الجزء السابع عشر
الفصل الاول
-----------------
خالد وجاسم فتحووا عيونهم على خليل يسأل عن بنت مستغربين خليل يسال عن احد البنات وشلون هالشي وليش يسال عنها
جاسم: انت شعرفك بنورة؟
خليل اللي كان نفسه مستغرب من نفسه: لا بس حبيت اسال عنها والمرحومة بعد كانت تسولف لي عنها ليما وصلتني باخر الايام سالفة انها بتزورنه هني بالجهراء
خالد وجاسم يطالعونه ينتظرون منه ايكمل كلامه وخليل: شفيكم زين حرام يعني اسال عن البنت
خالد: لا مو حرام ما قلنا لك شي بس انت غريبه يعني تسال عن احد
خليل لاول مرة تتغير ملامحه: والله هذا لا حرام ولا عيب يا استاذ خالد وانا ما سالت عنها حبا لها انا سالت عنها لان وايد اسمع عنها بين البنيات وتوصل للعيال هدايا واشياء وحبيت اعرف من هذي البنت انا لاحبها ولا معجب فيها ولا افكر فيها وهذي اخر مرة اسالكم عن شي قطع تذلون الواحد ليما يسالكم.
وصار اللي لا يمكن حدوثه خليل انحرج خليل كان منحرج ومرتبك من الكلام مع اخوه ومع عمه منحرج بينه وبين نفسه من الكلام اللي قاله ومن اللي قاعد ايحس فيه ماكان من المفروض اني اتكلم جذي وما كان من المفروض اني اسال بهذي الطريقه وبالاخص ما كان من المفروض اني اتصرف بهاي الطريقه شفيني انا
خالد وجاسم كانو مصدووومين منه ومو عارفين شلون ايردون عليه لان خليل لاول مرة بالتاريخ وبحياته يعصب لا ويحمر ليما يتكلم عن بنت اهو مر بهالتجربه من قبل يعني حب وضحة وعانى عشانها بس انه ينحرج جدام احد ليما يتكلم عن بنت هذا اللي لا صار ولا عمرهم فكروا انه يصير
خالد وهو يعدل من قعدته: والله يا خليل ماله داعي كل هالاعصاب حنا ما قلنا لك شي يخليك تثور وتعصب
خليل بعصبية اكبر: والله يا استاذ خالد ما يصير تتكلم عن الشي وانت مو قاعد تمر فيه
خالد بصوت حاد: اي امر فيه الله يهداك انت شفيك؟
خليل: انا مافيني الا كل العافية بس انتو حشى تذلوون الواحد تخلونه ما يعرف يهرج وتحرجونه
جاسم: ااااااااااااااه اي حرج ويا راسك هذا حنا ما قلنا لك شي انت اللي مو قادر تهرج كلمتين على بعض من دون ما تبلع ريقك ولا تبل ثمك هذا لا وبعد مطيح فينا السبيبة على شنو يبا انا ابي اعرف لا يكون بس انت اللي متحسس من الموضوع والا اللهم حنا ما عندنا اي اعتراض بشي والا شنو يا خالد
خالد ما رد بس انتظر من خليل رد معين على هالشي وخليل عصب من قلب
خليل: تدرون شلون طلعو بره طلعو بره ولا ابي اشوفكم مرة ثانيه هني الشيمه مو لكم ولا الحشيمه يالله برره
خالد : يالله جاسم هذا واحد مراهق وحنا ما عندنا سالفة من هالمحاطط وياه مو ويه احد ايكلمه ولا ايقول له شي مو عارف شلون يتفاهم مع الناس يتهاوش
خليل: يالله عن الهذربة الزاايدة وتوكلووو انت وعمك
جاسم: انت وش في هلك ما تقول لي
خالد: خله عنك يوم يعقل راح يتكلم غصب عن جدوده يالله بو الشباب بخاطرك
خليل: صكر الباب وراك.
طلعوا جاسم وخالد واهم متحيرين من خليل ليش ثار عليهم من بعد ما سالووه اساله حيل عادية وليه تحسس من هالشي بهالطريقه
جاسم: والله ان بو ابراهيم موو صاحي حيل وما كان كلامه مفهوووم لي
خالد بنظرة شك وحيرة: والله اني حاس انه فيه شي وشي كايد بعد بس ما نقدر نكلمه عود كبريت ويشتعل. تهقى شنسوي وياه
جاسم: والله انا ريال ولي حرمتي ولها حقي علي وانا مافيني على صدعة تالي عمر الرجاجيل
خالد: بس هذا خليل.
جاسم: لا خليلوو ولا غيره مسود الوجه شرشحنا ليش اننا سالناه سؤال ماله اي داعي انه يرد علينا بهالطريقة وانت اسكت عنه انا اعرف له طريقه تخليه يتكلم غصب عنه يا مال الدقم يا خلووول يالله اترخص عنك يا بو الوليد
خالد: مرخوووص الغالي
راح جاسم عن خالد اللي ظل تفكيره في خليل الله يعينك يا خليل لا يكون بس جرى لك اللي في بالي
خالد كان شاك في تصرف خليل واهو يعرف ان الانسان ليما يبدى متحير وخصوصا الريال فهو مايتحير على الفاضي يتحير لانه بمازق بس يعني ممكن اللي في بالي ايكون حقيقة ان خليل يحب؟
خالد من نفسه حاس بالغثه بقلبه ويحس ان انفاسه تتراكض وان حالته الصحية متدهورة شوي ما يدري ليش بس يمكن بسبب جفا قمر وتصرفاتها المفاجاة وخصوصا انه اليوم راح يقابل ندى ويشوف اللي تبيه منه والله اني تورطت مع ندى لاني قادر اوقف اللي بيني وبينها ولاني قادر اتركها ليش ياربي ليش لازم اكون انسان رحوووم وافكر بالناس يوم ان الناس ما تفكر بي وقمر ااااه يا قمر مادري شسوي معاج انتي هاليومين مو على طبعج ولانتي طبيعيه وانا مادري ليش لو كان بسبب ندى انتي ما راح تسكتين لي بس ماظنه هالسبب ولو ان ماكو شرخ بعلاقتي معاج الا هالندى بس انا اليوم راح انهي كل شي بيني وبين ندى كل شي للمرة الاخيرة
000
الوقت بدى يمر اسرع واسرع وقمر كانت بالبيت قاعدة بدارها على الكرسي الهزاز تهزه بكل هدوء وبكل سكون اشبه بالملاك لكن محد كان يعرف اللي يدور في بالها من افكار والا الاحزان اللي كانت تجيش بخاطرها الملائكي الصغير كانت في دوامة من الافكار واستعداد نفسي لخسارة العمر كله واهي ما عاشته قمر استسلمت او انها عادت للخيبه من بعد من بنت هالثقة بخالد بعد ايطاليا اهي كانت تملكه قالبا لكن قلبا هذي اهي خسارتها الحقيقية تجاهه يعني بكل اللي سويته معاه سامحته وعزيته وكرمته وخدمته بعيني واعطيته كل ما عندي كل هذا ما بين بعينه ساحت دمعه مخنوقه من زاويه عينها تسيل على خدها الشاحب الناعم غمضت عيونها مباشرة من بعد انهيار الدمعة تعلن عن سيلان جارف ما راح يكون الاخير ولا هو بالاول او يمكن راح يكون بداية معاناة جديدة وخسارة معركه الحب مع خالد خالد عمره ما حبني عطف علي حن علي بغاني تمناني لكن ما حبني والا الانسان ما يقدر يحب مرتين الحب مرة وحدة والمرة الثانيه تكون سد الحاجة
هذا الاعتراف او هذي الكلمات اليائسة انقطعت من بعد ما رن التلفون بدار قمر انتبهت لها واهي تمسح دموعها بكفها النحيل وبنظرة بائسه وتعب غريب سرى في جسدها تمنت لو انه خالد اللي متصل يقول لها انه راح يجي لها وياخذها معاه لمكان بعيد ما توصل فيه اخبار ندى ولا حسها ولا صوتها مكان تكون فيه الراحة الابدية الجنة اللي تتمناها وتتمنى خالد ايكون معاها فيها يستقبلون فيها السعادة من غير كلل ولا تعب وينتظروون ليما تولد هالملاك اللي ينمو في احشائها بفارغ الصبر ويعيشووون احلى حياة ومع هالاحلام الوردية اللي بقت في مخيلتها قامت قمر تجاوب على التلفون بلهفة وصوت كله شوق ووده لو ينطق بالكلمة الاخيرة
قمر بشوق: الو.
خالد في الطرف الثاني كان في حالة سرحان وصوت قمر رداه للواقع: الو. قمر
قمر واهي تغمض عيونها بكل فرح وبكل امتنان لله عز وجل على هالامنيه اللي حققها لها: عيوووون قمر انفاااس قمر يا عمر قمر الاولي والتالي
خالد كان متضايق بس مع كلمات قمر هذي وكانها صبت الماي على النار اللي كانت متاججة في خاطره نار كانت تسعر فيه والشكوك والظنون والخوف من تبدلها لكن قمر اللي جاوبت عليه اهي قمر حبيبته الازليه: يااااااا حبيلج يا
قمر احبج قمر احبج وربي اللي خلقني من تراب وهو رخص الخام والروح اللي دبت في جسد عمر وكبر لجل يحبج . احبج
قمر ما تقدر توصف الفرحه اللي اهي تمر فيها : يا حبيب عمري يا حبيبي احبك احبك واحبك واحبك كلمة ما يتعب لساني من ترديدها صبح وليل شتا وصيف احبك
خالد لا اراديا سرت دمعه راااااحه غريبه من عينه نسفت كل القسوة اللي انولدت في قلبه من مولده وظل منها القليل وعادت الروح السمحة فيه عادت البسمه ترتسم لكن الدموع هيهات توقف عن السيلان وهو يسمع الصوت والحنان والعطف كله اللي اهو يحتاجه بهذي اللحظات ينبع من هالمخلوقة اللي كانت مختفية عنه طول العمر: قمر قمر انتي وين كنتي عني طول هالسنوات خمس وعشرين سنه يا قمر خليتيني عايش بالظلام ظلام وجهل وحيرة وخوووف قمر اذا انتي كنتي تحبيني فكيف ما ترحميني ولا تعطفين علي ياااااااا بعد الخلان؟
قمر تبكي بالطرف الثاني: قمر معاك قمر لك وحدك يا خالد تعيش في شرايينك وتتغذى من محبتك ومن كرهك ومن عطفك ومن قسوتك قمر مالها اي دار ولا سكن غير قلبك وروحك بس