أصبح, آعـمـى, الـ, ــب
استرخ ِثم تأمل
كان يا ما كان
في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد
كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معاً
وتشعر بالملل الشديد
والفراغ القاتل
ذات يوم
اقترح الأبداع لعبة وأسماها الأختباء
كحل لمشكلة الملل المستعصية
أحب الجميع الفكرة
وتحمسوا لممارسة اللعبة
وصرخ الجنون : أريد أن أبدأ أريد أن أبدأ
أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العدّ
وأنتم عليكم الاختفاء
ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ بالعد
واحد اثنين ثلاثة
فبدأت الفضائل و الرذائل بالاختباء
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر
وأخفت الخيانة نفسها في كومة من الازبال
دخل الولع بين الغيوم
ومضى الشوق إلى باطن الأرض
الكذب قال بصوت مرتفع :
سأخفي نفسي تحت الحجارة ثم توجه لقعر البحيرة !
واستمر الجنون بالعد:
تسعة وسبعون ثمانون واحد وثمانون
خلال ذلك أتمت كل الفضائل و الرذائل اختبائها
باستثناء الحــب
كعادته
لم يكن صاحب قرار
وبالتالي لم يقرر أين يختفي
فقد كان يعلم ايضا
انه لايقوى على الاختفاء سريعا واخفاء بريقه الذي يشع في الارجاء
تابع الجنون العد :
خمسة وتسعون ستة وتسعون سبعة وتسعون
وعندما وصل الجنون في تعداده إلى : مائة
قفز الحــب وسط شجيرة من الورد واختفى بداخلها
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحا" : أنا آت إليكم
أنا آت إليكم
كان الكسل أول من أنكشف أمره
لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس
وأشار على الشوق أن يخرج من باطن الأرض
وجدهم الجنون جميعا" واحدا بعد الآخر
ماعدا الحــب
كاد الجنون ان يصاب بالإحباط واليأس في بحثه عن الحــب
ثم تحول الى الغضب والصراخ
حينها اقترب منه الحسد !!
وهمس في أذنه :
الحــب هناك مختفيا في شجيرة الورد !
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وهو في غمرة الغضب
وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش
واستمر بلا وعي
ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب
ظهر الحــب وهو يحجب عينيه بيديه
والدم يقطر من بين أصابعه
صاح الجنون نادما" : ماذا فعلت ؟
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحــب
لن تستطيع إعادة البصر لي
لكن
لازال هناك ما تستطيع فعله لأجلي
كن . دليلي .
وهذا ما حصل من يومها
يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون .
انشاء الله تعجبكم
مع العلم
آنها ليست لي اعجبتني
وآحببت آن آنقلها لنواظركم
glh`h Nwfp hgJ p JJf NuJlJn