السلام, دقيقه, على, قصة
قصة حقيقه على الدنيا السلام
كانت كلثم مثالا يحتذى بين أهلها وصديقاتها في الجامعة وكانت انسانة خلوقة متعلمة وذكية طيبة وخدومة ولن أتكلم عن جمالها فقد كانت تسحر الألباب بعينيها السوداوين الواسعتين وبشرتها البيضاء كبياض قلبها وابتسامتها التي لا تفارق شفتيها، كانت محط أنظار الجميع وكل أم من عائلتهم أو من الفريج تتمنى أن تصبح كلثم زوجة لولدها أما الشبان فحدث ولا حرج جميعهم يحلمون أن تكون أم أولادهم لما تتمتع به من أخلاق عالية وثقافة وابنة عائلة طيبة لكن أكثر المعجبين بها كان حميد الذي يسكن في المنزل المقابل. كان ينتظرها لتخرج صباحاً علّه يفوز بنظرة منها وقرر بينه وبين نفسه ألا تكون لأحد غيره فهو يحبها بجنون رغم شكه بأنها سترضى به فسمعته السيئة تسبقه كما أنه لم يكمل دراسته ثانياً ورغم ان الذي يراه يعتقده من أصحاب الشركات او موظفاً مرموقاً إذ يعيش حياة مترفة، ويملك سيارة من الشركة ثمنها مئات الآلاف ورقمها مميز كما يملك عدة هواتف ذات أرقام مميزة لكنه يعيش من وراء الثروة الطائلة التي تركها له والده رحمه الله والذي كان محبوباً من الجميع، والذي مات وهو يعلم أنه دلل ولده كثيراً لأنه كان وحيدا على ست فتيات وآخر العنقود، وتوفيت والدته وهو لا يزال صغيراً فكان والده كأنه لم ينجب غيره حتى شقيقاته كن لا يرفضن له طلباً وعرف حميد مقامه فتدلل ووصل إلى حد اللاعودة وتعرف إلى شلة فاسدة يملكون الكثير من المال ولم يكملوا دراستهم وكانوا ينامون في النهار ويسهرون للفجر لاعمل ولا عائلة ولا يفارقون الخمور وقرروا السهر في شقة كانوا ابتاعوها شراكة لقضاء سهراتهم فيها، ومن سوء حظ كلثم انه قرر أن تكون له او لن تكون لأحد غيره فقصد يوماً منزل شقيقته الكبرى وطلب منها ان تزور منزل كلثم وتخبر أسرتها برغبته بعدما وعدها بأن يبدل حياته ويصبح شاباً مسؤولاً، رفضت شقيقته الأمر وأفهمته أنهم سوف يرفضون ما يضعها في موقف حرج لكنه توسل إليها ووعدها أن يفعل ما تطلبه منه، ومع إصراره وعدته ان تفكر بالموضوع على شرط ان يبرهن لها انه عند كلامه.
حاول حميد أن يعمل كما طلبت منه شقيقته فأصبح يذهب كل يوم إلى شركة والده والذي يديرها زوجها ففرحت وأخبرت شقيقاتها بالأمر وقررن ان يزرن أهل كلثم لعل وعسى، لكن الرفض كان حازماً وقاطعاً من قبل أهلها جميعهم قالوا لهن بالحرف: لو كانت كلثم ابنتكن وتقدم لها شاب له ماض مخجل ومستقبل مجهول هل ستقبلن بتزويجها له؟ حاولن الدفاع عن شقيقهن لكن والدها قال اسمعن جيداً والدكن كان رجلا محترماً ويا ليته ورث ربع طباعه وأخلاقه لكنه لن يتبدل فمن شبّ على شيء شاب عليه وانا لن ارمي ابنتي في بئر شقيقكن.
كان حميد ينتظر على أحر من الجمر عودة شقيقاته لكنه عرف الجواب من وجوههن فخرج من المنزل كالمجنون قاد سيارته بسرعة وعاد إلى أصدقائه وسمح لدموعه بالانحدار، حزنوا لحزنه فقرروا الانتقام لصديقهم على طريقتهم فأرسلوا لها فتاة لتتعرف إليها في منزلها على انها تبيع منتجات يدوية لصالح جمعيات خيرية وبما أن صديقتهم داهية استطاعت أن تجعل كلثم تثق بها وتقدر عملها الخيري فأصبحت تكلمها كل يوم إلى ان وثقت بها تماماً وصارت مقربة جداً منها وحافظة أسرارها، وبعد عدة اشهر استدرجتها لتصعد معها إلى الشقة بحجة ان إحداهن تريد أن تدفع لها المال عن المشتريات التي ابتاعتهم منها قبل أيام وفعلاً دخلتا لتجدا امرأة دعتهما للجلوس وقدمت لهما العصير البارد وما كادت كلثم تنهي العصير حتى شعرت بدوار لم تستيقظ بعده إلا وهي في وضع غريب وحميد بقربها لم تستوعب في البدء كان كل همها ان تستر نفسها شعرت أنها تعيش في كابوس بشع لكنها وللأسف علمت أنها في الواقع فصرخت لماذا أنا هنا؟ قال لها لنتفاهم صورك أصبحت في هاتفي النقال لكنني لا أقبل أن يراها أحد بالطبع لو وافقت على الزواج بي أما إذا لم توافقي فصورك سوف تنتشر كانتشار النار في الهشيم عندها لن يقبل أحد بالارتباط بك وسوف تعودين إلي زاحفة ومتوسلة أن أتزوجك. وصلت كلثم إلى منزلها وهي منهارة ترتجف كالورقة، رأتها والدتها هرعت إليها وسألتها: ماذا حصل يا ابنتي ما بك ترتجفين هكذا فحضنتها وبكت بحرقة وهي تخبرها عن الحادثة، جن جنون الأم وهبت إلى الهاتف لتتصل بزوجها الذي وصل بسرعة بعدما اتصل بالشرطة ما هي إلا ساعات حتى قبضوا على حميد وأصدقائه في وكرهم حيث اعترفوا بكل شيء لكنهم قالوا للضابط إن الفتاة صديقة كلثم المزعومة إذا علمت بأن الشرطة قبضت عليهم ستوزع صورها بواسطة البلو توث والانترنت، فتم القبض عليها لكن بعد فوات الأوان، وأصبحت سيرة كلثم على كل لسان، فاللواتي كن يغرن منها فرحن فيها لأنهن شعرن بأنها ابتعدت عن مجال منافستهن والشبان الذين رفضتهم شمتوا بها وقالوا (تستاهل) أما الذين لم يعرفوا القصة فكانوا عندما تصلهم الصورة يدعونها بأسماء بذيئة ظناً منهم انها فعلاً سيئة. فكان ذنبها أنها فتاة جميلة وطيبة. لذا حبست نفسها في غرفتها تبكي حظها التعيس وكرامتها المفقودة وطيبتها وثقتها بالناس التي أوصلتها إلى ما وصلت إليه، صحيح أن القانون انصفها لكن كيف تقنع الناس بعكس ذلك؟ لكن الله سبحانه تعالى لا يرضى بالظلم فقد طرق بابها يوماً القاضي الشاب الذي شهد وحكم بقضيتها التي كانت الأولى له ليطلب يدها من أهلها قائلاً شرف لي لو رضيتم أن تزوجوني ابنتكم.
تعيش كلثم الآن أجمل أيام حياتها مع الإنسان الشهم والطيب الذي ارتبطت به تنتظر مولودها الأول منه، لا أقول إنها نسيت أو ستنسى ما جرى لها لكنها قررت ألا تنظر إلى الوراء وتتابع حياتها، أما حميد فقد كان دخوله إلى السجن بمثابة إنقاذ له وهو يحاول الآن التكفير عن ذنوبه بالصلاة وحفظ القرآن الكريم علّ الله يقبل توبته ويسامحه على ما فعله بحق تلك المسكينة وبحق نفسه.
لا حول ولا قوة الا بالله
rwm prdri ugn hg]kdh hgsghl