المخدرات, دمرت, عائلتي, قصة
المخدرات دمرت أسرتي قصة واقعية :
المخدرات دمرت أسرتي ، أحمد الحصين .
جاءني وهو حزين وعيناه مملوءتان بالدموع ، فقلت له : قص علي ماذا أصابك يا أخي العزيز عسى أن نجد حلاً . فقال : يا شيخ أحمد قصتي إذا سردتها لن يصدقني أحد بل سيقولون أنها من نسج الخيال أو نسج الأفلام السينمائية ، قلت له : ليس كل الناس لهم عقل واحد بل العقول تتفاوت وإني لمن المصدقين لقصتك . قال : كنت أعيش مع أبي وأمي وأختين صغيرتين لم تتجاوز أعمارهما سبع سنوات ، وأخي الشقيق لم يتجاوز العاشرة من عمره ، وقد كنا توأمين وهكذا الصغيرتين توأمين ، وكنا في سعادة وهناء ترفرف علينا المحبة والرحمة والابتسامة ، وأبي كان موظفاً في إحدى الدوائر الرسمية براتب جيد ، وإذا قبض راتبه ذهبنا إلى السوق لنشتري ما طاب لنا ولذ ، أما أمي فهي امرأة ذات أدب وأخلاق لا يوجد لها وصف ، وكنت وأخي من أوائل الطلبة في المدرسة ، وكانت سعادتي كبيرة حين نجتمع على مائدة الطعام أو نذهب إلى المنتزهات ، وكانت السعادة أمامنا وخلفنا ، نعيش بلا مشاكل أو ما ينغص علينا حياتنا ، ولكن هذه السعادة مرت علي وكأنها كابوس مخيف حل بهذه الأسرة الصغيرة وقلبتها رأساً على عقب ، إلى شيء لا يصدقه العقل والوجدان ، ماذا حدث ؟ . أبي انقلب إلى رجل مخيف وحش كاسر لا يعرف الرحمة ولا الشفقة ، هذا الأب الذي كان دائماً مبتسماً انقلب فجأة إلى رجل قاس لا يعرف إلا الضرب والصراخ ، وكانت أمي أولى الضحايا ، نالت الكثير من الضرب والسب واللعان ، وكانت صابرة محتسبة ترجو من الله أن يرجع إلى صوابه ، ولكنه ازداد في شره وأسلوبه الوحشي . ما الذي غير والدي ، وما هو السر في تغييره المفاجئ يا ترى ؟!! علمنا أن هذا التغير ناتج عن رفقاء السوء الذين قادوا والدي إلى طريق الهاوية والسقوط بعد أن أعطوا له حبة تسمى في عرفهم " حبة الحب والخيال " وهي حبة الإجرام والدمار والخراب … إنها حبة المخدرات ، وتطور الأمر حتى بدأ والدي يأخذ حقن الهيروين والمورفين ، بهذا الإجرام ضيع والدي حياته وفصل من الوظيفة وتراكمت الديون علينا ، فباعت أمي المسكينة كل ما تملك من مجوهراتها ، ولكن أبي ازداد في هذا الطريق ونبت جسده من هذا السم الهالك . وفي يوم دخل علينا والدي وهو في حالة سكر شديد وهياج منقطع النظير وهو يصرخ أعطوني مالاً ، أعطوني مالاً ، فقالت أمي لا يوجد عندنا مال ، والبيت كما ترى خاو على عروشه وأنت تريد السم الشيطاني لتهلك بدنك ، هذا حرام ، هذا حرام ، يا رجل اتق الله في دينك ، اتق الله في أولادك ، اتق الله فينا ، يقول والدي بأعلى صوته أنا لا أعرف بيتي ولا أولادي أريد مالاً أريد مالاً واشتد النقاش والصراخ ، فاستهل والدي مدية وطعن بها أمي المسكينة الطيبة ، يا له من مشهد فظيع ، مر علينا
وكأننا في حلم ، سقطت أمي متدرجة في دمائها تتخبط من أثر الطعنة ، أي جريمة اقترفتها أمي ! ، أي ذنب جنت ،وأحيل والدي إلى السجن المؤبد ، وأحيلت الشقيقتان الصغيرتان إلى دار الأيتام في مدينة بعيدة عن مدينتنا ، وكان نصيبي أنا وأخي دار أيتام كذلك في مدينة أخرى . ومرت السنون والأعوام وكبرنا وكبرت القصة في قلوبنا وخرجت من دار الأيتام مع أخي ونحن في عنفوان الشباب ولم نسمع عن الشقيقتين الصغيرتين أين هما وأين نجدهما . وفي يوم من الأيام ساقتني قدماي إلى طريق الشيطان ، فتعرفت على امرأة سيئة السمعة وتطورت علاقتنا حتى عرفتني على فتاة جميلة وصغيرة ولكنها من بنات الهوى كانت حزينة لا تعرف الابتسامة وكأنها مكرهة على هذا الفعل ، وكنت أريد معرفة خبايا قلبها ، قلت لها : إنك حزينة وربما أن لك قصة أريد أن أعرفها ، أخذت الفتاة نفساً عميقاً والدموع تتساقط من عينيها قالت : كنت صغيرة أنا وأختي وأخوين شقيقين وأبوي وكنا في سعادة وحياة آمنة مستقرة ، ولكن أبي مارس طريق الشيطان وانغمس في المخدرات التي قادته إلى تدمير بيته بعد أن قتل أمي بالسكين ، فصرخ الشاب ماذا تقولين ماذا تقولين أنت هناء ؟!! قالت : نعم أنا هناء ولكن كيف عرفت اسمي ؟ قال : أنت أختي أنا أخوك سمير مشهد مؤثر ولكن أن يلتقي الأخ بأخته في دار الدعارة ويمارس معها الفاحشة فذلك من العجب العجاب . ولكن من هو المسئول الأول والأخير عن ضياع هذه الأسرة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ، إن المجرم ليس والدهم بل المجرم الذي يقتني المخدرات ويتاجر فيها ، ويروجها بين هؤلاء وهؤلاء . المجرم الذي يتستر على هؤلاء المجرمين المجرم الذي يضع يده مع هؤلاء ويصافحهم المجرم الذي لا يتعاون مه هيئة مكافحة المخدرات ويرشد عنهم المجرم الذي يسمح بدخول المخدرات في بلادنا باسم صديق أو عزيز علي . إن المخدرات سلاح تستعمله الدول الاستعمارية بأشكالها لتدمير الأمة الإسلامية وجعلها أمة ضعيفة متهاوية لا تقدر أن تدافع عن نفسها أو أن تجعل بلادها متطورة حضارياً وتكنولوجياً . وهذه المخدرات التي مرت هذه الأسرة المسلمة بل ودمرت الكثير من الأسر في العالم بسبب هذا السم الخطير والذي يقصد به القضاء على أمة الإسلام بأكملها وجعلها ضعيفة مسلوبة الإرادة ذليلة للدول الكبرى الكافرة .
hglo]vhj ]lvj uhzgjd ( rwm ,hrudm