اول ما دخل حس برهبه لما دخل هالقسم المعزول من المستشفىومع رائحة العقاير والمطهرات الطبيه شم رائحة الموت.تردد قبل ما يدخل غرفة وليد.
وناظر حوله.كانت الممرات تكاد تخلو من الزوار.والهدوء المميت يعم المكان الا من الاصوات البسيطه اللي تصدر من العربات اللي تجرها الممرضات.وبعد فتره بسيطه دخل.وانصدم من اللي شافه.كان وليد مغمض عيونه.ونقص من وزنه النصف.وشحوب يغطى وجهه.خلال فتره بسيطه غاب عنه حس انه كبر عشرين سنه.والاجهزه حوله كثيره.والمغذي مشبوك في يده.
ولما حس وليد بوجوده فتح عينه.وشاف عمر بوجهه مضئ وهيئه غير الهيئه اللي كان يتذكرها له.
ولما شافه ناظر للجهه الثانيه حتى يخفي دمعه فرت من عينهحس عمر بالحزن لحالة وليد حاول يتكلم بس لقى صوته مخنوق.ولما سمع صوت وليد وهو يصيح حس من واجبه انه يكون اقوي على انه في داخله حزين على حاله.
جلس عمر على الكرسي وبصوت اخوي :"سلامات ياوليد ماتشوف شر."
عمره ماحس وليد بهالضعف.وليد الشاب القوي .واللي كان جماله وقوته موضع افتخاره انهد بهالصوره البشعه.مسح وليد دموعه وحاول يرسم ابتسامه باهته على وجهه:"الله يسلمك.اعذرني ياعمر.ماادري اشفيني صرت عاطفي.كل من زارني لازم يشوف دمعتي"
عمر:"معذور يااخوي.وطهور وتكفير ذنوب ان شاء الله."
وليد بحسره:"وتظن اللي له ماضيي في شي ممكن يكفر ذنوبه"
عمر:"استغفر ربك.ولا تقول هالكلام رحمة ربك واسعه.لا تيأس ولاتقنط من رحمته. "
حط وليد يده على عينه:"وانا مرمي على هالسرير بس قاعد اتذكر كل ذنوبي واتحسر.حتى يوم عرفت بالمرض ما نويت اتوب.وسافرت وبارزت ربي بالمعاصي.وغرتني صحتي.واوهمت نفسي ان الكشف اللي في الرياض كان خطاء
ومافيني أي مرض.حتى حسيت بااثار المرض تدخل جسمي.ولما طحت عرفت من الاطباء انه مابقى لي من العمر الاقليل.لان المرض له سنين في جسمي وما كنت حاس فيه.رجعت لديرتي دورت رضى امي علي.وطلبت من اخواني يسامحوني على كل اللي صار مني.ولما عرفوا عن مرضي رموني في المستشفى
ولا احد سأل علي منهم الا امي.تجي تزورني وتقطع قلبي بدموعها وتروح.واخواني مااشوفهم.احس نفسي وحيد ياعمروكل ليله اتذكر الماضي واحسه مثل الجمر يحرق قلبي.صلاه ماكنت اصلي ولا اعرف طريق المسجد.حياتي كانت مخدرات وخمره وبناتتتوقع بعد هذا كله ربي يغفر لي."
عمر:"استغفر بك.انت توب وانوي التوبه.وان شاء الله ربك يقبل توبتك.
وليد انت تسأل عن ربك وهو قريب منك.ينزل في الثلث الاخير من كل ليله اسأله واطلبه.الح بدعاء وطلب المغفره.دموعك الا كل من زارك شافها وفرها لربك.ابك بين يديه.تذلل وانت ترجوه.ياوليد الخلق ان شكيت لهم ملوا وزهقوا.اشكوا همك الا الواحد الاحد.عسى يغفر لك ذنبك ويرحم حالك."
وليد من بين دموعه:"عصيت ربي وانا بصحتي وما تبت الا وانا طريح الفراش.ياعمر حتى الصلاه اصليها وانا في السرير:"
عمر:"طول ما قلبك ينبض بالحياه .خله معلق بربك.وان عجرت رجليك وايديك عن الحركه فخل لسانك رطب بذكر الله(الا بذكر الله تطمئن القلوب)"
وسكت لما شاف وليد يصيح .ولما تمالك نفسه مسح دموعه.
وليد:"فرق يا عمر بين زيارتك وزيارة اخوي الكبير ناصر في زيارته الوحيده لي.
غير كلامه عن اني فشلتهم وفضحتهم مع الناس خلاني ايأس من غفران ربي لي."
عمر:"المغفره مهي بيدي ولا بيد اخوك ولا هي صكوك نعطيها للي نبي.هذا شي بيد ربك.والاعمار بيد الله وما تدري متى بتموت.يمكن انا المعافى اللي ازورك اموت قبلك.هذا بيد الله عزوجل.واحمد ربك على كل حال وتذكران حال المؤمن كلهاصبر واحتسب .يااخي تخيل لو الله قيض روحك وانت على وحده من المعاصي اللي ترتكبها.والله ياوليد لما اتذكر حالنا من اول اني اتحسر.واتذكر حلم الله علينا كم ستر على معاصينا.بس نرجع نحمده انه كتب لنا التوبه قبل الموت."
وليد:"الحمد لله على كل حال.ما تتصور اشكثر اسعدتني زيارتك لي.كلامك يريح القلب."
ووجه نظره لدريشه الوحيده الي في غرفته واللي تطل على حديقة المستشفى.
:"احيانا اتحامل على نفسي بعد ما خلص صلاتي واناظر مع الدريشه واتأمل الاشجار.والعصافير واشوف الناس الرايح والجاي.والهموم اللي يحملونها تتفوات بس مااعتقد فيه احد يحمل كثر الهموم اللي في قلبي.هموم كلها حسره وندم على اللي فات.وحزن على حال امي .(وهو يتنهد)ومع ذلك صارت هالدريشه هي المنفذ اللي من خلاله اطلع خارج اسوار المستشفى."
رجع ناظر عمر بتسأل:"زيارتك لي نستني اسألك من قالك عن وجودي في المستشفى."
عمر:"اتصلت في سعود اسأل عن احواله وبلغني."
ابتسم بسخريه:"سعود.تصدق هي زياره وحده اللي زارني وما عد شفته.بس ماالومه علاقة الصداقه والاخوه اللي تربطني به علاقه مصيرها تنهي لما تنتهي الاشياء اللي بسببها قامت.في الغرفه اللي بجنبي كان فيه شاب اصيب عن طريق نقل دم بمرض الايدز.لو تشوف زواره ما تصدق.لان اخوتهم وصداقتهم اساسها متين.اما انا اخواني ملتهين في هالدنيا وحاسين بالعار مني.واعز اصدقائي هجرني."
قام عمر وحط يده على كتفه:"من عليك من احد اللحين.واهتم في نفسك. وزيارتي لك ان شاء الله مارح تكون الاخيره."
وليد:"عمر قبل ما تروح بغيت منك خدمه."
عمر:"افاا عليك.انت تآمر."
وليد:"ما يامر عليك عدو.انا قبل ماسافر رحت لفهد يوم زواجه و."
قاطعه عمر:"لا تشيل هم.انا فهمت فهد كل شي.والحمد لله.كل شي صار للاحسن."
وليد:"اشلون."
وشرح له عمر كل اللي صار.واتصاله بفهد ومحاولته اصلاح الامور.وهالشي اسعد وليد .وبسرعه مر الوقتوانتهت الزياره .
طلع عمر بعد ما ودعه.وهو حزين لحال وليد.وناظر الابواب المغلقه
اللي حوله.وتسأل كم وليد خلفها.وليد نموذج لكثير من شباب هالايام.ولد
وملعقه من ذهب في فمه.كل طلباته مجابه ما وجد موجهه وناصح له.وليد هو ضحيه اهل يشوفون مسؤليتهم تقتصر على الحاجات الماديه الابنائهم وتناسوا حاجاتهم الروحيه والنفسيه.