الكلوب, تونس؟؟, يفعلها, كرسي
بالتأكيد إخفاق الأهلي لا يمكن أن يتقبله أحد فالأداء الذي ظهر به أمام الصفاقسي كان طبيعيا للغاية ولم يكن وليد اللحظة أو الصدفة فالأهلي مستواه في النازل منذ بداية الموسم ولن نكون منافقين إذا قلنا إن مجرد وصوله لنهائي بطولة إفريقيا في حد ذاته يعد إنجازا، فأشد المتفائلين توقع خروجه من دور الثمانية ومن بعده أمام أسيك العنيد في الدور قبل النهائي.
وبالتأكيد لذلك أسباب فإذا نظرنا إلى قوام فريق الأهلي في البطولة السابقة سنجد أن قوة الأهلي قد خارت إلى حد كبير ففي خط الظهر مازال الأهلي يعاني من مشكلة متفجرة في مركز الليبرو بسبب غياب 'عماد النحاس' الذي طال ولم يعوضه 'شادي محمد' الذي لعب في غير مركزه الأصلي ومن هنا ظهر عدم الانسجام والاهتزار الواضح في دفاع الأهلي الذي ظل طوال الموسم السابق الأقوى على مستوى العالم ولم يدخل مرماه سوى 6 أهداف فقط.
ولم يكن غياب النحاس وحده مبررا لضعف مستوى مدافعي الأهلي بل إن غياب 'وائل جمعة' عن مستواه المعروف وعدم تركيزه في الملعب ربما بسبب تعلق ذهنه بمسألة الاحتراف في بلاكبيرن أو ربما لعدم انسجامه تحت قيادة 'شادي محمد' كان له عامل كبير أيضا انعكس على مستوى الدفاع ككل وأضف إلى ذلك غياب 'أحمد السيد' الذي كان قد وصل إلى فورمة عالية جدا قبل الإصابة ليترك مركزه لـ'محمد صديق' المنتقل حديثا من نادي الزمالك ولم يكن في حسابات الجهاز الفني إدراجه أصلا ضمن القائمة الإفريقية والتي أعلنت بالفعل دون اسم 'محمد صديق' ولكن ظروف إصابة 'السيد' دفعت 'جوزيه' و'البدري' إلى إرسال اسم 'صديق' والمدافع الشاب 'عبد اللاه جلال' إلى الاتحاد الإفريقي في اللحظات الأخيرة.
وإذا صعدنا إلى منطقة وسط الملعب فلن نجد سوى 'شوقي' فقط اللاعب الوحيد الذي حاول إلى حد كبير الحفاظ على مستواه، في المقابل تدنى مستوى 'حسن مصطفى' بشكل مريب وظهر بدلا منه المجتهد 'حسام عاشور' فبرغم أنه لا يتمتع بمهارة وسرعة 'حسن' إلا أنه في الفترة الأخيرة أصبح لاعبا 'تكتيكيا' يعتمد عليه 'جوزيه' في تنفيذ التعليمات الدفاعية من وسط الملعب بدقة
وعلى اليمين ظل 'إسلام الشاطر' لاعب 'جوزيه' المدلل الذي فضله على نظيريه 'محمد عبد الله' و'أحمد صديق' والمشكلة أن 'جوزيه' عندما اقتنع بـ'الشاطر' 'ذبح' 'عبد الله' ولم يدخله في حساباته وفي طريقه لإحباط حماس 'أحمد صديق' الذي اندفع في بداية لقاءاته مع الأهلي بحماسة شديدة وظهر بمستوى عال ليواصل 'جوزيه' لوغاريتماته الفريدة ويزيحه تارة عن قائمة الـ18 وتارة يدخله فيها ويحتفظ به على دكة البدلاء كما حدث في مباراة النهائي أمام الصفاقسي.
وفي الحقيقة إذا نظرنا إلى الناحية اليسرى سندرك كم سوء الحظ الذي صادف الفريق هذا الموسم فغياب 'جلبيرتو' الذي زاد عن 8 أشهر ثم تجدد إصابته لمشاركته في مباراة وحيدة لم يكن شيئا طبيعيا وكذلك وفاة الراحل 'محمد عبد الوهاب' بجانب عدم تأقلم 'طارق السعيد' وابتعاده في وقت حرج عن الفريق بسبب الإصابة
ولا يمكن أن نتخيل أن هناك جهازا فنيا أو لجنة كرة في العالم من الممكن أن تتوقع أن يكون اللاعب رقم 4 في مركز الظهير الأيسر 'شديد قناوي' هو اللاعب الوحيد في هذا المركز ولا يوجد له بديل على دكة البدلاء!!!
وتستمر مأساة الأهلي مع الإصابات ليفقد على أثرها مجهود 'بركات' ليعود في مباراتي الفريق الأخيرتين أمام أسيك والصفاقسي تائها في الملعب رغم محاولات 'أبو تريكة' المتألق وصاحب المستوى الثابت في مساندة صديقه ومساعدته على استرداد عافيته.
وفي الهجوم غاب 'عماد متعب' واهتز مستواه بشدة عن الموسم السابق وبات بلا أنياب والأمر نفسه بالنسبة لـ'أسامة حسني' وإن كانت ظروف الأخير تختلف بسبب إصابته المتكررة وسوء حظه، ليبقى 'فلافيو' وحده الطفرة الحقيقية في هجوم الأهلي.
باختصار فريق الأهلي الموسم السابق فريق كله نجوم ذات مستوى ثابت أما هذا الموسم فلم يبق سوى 'الحضري' و'تريكة' و'شوقي' و'فلافيو' فقط النجوم والباقي يحتاج إلى 'طلاء مقاوم للصدأ'.
ويكفي لكي ندرك كم المعاناة التي خاض فيها الأهلي مباراته الأخيرة وأغلب مبارياته الإفريقية أن ننظر إلى دكة البدلاء التي ضمت 'أكوتي' و'إستاكوزا' و'شيتوس' بعد أن كانت تضم 'محمد عبد الوهاب' و'أسامة حسني' و'محمد عبد الله' و'شادي' أو 'أحمد السيد' و'حسام عاشور' أو 'حسن مصطفى' و'سماكة'.
ورغم كل هذا فإن كرة القدم لا تعرف المستحيل كما لا تعترف بالمبررات و'الشماعات' فكأس دوري أبطال إفريقيا ما زال في مكانه ولم يأخذه لاعبو الصفاقسي إلى بلادهم وما زالت الفرصة سانحة أمام الأهلي لانتزاع الكأس في تونس ووقتها سيكون مجده أكبر بكثير مما لو كان حصل على اللقب في القاهرة.
فهل سيكون الأهلي قادرا على ضرب 'كرسي في الكلوب' في لقاء الإياب على ملعب رادس
أبعتوا لنا مستنيين أرائكم المهمة
ig dtugih hgHigd ,dqvf ';vsd td hg;g,f' td j,ks