منع, الحلم, الرجل, يقتل
يقبل الرجل العربي تناول حبوب منع الحمل؟
إقترب ميعاد طرح حبوب منع الحمل للرجال في الأسواق، ففي خلال العام القادم ستكون قد انتهت الأبحاث التي تجريها شركة أورجانون الهولندية على هذا النوع من الحبوب وتجمعت أمام علمائها نتائج التجارب التي تجرى حالياً في اسكتلندا والصين وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وقد أعلن هؤلاء العلماء في جامعة أدنبرة من خلال النتائج المبدئية التي تجمعت أمامهم أن هذه الحبوب فعالة بنسبة 100% وبدون آثار جانبية خطيرة، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة هل سيقبل الرجل المصري والعربي تناول هذه الحبوب؟،هل سيتخلى الرجل العربي عن مفهوم الجنس المرتبط بالإنجاب ؟،فالرجل الشرقي عموماً يحصر الجنس في وظيفته الإنجابية ويقدمها على أي غاية أخرى،ويعتبر أن الفحولة والرجولة لا تتجلى إلا من خلال هذه الوظيفة .
الخطير في أمر حبوب منع الحمل للرجال أنها ستطرح على الساحة قضية ستفضح الإجابة عليها الرجل العربي وتعريه أمام نفسه وأمام رفيقة حياته ؟،إنها قضية المشاركة في العلاقة الزوجية، إنه السؤال الخالد الذي يتهرب الرجل من مواجهته هو الإجابة عليه، هل الزواج مشاركة أم علاقة سيد بخادم ؟ ،وبما أن الزواج قد تحول عندنا إلى صراع في معظم الأحيان على تورثه السلطة التي يقتنص الرجل معظمها، وبما أن الإنجاب جزء من هذا الصراع فإن الرجل يلقى بالمسئولية كاملة على المرأة!
أما في مسألة منع الحمل فالمشكلة أعمق وأخطر، فبرغم أن قرار اتخاذ وسيلة لمنع الحمل ليس قراراً سهلاً على المرأة لأن كل وسيلة لها أعراضها الجانبية وضغوطها النفسية التي تحتاج من الرجل الدعم النفسي على الأقل ولكن ماذا سيكون الوضع عندما يجد الرجل وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل يتناولها هو ببساطة ؟،هل سيسقط الحصار قلعة تحفظه الحصينة ؟،إنها مواجهة الحقيقة الموجعة التي ستفضح الرجل العربي والتي يتمنى ألا تحدث.
رحلة حبوب منع الحمل للرجال لم تبدأ منذ اليوم، ولكن العلماء حزموا حقائبهم منذ زمن بعيد حين رفضوا أن يستأثر طبيب النساء بمسألة تنظيم الحمل وحده، وتساءلوا مادام الحمل يحدث نتيجة لقاء اثنين رجل و إمرأه فلماذا لا يتحمل كلاهما المسئولية عن منعه ؟،وكانت هذه هي البداية، وتعددت الأبحاث وشجعت النتائج العلماء على أن يواصلوا مسيرة ويكشفوا طريقاً كان ممنوعا عليهم وكان الدافع الأساسي للعلماء هو أن وسائل منع الحمل للنساء مازالت لها بعض الأعراض الجانبية عند بعضهن مثل القئ والصداع وزيادة الوزن والاكتئاب وفقدان الرغبة الجنسية واضطرابات الدورة الشهرية والتهابات الرحمالخ،ومما شجع العلماء أيضاً أن الرجل بالفعل يستعمل الواقي الذكرىCONDOMكوسيلة لمنع الحمل ولتفادى الأمراض التناسلية التي تنتقل بالاتصال الجنسي وأهمها الإيدز، فما هو المانع من تجريب طرق أخرى خاصة أن نسبة فشل الواقي الذكرى تقترب من 15% وكذلك العزل وهى طريقة أكثر فشلاً من الواقي، أما الطريقة الثالثة وهى قطع جزء من الحبل المنوي الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى الخارجVASECTOMYفهي طريقة يعتبرها الرجال غير إنسانية وقد اتفق العلماء على أن قياس نجاح أي طريقة لمنع الحمل عند الرجال تتلخص في أن تكون آمنة وفعالة ومن الممكن الحمل والإنجاب بعد التوقف عنها أي أنها ليست أبدية كقطع الحبل المنوي، وبالفعل كان حصاد التجارب متنوع ومتشعب أكثر مما تتصورون.
اتجه نظر العلماء في البداية إلى الوسائل الطبيعية نظراً لحساسية الموقف وحتى لا تخدش هيبة الرجل، وكانت الحرارة هي الوسيلة السهلة والمتاحة والمجربة، والذي جذب نظر العلماء إلى هذه الوسيلة كانت الحقيقة العلمية التي تقول أن الخصيتين المعلقتين في البطن عقيمتان نظراً لارتفاع درجة الحرارة داخل الجسم عن خارجه، وكانت الطريقة الأولى هي غمس الخصيتين في ماء ساخن درجة حرارته 115 فهرنهايت يومياً لمدة شهور أو إدخالهما في القناة التي في أعلى الفخذ وأسفل البطن ، وبعد الإقلاع عنها أو تحرير الخصيتين من هذه القناة ونزولهما إلى مكانهما الطبيعي ستعود خصوبة الرجل إلى سابق طبيعتها بعد شهر واحد فقط، ورغم أنها طريقة آمنة إلا انفعاليتها غير مضمونة ومدة التعرض للحرارة غير محددة
وللمزيد من الفعالية لم تتوقف أبحاث العلماء عند مسألة التعقيم الحراري ولكن ظهرت طرق أخرى من أهمها الطرق الفارموكولوجية أو الدوائية، وبما أن الذي يده مغموسة في النار ليس كمن يغمسها في الماء فقد كانت الصين الغارقة في نار زيادة السكان هي المقتحمة الأولى لهذا المجال وبكل قوة، اكتشف علماء الصين في سنة 1929 علاقة غامضة مابين تناول الطعام المطبوخ بزيت بذرة القطن وانخفاض معدل الإنجاب في الأسر التي تتبع هذا التقليد، وتم نشر أول بحث يناقش تلك المسألة ويفك غموضها في عام 1957 وكانت المادة الموجودة في بذرة القطن والمسئولة عن ذلك هي إل GOSSYPOL، وأجريت الأبحاث على عشرة ألاف متطوع وأظهرت النتائج أن نسبة الربع تقريباً ظلوا يعانون من العقم الكامل لمدة عام، إلا أن الأعراض الجانبية لهذه المادة قد جعلت العلماء الصينيون يتراجعون عن الخوض في التجارب حتى أكملها علماء البرازيل في 1990 بتقليل الجرعة وأطلقوا على الدواء اسم "نوفرتيل" يؤخذ يوم بعد يوم لمدة شهرين ولكن مازالت هيئة الدواء العالمية معترضة على سمية الدواء ومازالت الأبحاث المشتركة للصين والبرازيل وشيلي والنمسا تحاول الوصول إلى الجرعة المضبوطة لهذا الدواء.
أما آخر الطرق الدوائية وأخطرها فهي طريقة الهرمونات وهى التي تبحث فيها شركة أورجانون التي ذكرناها في البداية،ويبدأ الهرمون عمله بنجاح بعد شهرين تقريباً، وفور أن تهبط نسبة الحيوانات المنوية بشكل حاد يمر شهران إضافيان حتى يهجر آخر حيوان منوي منطقة البربخ وهى محطة النضج، ومن الأشياء الغريبة التي حيرت علماء الشركة هي عدم استجابة بعض الرجال للهرمون وبقاء نسبة الحيوانات المنوية عالية كما هي، والأغرب أنها تختلف من جنس لآخر فالأسيويون على سبيل المثال ينجح معهم هذا الهرمون عن القوقازيين!!، ولم يتوصل العلماء لسبب هذا الاختلاف حتى الآن
طرق تعاطي الهرمون المانع لإخصاب الرجال من الممكن أن يكون بالحقن كل عشرة أيام في نوع وكل ثلاثة شهور في نوع آخر، ومن الممكن بغرسه تحت الجلد لمدة شهور يثبط فيها الهرمون الذكرى وبالتالي يخفض نسبة الحيوانات المنوية إلى درجة الصفر أو ما يطلق عليه طبياً إلAZOSPERMIA، أما ثالث طريقة فهي الأقراص أو حبوب منع الحمل الرجالي وهى تؤخذ ثلاثة مرات يومياً، ورابع طريقة هي طريقة الكريم الذي يدهن على مساحات كبيرة من الجسم حتى يتم امتصاصه، أما عودة الرجل لطبيعته الأولى فقد قدرها العلماء من أربعة إلى ستة شهور حتى تعود الخصوبة ويستعيد الرجل نسبة حيواناته المنوية السابقة، أما الأعراض الجانبية لهذا الهرمون والتي تحاول الشركة تفاديها من خلال ضبط الجرعة فهي زيادة الوزن وظهور حب الشباب وتغير المزاج وانخفاض الكولسترول عالي الكثافة وهو النوع المفيد للجسم ومن أعراضه الجانبية أيضاً تضخم البروستات.
إذا كانت طريقة قطع جزء من الحبل المنوي هي طريقة سقيمة لمنع الحمل لأنها تقطع معها الطريق مستقبلاً إلى الإنجاب، فإن العلماء لم ييأسوا وحاولوا الالتفاف حول هذه الطريقة بوسيلة ألطف وأذكى وأكثر أماناً ولكنها تعمد على نفس الفكرة فكرة إغلاق طريق الحبل المنوي أو ما نستطيع تسميته المنع الميكانيكي للحمل.
الوسيلة الأولى والتي تم استخدامها بالفعل على 300 ألف رجل في الصين منذ عام 1983 هي عبارة عن حقن سائل يتجمد داخل الحبل المنوي، وتنقسم حسب نوع السائل إلىM.PUوMSR، وببساطة ودون الدخول في تفاصيل الخلافات العلمية بين الطريقتين فإن السائل الذي يتم حقنه يتجمد في الحبل المنوي بعد 20 دقيقة مكوناً حاجزاً وسداً منيعاً أمام الحيوانات المنوية، ولكن عيوب هذه الطريقة أن البعض يحتاج إلى جراحة بعد إزالة هذا السائل المتجمد حتى يصبح قادراً على الإنجاب مرة أخرى، والوسيلة الثانية آل shug هي غرس قطعة مطاط وسليكون مرن داخل الحبل المنوي ليملأه، ومن مزاياه الأساسية عن الوسيلة الأولى أننا لا ننتظر السائل حتى يتجمد وأيضاً نستطيع نزعه بسهولة ونسبة نجاحه 100% ويجعل الرجل عقيماً لمدة ثلاثة أشهر متواصلة
أحدث الطرق لإغلاق الحبل المنوي هي طريقة أل RISUGوهى اختراع هندي يعتبره الكثيرون حلاً عبقرياً، وتتلخص عبقريته في أن السائل الذي يحقن داخل الحبل المنوي لا يضغط على جداره ولكنه يؤثر على جدار الحيوان المنوي التي يمر بجانبه فينفجر هذا الحيوان المنوي ويتمزق بدون أي تأثير على الحبل المنوي، ومجرد حقن ستين ملليجرام من هذا السائل يعطى عقماً وقتياً لمدة عشر سنوات وتقل مدة العقم كلما قلت الجرعة، وبمجرد غسل السائل ببيكربونات الصوديوم يصبح الرجل غير عقيم في مدة تسعين يوم، وفعاليته بلغت 100%، كل هذه العوامل وغيرها ترشح هذه الطريقة لتكون طريقة المستقبل في منع الحمل عن طريق تعقيم الرجال
المشكلة ليست في تعقيم الجهاز التناسلي للرجال وإنما في تعقيم الجو المسموم الذي يحيط بعقل الرجال، وإقناعهم بأن الرجولة مسئولية ومشاركة قبل أنتكون معاشرة وإنجاب، وأعتقد أننا لو أجرينا استطلاعا للرأي حول هذه الطريقة في منع الحمل سنندهش من النتيجة التي ستؤكد على أن سي السيد البيه شهريار مازال قابعاً تحت الجلد الخشن مهما كان مغطى بالملابس الغربية ومعطراً بالعطور الباريسية
عزيزي الرجل هل تقبل أن تتناول أقراص منع الحمل ؟،ننتظر الإجابة نحن وزوجتك وجهاز تنظيم الأسرة !!
للأمانة هذا الموضوع نقل بتصرف من هذا الربط :
http://www.asnanaka.com\m\MedicalEnc.ia\ManHealth\i mpotence1.htm
للمزيد من المعلومات الطبية راجعوا هذا الموقع
ig drfg hgv[g hguvfd pf,f lku hgplg