الدين والخسارة ورجل باع أرضه, وامرأة باعت ذهبها .ومطلقة دخلت بمالها بعد أن خرجت من بيت زوجها أو أرملة خرج زوجها عن الحياة .وخلف لها أولاداً ترعاهم وتسهر على مستقبلهم .فأخذت أموالهم لتتاجر لهم وإذا بالسوق ينغص عليها أحلامها ويعبث في أموال أبناءها . في وقت الفرصة .في وقت الناس لا تتحدث فيه إلا عن الطفرة.وآآآآه من الحوادث والمآسي التي حصلت لهؤلاء وهذه المستشفيات تشهد بانهيارات الجسد .مع انهيار السوق
. . .
ياوالدنا :
بعد نكبة الأسهم السعودية والانهيار الخطير الذي تعرضت له السوق وذهب ضحيته بعض الموتى والمرضى والمنهارين خرجت قراراتك رعاك الله .فجاءت كالماء البارد على الظمأ والجوع .رش قلوب المحزونين وهبط من شعث أرواحهم.فاستبشروا خيراً من والدهم .وكان أعظم ما أسعدهم هو إحساسك بهم وتقديرك لآلامهم و تطمينك لهم بعودة أموالهم .فناموا قريري العيون تلك الليلة .وفي الغد .انتظروا وبعد غد .انتظروا أيضاً .وبعد وبعده
ولكن السوق لم يتعدل إلا تعدلاً طفيفاً لا يزيح الهم ولا يبعد القلق والناس تنتظر .والقلوب لا زالت تخفق .والخوف يحيط بكل من دخل وتاجر .وشبح الفقر والفاقة هو الذي يبسط قامته أمامهم .والديون هو الهم الذي يجثم على أنفسهم والإحباط أخذ منهم كل مأخذ .حتى صار أمنيتهم أن يرجعوا برؤوس أموالهم فقط
سيدي خادم الحرمين الشريفين :
.
اسأل حفظك الله عن المرضى والموتى الذين ماتوا بسبب سوق المال .اقرأ عن حالات السكتة والجلطة الدماغية والتي تتزايد يوماً بعد يوم .اسأل عن شعبك المنكوب بنكبة الأسهم التي جعلت من الرجل العاقل مجنوناً يخلع ملابسه ويرقص من غير وعي بعد أن تم اغتصاب ماله ونهب قطرات عرقه و سنوات عمره وكفاحه وكل هذا في لحظة واحدة .وأمام عينيه صبح مساء
. . .
تخيل يا خادم الحرمين شعورك لو أخذ أحد أموالك من أمام عينيك وهي كل ما تملك .بل ليتهم يملكون هذا المال فمعظم الذين تاجروا بالأسهم إنما هم مستدينين .تخيل أن يضاف إلى خسارة أموالك هم قضاء دين قد استدنته لهذا الأمر .لقد اجتمع على هؤلاء المساكين أمرين مرين : الخسارة والدين .فماذا عساهم أن يفعلوا أمام هذه الطامة !!! لا ألوم من وقف عند الإشارة وترك سيارته تمضي دون أن يشعر ولا ألوم من ترك سيارته ووقف يرقص في الشارع من القهر ولا ألوم الذي صار يستفرغ الدم في البنك ولا ألوم الذي تخبط في مشيه واصطدم في كل خطوة بجدار .وزجاج .وباب لا ألوم من أصابه الخرف وصار يهذي ويغني لقد صدمتهم الصدمة وأعياهم الذهول .فلم تصف لهم حياة ولم يهنأ لهم بال
في الأسابيع الماضية .يكاد كلام الناس ينحصر في كلمتين ( حسبنا الله ونعم الوكيل )وهي الكلمة التي تخرج من قلوب المغبونين والمحروقة أفئدتهم .الذين يقاومون الموت من الصدمة بعد أن ماتت آمالهم وتحطمت أحلامهم في لحظة انهيار السوق
والناس يرددون بألم ( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق ) .إن أعظم النعم الأمن والرزق .وإذا أطعم الراعي رعيته من جوع .وآمنهم من خوف بكل أنواع الأمان .فمتى ما أطلقهم في الحياة فسوف لن يشعروا إلا بالسعادة والرضا والشكر لله ثم له
. . .
قطع الرزق وسيلة قذرة لجأ لها عصابة في الاقتصاد .همهم أن يزداد الفقير فقراً والغني غنى. وان من ينافس في السوق ويجتهد لإعلاء رصيده .حقه الطرد والإبعاد. كل ذلك كي يكون السوق محتكراً على فئة معينة ولا يحق لغيرها أن ينافسها ولقب ( الهامور ) عليه ألا يكون مبتذلاً لأي أحد ولا يجوز ومصطلح ( الهوامير الجدد ) على الناس أن ينسوه . والشركات النزيهة والتي تتعامل بالحس الإسلامي عليها أن تخسر وتبقى في الحضيض كي تتأدب فتتعامل بالربا أو على الأقل عليها ألا تنتقده وعليها أيضاً ألا تنافس الشركات التي تتعامل به .وما ذلك إلا الخوف من سيطرة التعاملات الإسلامية واكتساحها للسوق وتأثيرها الخطير على سوق المال العالمي
. . .
والهم الأخطر الذي يحمله بعضهم هو الرغبة في الإساءة للدولة بطريقة ملتوية . وتهييج العامة على الحكومة واتهامها ضمناً بأنها هي التي تخلت عن صغار المساهمين وتركتهم عرضة لأسماك القرش في بحر الأموال .
.
وللأسف فبعض بوادر ذلك هو ما يحدث الآن .
. . .
وهاهي الناس بدأت تحكي في السياسة وبدأت تتهم هذا الوزير وهذه الهيئة وهذا الأمير الناس بدأت تبحث عن المتسبب والبعض وجدها فرصة لتوجيه الاتهام إلى الحكومة واتهامها بالسلبية والسكوت والرضا .ووجد الحاقد لهذه البلد في هذا الانهيار مبتغاه وهذا ما لا يريده أي حاكم لبلده وهو أن يشتغل الناس بأمر السياسة ويتركوا أمور حياتهم ومعاشهم . ولا يخفاك _ حفظك الله _ أن في تشويه صورة الدولة نشوء صورة سيئة تتغلغل في نفس صاحبها .فيصعب معها إرجاع روح المواطنة والتي نسعى جاهدين لترسيخها في نفوس المواطنين وتثبيت روح الولاء والحب للوطن .إذ كيف يتم ذلك في نفس من يرى نفسه ضحية .وكيف يجتمع على المرء شعورين متنافرين .حب الوطن وشعوره بأنه ضحية فيه ؟
• ولقد بدأت عقدة المؤامرة تطفو على السطح هي الأخرى وربما لازالت ذاكرة البعض تحتفظ برؤية جيمس روبن الذي يرى أن الغنى والحرية خطرة في بلاد العالم الإسلامي .كما أن حديث العديد من السياسيين الأمريكيين عن سوء نتائج الاستقرار في المنطقة واقتناعهم بضرورة التدخل وصناعة الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار في المجتمعات الاسلامية إذ أن في استقرارها ودوام نشاط السوق ورفاهية الشعب سوف يؤدي إلى التقدم وبالتالي تدهور اقتصاديات هذه الدول فرأى البعض أن هؤلاء الحاقدين أدخلوا سياسة تجويع الشعب بمساعدة المنافقين في هذا البلد
. . .
خلافاً لما يتناقله بعض المحللين من أن دخول الأجانب في هذه الفترة الحرجة وبهذه الأسعار المنخفضة من شأنه أن يكرر مأساة انهيار اقتصاد دول شرق آسيا ( النمور السبعة ) عندما أخطأت خطأ فادحاً بدخول الأجنبي وقت انخفاض الأسعار .مما جعل كل الدول السبع عرضة للإفلاس بسبب تحكم المستثمر الأجنبي في أسواق المال.يشعر البعض أن هناك مؤامرة لإدخال الأجنبي في هذا البلد في هذه الفترة بالذات حتى يشتري بالأسعار الرخيصة ويتحكم في السوق ويموت المواطن غبناً .والمشكلة أن من يتحين الفرصة الآن هم اليهود الأثرياء في العالم . والذين يحلمون بضرب هذه الدولة الإسلامية عن طريق الاقتصاد والتحكم فيها وفرض القروض الربوية و الديون عليها .
. . .
• وفي كل الأحوال الأمر سيؤول إلى هذه الحالة فيما لو استمر هذا الانخفاض واستمرار عدم الثقة في السوق السعودي واضطرار أصحاب رؤوس الأموال إلى الهروب بأموالهم للمتاجرة في سوق الأموال الأمريكية والأوروبية وخروج هذه المبالغ من البلد وفي ذلك خسارة اقتصادية للبلد وفائدة للبلدان الأخرى والتي تتمنى ذلك لإنعاش اقتصادها . والمملكة تسعى جاهذة لجذب أصحاب الأموال. لكن الذي يحصل اليوم محاولة طردهم .
. . .
• وربما زامن ذلك رؤية أكثر عمقاً .تحقق لهم مراداً آخر .ففي التحكم في سوق المال والانحدار به للهاوية فرصة عظيمة لإثارة الكلام حول البلد والحكومة وإثارة سخط الناس وعدم ثقتهم فيها وهذا لعمري أخطر أمر ربما يحصل فيما لو استمر هذا التدهور دون أن تتدخل الحكومة بقرارات حازمة وسريعة يشعر معها المواطن بقيمته .ويحس بالأمان والثقة بحكومته
لذلك لابد من نشر الأمان و الثقة التجارية الآن وماليزيا مثال حي يحيي الله به القلوب الواهنة والتي تؤيد سياسة التجويع والتقتير على الناس وتهز ثقتهم في الدولة والسوق كي يحرموا الدخول فيه.وكي يحرموا البلد في فرصة نمو اقتصادي قوي يؤثر في السوق العالمية في زمن قصير. فماليزيا تعتبر أعلى دول العالم من حيث الأمانة والثقة في التعامل التجاري حققت الكثير من الرقي الاقتصادي رغم فقر مواردها .وفي المقابل تأتي كينياأقل دولة في العالم من حيث الثقة التجارية وهاهي تعيش الفقر والفاقة رغم غنى مواردها
.
والدنا الحنون :
لابد مع هذا كله من متابعة السوق وملاحقة المتسببين وتقديمهم للعدالة وفصل بعض المسئولين إن ثبت تورطهم على الأقل حتى يأمن المواطن على المستقبل ويثق في بلده
. ياخادم الحرمين تدخل أرجوك أوقف هذه المهزلة التجارية واللعبة المكشوفة .وانتقم لكل فقير ومسكين مات أو مرض بسبب هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم .اشف صدور قوم مؤمنين خافوا على أنفسهم وذويهم الفقر فاشتغلوا في التجارة واسترزقوا من ورائها رزقاً حسنا. إن لم تتدخل أنت ياوالدنا .فإلى من تكلنا هل تكلنا إلى أناس يخدروننا بالوعود الجوفاء ؟ ويسرقوننا عياناً .
تدخل يا سيدي فأموال الناس وأرزاقهم وصحتهم ليست لعبة يغامر بها الأغنياء .ويكسروا بها أعناق الضعفاء .
. . .
جزاك الله عن كل مسلم خيراً ورزقك منه رزقاً حسنا .وفرج الله عنك كربة من كرب الآخرة
. . .
(اللهم إننا نعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال اللهم انتقم لكل ضعيف وفقير ومسكين ورد إليهم أموالهم وضاعفها لهم ياحي ياقيوم )
lh;jfjm hgHoj lahug hgudsn gsd]d oh]l hgpvldk hgavdtdk