الموضوع: إعتذروا لأحمد زكي

زكي

[align=center]

في حياته قدم العندليب الأسمر 16 فيلماً ومئات الأغاني حققت جميعها النجاح إلا فيما ندر، أما النجم الأسمر أحمد زكي فقدّم قرابة الخمسة والخمسين فيلماً، حقّقت معظمها النجاح خصوصاً تلك التي كان مسؤولاً عنها بالكامل، ولا يختلف ناقد واحد على أن معظم أفلام زكي ستدخل ذاكرة السينما ليس لمضمونها فحسب بل لطريقة أدائه المميزة وغير القابلة للمقارنة .
لهذا عندما يجتمع حليم وزكي –الناجحان دائماً- في فيلم واحد لم يكن غريباً أن يتوقّع النقّاد والمهتمون بالسينما أنه سيكتسح الموسم، بل يتفوّق على فيلم "عمارة يعقوبيان"، ولم يغب عن هؤلاء أن بطل الفيلم رحل، وثارت حوله ضجة لم يشهدها فيلم آخر من قبل حتى فيلم "عمارة يعقوبيان "الذي أثيرت الضجّة حول مضمونه، لكن في "حليم " ظلت الجدل يرافق الفيلم أينما ذهب، هل يقدر زكي على أداء مشاهده؟ ثم هل يكمل زكي للنهاية؟ وهل يخرج زكي من المستشفى ليكمل؟ و ماذا بعد وفاته، هل يتجمد الفيلم؟ من يقوم بدور عبد الحليم شاباً، هل هو هيثم أم من؟ ثم يأتي هيثم للدور لنسأل مجدداً هل يستطيع . وهكذا دوامة من الأسئلة جعلت الكل يتوقع طوابير أمام شباك التذاكر .
لكن ما حدث كان عكس ما سبق، فيلم عبد الحليم حافظ وأحمد زكي لم يحقق سوى ايرادات متوسطة تقارب ما سجلته أفلام مثل "عودة الندلة" و"العيال هربت" وبدأت دور العرض ترفع الفيلم، ففي صناعة السينما لا مجال للعواطف والتاريخ، المهم مبيعات التذاكر، كل هذا حدث ولم يمض شهر واحد على بدء العرض وسط حملة إعلامية عاطفيّة غير مسبوقة .
ما السبب إذاً؟ ليس بالطبع الأخطاء التاريخيّة التي سجّلها بعض النقّاد، ولا أن قصة حليم لا يناسبها فيلم واحد، بل تحتاج لمسلسل وهو ما يتم تصويره الآن بالفعل، لم يفشل حليم فنياً ولا تاريخياً، فالمخرج شريف عرفة بذل ما في وسعه لانقاذ ما يمكن انقاذه، وهيثم خاص المغامرة من أجل والده.
لكن الذي حدث بالتحديد أن أسرة الفيلم أرادت أن تقف موقف من قهر عدو لا يقهر، أنه الموت ومعه مرض السرطان اللعين، فقرروا استكماله بأي ثمن، لنجد على الشاشة فناناً يحتضر، بل يقال أنه صور أحد المشاهد وقد أصيب بالعمى بالفعل .
أعلم جيداً أن هيثم وعماد الدين أديب منتج الفيلم ردا على هذه النقطة بأنهم يحققون حلم أحمد زكي الأخير، لكن هل لو جاء لأديب الآن فنان كبير أخر مصاب بالسرطان سيوافق على انتاج فيلم يحلم به، وهل لو طلب عزيز علينا أي شئ قبل أن يرحل سنوافقه حتى لو كان هذا الشئ سيعجل برحيله؟ لماذا لا يعترفوا أنهم دخلوا مغامرة لو كانت قد اكتملت كان الوضع سيتغير بالتأكيد فنياً ومادياً، فالشركة لم تكن تريد هذه الخسارة بأيّة حال، فعندما يحقق فيلم تكلفته 16 مليون جنيه، 4 ملايين فقط بالتأكيد هذه خسارة قد لا يستطيع تعويضها بسهولة، وإن كانت السينما صناعة رابحة في كل الأحوال .
ولنأخذ الأمر من زاوية أخرى حتى لا نتهم بالمبالغة والافتعال، وهو ما دفعنا أيضاً للكتابة عن الفيلم بعد عرضه بأسابيع حتى لا نفسد فرحة أبطاله به، ونفصل بين التغطية الإعلامية، والنقد والتحليل، أقول لنتكلم من زاوية أخرى، أيهما كان أفضل لزكي أن ينهي أفلامه بمعالي الوزير الذي أبدع فيه قبل 4 سنوات، ويظل حليم حلماً لم يتحقق له، أم أن يكون ظهوره الأخير بهذا الضعف؟
ولأننا نعلم جيداً أن زكي كان مستعداً للتمثيل حتى وهو في غرفة العناية المركزة، وأنه خاض التجربة حباً بالحياة، دون أن يحاول من حوله منعه من ذلك، فأن من وافقوا على هذا الأمر وساعدوا على حدوثه، فهم مطالبون بالاعتذار منه ومن عبد الحليم حافظ أيضاً لأنه بالتأكيد لم يكن الشريط السينمائي المسمى بحليم هو خير معبر عن العندليب الأسمر و أحمد زكي .[/align]

---

Yuj`v,h gHpl] .;d