كــــــذبـــــــــــة
[moveo=left]# كـــذبــة أبـــريــل .[/moveo]
فـي ( نيسان / أبريل ) تخضر البراعم وتتفتح الزهور وتثمر الحقول وتتحول الأرض إلى بساط أخضر يفشل أن يأتي بمثله أبرع الرسامين والمصورين ذاك أن الله البديع لا يحاكي إبداعه أحد لكننا نستفتح الشهر بكذبة " أبريل " ونبيح لأنفسنا الكذب في أول أيامه إلى الحد الذي يخيل فيه إلينا أن الكلام كله كذب حتى وإن كان حقيقة ! ومن هنا تأتي الكارثة ، ويستمر الناس على هذا التقليد ، لا سيما إن كان ذكياً ومقبولاً عندما يضحك الجميع من المقلب خاصة الشخص الذي قصدته النكتة باالذات .
والمضحك المبكي أن أول أبريل صار كل الأيام كما يقول الكاتب الأمريكي الساخر ( مارك توين ) ، وإنه يذكرنا بما نحن عليه في بقية أيام السنة . فاالساسة يكذبون على شعوبهم التي تعرف ذلك حق المعرفة ، ولكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً ، فاالقوي يحكم الضعيف ، والوالدان يكذبان على أبنائهما ، ثم نستهجن كيف يفعل الأبناء الشئ ذاته !! أما الأزواج والزوجات فلا يخرجون من دائرة الكذب ، وكأنهم يتبادلون النوادر وأحلى الكلام ، فارتفعت معدلات الإنفصال والطلاق بشكل مفزع ، والصديق من صَدَقَكْ لا من صدَّقك لكننا نجد هذه الرابطة بسداها ولحمتها لا تخرج عن كونها تلفيقاً ونفاقاً ، فنتكلم باالباطل عن فلان من الناس ونحابيه بطلاوة اللسان في وجهه ولا يهتز لنا رمش واحد ، أما مواعيدنا ، فإن " عـرقـوب " يهرب خجـلاً منها ، فلا يهتم أحدنا بأن يتناسى موعداً مع صديق ، لأن من قابله في طريقه إليه تطول يده إلى ما يريده ، لذلك لا بد أن ينوشه كل نفاقه وتزلفه الكاذب ، وهكذا يهدر الوقت باالساعات ويضيع معه الإلتزام باالكلمة والوفاء باالوعود .
نحن لا نريد لحياتنا أن تكون كذبة كبيرة ، لأنها تغدو تافهة من دون هدف معين ولا متعة فيها ، إنما نريد فيها إصراراً وآمالاً صادقة غير عبثية كصـخــرة " سيـزيـف " نرفعها كلما تدحرجت من على رؤوسنا بعد أن نظن أننا وصلنا إلى نهاية المطاف لأننا موجودون حقيقة ونريد البقاء والإستمرار في واقعنا التنـويـري صدقاً بشرط ألا نلجأ إلى الكذب حتى ولو من قبيل النكتة وإن كانت في أول أبريل .
;JJJJJJ`fJJJJJJJJJJJm HfJJJJJJJJJJJvdJJJJJg >