الموضوع: الكلام على وجوه الحكم & في رفع الأعمال الى الله تعالى

الأعمال, الى, الحكم, الكلام, تعالى, رفع, على

[frame="7 80"]
الكلام على وجوه الحكم & في رفع الأعمال الى الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأكمل التسليم على سيدنا محمد امام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين الى يوم الدين .


**** الكلام على وجوه الحكم ****
*** في رفع الأعمال الى الله تعالى ***

ان في صعود الكلم الطيب ورفع الاعمال الصالحة كما اخبر الله تعالى ـ حكما عظيما ومنافع لصاحبها جسيمة

كما جاء بيان ذلك في كثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية .



الحكمة الأولى :
ـــــــــــــــــــــــــ
ان الاقوال الطيبة والاعمال الصالحة ترفع لتشفع بصاحبها عند الله تعالى .

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( ان مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد ينعطفن حول العرش يذكرن بصاحبهن ) أي : يشفعن بصاحبهن .

روى ابن عباس رضي الله عنهما . عن النبي صلى الله عليه وسلم . أنه قال في سورة تبارك : ( هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر ) .

وروى الامام احمد وابن ابي شيبة عن ابي بن كعب رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آية الكرسي : ( والذي نفسي بيده ان لهذه الآية لسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش ) .

وان الكلمة الطيبة التي هي مصدر الطيب كله هي لا اله الا الله . لها شفاعة بقائلها عند الله تعالى .

روى البزار عن ابي هريرة رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ان لله تبارك وتعالى عمودا" من نور بين يدي العرش فاذا قال العبد لا اله الا الله : اهتز ذلك العمود .

فيقول الله تبارك وتعالى : اسكن .
فيقول : كيف أسكن ولم تغفر لقائلها .
فيقول الله تعالى : اني غفرت له فيسكم عند ذلك ــ أنظر ( ترغيب ) المنذري





الحكمة الثانية :
ــــــــــــــــــــــــ
ومن الحكمة في رفع الكلم الطيب والعمل الصالح : هي مباهاة رب العزة ملائكته بتلك الأعمال والأقوال الطيبة .
ومن ذلك مباهاة رب العزة بصوام رمضان وقوامه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما" وقد حضر رمضان : ( أتاكم رمضان شهر بركة يغشلكم الله تعالى فيه ـ أي : يتغشاكم بالرحمة والبركة منه ـ فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر الله تعالى الى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا" فان الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل ) . . قال المنذري : رواه الطبراني ورواته ثقات الا أن محمد بن قيس لم أقف فيه على جرح ولا تعديل . ا هــ

ومن ذلك مباهاة رب العزة بأهل عرفات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
فعن ابي هريرة رضي الله عنه . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ان الله تعالى يباهي بأهل عرفات ملائكة السماء فيقول : انظروا الى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثا" غبرا" ) قال المنذري في ( ترغيبه ) رواه احمد وابن حبان في ( صحيحه ) والحاكم وقال : صحيح على شرطهما . ا هــ

ومن ذلك مباهاة رب العزة بقوام الليل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الرجل من أمتي يقوم من الليل يعالج نفسه الى الطهور ـ أي : الوضــــــــــــــوء ـ وعليه عقد ـ فاذا وضأ يديه انحلت عقدة واذا وضأ وجهه انحلت عقدة واذا مسح رأسه انحلت عقدة واذا وضأ رجليه انحلت عقدة . فيقول الله عز وجل للذين وراء الحجاب ـ أي : الملائكة كما جاء في رواية اخرى ـ : أنظروا الى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ) قال المنذري : في ( ترغيبه ) : رواه احمد وابن حبان في ( صحيحه ) واللفظ له . ا هــ

ومن ذلك مباهاة رب العزة بأصوات الأذان والتكبير والتلبية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روي عن جابر رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( ثلاثة أصوات يباهي الله بهن الملائكة : الأذان ـ والتكبير في سبيل الله ـ ورفع الصوت بالتلبية ) رواه ابن النجار والديلمي في ( الفردوس ) كما في ( الجامع الصغير )

ومن ذلك مباهاة رب العزة بالذين يحمدون الله تعالى ويذكرونه ويدعونه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
روى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ان لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلاء يبتغون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلسا" فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا" بأجنحتهم حتى يملأوا ما بينهم وبين السماء فاذا تفرقوا ـ أي : الذاكرون ـ عرجوا ـ أي : الملائكة ـ وصعدوا الى السماء ) .

قال صلى الله عليه وسلم : ( فيسألهم الله عز وجل ـ وهو أعلم يعني : ان سؤاله سبحانه ليس استعلاما لأنه أعلم بكل شيء ولكنه سؤال مدح ومباهاة ـ فيقول : من أين جئتم ؟
فيقولون : من عند عبادك من الارض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك ؟
قال : فما يسألوني ؟
قالوا : يسألونك جنتك .
قال : وهل رأوا جنتي ؟
قالوا : لا يا رب .
قال : وكيف لو رأوا جنتي ؟
قالوا : ويستيرونك .
قال : ومم يستجروني ؟
قالوا : من نارك يا رب .
قال : وهل رأوا ناري ؟
قالوا : لا يا رب .
قال : فكيف لو رأوا ناري ؟
قالوا : ويستغفرونك .
قال : قد غفرت لهم وأعطيتهم ما سألوا واجرتهم مما أستجاروا ) .

قال : 0 يقولون ـ أي : الملائكة تقول ـ : يا رب فيهم فلان عبد خطاء انما مر فجلس معهم ) ـ لحاجة له لا للذكر ـ.
قال : ( فيقول : وله قد غفرت هم قوم لا يشقى بهم جليسهم ) وقد روى البخاري هذا الحديث أطول من ذلك .

ومن ذلك مباهاة رب العزة بالذين ينتظرون الصلاة بعد الصلاة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب فرجع من رجع وعقب من عقب ـ أي : وجلس من جلس ينتظر الصلاة الأخرى ـ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا" قد حفزه النفس فقال : ( أبشروا هذا ربكم قد فتح بابا" من ابواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول : انظروا الىعبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى ) . قال في ( الترغيب ) رواه ابن ماجه . ا هــ . وقال البوصيري في ( زوائد ابن ماجه ) : اسناده صحيح ورجاله ثقات . ا هــ . كما في ( الفتح الرباني ) قلت : رواه الامام احمد في ( مسنده ) من طريقتين .






الحكمة الثالثة :
ـــــــــــــــــــــــــ
في رفع الاعمال والكلم الطيب هي : ان يذكر أصحاب الأعمال والأقوال الطيبة بالمدح والثناء عليهم في الملأ الأعلى وفي ذلك اعلان برفعة شأنهم وعلو مقامهم :

روى الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم : الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده ) الحديث





الحكمةالرابعة :
ــــــــــــــــــــــــ
ترفع الاقوال والاعمال الصالحة لتسجل في الدواوين العالية وليشهدها المقربون في تلك العوالم العلوية .

قال الله تعالى : ( كلا ان كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون ) .

فكتاب الأبرار وما حواه من عمل الأبرار في عليين وهو علم لديوان الخير الذي دون كل ما عملته الأبرار وصلحاء الثقلين وهو اسم منقول من جمع علي على وزن فعيل من العلو ـ أي : العالي جدا" ـ أبلغ من العالي .

روى الطبراني عن ابي هريرة رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : ( تنسخ دواوين اهل الارض في دواوين اهل السماء في كل اثنين وخميس فيغفر الله عز وجل لكل مسلم لا يشرك بالله شيئا" ـ الا رجل بينه وبين أخيه شحناء ) . أنظر : ( ترغيب ) المنذري كتاب الصيام وقال الحافظ الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) : رواه الطبراني في ( الاوسط ) ورجاله ثقات .





الحكمة الخامسة :
ــــــــــــــــــــــــــــــ

اعلام حملة العرش ومن حوله من الملأ الأعلى ليدعوا ربهم لأولئك المؤمنين الصالحين ويستغفروا لهم ويطلبوا لهم ولأصولهم ولفروعهم .

قال الله تعالى : ( الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربن وسعت كل شئ رحمة وعلما" فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك )



الحكمة السادسة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هي وضع المقابلات والمكافآت لتلك الاعمال والاقوال الطيبة وتنزيلها منازلها واعطاؤها اجزيتها من الدرجات والكفارات وهناك تعرض على الدائرة العليا في الملأ الاعلى




الحكمة السابعة في رفع الأعمال :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
هي ان تقابل بمكافأتها وتظهر آثارها من حيثالاجر والجزاء وتأخذ مواقعها في دار المقامة فهناك منها ما يقابل بالغراس للأشجار الكثيرة تجري من تحتها الانهار :

واما العمل الذي عمله صاحبه رياء فلا يرفع الى الله تعالى

روى الطبراني عن انس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اذا كان آخر الزمان صارت امتي ثلاث فرق فرقة يعبدون الله تعالى خالصا وفرقة يعبدون الله تعالى رياء وفرقة يعبدون الله تعالى ليستأكلوا به الناس فاذا جمعهم الله تعالى يوم القيامة قال للذي ستأكل الناس : بعزتي وجلالي ما اردت بعبادتي ؟.
فيقول : وعزتك وجلالك أستأكل به الناس .
قال : لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به الى النار .
ثم يقول للذي كان يعبده رياء : بعزتي وجلالي ما اردت بعبادتي ؟
قال : لم يصعد الي منه شيء انطلقوا به الى النار .
ثم يقول للذي كان يعبده خالصا بعزتي وجلالي ما اردت بعبادتي ؟
قال : بعزتك وجلالك انت اعلم بذلك من اردت به اردت به ذكرك ووجهك .
قال : صدق عبدي انطلقوا به الى الجنة ) . قال المنذري : رواه الطبراني في ( الاوسط ) من رواية عبيد بن اسحاق العطار وبقية رواته ثقات ورواه البيهقي عن مولى انس رضي الله عنه ولم يسمه قال : قال انس رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره باختصار . ا هــ .

فهذا التكريم الالهي والتشريف الرباني لاعمال الصالحين واقوال الطيبين لا شك ان فيه تكريما وتشريفا لهم ورفعة لشأنهم وعلو منزلتهم وعظيم كرامتهم على الله تعالى .

اذن الحق والحقيقة فيما قاله سبحانه : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) الآية .

فعلى العاقل ان يطلب العزة ممن له العزة جميعا وسبيل ذلك هو الكلم الطيب والعمل الصالح .

اللهم وفقنا لذلك انك سميع الدعاء .

آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

نفعني الله واياكم والمؤمنين به ـ آميـــن


منقوول [/frame]

---

hg;ghl ugn ,[,i hgp;l & td vtu hgHulhg hgn hggi juhgn