|
لست, موت, قبرا
[frame="2 80"]
أنت لست قبرا.
دخلت علينا تختال
كأنها محمولة على راح النسمات
جلست بيننا تحتال
كأنها نجمة أعلى من مركز النجمات
ابتسمت لنا في رقة
كأنها نيروز زارنا من أعلى السموات
شدتنا إليها في لحظة
واعتقلت فينا كل الآهات والزفرات
فلمحتها ولمحتني
ظننت أني رميتها
تراها هي من رمتني
نظرتها
فقيدتني وأسرتني
قلت قتلتها
تراها هي من بسهام عيونها
قد قتلتني.
تبادلنا جميع أنواع النظرات
تحادثنا من غير كلمات
لكنها هزمتني بلهيب تلك الجمرات.
تلك التي تلفحني من عينيها
وترسل لي كل ثانية
آلاف الدعوات.
فمشيت نحوها
شددت يدها
وقرأت عليها السلام
تبعثرت مفرداتي في ثغري
وخانني كل الكلام
قلت لها:
"إني لست صعلوكا
أو زنديقا سيدتي
فقط من وحي هواك
صرت مملوكا
وفقدت كل حريتي
فلو تكرمت
سيدتي النبيلة
وسمحت لي
بهاته الرقصة الجميلة."
قالت:"وبعدها؟"
قلت:
"بعدها نرقص
ونلعب كالصبيان
نصنع سريرا يأوينا
من كتب الدرس
وقماش القمصان.
بعدها أجملك
بصبائغ أقلام الألوان
وأصنع لك من ورد حديقتنا
قلائد الريحان
وأحلى التيجان
بعدها أعطيك مهرا
ألف قبلة من صميم الوجدان
ونلهو بلا عرف
ولا دين ولا عنوان
بعدها نزف خلسة
ونفعل كالعرسان
بعدها نعطل تلك المطرقة
ونحطم هذا السندان
بعدها نحيا لحظة
علنا ننسى كل هاته الأحزان
فمن وقعها
ما عدت أنت امرأة
ولا بقيت سيدتي
أحس أني إنسان".
فابتسمت وفي عينيها
تجول آلاف الدمعات
احتبست جامدة
كأنها أمطار في رحم الغيمات
قالت:
"أتريد أن تحارب جيشا
من الأحزان والآهات
أتريد أن توقف زمنا
اتحدت فيه كل الساعات
إرحل ،اسكن وطنا
لا يعرف حدودا
وألوان الرايات
إرحل جاور مدنا
تتساوى فيها
الولادات والوفيات
إرحل فما الحب إلا قنديل
ينطفئ بالريح كالمشكاة
إرحل فأنت رجل
لما سيأتي
وليس قبرا لما فات [/frame]Hkj gsj rfvh
« رساله إلى لبنان | لابارك الله في صديق يجافيك » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |