القدم, القران, ابن, تفسير, كلام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
فوائد من كلام ابن القيم في تفسير القرآن
[frame="1 80"]قوله تعالى { وجعل على بصره غشاوة } الجاثية
وهذا الغطاء سري إليها من غطاء القلب فإن ما في القلب يظهر على العين من الخير والشر فالعين مرآة القلب تظهر ما فيه وأنت إذا أبغضت رجلا بغضاً شديدا أو أبغضت كلامه ومجالسته تجد على عينك غشاوة عند رؤيته ومخالطته فتلك أثر البغض والإعراض عنه وغلظت على الكفار عقوبة لهم على إعراضهم ونفورهم عن الرسول وجعل الغشاوة عليها يشعر بالإحاطة على ما تحته كالعمامة ولما عشوا عن ذكره الذي أنزله صار ذلك العشاء غشاوة على أعينهم فلا تبصر مواقع الهدىأهـ { شفاء العليل صـ 91 }[/frame] .
[frame="2 80"]قوله تعالى { حتى إذا بلغ أشده } سورة الأحقاف
قال الزجاج الأشد من نحو سبع عشرة سنة إلى نحو الأربعين وقال ابن عباس في رواية عطاء عنه الأشد الحلم وهو اختيار يحيى بن يعمر والسدي وروى مجاهد عنه ستاً وثلاثين سنة وروى عنه أيضا ثلاثين وقال الضحاك عشرين سنة وقال مقاتل ثمان عشرة وقد أحكم الزهري تحكيم اللفظة فقال بلوغ الأشد يكون من وقت بلوغ الإنسان مبلغ الرجال إلى أربعين سنة قال فبلوغ الأشد محصور الأول محصور النهاية غير محصور ما بين ذلك فبلوغ الأشد مرتبة بين البلوغ وبين الأربعين ومعنى اللفظة من الشدة وهي القوة والجلادة والشديد الرجل القوي فالأشد القوي قال الفراء واحدها شدة في القياس ولم أسمع لها بواحد وقال أبو الهيثم واحدها شدة كنعمة وأنعم وقال بعض أهل اللغة واحدها شدة بضم الشين وقال آخرون منهم هو اسم مفرد كالآنك وليس بجمع حكاهما ابن الأنباري
أهـ { تحفة المودود صـ 101 }[/frame] .
[frame="3 80"]قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ } سورة الحجرات
قوله تعالى {وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم } الآية وقوله { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ } الآية فإن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما بعثه رسول الله إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدقا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فلما سمع القوم بمقدمه تلقوه تعظيما لأمر رسول الله فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله فقال إن بني المصطلق منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلى فغضب رسول الله وهم أن يغزوهم فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله فقالوا يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حق الله فبدا له في الرجوع فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فاتهمهم رسول الله وبعث خالد بن الوليد خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدومه وقال له انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما تستعمل في الكفار ففعل ذلك خالد ووافاهم فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء فأخذ منهم صدقاتهم ولم ير منهم إلا الطاعة والخير فرجع إلى رسول الله وأخبره الخبر فنزل( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) الآية
والنبأ هو الخبر الغائب عن المخبر إذا كان له شأن والتبين طلب بيان حقيقة والإحاطة بها علما .
وهنا فائدة لطيفة وهي أنه سبحانه لم يأمر برد خبر الفاسق وتكذيبه ورد شهادته جملة وإنما أمر بالتبين فإن قامت قرائن وأدلة من خارج تدل على صدقه عمل بدليل الصدق ولو أخبر به من أخبر فهكذا ينبغي الإعتماد في رواية الفاسق وشهادته وكثير من الفاسقين يصدقون في أخبارهم ورواياتهم وشهاداتهم بل كثير منهم يتحرى الصدق غاية التحري وفسقه من جهات أخر فمثل هذا لا يرد خبره ولا شهادته ولو ردت شهادة مثل هذا وروايته لتعطلت أكثر الحقوق وبطل كثير من الأخبار الصحيحة ولا سيما من فسقه من جهة الإعتقاد والرأي وهو متحر للصدق فهذا لا يرد خبره ولا شهادته .
وأما من فسقه من جهة الكذب فإن كثر منه وتكرر بحيث يغلب كذبه على صدقه فهذا لا يقبل خبره ولا شهادته وإن ندر منه مرة ومرتين ففي رد شهادته وخبره بذلك قولان للعلماء وهما روايتان عن الإمام أحمد رحمه اللهقوله تعالى { أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون } [ النجم : 59 ] قال عكرمة عن ابن عباس : السمود : الغناء في لغة حمير يقال : اسمدى لنا أي غنى لنا وقال أبو زبيد : وكأن العزف فيها غناء . للندامى من شارب مسمود
قال أبو عبيدة : المسمود : الذي غنى له وقال عكرمة : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية
وهذا لا يناقض ما قيل في هذه الآية من أن السمود الغفلة والسهو عن الشيء قال المبرد : هو الاشتغال عن الشيء بهم أو فرح يتشاغل به وأنشد :
رمى الحدثان نسوة آل حرب . بمقدار سمدن له سمودا
وقال ابن الأنباري : السامد اللاهي والسامد الساهي والسامد المتكبر والسامد القائم
وقال ابن عباس في الآية : وأنتم مستكبرون وقال الضحاك أشرون بطرون وقال مجاهد : غضاب مبرطمون وقال غيره لا هون غافلون معرضون
فالغناء يجمع هذا كله ويوجبه فهذه أربعة عشر اسماً سوى اسم الغناءأهـ { إغاثة اللهفان صـ 258 }
.[/frame]
[frame="10 80"]قوله تعالى { كل من عليها فان } سورة الرحمن
ولم يقل فيها لأن عند الفناء ليس الحال حال القرار والتمكين
أهـ { بدائع الفوائد حـ3 صـ 1013 }
وللحسد ثلاث مراتب
أحدهما
هي هذه
الثانية وهي تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة بل يحب أن يبقى على حاله من جهله أو فقره أو ضعفه أو شتات قلبه عن الله أو قلة دينه فهو يتمنى دوام ما هو فيه من نقص وعيب فهذا حسد على شيء مقدر والأول حسد على شيء محقق وكلاهما حاسد عدو نعمة وعدو عباده وممقوت عند الله تعالى وعند الناس ولا يسود أبدا ولا يواسي فإن الناس لا يسودون عليهم إلا من يريد الإحسان إليهم
فأما عدو نعمة الله عليهم فلا يسودونه باختيارهم أبدا إلا قهرا يعدونه من البلاء والمصائب التي ابتلاهم الله بها فهم يبغضونه وهو يبغضهم
والحسد الثالث حسد الغبطة وهو تمني أن يكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه بل هذا قريب من المنافسة وقد قال تعالى وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وفي الصحيح عن النبي : أنه قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا وسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها الناس رواه البخاري ومسلم فهذا حسد غبطة الحامل لصاحبه عليه كبر نفسه وحب خصال الخير والتشبه بأهلها والدخول في جملتهم وأن يكون من سباقهم وعليتهم ومصلهم فتحدث له من هذه الهمة المنافسة والمسابقة والمسارعة مع محبته لمن يغبطه وتمني دوام نعمة الله عليه .
[/frame]
[frame="9 80"]قال ابن القيم
ونختم هذه الفوائد بآية مِن كتاب الله تعالى جمع فيها تدبير الحروف بأحسن تدبير وهي قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } [ الأنفال / 45 ، 46 ] ، فأمر المجاهدين فيها بخمسة أشياء ما اجتمعت في فئةٍ قط إلا نُصرت وإن قلَّت وكثر عدوُّها :
أحدها : الثبات ،
الثاني : كثرة ذِكره سبحانه وتعالى ،
الثالث : طاعته وطاعة رسوله ،
الرابع : اتفاق الكلمة وعدم التنازع الذي يوجب الفشل والوهن ، وهو جند يقوِّي به المتنازعون عدوَّهم عليهم ، فإنهم في اجتماعهم كالحزمة من السهام لا يستطيع أحد كسرها فإذا فرَّقها وصار كلٌّ منهم وحده كسرها كلها ،
الخامس : ملاك ذلك كله وقوامه وأساسه وهو الصبر .
فهذه خمسة أشياء تبتني عليها قبة النصر ، ومتى زالت - أو بعضها - زال من النصر بحسب ما نقص منها ، وإذا اجتمعت قوَّى بعضُها بعضاً وصار لها أثرٌ عظيمٌ في النصر ، ولما اجتمعت في الصحابة لم تقم لهم أمُّة من الأمم ، وفتحوا الدنيا ، ودانت لهم العباد والبلاد ، ولما تفرقت فيمن بعدهم وضعفت آل الأمر إلى ما آل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، والله المستعان ، وعليه التكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل . الفروسية
ص 505 ، 506 . [/frame]
[frame="7 80"]قال ابن القيم
روى الترمذي والحاكم في " المستدرك " عن أبي الدرداء قال : قال النَّبي صلَّى الله عليه وسلم : : " ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورِق وخير لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذِكر الله " . وقد رواه مالك في " الموطأ " موقوفاً على أبي الدرداء قوله ، قال الترمذي : ورواه بعضهم فأرسله .
والتحقيق في ذلك :
أن المراتب ثلاثة :
المرتبة الأولى : ذِكر وجهاد ، وهي أعلى المراتب ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا واذكروا الله لعلكم تفلحون } .
المرتبة الثانية : ذِكر بلا جهاد ، فهذه دون الأولى .
المرتبة الثالثة : جهاد بلا ذِكر ، فهي دونهما ، والذاكر أفضل من هذا ، وإنما وضع الجهاد لأجل ذكر الله فالمقصود من الجهاد أن يُذكر الله ويُعبد وحدَه ، فتوحيده وذكره وعبادته هو غاية الخلق التي خلقوا لها ، وتبويب أبي داود إنما هو على المرتبة الأولى ، والحديث إنما يدل على أن الذِّكر أفضل من الإنفاق في سبيل الله ، فهو كحديث أبي الدرداء ، وقد يحتمل الحديث أن يكون معناه : أن الذِّكر والصلاة في سبيل الله تضاعف على النفقة في سبيل الله ، فيكون الظرف متعلقاً بالجميع ، والله أعلم . حاشية تهذيب سنن أبي داود " ( 7 / 126. )
**************************[/frame]
[blink]أسال الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنهآمين.
منقول[/blink]
t,hz] lk ;ghl hfk hgrdl td jtsdv hgrvhk