المطر, اتريد, تراقص, قطرات
أمام ذلك السهل وخلف ظلال الـشجـر
برقت عيناي لمساحات واسعة من الأمل الغارق وسط مستنقعات
ملأتها فوضى قطرات المطر
لتمسك تلك القطرات أملي الوحيد وتلاعبه مسقطة إياه معها داخل مستنقع من الوحل
وبعد أن أخفت السحب ظلال الشجر ليظلم المكان ويرجف البصر
من ظلام المكان ولوعة البرد والرياح
لأعتلي شجرة عملاقة محتمياً من غضب المطر ونسيانه الدائم
بأن يتركني وشأني ولا يغرق جسدي الضعيف
والذي يمرض بسبب قطرات مشاغبة تستهويها فكرة إزعاج أطفالِ مثلي
كان همي أن أبحث عن تلك القطرات التي أسقطت بآمالي في ذلك الوحل القريب مني
لتتيبس عيناي رافضة ابعاد نظراتها عن ذلك الوحل
لعلها تجد أصابع رفيقتها ألأمل تعارك الموت محاولة الخروج أو التلويح لرفيقاتها اللاهيات عنها
أو ربما أجد فقاعات تدل على أنها باقية إلى هذه اللحظـة
بل قلب عيناي فقط ينظر متأملاً الأمل بلا حراك !
بعد سرحان أفكاري ألمح فتاة صغيرة تمشي على رصيف أناره ضوء هو الآخر أتعبه قطرات المطر
تمشي تلك الفتاة وحـيدة كيف تركوها أهلها بعيـدة !
أرادت نفسي الاقتراب لكـن منعته حيرة خجولة
مستجوبه نفسه :
أساكنه تلك الفتاة في البعيد أم أن هناك منعطفاً ستميل إليه قريب .؟
لتصمت أطرافي مراقبـة نهايـة الطريق
تـقف الفتاة فجأة على حافـة الرصيف أظن أنها ستغادر للجـهة الأخرى
برفق أمالت أصابع قدميها من على حافة الرصيف
لتعبر طريقاً ملأته قطرات المطر بالفوضى ليؤذي كل من يحاول أن يغامر
تنتصف الطريق لتلامس قدميها دون قصد مستنقع الوحل الصغير
فتثير بذلك غضبه ليتشبث بها محاولاً الانتقام منها
تترنح وهـو ينظر إليها بخبث منتظرا سقوطها في أحضانه وسقطت
لتنهمر عيناها باكية على ثوبها الذي لطخـه لئيم لم يعرف قلبه الشفقة على حالها .
تلتقط أنفاسها وتعيد دموعها الحزينة إلى جوفها وتقف لتكمل طريقها
مازال هناك الوحل متعلقاً بملابسها ومازالت الدمـعة تحرق ملاذها
انـه الأمل أنظر اليه ،، أمسك بالفتاة كي ينجو من الغرق داخل مستنقع الوحل.
لقد إعـتـلى جسد الفتاة وداعـب أطرافهـا بـحنان
وابتسامة مسكينة تـعلو وجهه الغارق بالوحـل
،، هـنا تـصاب عيني الطفل بـداء الذهـول ويصمـت بداخلـة الفضول ،
فجاءه ،، ترتـعـد يداي انـظر إليها ،، مالذي يـحدث لما ترجـف ؟
أسمــع صوتاً يعـتلي بداخـلي ،، إنه صراخ ماردي
يـصيح بأعلى صـوت راغباً الخروج من هـذا المـوت ، يهـز قضبان قـلبي
فـيصرخ الحـب بأعلـى صوت راغباً الخروج
قائلاً :
إنــي أحـــبها بلا خــوف
بـعـد كـل هـذا التمـرد لمـ يبقـى لي إلا التحـركـ
والنزول من فوق ، للحاق بصاحـبة الرداء والأمـل المتـعـب
عـبر طـريق ازعجه وجـود قـطرات المـطـر وســكون ضياء القـمر
أقــترب من تلكـ الفتـاة الجـمـيـلة ، تـتـنبـه إلى مـقدمـي فأقـف بلا حـراكـ
والـتـعب قـد أنـزل نـدى خـجول يزعـج ملامحـي المـبتـلة بماء المـطر
أسابق الصـمت موجـهاً أصابعـي نـحوها ،،،
أضـعـتي الطـريق أمـ أتعـبتكـ قـسوة المـطر ؟
، هـنا ، عيناي تـرقـب الأمـل الجريح تريد عـودتـه لي بما يملكـ المـستحـيل
تناديـه بالدمـوع ، قـف وتـعلق بالصعاب لتـصل إلى أصابـع تلكـ الفاتنـة ، ستـتصافح قلوبهمـ الآن
تـبادر السؤال بـجواب
،، وتلامـس أطراف أصابعـي ، ضــعت وأتعبتني وحـشه المكان
، تـسلل الأمـل ورقـصت أحاسيسي ، لأستمع أشجان المـطر تـهرب إلى السماء بـهدوء
فكــان الحـــب بين نظراتنا عـنوان ، والكـلمات لأحزاننا مكـان
وخلف ضياء القمر نرقص مع قطرات المطر مستغربين كيف جمعنا القدر !
hjvd] hk jvhrw r'vhj hgl'v