الحُورِيَّة, يَومُ
>> يَومُ مِيلادِ الحُورِيَّة <<
قبل شهر من الآن ، و ثلاثة أيام كانت الدمعة تهل من العين ، و تجري على الخدين ؛
كانت ترثي نفسها ، و قمرها ؛
تبكي ، أجمل اللحظاتِ بينهُمَا ، التي لن تعود ! ؛
كُلُّ ليلة تتوسد الدموع وسادتها
و صوتها الحزين يختفي
بينما هي تضيع في عالمِ حٌزنِهَا
صوتٌ في أعماقها يقول :
بعد شهر ، يوم ميلادي ، ميلاد حوريتك الصغيرة
يوم ، تعيس
تمنيت فيه لو موتاً أعيث
و أجدني قد كنت سراباً بعيد
طفلتك في ذلك اليوم ، ولدت ، و فيه تتمنى أن تموت
فلا قمر لديها
لا أحد لديها تنتظره ، بخجل و تسمع منه :
>> كُلُّ عَامٍ وَ أنتِ بِخَيرٍ طفلتَي <<
* * *
مرت الأيام ، و جاء اليوم الموعود
يوم ، كانت تظنه تعيس
لكن القمر لم ينسه ، بل ترقبه بلهفة
* * *
ناظرها حيث تقف ، يرى الدهشة و المفاجأة و الدموع في عينيها ، ، تقدم نحوها خطوات
و يبدو أنها لم تزل غير مصدقة ، أن من أمامها فهو القمر ، سيد قلبها
تقدم بضع خطوات أخرى قليلاً ، و توقف
اعتصر قلبه ألماً ، و هو يرى طفلته البريئة تغمض عينيها بقوة
و الدموع تسيل ، تقارب الشفتين
أيا طفلتي الصغيرة ، لمَ تبكين ؟! ، كيف أتحمل دموعكِ
هيهات أن أدعها للأرض ملامسة ، لن تلامس إلا قميصي
بسرعة كبيرة وصل إليها ، باصبعه مسح دمعتيها و بقيت يده على وجنتِــها
أحست الصغيرة بحرارة الرجغة ؛
فتحت عينيها ، تتأكد من أنه ليس حلماً ، بل إنه واقع
واقع رائع ، و جميل
رأت وجهاً ، طالما رأته في أحلامها ، ملامحه هادئة
يستبان فيها الخوف و القلق ، همست بصوت مخنوق :
( قمري ، أهذا . حقاً أنت ؟! )
ابتسم لها ، ابتسامة عذبة ساحرة
مسح الدمعة التي سقطت من عينها و تذوقها
بهدوء و حنان قال :
( لا زالت دمعة أميرتي ، عذبة رُغم ملوحتها )
و انتظر ردة فعلها التي لم تكن سوى
رأس على صدره ، يبلل قميصه بالدموع
ترتجف الصغيرة ، و يضمها إليه بقوة
و يهمس في أذنها
( يكفي طفلتي ، لا تبكي فدموعكِ غالية جداً ، لا تقدر بثمن )
و يبعد وجهها عن صدره بيديه ، يظل ممسكاً به و ينظرها
يلمح نظراتها الخجلة التي لم تتغير ،
و تهيج وجنتيها احمراراً
تنظر للأسفل ، وصوت أنفاسها يفضحها بعلوه
ترقب الأرض ، و المسافة بين قدميها ، و قدميه
مسافة بسيطة ، مجرد سنتيميترات معدودة :$
تشعر بالخجل ، و ما زادها يده التي لامست وجهها و سماع صوته يقول لها
( كُلُّ عَامٍ وَ أنتِ بخيرٍ ، طفلتي المدللة )
مفاجأة ، يتذكر يوم ميلادها ، !! ، رفعت ناظريها له غير مصدقة
فلمحت ابتسامة ، منها :
( كيف أنسى ، يوم ميلاد حياتي )
قرَّب وجهه منها ، كثيراً جداً ، جداً جداً
من شفتيه طُبعت قبلة قُرب شفتيها
ضمها ، بكل القوة التي تدمج روحيهما في جسد واحد
حقق الأمنية المكبوتة ، التي تمنتها واحتاجتها
لا زالت طفلته الصغيرة ، مدللته الأميرة
هذه الضمة ، هيجت مشاعره ، و مشاعرها ، أكثر فأكثر
خرجت كلمة من كليهما ، حمل معنى لا يوصف
معنة ، يجعلهما ، يغوصان في بحرٍ
لا مرفأ فيه ، سوى قلبيهما ؛
كلمة لم يتحملا أن يسجناها
و أحس الآخر منهما بأنها ستخرج في ذات الوقت
كلمة ، قالها و هو ينصهر خجلاً
كلمة ، همست بهما ، و وجهها مخبأ بين يديه و على صدره
( أحبكـ ـِ )
تمـت
dQ,lE lAdgh]A hgpE,vAd~Qm