مغناطيسيا, بعد, تنويمها, يعتدي, على, نفسي, طبيب, قاصر
من ملفات المحاكم حصلت «سيدتي» على قضية الشابة المراهقة، التي حاول طبيب نفساني مزيف الاعتداء عليها، فالطالبة الثانوية ذهبت بمشورة شقيقتها الكبرى إلى طبيب تعرفه ليعالجها مجاناً خصوصاً ان سلوى كانت تعاني من توترات عصبية، بسبب امتحانات الثانوية العامة، الأخت الكبرى أعطت الصغرى رقم هاتف الطبيب النفسي ـ فاتصلت سلوى على الفور، وجاء الرد سريعاً وغريباً، إذ اقترح عليها من اتصلت به ان يكون الموعد الأول على شاطئ الخليج وفي الهواء الطلق، سلوى لم تشك في من اعتقدت انه طبيب يريد مساعدتها، وبعدما وصلت سلوى إلى المكان الذي حدده لها، طلب منها على الفور مرافقته إلى عيادته لأنه لا يستطيع علاجها أمام المارة فدخلا العيادة وأضاء أنوارها وادخلها إلى مكتبه، وعندما سألته عن السكرتيرة أجابها بأنها خرجت وستعود، ثم طلب منها خلع الجاكيت والاسترخاء على الأريكة وأمسك بيدها، معلناً إن ذلك سيساعدها على الاسترخاء، طالباً منها ان تركز بصرها على نقطة الإضاءة في سقف الغرفة، وان تنصت إلى صوته وتغمض جفنيها ولا تفتحهما حتى تسترخي كل عضلاتها، وتتبعت سلوى تعليماته وأصبح صوته هو المسيطر الوحيد على شعورها لكنها تنبهت بعد لحظات قليلة أنه يتصرف بطريقة أفزعتها، فنهضت مرتعبة وهرولت إلى خارج الشقة وحاول هو اللحاق بها لكنه لم يستطع لتأخره في ارتداء ملابسه، وفي أسفل العمارة طلب منها المارة الكف عن الصراخ إلى ان حضرت الشرطة وأخذت الجميع إلى المخفر. ووقفت سلوى مضطربة الأعصاب، وعندما سألها الضابط عن تفصيلات ما حدث، تنهدت بعمق وقالت: لقد نومني مغناطيسياً، وكان يتوقع ان أبادله ممارسة الرذيلة بعد أن حاول السيطرة علي لكن الله لطف وفشل مشروعه الإجرامي. وفي المخفر قال الطبيب المزيف أمام الضابط: تربطني بشقيقتها المتزوجة علاقة صداقة، وكنت أساعدها مادياً، وعندما حضرت هذه الفتاة لتأخذ بعض المبالغ لشقيقتها تحدث معها شخص بهاتفها النقال، فانصرفت مباشرة وعندما خرجت من مكتبي، وهممت بركوب سيارتي حاول احد الشبان الاعتداء علي بآلة حديدية، فتجمع الأهالي وحضرت الشرطة، وعندما حضرت شقيقة سلوى إلى المخفر نزعت حذاءها وضربت الطبيب المزيف لكن الضابط هدأها، وطلب منها إبلاغه بمعلوماتها فقالت: تعرفت عليه بالصدفة بعد ان أوهمني انه طبيب نفساني، ويحاضر في علم النفس بجامعة الكويت، وقد سبق ان التقيته في النادي وفي عيادته لعلاجي نفسياً دون ان يمسني بسوء، لذلك طلبت منه ان يعالج شقيقتي الصغرى، لكنه فعل فعلته وسيندم عليها. وسيق الطبيب مخفوراً إلى محكمة الجنايات التي حكمت برئاسة المستشار صالح الفهد بحبسه خمس سنوات، وفي جلسة الاستئناف شهد ضابط المباحث لصالح المتهم قائلاً: لقد دلت تحرياتي السرية على وجود علاقة بين المتهم وأخت المجني عليها، وسبق ان قدم مساعدات مالية لها، وأثناء وجود المجني عليها في مكتبه، علم صديقها بمكان وجودها فاتصل بها هاتفياً من أسفل العقار مستفسراً عن سبب وجودها، فخرجت على الفور وافتعلت تلك الواقعة لكي تبرئ نفسها أمام صديقها، وبعد ان استمعت محكمة الاستئناف لتلك الشهادة ألغت حكم السجن وقضت له بالبراءة.
دفاع المجني عليها
وقال دفاع المجني عليها المحامي نجيب الوقيان: لقد تعرضت موكلتنا لجريمة هتك عرض من شخص ادعى انه طبيب نفسي، حيث أشار إليها بالعلاج، وقد اتخذ من المظاهر الخارجية ما يحملها على تصديقه، ثم يمس أماكن حساسة من جسمها ودنس شرفها، وتسبب في طلاق أختها الكبرى من زوجها نتيجة قذفها وادعاء وجود علاقة غير شرعية بينه وبينها، لكننا في النهاية نحترم رأي المحكمة.
دفــاع المتهم
وقال دفاع المتهم المحامي جليل الطباخ: ان الفتاة هي التي اتصلت على موكلي وطلبت مقابلته بناء على طلب شقيقتها، رغم أنها لم تكن تعاني من أمراض نفسية أو عصبية ولم يسبق لها العلاج لدى أي طبيب نفساني، فلماذا توجهت إليه؟ بل إنها عندما دخلت الشقة اكتشفت انها ليست عيادة، ومع ذلك وافقت بالنوم على الأريكة مبررة ذلك التصرف بأنها اطمأنت إليه رغم أنها لم تعرفه إلا من لحظات، لذلك ظهر بجلاء وبرهان ساطع ان ما اسند إلى موكلي لا يرقى إلى مستوى الجرم.
الدكتور بدر الشيباني أستاذ علم النفس بكلية التربية يقول ان معظم هذه العيادات ومكاتب الخدمة النفسية يعمل بها أشخاص غير مؤهلين ولا يحملون أي مؤهل علمي مناسب لمهنة العلاج النفسي، وتساءل الشيباني: هل يعقل ان تمنح الرخصة التجارية لممارسة العلاج النفسي لكونه تجاوز دورة في إحدى الدول الأوروبية أو الأمريكية ؟ ويضيف: المؤسف ان هناك تساهلا من قبل المسؤولين في وزارة الصحة بهذا الجانب، والعديد من طالبي خدمة العلاج النفسي الذين يلجأون اليَ قد تعرضوا للنصب والتأخر في حالاتهم النفسية بسبب جهل هؤلاء الذين اتخذوا من هذه العيادات بسطات يمارسون بها شعوذة نفسية.
ودعا الشيباني مجلس الوزراء بالتدخل سريعا لمنع هذه الفوضى والتحقق من التخصصات والجامعات التي يدعي هؤلاء بأنهم مجازون من قبلها لممارسة العلاج النفسي.
وأضاف بما ان هناك أعدادا متزايدة من المواطنين يقبلون على طلب خدمة العلاج النفسي يجب ان تنشأ فروع للمستشفى في محافظات الكويت المختلفة. وحذر الشيباني طالبي خدمة العلاج النفسي من هذه العيادات المنتشرة والبحث عن الشخص المناسب للحصول على هذه الخدمة.
وأوضح: ان هناك العديد من الاتصالات التي ترد الي من الإخوة طالبي خدمة العلاج النفسي للسؤال عن العيادة النفسية المناسبة وعن المتخصصين الأكفاء، مشيرا إلى ان الخجل من الاضطراب النفسي لم يعد موجودا وانتفى في ظل الوعي الذي يمر بالمجتمع.
كفاءة ولكن
من جانبه يرى الدكتور كاظم ابل استشاري علاج نفسي، انه ليس بمقدوره ان يقَيم دور العيادات النفسية وأضاف: أنا لا يمكنني ان احكم عليها، لكن من خلال خبرتي أرى ان بعض الممارسين للعلاج النفسي لا يحملون شهادات تخصصية في العلاج النفسي، لكنهم للأسف لا يتورعون عن تقديم خدمات علاجية للآخرين.
يقول: ذلك لا يقلل من كفاءة إدارة هذه العيادات النفسية. بل هذه العيادات يقتصر دورها فقط على تقديم النصح لطالبي خدمة العلاج النفسي، وتفتقر إلى الأساليب الحديثة في العلاج كطب بديل للطب الدوائي، ويتمنى الدكتور كاظم ان يتسع صدر هؤلاء الأشخاص إلى ان يجعل من التخصص ضمن الأولويات في العلاج النفسي. منبها إلى ان الاختصاصي الاجتماعي له دور مختلف عن دور الاختصاصي النفسي.
< هل معنى ذلك ان هناك من يمارس العلاج النفسي بدون اختصاص؟
ـ نعم فهناك مهندس أصبح معالجا نفسيا في التلفزيون!
< وما هي المشكلات الأكثر شيوعا في المجتمع؟
ـ ان مشكلات الانحراف والمخدرات وحالات الاكتئاب الأكثر انتشارا، كما ان المخاوف لدى الأطفال آخذة بالتوسع.
وأوضح ابل ان العيادات النفسية ذات الطابع الإرشادي لا يحق لها وصف العقاقير والعلاج الدوائي، وهذه الوصفة مختصرة على الأطباء النفسانيين فقط، أما العيادات النفسية فيسمح لها بتقديم خدمة العلاج النفسي. وأكد ان النساء هن الأكثر ارتيادا للعيادات النفسية، إذ ان الأمهات يعانين من الاكتئاب والمخاوف، والعوانس تنتابهن مشاعر سكوسوماتية وهي أعراض جسمية جذورها نفسية، والمراهقات يعانين من المشكلات العاطفية.
الدكتور رامز طه رئيس وحدة التأهيل في مستشفى الطب النفسي يقول: هناك خلط بين مفهوم الاضطراب النفسي والعقلي إذ ان الاضطراب النفسي لا يتضمن أعراضا ذهنية أو عقلية، بل اغلبه يتمحور حول القلق والاكتئاب والتوتر، والتي هي أصلا لا تؤثر على استبصار الشخص وقدرته على التعايش مع الواقع، وأوضح طه ان كثيرا من أفراد المجتمع يتعرضون إلى ضغوط نفسية وحياتية مختلفة تستدعي استشارة المعالج النفسي، بخلاف الاضطرابات العقلية التي تحتاج في كثير من الحالات إلى دخول مستشفى والعلاج بالعقاقير.
مــحــمــــاس كــــــلاســـكــ
'fdf ktsd duj]d ugn rhwv ;,djdm fu] jk,dlih lykh'dsdh