الجنون, امه, سمي, عليه
عن النعمان بن بشير - رضي الله - عنه قال:(أستأذن أبو بكر الصديق على النبي صلى الله عليه وسلم فإذا عائشة ترفع صوتها عليه فقال: يا بنت فلانة ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها. ثم خرج أبوبكر, فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يترضاها
.
وقال:ألم تريني حلت بين الرجل وبينك? ثم استأذن أبو بكر مرة أخرى فسمع تضاحكهما فقال: أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما). أخرجه الإمام أحمد - رحمه الله -
حديث عظيم, وموقف نبوي تربوي مشرق, وكذا هي كل المواقف النبوية المشرقة تربية حينا وتشريعاً حينا آخر
) في هذا الموقف الرائع تبين لنا من خلال تأمله فوائد جليلة وعبر ودروس للحياة الأسرية إذ لا يخلو بيت أو أسرة من مشادات واختلاف وجهات النظر, وما ينجم عن ذلك من كيفية التصرف واحتواء المشاكل
وحتى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم لم تسلم من ذلك ولعله حكمة ربانية فالله جل جلاله قادر على أن يجعل بيت نبيه صلى الله عليه وسلم صافيا دائم الأنس والسعادة لا يكدره شيء لكنه أوجد مثل هذه الأمور تربية للأمة وتعليما لها لأن التربية بالقدوة من أبلغ وسائل التربية.
ولعلنا نقف مع هذه الزاوية عدة وقفات:
1- يجب أن نتيقين أن الحياة الزوجية الأسرية لا يمكن أن تخلو من المشكلات والخلافات بل هي كالملح في الطعام لكن المطلوب هنا هو كيفية احتواء المشكلة وحسن التصرف وإنهاء الأمر بالتفاهم, والخروج منها بطيب نفس من كلا الأطراف دون استبداد برأي أو إصرار على طريقة.
2- على المرأة المسلمة والزوجة الصالحة أن تحذر أشد الحذر من رفع صوتها على زوجها أو محاولتها تغليب رأيها على رأيه وفرضه عليه, بل لتكن المرأة هينة لينة مطيعة قانتة ولا يعني ما ورد في الحديث من أمر عائشة - رضي الله عنها - أن في ذلك رخصة وعذرا للنساء مع أزواجهن.
3- لقد كان إمام المسلمين وقدوة الناس أجمعين نبينا صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس مع أهله وأطيبهم عشرة مع زوجاته رغم تعددهن وتعدد مسؤولياته فها هو صلى الله عليه وسلم جعل يترضى عائشة - رضي الله عنها - ويطيب قلبها, بل إنها - رضي الله عنها - لما دخل عليها أبو بكر اختبأت خلف النبي صلى الله عليه وسلم مع أنها كانت تخاصمه لكنها ولعلمها ومعرفتها بزوجها صلى الله عليه وسلم لجأت إليه هربا من أبيها
والنبي صلى الله عليه وسلم في حسن أدب وحكمة في الأسلوب بادر هو أولًا بإنهاء المشكلة وحل الأمر فجعل يترضى ويدافع ويحمي ويحن ويعطف صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا درس عظيم للأزواج ألا يستبد برأيه ويصر على موقفه فهذا سيد العالمين صلى الله عليه وسلم يترضى ويرضي زوجه رضي الله عنها ولم ينقص ذلك من قدره أو يحط من قيمته أو شخصيته وإن كان الأولى بالزوجة أن تعتذر وتصلح وتترضى زوجها.
4- يشير هذا الموقف الرائع إلى لفتة مهمة على الزوجة ألا تغفل عنها فنرى كثيراً من النساء إذا وقع أي خلاف بينها وبين زوجها تبادر بإخبار والديها أو أحدهما فيحزنا ويغتما لذلك بينما ترجع هي وتصلح مع زوجها وتعود الأمور إلى مجاريها ويبقى الوالدان في حزنهما على ابنتهما فعلى المرأة الحصيفة أن تشارك والديها في أفراحها ليفرحوا لفرحها ولكن عليها أن تجتهد في عدم إخراج الخلافات الزوجية خارج البيت حتى للوالدين إلا في حالات لا بد منها كمشورة أو صلح أو نحوه
فهذا أبو بكر - رضي الله عنه - ينبه إلى هذه النقطة فيقول أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما.
5- عظم مكانة النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس أصحابه وتقديمهم إياه على أنفسهم وأهليهم فلما دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة لم ينتصر لابنته, بل بادر بلومها وعتابها, وإن كان لا يعلم عن أصل القصة, بل جعل اللوم عليها في كلا الأمرين سواء كانت على صواب أم لا.
منقول
hg.,[ hgpk,k lpl] wgn hgi ugdi ,sgl