الموضوع: هذا مصيرنا فاعتبري يانفسي

مصيرنا, يانفسي, فاعتبري

جردوها من ملابسها بل من كل شيء
ثم حملوها الىمكان مظلم
شدوا وثاقها وحرموها حواسها
وشعرت بانها موضوعه على ما يشبه الهودج فيارتفاعه وحركته
سمعت صوت حبيبها وسطهم ماله لا يعنفهم لايمنعهم من اخذها
صوت الخطوات الرتيبه تمشي على تراب خشن
ونسائم فجريه بارده تلامس ثيابها البيضاء
ورغم انها لاترى الا انها تخيلت الجو من حولها ضبابيا
وتخيلت الارض التي هي فيها الان ارض خواء مقفره
اخيرا توقفت الخطوات واحست بانها توضع على الارض
وسمعت الى جوارها حجره ترفع واخرى توضع
ثم حملت ثانيه وشاع السكون واحست بالظلام
ينخر عظامها
ومن اعلى تناهى لسمعها صوت نشيج
انه ابنها
نعم هو
لعله ات لانقاذها
ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض
امي
ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا
تماسك انما الصبر عند الصدمة الاولى
ادع لها يابني هيا بنا غلبته غصه والقى نظره اخيره
على الجسد المسجى فلم يتمالك نفسه
وقال بصوت يقطر الما
لااله الا الله انالله وانااليه راجعون
كان هذا اخر ماسمعته ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من اعلى ليسد الفتحه
الوحيدهالتي كانت مصدر الصوت والنور والحياه
صوت الخطوات تبتعد
اين تتركوني كيف تتخلو عني في هذه الوحده وهذه الظلمه
اي شيىء تستطيع ان تراه في هذا السرداب الاسود
انها لاتكاد ترى يدها
قسرت رعده في اوصالها ونهضت تريد الحاق بهم
لكن يدا ثقيله اجلستها بعنف
فرات مالم تره من قبل رات الهول قد تجسد في صورة كائن
قالت بصوت مرتعش من انت
فسمعت صوت عن يمينها يدوي مجلجلا جئنا نسئلك
التفتت فاذا بكائن اخر مثل الاول
صمتت في عجز تمنت ان تبتلعها الارض ولاترى هاؤلاءالقوم
لكنها تذكرت ان الارض ابتلعتها فعلا تمنت الموت لتهرب فجارت امانيها لانها ميته اصلا
من ربك
هاه
من ربك
ربي ماعبدت سوى الله طول حياتي
مادينك
ديني الاسلام
من نبيك
نبيي
اعتصرت ذاكرتها مابالها نسيت
الم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
بصوت غاضب عاد الصوت
يسال من نبيك
لحظه ارجوك لا استطيع التذكر
ارتفعت عصا غليظه في يد الكائن وراحت تهوي بسرعه نحو راسها
فصرخت وتشنجت اعضائها
وفجاءه اضاء اسمه في عقلها فصرخت باعلى صوتها نبيي محمد محمد
فقال لها الكائن الذي اسمه نكير انقذتك دعوة كنت ترددينها دائما
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
سرت قشعريره في بدنها ارادت ان تبتسم فرحه
لكنها لم تستطع
ليس هذا موضع ابتسام
ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسيه
بعدقليل قال لها منكر انت كنت تؤخرين صلاة الفجر
عرفت انه لا منجى لها هذه المره
دفعها امامه ارادت ان تبكي فلم تجد للدموع طريقا
سارت امام منكر ونكير في سرداب طويل الى مكان اشبه بالمعتقلات
شعرت بغثيان وتمنت لويغشى عليها
في كل بقعه كان هناك صراخ ودماء وعويل وثبور وعظام تتكسر واجساد تحترق
ووجوه قاسيه نزعت من قلوبها الرحمه فلا تستجيب لكل هذا الرجاء
دفعها الملكان من خلفها
واذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره وفوق راسه تماما يقف ملك من اصحاب الوجوه
البارده الصلبه يحمل حجرا ثقيلا ويلقي بالحجر على راسه
فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا
صرخت بكت ثم ذهلت ذهولا الجم لسانها وسرعان ماعاد الراس الى صاحبه
فعاد الملك الى اسقاط الصخره عليه
هنا قيل لها استلقي الى جواره
ماذا
هيا
دافعت بعنف وتقاوم لا فائده مصيرها مظلم حقا
استلقت والرعب يكاد يقطع امعاءها استغاثت بربها
فرات ابواب الدعاء مغلقه لقد ولى عهد الاستغاثه عند الشده
الا ليتها دعت في رخائها ليتها تعود لتصلي ركعتين تشفع لها
نظرت الى الاعلى فرات ملكا منتصبا فوقها
رافعا يدهبصخره عاتيه يقول لها
هذا عذابك الى يوم القيامه
لانك كنت تنامين عن فرضك
ولما استبد الياس بها رات شابا كفلقة القمر يحث خطاه الى موضعها
ساورها شعور بالامل فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله
وصل الشاب ومد يده يمنع الملك
فقال له
ماجاء بك
ارسلت لها لاحميها وامنعك
اهذا امر من الله عز وجل
نعم
لم تصدق هل هي في حلم
مد الشاب يده فنهضت وسالته من انت
انا دعا ابنك الصالح وصدقته عنك منذ ان مت وهو لاينفك يدعو لك
حتى صور الله دعائه في احسن صوره
واذن له بالاستجابه والمجيء الى هنا
واحست بمنكر ونكير ثانيه فلتفتت اليهما
فاذا بهما يقولان
انظري
هذا مقعدك من النار
قد ابدله الله بمقعد من الجنه
وولد صالح يدعو له

انشر عسى الله ان يمنع عنك عذاب القبر
وان يرزقك بدعوة صالحه تنقذك من يد
ملائكه العذاااااااااااااااااااب


رفيقة الدمعه

---

i`h lwdvkh thujfvd dhktsd