أسباب, الأطفال
سؤال محط تفكير الأمهات: هل هو مرضي أم نفسي؟
أسباب فقدان الشهية عند الأطفال
ابني شهيته ضعيفة كلمة غالبا ما ترددها الأمهات بضجر وحزن وقلق.
والواقع أن مشكلة الشهية عند الاطفال تقلق بال الكثير من الامهات وخلال السنة الاولى من عمره تكون شهيتة قوية عادة لكي يتناول الغذاء الكافي لهذا النمو السريع ولكن نمو الطفل لا يستمر بهذه السرعة مدى الحياة وبعد السنة الاولى يبطؤ بحيث لا يزيد وزنه أكثر من 3 كيلو غرامات سنويا أي 8 غرامات يوميا ومع البطء في النمو تقل حاجة الجسم وتقل شهية الطفل.
ان مشكلة انعدام الشهية هذه أوضعفها تخلقها الأم القلقة أولا ثم ينميها الطفل الذي يجد في قلق أمه وسيلة ناجحة لاشباع رغباته الأخرى، فتشعر الأم غالبا بخيبة أمل لرؤية طفلها في حالات لا تطمئنها، كاصفرار في الوجه، أو وجود هالات سوداء حول العين، أو عدم الزيادة في الوزن مقارنة مع أقرانه وأن نشأة الاطفال وتربيتهم وصحتهم والنشئة البيئية الجيدة تؤدي الى مستقبل مليء بشباب قادر على اعطاء شيء لمجتمعه.
فقدان الشهية عند الأطفال
هذه المشكلة شائعة جداً بين الأطفال خصوصاً بين العام الثاني والخامس من العمر وتساهم الأم دون أن تدري مساهمة كبيرة في إيجاد وإبقاء هذه المشكلة، وذلك بإظهار قلقها وشكواها الدائمة، غالباً أمام طفلها من أن أكله غير كاف، وفي كثير من الحالات يكون الطفل موضع الشكوى بالنسبة للأم أمام العائلة والأقارب، وقد يصبح البيت بجميع من فيه مشغولاً بطعام الطفل وشهيته، ويحاول الجميع إقناعه أن يأكل زيادة عما يفعل ويحاولون ذلك بالترغيب أحياناً وبالشدة والتهديد أحياناً، وأحياناً بإعطاء الطفل مختلف أنواع الأدوية التي يفترض فيها أن تزيد شهيته للطعام وفي أغلب الأحيان لا يعطى هذا الجهد أية نتيجة، بل ربما أعطى نتيجة عكسية فتقلل من شهية الطفل للطعام أكثر من ذي قبل.
وهذه المشكلة التى تواجه الأطفال تسبب قلقا كبيرا للأبوين مشكلة عدم الرغبة فى الأكل، وهناك بعض العوامل التى تزيد من حجم هذه المشكلة وتنتهى بإصابة الطفل بالأنيميا وسوء التغذية أو قلة وزنه بصورة ملحوظة ونرى هنا أن فقدان الشهية عند الأطفال يرجع إلى إصابته ببعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والخوف والحزن مما يؤثر بصورة مباشرة على مركز الشبع في المخ، وذلك بالإضافة لتناول الأطفال لكميات كبيرة من المواد السكرية المتمثلة في الحلويات، وعدم تمتع الطفل بوقت كاف من الراحة وممارسة الرياضة، وإصرار الأم على أن يتناول ابنها كماً معيناً من الطعام قد يفقده شهيته لأنه يهرب من هذه الكميات الكبيرة التى تفرض عليه ليأكلها، ومن أسباب فقدان الشهية للأطفال عدم انتظام مواعيد الطعام والإصابة ببعض الديدان والطفيليات في الجهاز الهضمي وفي أغلب الأحيان لا تظهر أي نتيجة على الطفل بالإضافة إلى التعرض لآثارها الجانبية والنتائج العكسية التي تظهر بعد توقف استخدامها ويرجع فشل هذه الوسائل العلاجية إلى أن هناك أسباباً لضعف الشهية ليس لها علاقة مباشرة بالغذاء.
أسباب فقدان الشهية
عدم تمتع الطفل بقسط كاف من الراحة و ممارسة الرياضة أو طريقة معاملة الأم لطفلها كالحماية الزائدة والإرشادات والنصائح التي توجهها له أثناء فترة تناول الطعام أو الإصرار على تناول كمية معينة كل هذا من شأنه أن يفقد الطفل شهيته ويؤدي إلى هروبه من هذا الحمل الثقيل وأما عن أكثر الأسباب شيوعا بين الأطفال فهو الشعور بالذات فيحاول بعض الأطفال تأكيد ذاتهم واستقلاليتهم في سن مبكرة من خلال رفض ما يريده منهم الآخرون وكلما زاد الآباء في مطالبتهم امتنع وأصر الطفل على رأيه.
علاج فقدان الشهية يبدأ بعدد من الخطوات
أولاً: عدم إرغام الطفل على الأكل وإدراك الوالدين أن الأطفال مختلفون فلكل طفل قدرته فبعضهم يأكل كثيرا والبعض الآخر قليلا كما أن شهية الطفل للطعام تختلف من وقت لآخر ولذلك فالامتناع عن إجبار الطفل على تناول أنواع وكميات معينة هي الخطوة الأولى في طريق العلاج.
ثانيا”: مراعاة ميول الطفل فيما يقدم له من أصناف الطعام وما يحب منها وما يكره مع تقديمه في شكل جذاب من حيث الشكل والمذاق ووجود الطفل وسط مجموعة تتناول الطعام يساعد أيضا على فتح شهيته ووضع طبق من الخضراوات المقطعة طولياً وتركه يأكل بحرية بين الوجبات الرئيسية والرضاعة.
ثالثا: والتي تبدأ في سن مبكرة لتفادي رفض الطفل لأنواع معينة من الطعام وهي تقديم أنواع الأطعمة المختلفة للطفل من سن أربعة أو خمسة أشهر ليعتاد عليها بدون تفضيل نوع على آخر.
وهناك أسباب مرضية تؤدي إلى ضعف الشهية منها وجود مرض بالجهاز الهضمي ولذلك يجب استشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير يطرأ على الطفل
ولاننسى أيضاً أهمية انطلاق الطفل وتعرضه للضوء والهواء النقي وممارسة الرياضة إلى جانب الراحة النفسية والنوم لساعات كافية لأن كل ذلك يساعد على إقبال الطفل على الطعام دون إجبار.
فقدان الشهية من الناحية النفسية
الطفولة هي مرحلة البهجة والمرح والانطلاق دون أية مسؤولية أو أعباء، لذا لا تكاد الابتسامة تفارق شفاه الأطفال، وهم يمارسون شقاوتهم الندية، ويملؤون البيوت بالضجيج الجميل، لكنه عندما تجد طفلاً مكتئباً، أو يميل للانعزال عن أقرانه، أو أكثر رغبة في اللجوء للعنف والتذمر، فلا شك أن ثمة خطأ أحدث خللاً في الصحة النفسية لهذا الطفل أو ذاك، وهنا ألقي الضوء على هذه الجوانب النفسية حتى لاتتفاقم الأمور وحتى لا يتكرر هذا الخطأ يجب على كل أم بأخذ الحيطة من بعض الأمور التي تتعلق بفقدان الشهية.
اسباب فقدان الشهية من الناحية النفسية:
عدم شعور الطفل بالسعادة
الشعور بالذات والسلبية
عدم تمتع الطفل بقسط كاف من الرياضة و الهواء النقي.
ربط الطعام بحادثة غير سعيدة
طريقة معاملة الأم لطفلها.
محبة الطفل أو كرهه لأصناف الطعام التي تقدمه له.
اصرار الأم على الطفل أن يأكل كمية من الطعام أكثر مما يستطيع.
تشديد الوالدين على الطفل أن يتبع آداب المائدة كما يمارسونها هم.
اسباب فقدان الشهية من الناحية المرضية:
1- تناول الحلوى أو أي طعام بين الوجبات أو تقديم الوجبات في فترات متقاربة جدا
2- النزلات الشعبية أو المعوية أو غيرها من الامراض التي تصيب الطفل بضعف مؤقت في شهيته، تعود الشهية بعد ذلك الى ما كانت عليه.
بعض النصائح والخطوات المتبعة:
امنعي طفلك من تناول الحلوى أو أي طعام آخر قبل ميعاد الطعام بساعتين.
عدم مناقشته في مسألة الأكل ولا ترغميه على الاكل بالتهديد أو بالضرب أو بالرشوة والمحايلة، فقد يسبب الضغط مفعولاً عكسياً بحيث يكره الطفل الطعام، بل قومي بالحديث معه وترغيبه وعرض نوع واحد فقط لاغير.
اعطاؤه الاغذية الغنية بالطاقة والسعرات الحرارية من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات للمحافظة على نموه العقلي والجسدي وذلك لتعويض المفقود من الجسم من طاقة ناتجة عن كثرة الحركة.
احتفظي في مطبخك بالاغذية المفيدة له مثل حبوب الافطار والمكسرات والفواكه المجففة لتكون له بديلاً عن الشيبس والشوكولاته عند الاحساس بالجوع ويمكن اعطاؤه قطعة من الشوكولاته بعد تناول وجبة خفيفة كشطيرة جبنة مثلاً.
اعطاء الطفل كميات من البروتينات للمحافظة على نموه وخاصة الألبان والبيض واللحوم والبقوليات.
اعطاؤه الكثير من المواد النشوية لمده بالطاقة اللازمة من أجل حركته الزائدة.
المواظبة على ساعات النوم لراحته ونموه.
وأهم شيء ان تطعمي الطفل بيدك معظم الأوقات وليس اطعامه بيد الخادمة وكوني قدوة له في عاداتك الغذائية وتأكدي أن طفلك بذلك لن يعاني من هذا المشكل مادامت هناك أم ساهرة على تطبيق هذه الخطوات البسيطة والمهمة.
عوامل تعتمد عليها الشهية
من الضرورى أن نعرف أن الشهية تعتمد على عدة عوامل، منها النفسية ومنها الفسيولوجية، والتي تساعد على إفراز الهرمونات التي تتحكم في الشهية نحو الطعام، هذه العوامل تحكمها غدة تسمى (الهيبوتلامس) تحت المخيخ وهي غدة دقيقة تعتبر بمثابة القائد الذي يحدد نشاط الجسم ومدى إفراز الهرمونات.
أمور تتحكم فى شهية الطفل وإقباله على الطعام
الانتظام في مواعيد الطعام وتحديد توقيت زمني ثابت ودقيق لتنظيم الأحساس بالجوع وانخفاض نسبة السكر في الدم وانخفاض موارد السعرات الحرارية في الجسم ولصحة المعدة ايضا بحيث تكون قادرة على إفراز الأحماض اللازمة للهضم.
وأهم هذه الأمور كما ذكرت آنفاً الحالة النفسية، يجب أن ننتبه إلى أن الطفل في عامه الثاني يكون عادة قليل الإقبال على الطعام وهذه أصعب فترة في مسألة التغذية ذلك أن وزن الطفل يبدأ في عدم الزيادة بالمعدل نفسه الذي كان يزيد من قبل فمعدل زيادة الوزن تكون الضعف في العام الأول عنه في الثاني فالطفل ينشغل بالتعلم والتعرف الى العالم من حوله كذلك عملية التسنين لها دور في ذلك حيث تظهر الأضراس في هذه الفترة وهي مسألة صعبة بالنسبة للطفل، أما إذا أستمر العزوف عن الطعام ما بعد ذلك فلنبحث عن الأسباب وأهم الأسباب التي تفقد الطفل شهيته وتقلل من الكمية التي اعتاد عليها هي إصابة الطفل بالديدان وخاصة الديدان الدبوسية تلك التي تسبب المغص وهذه سهل اكتشافها بتحليل براز الطفل وبذلك يمكن القضاء عليها.
كذلك هناك بعض الأمراض والتي قد يكون الطفل مصابا بها ولكنها ليست واضحة للعيان مثل إصابته بعيوب خلقية في القلب، كانسداد الصمام أو وجود ثقب في القلب، وأمراض الكلى والكبد، هذه الأمراض لابد من إجراء فحوصات طبية لاكتشافها، والأنيميا الحادة لها دور في فقدان الشهية.
وأعود للتأكيد على أهمية الحالة النفسية فقد يكون فقدان الشهية يسبب اضطراباً نفسياً يصيب الطفل وتسمى هذه الحالة بفقدان الشهية العصبي أو النفسي فالاكتئاب عند الأطفال ينتج عنه عزوفهم عن الأكل، كذلك العلاقة السيئة بين الأم والطفل أو بين أفراد الأسرة جميعا، فالمشاحنات والزعل بين الوالدين تفقد الطفل شهيته ليس فقط للأكل ولكن للإقبال على الحياة.
التغلب على ضعف الشهية
تستطيع الام التغلب على ضعف شهية الطفل بعد أن تتأكد من خلوه من أي سبب مرضي لضعف شهيته وتختلف الشهية وسرعة النمو من طفل الى أخر فلا داعي للمقارنة بين طفلك وأطفال آخرين.
تجنبي مناقشته في مسألة الاكل ولا ترغميه على الأكل بالتهديد أو بالضرب أو بالرشوة والمحايلة بل ضعي الاكل أمامه على طاولة الطعام يأكل ما يشاء.
دعيه يختار الطعام الذي يحبة مادام مفيدا.
امنعيه من تناول الحلوى أو أي طعام آخر قبل ميعاد الطعام بساعتين.
العوامل البيئية التي تؤثر في الطفل
أثناء الحمل أو في بداية حياة الطفل أحيانا تصاب الأم ببعض الأمراض، وربما منها التعرض لعمل أشعة أو تعاطي أدوية معينة أثناء الحمل وخصوصاً الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أو حتى سوء تغذية الأم أثناء الحمل قد يؤدي لحدوث تشوهات خلقية أو مضاعفات مرضية تؤثر في الطفل فيما بعد وتؤدي للمرض النفسي والعصبي، كما أن تعرض الطفل للإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية وخبطات الرأس نتيجة للوقوع المتكررالشديد قد تؤدي لحدوث مضاعفات وتغيرات باثولوجية مرضية في المخ وبالتالي ظهور المرض النفسي والعصبي.
العوامل التربوية والأسرية
حيث إن أساليب التربية والمعاملة الأسرية الخاطئة غالباً ما تساعد مع وجود الأسباب الأخرى أو بمفردها في حدوث بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية والإسهام بشكل كبير في ظهور هذه الاضطرابات عند الأطفال مثال ذلك القسوة الزائدة وسوء المعاملة والضرب والتوبيخ للطفل، أو العكس من ذلك التدليل الزائد للطفل وكذلك أيضاً التفرقة في المعاملة بين أبناء الأسرة الواحدة من جانب الأبوين أو الأهل وكذلك أيضاً وجود الخلافات الأسرية والمشاجرات والخلافات المستمرة بين الأبوين أمام الأبناء التي قد تؤدي الى تفكك الأسرة أو اضطراب العلاقة الأسرية واختلال الاتزان الأسري غالباً ما يؤدي للهزات والاضطرابات النفسية للأطفال.
بالطبع فإن الاضطرابات النفسية من الأمراض التي تصيب الإنسان وترتبط بالعوامل الوراثية، ولكن العوامل الخارجية مهمة أيضاً وهي من الأسباب التي تؤدي لظهور المرض النفسي.
يجب أن يأخذ الطفل قدره الكافي من الحب والحنان والدفء الأسري والتوافق والتفاهم والتعاون المستمر بين الأبوين في إدارة شؤون الطفل على كافة المحاور، كما أنصح أيضاً بعدم ترك أمور تربية الأطفال للخادمات أو تركهم في الحضانات دون رعاية أو أي اهتمام أو متابعة أو حتى إحساسه بالحب والدفء والعواطف الأسرية، وبالطبع تأثير أولئك الخادمات في سلوكيات هؤلاء الأطفال ومدى ارتباط الطفل وتعلقه بمن يرعاه والتأثر بسلوكياتهم وطبائعهم والانعكاسات السلبية لذلك من افتقاد مقومات اللغة والتربية السليمة والسوية التي يحتاجها الطفل من الأبوين لأنها بداية تكوين ركائز ومقومات الشخصية والاستقرار النفسي للطفل في المستقبل.
قول أخير:
أحب أن أقول للأمهات أن يتركن الاستماع لغير المختصين وعدم الدخول في المتاهات والأسئلة، وأقول لاتتركن أطفالكن يعانون نفسياً أو جسدياً، بل الجأوا الى الأطباء المختصين حتى يساعدوا أطفالكم في الشفاء أو التخفيف من معاناتهم كي تكون لهم حياة مليئة بالبسمة والفرحة والاستقرار.
Hsfhf tr]hk hgaidm uk] hgH'thg