الشيطان, النجم, باخرة, بطولة, تقاضيت, حدائق, على, وسكنت
[align=center]
كان الفنان جمال سليمان من أوائل الفنانين العرب الذين فرضوا وجودهم على الساحة الفنية المصرية من خلال أعماله التي عرضت في التلفزيون المصري بدءاً «بأيام شامية» ومن ثم «المحكوم» وانتهاءً بأعماله الهامة في «صلاح الدين» والتغريبة الفلسطينية وسلسلة أعمال الأندلس وغيرها من المسلسلات التي توجت جمال سليمان ليصبح نجم سورية الأول حالياً. وخلال العامين الماضيين كسر جمال سليمان قاعدة الدراما والفن المصري وهي التي كانت مغلقة أمام الفنانين العرب ليشارك في فيلم «حليم» وكرس نجاحه هذا العام بتقلده بطولة مسلسل «حدائق الشيطان» حيث اعتبرت هذه التجربة بمثابة سابقة أولى في تاريخ الأعمال التلفزيونيه المصرية.
والحقيقة أنه أجمع النقاد بأن جمال أبدع فيه بل وساهم مساهمة فعالة في نجاح العمل من خلال إجادته لدور الصعيدي. «الشرق الأوسط» التقت بالنجم جمال سليمان في دمشق وحاورته حول عمله الأخير وكيف استطاع أن يتألق بالدور كما تحدث عن كواليس العمل وعن اتصاله مع النجم عادل إمام كما تطرق الحديث لأمور كثيرة وهذا نصه.
> بداية ما هي الأسباب الحقيقية التي دعتك وأنت نجم كبير للمشاركة في عمل مصري ذي طابع صعيدي؟
ـ بصرف النظر عن الأخوة والمحبة والتعاون العربي وكل هذا الكلام الجميل. لا شك بأن هناك مصلحة تفرض نفسها فهناك واقع جديد في العالم العربي اليوم فهناك بث فضائي ومحطات تلفازية مستقلة تريد الوصول إلى أوسع شريحة ممكنة من المشاهدين العرب في كل العالم ولا شك بأن هذا الوضع يفرض نوعاً جديداً من التفكير ومن التنافس ولهذا جاءت هذه الخطوة. ولا أعتقد أن المهم هو من أين أنا ومع من أعمل المهم هو أنني موجود في المكان الصحيح. ما يهم اليوم أي فنان أو أي مخرج أو أي شركة إنتاج أن يكونوا في المكان الذي يحقق لهم الوصول إلى شرائح أوسع من المشاهدين ولا يكفي أن تكون فناناً جيداً أو أن تكون في عمل جيد ولكن المهم أن تصل إلى أكبر شريحة من الناس. ومن هذا المنطلق نلمس تسابقاً على العرض في رمضان وتسابقاً على العرض في محطات تلفزيونية واسعة الانتشار.
> هل رغبتك في تكريس نجوميتك في مصر هي التي دعتك للمشاركة في حدائق الشيطان؟
ـ بالتأكيد هذا الأمر يهمني فأنا ممثل ومكانتي تتوقف على شيئين: على ما أقدمه من جهة وعلى طريقة وصولي إلى الناس فما الذي يجعل الفنان الأميركي أهم من الفرنسي أو الروسي هل لأنه أهم منهم فنياً بالتأكيد لا بل لأنه يملك طرقاً أوسع انتشاراً ليصل من خلالها للناس. الانتشار مسألة مهمة جداً والنجومية تتوقف على عدة أمور منها كم شخص يرونك وكيف يرونك وماذا حققت لهم.
> أحد الكُتّاب قال بأن الدراما المصرية استغلت نجومية جمال سليمان لصالح أحد أعمالها وجيرته ليصبح رصيداً لها كيف ترد على هذا الكلام؟ـ أنا لا أريد أن أرى المسائل بمنظار آخر وهذا يستكمل وجهة النظر التي طرحتها سابقاً. فأنا أرى ما حصل بأنه تجربة فنية مميزة. ومستقبلاً قد أشارك في أعمال عربية أخرى إذا ناسبتني. وأنا فنان أقدم أعمالي للجمهور العربي الأوسع وبالتأكيد لا شركة الإنتاج كانت جمعية خيرية أرادت منح فرصة لي ولا أنا في نفس الوقت شخص أريد الانتشار بأي ثمن. لا شك أن وجودي في «حدائق الشيطان» كان مفيداً جداً بالنسبة لي وأتمنى أن مشاركتي في العمل كانت مفيدة له. في النهاية يوجد تبادل مصالح ونحن نعمل على أن تصب في النهاية لصالح المشاهد.
> هل قبلت بالمشاركة بشروطك الخاصة؟
ـ طبعاً هي منفعة متبادلة والعمل كان جيداً وكبيراً ثم أنني عملت مع نجوم ومع المخرج إسماعيل عبد الحافظ والكاتبة صفاء عامر وهؤلاء لهم وزنهم مصريا وعربيا ومن ثم العمل ضخم شاهده ملايين الناس في مصر وخارجها وهذه خطوة كبيرة بالنسبة لي ولقد سعدت بأن أطل على الجمهور المصري من خلال هذا العمل الهام.
> ثمة تسريبات قالت بأن أجر جمال سليمان كان أقل من الأجر المعروض على من كان سيجسد الدور قبلك فما صحة هذا الكلام؟ـ لم يتحدث أحد عن الأجر الذي تقاضيته للإعلام وما قيل هي اجتهادات صحافية لقد تقاضيت أجراً لائقاً ومحترماً وصدقني لم يكن الأجر هو دافع شركة الإنتاج عندما اختارتني للدور. وهم عندما سألوني كم تريد طلبت رقماً كبيراً والسبب في ذلك هو انني كنت أريد معرفة ما يفكرون به ولقد أجابوني بأنهم طلبوني لأني جمال سليمان النجم المعروف الذي يمتلك رصيداً فنياً كبيراً ولو شعرت بأن هدفهم مادي أو غير ذلك لما وافقت على الدور والدليل أنهم لبوا كل طلباتي وهذا شكل تفاهماً كبيراً بيننا.
> انتقدت من قبل بعض الكُتّاب حيث قيل بأن جمال سليمان النجم الذي أدى دور «صلاح الدين» ودور الثائر الفلسطيني في «التغريبة الفلسطينية» والأدوار الهامة الأخرى بات يؤدي دور رجل صعيدي في مسلسل يتحدث عن الغولة وهذا تراجع في رصيده ومشواره الفني فهل توافقه الرأي؟
ـ طبعاً لا أوافقه الرأي وما المشكلة إذا شاركت في مسلسل صعيدي، ومن ثم ما هي «التغريبة الفلسطينية» إنها عمل فلسطيني شعبي يناقش قصة أيضا. يا سيدي «حدائق الشيطان» قصة هامة وهو عمل يناقش قضية مطروحة تعيش في جزيرة في صعيد مصر في النيل وهو يطرح مشكلة ولا تنسى أن لمفهوم الغولة قصة كبيرة في تراثنا العربي وحياتنا اليومية وهي من الأشياء التي أحببتها في العمل فمنا لم يسمع بالغولة هذا الشيء الخرافي ومنا لم يترب على أن يخاف منها في بيته. والغولة دائماً موجودة في حياتنا فهي كل ما نخاف منه فالبنك هو الغولة والبورصة هي الغولة. وكانت غولة الأميركان هي الاتحاد السوفياتي فأصبح الآن الإرهاب ومحاربته هي الغولة التي يحكمون بها العالم. والغولة أحياناً تكون بيد رجال الدين أو المؤسسة العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية. نحن دائماً نعيش وهناك أكثر من غولة تحوم حولنا.
> العمل يصنف بأنه نجح ويعزو الكثير نجاحه لمشاركتك فيه؟
ـ واجبي أن أكون سبباً لنجاحه كوني بطل العمل لكن لا يمكن وغير صحيح أنني السبب الوحيد لنجاحه فهناك أسباب كثيرة أدت إلى ذلك النجاح ولو فشل العمل لكنت أحد الأسباب ولست السبب الوحيد.
> كيف استطعت التغلب على عوائق أدائك الصحيح للهجة الصعيدية؟
ـ لا يوجد شيء صعب تعلمه اجتهدت ونجحت في أداء اللهجة الصعيدية. وأديتها بنجاح وبنفس الطريقة التي تغلبت فيها على عوائق اللهجة الفلسطينية في «التغريبة الفلسطينية» واللهجة الحلبية في «الثريا» ولهجة صيادي اللاذقية في «البحر أيوب» واللغة العربية الفصحى في الأعمال التاريخية صدقني أن كلمة «أيها المارق الآبق» لم أكن أعرف معناها قبل مشاركتي في العمل. فالقدرة على تقمص الدور والنجاح في أداء اللهجة كأهلها الأصليين هذا جزء من عمل الفنان. ومن ثم فاللهجة المصرية في عروقنا وكلنا تربينا على مشاهدة الأعمال المصرية وهي لهجة قريبة من النفس والقلب.
> كيف وجدت نفسك مع مجموعة العمل المصرية وهل تقبلوك كشخص غريب يتقلد البطولة في عمل مصري؟
ـ استطاعوا أن يقضوا على مشاعر الغربة عندي في ساعات قليلة وكانوا أكثر من رائعين وأكثر من أخوة وأصدقاء وأنا مدين لهم كثيراً. تقبلوا عملي معهم بكل صدر رحب وكانوا سعداء بأن نعمل سوياً.
> أجواء التصوير في الصعيد الجواني كيف كانت وهل ضايقتك؟
ـ كنا نصور في جزيرة حقيقية وكنا ننام في باخرة في النيل وكنا تقريباً منقطعين عن العالم وكانت فترة صعبة جداً. كنت خلالها بعيداً عن الإنترنت الذي عادة أتواصل عبره مع كل أصدقائي ومعارفي ومع الإعلام لكنها كانت فترة مفيدة وممتعة من ناحية ثانية لأنها أضافت للعمل أن يغني صورته بهذه المنطقة الرائعة وجعلتنا نعيش في وسط البيئة الحقيقية للعمل. وكانت فرصة لي لأعرف ما هو حقيقة النيل وكيف يعيش الناس هناك والحقيقة النيل هناك حكاية ثانية.
> هل حدث معك موقف صعب أثناء التصوير في تلك المناطق؟
ـ الوضع كان مريحاً جداً وكنت سعيداً بالعمل في تلك الأجواء وكنت دائماً بعد التصوير ألتقي بالناس هناك الذين أتوا لمشاهدة هذا الممثل السوري الذي سيؤدي دوراً صعيدياً. وكثيرون منهم لم يشاهدوا أعمالاً سورية من قبل وكثير منهم سمعوا باسمي لكنهم لا يعرفون شكلي. كنت موضع فضول لديهم وكان يجب أن ألتقي بهم وأتحدث معهم وكانت فترة ممتعة جداً.
> هل تعتقد أن مشاركتك في فيلم «حليم» هي التي فتحت الباب لك وللنجمة سلاف فواخرجي للعمل في الدراما المصرية؟
ـ فيلم «حليم» كان خطوة مهمة ولكن كانت هناك خطوات مهمة كثيرة حصلت سابقاً كمشاركات فريد الأطرش وأسمهان وعبد السلام النابلسي وفايزة أحمد وعدد كبير من الفنانين الذين ذهبوا من بلادنا واحتضنهم الفن المصري. نحن لم نأت بجديد بل وصلنا ما انقطع من حبل ودٍ وتعاون. وبالنسبة لسلاف فواخرجي أتمنى لها التوفيق في أعمالها لأنها فنانة مجتهدة وسمعت بأنها ستؤدي دور «مي زيادة» في عمل مصري ولدي ثقة بها كفنانه متميزة.
> ما هي مشاريعك الجديدة مع المصريين؟
ـ لا زلنا في طور الحوار والمناقشة حول الأعمال التي يمكن أن أشارك بها وحتى يتم الاتفاق سوف أخبرك بأي عمل سأشارك.
> تردد بأنك ستتقلد دور الإمام الغزالي في عمل مصري تاريخي ضخم؟
ـ هو أحد الأعمال التي طلب مني المشاركة بها واعتذرت عنه لارتباطي بعمل تاريخي كبير في سورية فأنا من عادتي إذا شاركت بعملين في السنة أحاول ألا يكونا من نوع واحد بل من نوعين ولأنه لدي عمل تاريخي في سورية فأفضل العمل في مسلسل آخر اجتماعي أو غير ذلك مما أراه مناسباً.
> هل ستشارك في مسلسل «سقوط غرناطة» هذا العام؟
ـ ذلك ما كنت أقصده عندما قلت بأنني مرتبط بعمل تاريخي في سورية. فأنا ملتزم بالعمل بالجزء الرابع والأخير من الرباعية الأندلسية التي يخرجها حاتم علي ويكتبها وليد سيف والتي بدأت بمسلسلات صقر قريش ومن ثم ربيع قرطبة وملوك الطوائف وهذا العام سقوط غرناطة ونهاية حكم العرب والمسلمين للأندلس والآن ما زال العمل يكتب ومن المبكر الحديث عن مشاركتي فيه.
> هل فتح جمال سليمان باب دخول الفنانين السوريين للعمل في الدراما المصرية؟
ـ خلال كل الفترة الماضية كنت تحت ضغط نفسي كبير جداً أثناء تصوير العمل لأن المسألة ليست مسألة ممثل ودور بل هي أكبر من ذلك فلو أنني نجحت في الدور سأفتح وسأساهم وسأخطو خطوة في فتح باب التعاون بين مختلف جهات الإنتاج والفنانين العرب ولو فشلت فإن هذا الباب ستضيق فتحته أو سيتأخر فتحه ولكن باعتقادي أن الباب سيفتح وهذا سيكون لصالح الدراما العربية عامة.
> في الفترة القادمة هل ستأخذك الدراما المصرية من الدراما السورية بما أنك نجحت في تجربتك الأولى معها؟
ـ لا أعتقد ذلك وفرصة العمل التي ترضيني والتي أشعر بأنها ترضي المشاهد سوف أشارك بها سواء كانت في مصر أو سورية.
> من كان الأقرب إليك ممن شاركوا في مسلسل «حدائق الشيطان» أثناء التصوير؟
ـ جمعتني صداقة مع السيدتين سمية الخشاب وأميرة العائدي لأنه جمعتنا مشاهد كثيرة مشتركة وهما سيدتان رقيقتان ولطيفتان وودودتان كما جمعتني صداقة مع الأساتذة صلاح عبد الله ومحمود حديني وأحمد سلامة وأسامة عباس وهو فنان مثقف وحدثت بيننا حوارات كثيرة وهو رجل ديمقراطي أحبه وأحترمه. ولولا وجود هؤلاء الأشخاص الذين هم على سوية فنية عالية وعلى دماثة من الخلق لكان صعباً عليّ جداً أن أحقق ما حققته.
> كيف تقيم الدراما السورية هذا الموسم؟
ـ الحقيقة أسمع من الناس أكثر مما أشاهد وفي هذه الفترة انشغلت في سلسلة أسفار ولم أهدأ للآن وحتى عمل حدائق الشيطان الذي أشارك به لم أشاهده كاملاً. وقتي ضيق جداً وأي رأي سأعطيه سيكون غير دقيق.
> يقال بأنه حدث بينك وبين عادل إمام اتصال في القاهرة فما الذي جرى بينكما؟
ـ حدثت مكالمة بيني وبين الفنان عادل إمام وبعدها تم لقاء بيننا في مهرجان كان السينمائي الحقيقة أن عادل إمام كان له موقف مشرف مني ومن وجودي في مصر وعملي في الدراما المصرية فبادر أحد الصحافيين لتنسيق اتصال بيني وبينه فاتصل بي وتحدثت معه وسمعت منه حديثا طيباً وقال كلاماً رائعاً عبر به عن سويته الرفيعة كفنان وكمواطن عربي حيث شهد شهادة جميلة بأدائي الفني في حدائق الشيطان والأهم موقفه الداعم من أن يأتي فنان سوري ليعمل في مصر.
> يعتقد الفنانون العرب أن من يذهب إلى مصر يحارب فنياً هل تعتقد بعد تجربتك الفنية أن هذه الصورة النمطية عن المجتمع الفني المصري ستتغير؟ـ هذه الصورة السلبية التي يعتقدها البعض ليست صحيحة لا شك هناك من يعترض بشدة على عملنا في الدراما المصرية ويرون أن المصريين أولى بتقلد هذه الأدوار ولكنهم أقلية والأكثرية موقفها إيجابي من عملنا معهم وكذلك الرأي الشعبي مؤيد لعملنا المشترك وأنا أنفي بشدة ما يقال عن أن الوسط الثقافي والفني المصري منعزل ومنغلق ولا يريد أن يفتح أبوابه في وجوه العرب وهذا غير صحيح لا تاريخياً ولا في الوقت المعاصر.
> أخيراً هل تستشرف في الفترة القادمة تعاونا دراميا عربيا مشتركا يؤدي لنهوض دراما عربية موحدة وعلى سوية جيدة؟
ـ بالتأكيد أعتقد أن القادم سيشكل عصرا جديدا من التعاون وأن هناك انفتاحا كبيرا حققه البث الفضائي وبالتالي الناس اليوم عندما يشاهدون منتجاً فنياً لا تعنيهم البطاقة الشخصية للفنانين المشاركين به ما يعنيهم هو الجودة والموهبة والحضور والأداء
تحياتي العبقة ::
سمقلاوي :[/align]
jrhqdj H[vh lpjvlh uk f',gm p]hzr hgad'hk ,s;kj td fhovm ugn hgkdg !