رابعاً: لا تقلقي
المريض سيشفى والغائب سيعود والمحزون سيفرح والكرب سيرفع والضائقة ستزول وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً } [الشرح:6،5].
لا تحزني فإنما كرر الله اليُسْر في الآية ليطمئن قلبك وينشرح صدرك وقال : { لن يغلب عُسر يُسرين } العسِير يعقبة اليُسر كما الليل يعقبة الفجر
ولرب ضائقة يضيق بها الفتى *** وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فُرجت وكنت أظنها لا تُفرج
خامساً: اجعلي همك في الله
أُخية إذا اشتدت عليك هموم الأرض فاجعلي همك في السماء ففي الحديث: { من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد، كفاه الله سائر همومه، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك } [صحيح الجامع: 6189].
لا تحزني فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا لا تستحق الهموم لأنها كلها إلى زوال { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [الحديد20].
إذا آوى إليك الهم فأوي به إلى الله والهجي بذكره: ( الله الله ربي لا أشرك به أحداً )، ( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث )، ( رب إني مغلوب فانتصر )، فكلها أورد شرعية يُغفر بها الذنب ويَنفرج بها الكرب.
اطلبي السكينة في كثرة الإستغفار استغفري بصدق مرة ومرتين ومائة ومائتين وألف دون تحديد متلذذة بحلاوة الاستغفار ونشوة التوبة والإنابة { إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة:222].
اطلبي الطمأنينة في الأذكار بالتسبيح، والتهليل، والصلاة على النبي الأمين ، وتلاوة القرآن، { أَلاً بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28] { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [الإسراء:82]
لا تحزني وافزعي إلى الله بالدعاء لا تعجزي ففي الحديث { أعجز الناس من عجز عن الدعاء } تضرعي إلى الله في ظلم الليالي وأدبار الصلوات اختلي بنفسك في قعر بيتك شاكيةً إليه باكيةً لديه سائلةً فَرَجُه ونَصره وفتحه وألحِّي عليه مرة واثنتين وعشراً فهو يحب المُلحين في الدعاء { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة:186].
لا تحزني ولا تيأسي { إِنَّهُ لاً يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } [يوسف:87].
ستنجلي الظلمة وتولِّ الغمة وتعود البسمة فافرشي لها فراش الصبر وهاتفيها بالدعاء والذكر وظني بالله خيراً يكن عند حسن ظنك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لاتنسونا من دعواتكم
منقول للفائده من موقع صيد الفوائد