المشاركـة, المقاومة, المقـاومة, الى, ومضاتمن
نستطيع نحن الذين في منأى عن قصف الطائرات الاسرائيلية - الامريكية وفي منأى عن الرصاص الحي الذي يخترق اللحم ويمزق العظم، اقول نستطيع نحن الذين نشاهد الحرب على الفلسطينيين و اللبنانيين على التلفاز ان نقترح اساليب المواجهة وان نتحدث عن تصعيد المقاومة واجتراح البطولات، وان نطالب ايضاً بالمزيد من التضحيات، وان تكون كلمة الصمود هي المفردة الوحيدة التي تتردد على السنتنا وتخرج من افواهنا لكن الله وحده هو الذي يعلم كيف ستكون مواقفنا وكلماتنا لو دخلنا التجربة كما دخلها اشقاؤنا في لبنان وفلسطين، وكنا نحن موضوع الحديث لا المتحدثين هل ستكون هذه هي لغتنا ام اننا سوف نتغير ويصبح من حقنا ان نطالب اشقاءنا ان يخففوا من مديح بطولاتنا وان يسارعوا في مشاركتنا هذه البطولات لينالهم جزءاً من المديح اياه.
ان الذين يمدحون بطولات المقاومة اللبنانية والصمود الفلسطيني ولا يقومون بتقديم أي شيء عملي لنصرة هؤلاء الاشقاء لا يختلفون عن اولئك الذين يقللون من تلك البطولات ويشككون في الدور العظيم الذي تقوم به المقاومتان لا لتحرير الارض العربية فحسب وانما لتحرير الانسان العربي، انسان هذه الارض من الخوف الذي ترسب في اعماقه منذ فتح عينيه على الهزائم والانكسارات وعلى محاولات اقصائه عن الشعوب المحلية فضلاً عن العربية، ولم يبق له سوى عاطفته التي تتغلب على كل المحاولات، واخطرها تلك التي كانت وما تزال تهدف الى محو ذاكرته العربية وابعاده عن كل ما من شأنه ان يجعله يتذكر وحدة الهدف ووحدة المصير.
ان الارض العربية واحدة وتاريخها واحد، واي عدوان على جزء من هذه الارض هو عدوان عليها جميعاً، وما حدث ولا يزال يحدث في فلسطين، وما يحدث الآن في لبنان من عدوان صارخ هو عدوان على كل من ينتمي الى هذه الارض والى تاريخها المشترك، ولن تصبح تلك المشاعر صادقة وحقيقية الا اذا تحولت من منطقة الاحساس العاطفي الى منطقة الواقع العملي والوقوف مع اللبنانيين لا يكون أو بالاحرى ليس من الضروري ان يكون في لبنان، كما ان الوقوف مع الفلسطينيين لا يكون وليس من الضروري ان يكون على الارض الفلسطينية.
يستطيع العربي الصادق ان يشارك في المعركة الدائرة ولو كان في اقصى شمال الكرة الارضية او في اقصى جنوبها.
لقد نجحت المقاومة الفلسطينية بصمودها المنقطع النظير في خلق حالة من اليأس في نفوس الجلادين من تحقيق اي انتصار.
كما نجحت المقاومة اللبنانية - وعلى مدى ثلاثة اسابيع - في تحطيم الاسطورة ودحر الجيش الذي لا يقهر وضرب الكيان المحتل في العمق مما يؤكد - بما لا يدع ادنى مجال للشك - في قدرة الشعب العربي او بعضه في ان يضع نهاية حقيقية لوجود هذا الكيان العدواني المسنود بقوى عالمية في مقدمتها الادارة الامريكية التي تعتبر الحرب على الفلسطينيين واللبنانيين جزءاً من حربها المقدسة على الشعوب التي ترفض الهيمنة وتقاوم الاستعمار الجديد.
,lqhj:lk l]dp hglrh,lm hgn hglahv;Jm td hglrJh,lm