أفضل, دعوة
هذه ليست دعوة للموت، بل دعوة لحياة أفضل
هناك أمور مُسلم بها في هذه الحياة
ولكن الأغرب في هذه الأمور أن الإنسان يأخذها على محمل الجد فقط للآخرين••
وخصوصاً الموت••
كل يوم نسمع عن أشخاص لا نعرفهم قد ماتوا••
فيمر الخبر ببساطة ويسر ودون أي اعتبار للموت••
وكأن الموت هذا للآخرين فقط••
وقد لا يفكر الإنسان أنه يوماً سيمضي ويزول•
إن الموت هو الحقيقة الوحيدة المؤكدة في هذه الحياة••
ورغم ذلك لا يفكر المرء في أنه ربما يحسب للآخرين
ولكن لا يحسب لنفسه أو لا يناقش هذه الفكرة في داخله••
انه يستبعدها عنه تماماً في حين أنها قريبة فقط من الآخرين•
لماذا لا يناقش الفرد مسألة الموت
ويقول أنا الذي أملأ الدنيا من حولي بالبهجة والسرور والحب••
فجأة لا يكون لي وجود
وربما يهز رأسه بقوة لمجرد الفكرة•• ويطردها شر طردة••
ويذهب للعزاء في الأقارب والأصدقاء•• ولا يسأل عن نفسه•
ولكن ما فائدة التفكير في الموت على أنه أقرب حقيقة للإنسان!
ليس معنى ذلك أن يكون الإنسان حزينا عمره كله يفكر في الموت
ولكن يحيا حياة طبيعية حتى توافيه المنية••
وطبعاً ميزة التفكير في الموت هي الحياة النقية الخالية من الخطايا بقدر الإمكان••
فليس من الطبيعي أن يعتقد الفرد أنه سيموت غداً
ويدبر المكائد ويحقد ويكره ويفكر أفكاراً شيطانية••
ولكن إذا أدرك الفرد أنه ربما لا يكون موجوداً غداً
من المؤكد أنه سيبحث عن مكارم الأخلاق ليتحلى بها دائماً
لأنه لا يدري متى ستكون النهاية••
ربما اليوم أو غداً••
وسيتحول الأشرار الى أخيار وستقل الجريمة
حيث ستختفي الدوافع وستتحول الأسرة من ساحة للقتال الى واحة للحب والسلام•
و إذا فكر الإنسان في الموت ستكون حياته في حالة أفضل مهما كان الوضع
الاجتماعي
فالفقير سيكون زاهداً بطبيعة الحال والغني سيكون أكثر كرماً وسخاءً••
إذاً ليتنا نعيش الموت ونموت هذه الحياة
في حين إذا فكر في الحياة فقط سيكون حاله مثل حاله الآن الذي لا يرضاه
وهذه ليست دعوة للموت، بل دعوة لحياة أفضل
حيث يتقرب الإنسان الى الله وليس على الأرض
وهذا هو الأجمل
i`i gdsj ]u,m ggl,jK fg ]u,m gpdhm Htqg