تفنن في نصيحتك 2
نصيحتك إيمانك
إن نصيحتك للآخرين ما هو إلا دليل على إيمان صادق وشعبة عالية من شعب الإيمان في قلبك ، لأنه ما حملك على تحمل تبعات النصيحة إلا الحب وإرادة الخير للمنصوح ، وأن يكون حال المنصوح كحالك فيما نصحته فيه ، وقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه[من الخير]) متفق عليه .
وقال المولى جل في قدرته : (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) .
نصيحتك عامود ودعائم
أبي رقية تميم الداري رضي الله عنه روى لنا حديثاً عظيماً في هذا المعنى سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم والذي أوضح فيه أن النصيحة ما هي إلا حماية للدين ، وصدقاً للدين ، وإخلاصاً للدين ، وإتباعاً للدين ، وحب لأتباع الدين سواء كان المتبع للدين رأساً أو ذنباً .
قال صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة - قالها ثلاثاً - قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم .
فالنصح لا يكون إلا بالتذكير والتنبيه والتعليم ويرافقه الرفق واللطف واللين وهذا الذي عليه علماء الدين .
جرير يبايع النبي صلى الله عليه وسلم :
بايع جرير بن عبد الله البجلي النبي صلى الله عليه وسلم على أعظم ركائز الدين والشرع وما كانت هذه المبايعة إلا لتضمن سلامة الطريق للفرد والمجتمع والإسلام دين لا يدعو للأنانية بل يدعو للجماعة والاجتماع والألف والائتلاف .
فيقول جرير بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم . متفق عليه .
والعصر :
سورة العصر من سور القرآن العظيمة ومن عظمتها أنها شملت أمور الدين بأكمله بصورة بليغة حتى أن الشافعي رحمه الله قال : (لو ما أنزل الله على الناس غير هذه السورة لكفتهم ) أي لبيان ما يصلحهم وما يفسدهم وما فيه عزا ونصرا لهم .
ومن أعظم أسس النصر والانتصار القيام بواجب النصيحة والتواصي عليها جماعة وأفرادا قال تعالى : (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ) .
فكن خياطا محترفا متفننا حريفا
تفنن في نصيحتك 3
تسير على درب من :
أتدري على أي طريق تسير باتخاذك النصيحة سبيلا إنك تسير على طريق المرسلين والأنبياء .
(ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم) هذه نصيحة نوح .
(وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين) هذه نصيحة صالح .
(وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين) هذه نصيحة شعيب.
(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)
وهذه نصيحة المرسلين والأنبياء:
فنصيحتك غالية عند الله ومثلها كمثل رسول من رسل الله يدعو قومه فينصحهم ويصدقهم النصيحة ويخلص لهم فيها .
أعلموا أنه بالنصح عز السلف وبزّوا وبتركه ذل الخلف وابتزوا هكذا قال صاحب (المنار) .
فالنصيحة بلا شك سبب وجيه لسلامة سير الدعوة إلى الله وسبب عظيم لسلامة السير في طريق الحياة .
من يشتري النصيحة :
الكل يعلم أن النصيحة مجانا ويقدمها الناصح من غير مقابل نقدي أو عيني إنما يستلم مقابل نصحه الأجر والثواب وتكفير الذنوب والسيئات جزاء نصيحته قال تعالى : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) .
والعجب أن البعض يشتري النصيحة شراء من أجل تصحيح مسيرة حياته خاصة التجارية .
ألا تعلم أن كل الشركات الكبرى تقوم باللجوء لمؤسسات بحثية لتقوم بدراسة الجدوى للشركة والوقوف على مواطن القوة والضعف ثم تسليم التقرير والنتائج لصاحب الشركة ويقدم صاحب الشركة المبالغ الطائلة مقابل هذا التقرير والذي يعتبر في حقيقته (نصيحة) وذلك كله من أجل التقدم بالتجارات وزيادة في الأرباح .
فلماذا لا يقوم المسلم الحريص على تجارته مع ربه والطامع بالفوز بجنته والراغب بالنجاة من ناره أن يتحرى النصيحة ويرضى من الناصح قوله ويستمع لمريد الخير له .
فما المانع من أن تعرض على أخيك أو صديقك أو زميلك أن يوجه نصيحة لك على أن تفتح له باب القبول منك وذلك بسبب أن أخيك يستحي أو يخاف أن يخسر صداقتك وإن كان هذا عين الخطأ فبادر أنت قبله .
لا تترفع عن قبول النصيحة :
قد ظن طائفة من الناس أنه وصل إلى منزلة لا تسمح لأحد أن يقدم له نصيحة أو أنه يَنصح ولا يُنصح ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كما نست هذه الطائفة أن مقام النصيحة لا يستغنى عنها أحد كائنا من كان فهذا موسى عليه السلام النبي المؤيد من الله المحفوظ بحفظه الذي صنعه الله على عينه جاءه رجل لينصحه ويقول (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين) هل موسى عليه السلام قبل النصيحة أم ردها إقرأ معي (فخرج منها خائفا يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين وتوجه تلقاء مدين ) هكذا كونوا يا دعاة الإسلام ناصحين ومنتصحين .
وأخيرا أقول :
هذا أجر نصيحتك قال صلى الله عليه وسلم : (الدال على الخير كفاعله) .
وقال : (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) رواه البخاري
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (فإن أعظم ما عبد الله به نصيحة خلقه)
وسأل عبد الله بن المبارك عن أي الأعمال أفضل قال : (النصح لله) .
نصيحة بين يدي النصيحة :
يجب أن يدرك الجميع أننا بشر وأن خلقنا ضعيف ومن لوازم هذا الضعف الوقوع في المخالفات بقصد أو من غير قصد وهذا مصداق لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (كل ابن آدم خطاء) .
وإذا علمت القاعدة السابقة فاعلم أنك تحتاج لمحاسبة نفسك حتى تقف على مواطن ضعفك لتصلحه وقوتك فتحافظ عليها .
وبهذا أنت تقدم لنفسك أغلى نصيحة فأنت أعلم بنفسك من غيرك (إن الإنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره) ويدعوك ربك بنصيحة النفس ومحاسبتها فقال : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خير بما تعملون) .
لا يكن همك اكتشاف عيوب الآخرين لتنصحهم وليكن همك النظر لعيوبك لتصلحها قبل نصحك للآخرين .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه) .
أنا وأنت واحد ونحن وهم واحد نعم أهل الإيمان وصفهم صلى الله عليه وسلم بقوله : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .
إذا فهمت الحديث السابق إذن فهمت قصدي من ذكر هذه القاعدة وهي أني أحب أن تنصحني بالطريقة العالية المقبولة وأنت تحب أن أنصحك بمثل هذا النظام العالي إذن علينا أن نتناصح بالطرق المثلى والمؤثرة لكي نقبل أنا وإياك النصيحة وما أجمل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (حب لأخيك ما تحب لنفسك من الخير) وعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به .
وعليه أقول : (انصحني كما أحب أنصحك مثلما أحب) .
كم أنا بحاجة إلى نصحك لأني لا أرى ما في خلفي فأنت المرآة التي أتزين بها وأتجمل عليها فإذا رأيت العيب في فإنك لن تبخل بنصحي كما أنني لن أبخل بنصحك لأني مرآتك أرى الذي لا تراه من نفسك وصدق الصادق المصدوق حين قال : (المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيبا أصلحه) .
إحذر حين توجيه نصيحتك فبعض الناس ينصح من لم يخطأ فترى السامع (المنصوح) لا يعير بالا لكلام الناصح وذلك لأنه (المنصوح) يعلم أن لم يخطأ فعلى أي شيء ينصح ؟
كما أن البعض ينصح على أمر يظنه خطأ ولو نظر لحقيقته لعلم (الناصح) أنه هو الذي يحتاج إلى النصيحة والسبب أن ما نصح به ليس خطأ شرعيا بل خطأ ضنيا .
وأخير أقول كن خياطا محترفا متفننا حريفا
تفنن في نصيحتك 4
سأقدم لكم في هذه الحلقة وما بعدها مجموعة طرق مؤثرة على المنصوح فإذا استخدمت كانت للنصيحة أثراً وقوة على المنصوح بإذن الله .
* الطريقة الأولى : اقسم بالله العظيم
شهد الله ما انتقدتك إلا طمعاً أن أراك فوق انتقادي
فالقسم أمره عظيم ومنزلته في نفس المؤمن أعظم وذلك لأنك أقسمت بأعظم ما في قلب المؤمن وهو الله .
ومن خلال هذه المنزلة استطاع إبليس لعنه الله أن يغري آدم وحواء للأكل من الشجرة فصدقوه على يمينه وقسمه لأن آدم وحواء لا يخطر ببالهم أن أحدا يقسم بالله كذباً فصدقوه من اجل تعظيم الله ( وقاسمهما إني لكما من الناصحين )
فقدم حبيبي بين يدي نصيحتك قسماً لتقوي كلامك وتفتح قلب سامعك ولقد كان صلى الله عليه وسلم يستخدم هذا الأسلوب في دعوته ونجح أيما نجاح .
* الطريقة الثانية : والله إني احبك
لقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسب قلب معاذ ويجعله يلتزم نصيحته إلى أن توفاه الله وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : ( يا معاذ والله إني لأحبك ) ثم قدم له نصيحته ( فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) فلم يدعها معاذ أبدا بعدما سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا تحرم منصوحك من هذه الكلمة أو مثيلاتها من الكلام الجميل الذي يدغدغ المشاعر ويفتح القلوب ويؤثر بها .
إن لم تكن هذه الكلمات من سجيتك فتعلمها حتى ترى النجاح في دعوتك ونصحك .
* الطريقة الثالثة : مدح وثناء عطرين
أن النفس تتوق للمدح والثناء وتنفر من الذم والنقد فإذا قدمت ثناءاً جميلاً قبل نصحك وأثنائه كان لكلامك قبولاً ولنصيحتك أثرا .
انظر لهذا المشهد :-
عبدا لله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما رأى رؤيا وهي انه صعد به رجلان عظيمان إلى جبل وفي أعلى الجبل ناراً عظيمة ثم أخذاه لليمين فحدث بهذه الرؤيا حفصه أخته أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم بما رأي ( انتبه يا قارئي مقالتي ) قال صلى الله عليه وسلم : نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل قال بن عمر فما تركته منذ سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان المدح هذا مفعوله وأثره فلماذا لا تحاول تطبيقه وتضع بصمة في حياة منصوحك والأجر لك على نصيحتك وعلى العمل بنصيحتك .
* الطريقة الرابعة : ابتسم
إن للابتسامة سحر مميز وأخذة خلابة فضلاً عن أنها تعطي الاريحية لمن أمامك بل وتجعله مهيئا لسماع نصيحتك .
انظر معي مثلاً هذه الحادثة .
زيد ابن سعنه يسلف النبي صلى الله عليه وسلم بتمر ولماحان موعد التسليم جاء زيد للنبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة راجعين من جنازة فقام زيد فأخذ بتلابيب النبي صلى الله عليه وسلم ( أي مسك ثوب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الرقبة وهذه عادة المتشاجرين ) فقال زيد أين حقي يا محمد فما علمتكم آل عبد المطلب إلا أهل مطل وكان في القوم عمر بن الخطاب وعيناه تدوران من الغضب فقال عمر أتقول ما اسمع وتفعل ما أرى والله لولا أن ألام على عمل لقتلتك .
فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لعمر إنني وإياه أحوج إليك من غير هذا عليك يا عمر أن تأمرني بحسن الأداء و أن تأمره بحسن التقاضي ، فما كان من زيد إلا أن اسلم وترك رهبانية أهل الكتاب فقد كان زيد راهباً يهوديا فانقلب وأصبح صحابياً مسلماً رضي الله عنه وأرضاه والصلاة والسلام على الهادي البشير.
انظروا معي لعظمة ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كيف استطاع بابتسامته الخلابة والمؤثرة والدالة على حسن خلقه أن يؤثر بتوجيهه الكريم على زيد رضي الله عنه .
* الطريقة الخامسة : السر والخفاء
قال ابن رجب رحمه الله : ( وكان السلف إذا ارادوا نصيحة احد وعظوه سراً ) والسرية في النصيحة فيها كثير من الستر واذا سترت على إنسان ونصحته كان ادعى للقبول واحفظ للمنصوح .
قال الشاعر :
تعمدني بنصحك بانفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح في الجماعة نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإذا علمت أن القصد من النصيحة التأثير فاعلم أن النصح في السر له أثره الخاص والسريع لأنه من الأدب الجم .
وأخير أقول كن خياطا محترفا متفننا حريفا
تفنن في نصيحتك 5
وما زلنا نتابع الطرق والمهارات الفنية للنصيحة الشرعية وذكرت في مقالي السابق خمسة قواعد أسردها سردا وهي :
1) القسم بالله العظيم .
2) قل له أني أحبك .
3) المدح والثناء الجميل .
4) ابتسم .
5) السر والخفاء .
واليوم أقدم لكم مجموعة أخرى من الطرق والمهارات للنصيحة وأبدأ مستعينا بالله :
*الطريقة السادسة : مناسبة الزمان والمكان :
عندما تقف عند قوله تعالى : (وذكر إن نفعت الذكرى ) يتبادر إلى أذهاننا أننا نحتاج لمراعاة زمن التذكير ومكانه فإن كان الزمان والمكان مناسبا فلا نتردد بالنصيحة وتوجيهها وإذا كان المكان والزمان غير مناسبا فلا تتردد بالسكوت وتأجيل النصيحة لأن الذكرى لن تنفع فضلا عن أنها ترجع بالضرر الأكبر أحيانا .
قال ابن مسعود (إن للقلوب شهوة وإقبالها وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها وذروها عند فترتها وإدبارها) .
عبد الرحمن بن عوف ينصح الخليفة :
عندما أراد عمر بن الخطاب أن يخطب في الناس بالحج ويرد على من تنقص أبو بكر وخلافته قال بن عوف لا تفعل يا أمير المؤمنين لأن في الناس رعاع وغوغاء فلن يعو مقالتك ولن يضعوها موضعها وأخرها للمدينة . (استجاب عمر لنصيحة بن عوف رضي الله عنهم أجمعين) وذلك من فقه ابن عوف وعلمه أن الزمان والمكان لا يتناسب مع كلمات الخليفة الراشد .
*الطريقة السابعة : حركات الملاطفة :
إن حركات الملاطفة لها بالغ الأثر في النصيحة فإذا مسحت الرأس أو عانقت أو مسكت اليد فاعلم أنه طريق تمهيد لقبول النصح .
هكذا فعل صلى الله عليه وسلم مع معاذ بن جبل لما مشى معه وأخذ بيده ثم نصحة ماذا يقول في آخر الصلاة .
ومسح صلى الله عليه وسلم صدر ذلك الشاب الذي جاء يستأذن بالزنا .
حقيقة علمية :
سألت مجموعة من الأطباء عن الشعور الذي يلحق مسكت اليد مثلا على الطرف الآخر فقالوا أن الإنسان إذا مسك يد إنسان كان ذلك بمثابة دخول تيار من القلب للقلب عن طريق اليدين فيشعر الإنسان بالقرب من الشخص الآخر والحب أيضا (وفوق كل ذي علم عليم) .
*الطريقة الثامنة : هدية أو قضاء حاجة :
حكيم بن حزام يذكر لنا كيف تأثر بنصيحة من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كانت النصيحة بعد أن قضى صلى الله عليه وسلم لحكيم حوائجه فكان الأثر الأكبر .
واسمحوا لي أن أدع حكيم بن حزام يروي قصته :
قال حكيم: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال : يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه فقال حكيم يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا) فقام أبو بكر في خلافته وعمر في خلافته يدعونه ليعطونه فكان يأبى حتى مات رضي الله عنه .
فتبين لنا من حديث حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أدبه العظيم أنه ينصح بعد العطاء لا قبله ويهدي ثم ينصح ويقضي الحاجات ثم ينصح .
وهذه طريقة حكيمة لمن عقلها وخاصة الأزواج مع زوجاتهم والآباء مع أبنائهم والمعلم مع تلامذته ولا تنسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) وقوله : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس) .
وأخير أقول كن خياطا محترفا متفننا حريفا
منقووول