شكراً لكل من قرأ وشارك
شكرا لمن أختلف أو أتفق معي
تعليقات أسعدتني وأفخر بها
عذراً أطلت الغياب عن تكملة بقية سرد القصص
ويعلم الله أن هذا الموضوع قد تسبب لي بالكثير من المشاكل العائلية نظراً لكشف كثير من الأمور المتعلقة بحياتي الشخصية
لكن رغم ذلك سأكمل سرد القصص بشيء من التحفظ
***************************************
مرحلة الدراسة في لبنان (( مختصرة )) مرحلة السجن
في عام 95 م قررت بالإتفاق مع عائلتي أن أكمل دراستي الجامعية في لبنان والإبتعاد عن الأجواء السابقة
في بيروت الجامعة اللبنانية كانت أولى خطواتي في هذا البلد (( المتحرر )) .
الجامعة تحتوي على عده أقسام أخترت منها قسم الإعلام .
تشكل الأحزاب السياسية في لبنان جزء مهم من حياة المجتمع
وكل طالب وطالبة في هذه الجامعة منظم لإحزاب وقوى سياسية كثيرة ومتعددة .
لم يكن لدي خلفية عن التشكيلات الحزبية أو مفهومها أو طبيعتها .
كا طالب جديد في بلد ليس بلده . كما أن لدي هاجس أن لا أدخل في هذه التشكيلات الحزبية نظرا لقوانين تمنع على المواطن السعودي المسافر خارج بلده أن لا ينظم لأي مظاهرات سياسية أو تشكيلات حزبية .
كان الطلاب من دول الخليج بعضهم مشارك في هذه الأحزاب
وكانت المشاكسات تتم فيما بين الأحزاب
بعيدا عن التشكيلات الحزبية كان فكري مشغول بكيفيه إقامة علاقات مع طلاب الجامعة لكي لا أكون وحيدا في هذه الغربة
بداية سعيت أن أتصادق مع عده أشخاص بدون أن أشكل أنطباع كامل عنهم فقط لمجرد الخروج من عزلة اعيشها كانت هذه المجموعة الصغيرة المشكلة من 3 طلاب تستغلني
نظرا لمعتقدهم ومعتقد كل الأخوه العرب أن السعودي والخليجي يملك الكنوز والأموال
بداية علاقتي بهم كنت أصرف على هذه المجموعة (( رحلات مطاعم أسواق الخ ))
مع مرور الوقت وأكتساب المزيد من العلاقات داخل الحرم الجامعي أبتعدت عنهم ورفضت إكمال هذه العلاقة الغير سليمة
أحببت قسم الإعلام والصحافة في بداياتي حاولت أن أنشر بعض مما أكتب في عدد من الصحف اللبنانية راسلتهم عن طريق البريد بكتابات تم رفضها ولم تنشر
كان حماسي زائداً تجاه دراستي خلال الثلاث أشهر الإولى
مع مرور الوقت وتشكل الزملاء حولي بدأ حماسي يخفت وعزمي يقل
أكثرت من السهر وزاد غيابي عن الدراسة
تجاوزت الحد المسموح به في الغياب فتم حرماني من بعض المواد خلال خمس شهور فقط بعده الحرمان قررت عدم الذهاب للجامعة
ثلاث أشهر أمضيتها بعد الحرمان بالسهر والكثير من الأشياء التي لا أستطيع سردها
في كل إتصال يأتي لي من الأهل لسؤال عن أحوالي ودراستي !
كنت اكذب عليهم ولا أذكر الحقيقة
ثمانية شهور فترة بقائي في لبنان فقط (( تخللتها بعض الإجازات الرسمية أمضيتها في بلدي )) حتى مللت من هذه الحياة التي أعيشها فقررت أن أعود .
عدت بعدها إلى بلدي أجر أذيال الفشل والخيبة
كان سؤال عائلتي لي (( لما لم تكمل ؟)) جوابي لهم كان (( لم أستطع التأقلم مع الغربة ))
تجربة أيضا فاشلة وسيئة كل مرة أتذكرها أشعر بالألم على سنة كاملة من عمري ضاعت دون فائدة ! وأيضاً تضاف إلى تجاربي السابقة الفاشلة
في هذا الوقت كنت أشعر بالأسى في نظرات أمي وأبي لما وصلت له من تشتت وضياع وعدم الأتعاظ من من كل تجاربي السابقة
أراد أبي أن لا أكون عاطلاً قال لي (( عليك أن جد لك عملاً حتى لو كان أجره ضعيف وإلا لا أريدك أن تبقى في البيت ! ولن تأخذ مني بعد اليوم أي مبلغ ! ))
أصابتني كلماته بزلزال هز كل كياني لم أصدق أنه قال لي هذا !
هل وصل بي الحال لهذه الدرجة ! الكل لا يريدني ؟! حتى أبي ؟!
فكرت كثيراً وحزنت أكثر .
قررت بعدها أن أبحث لي عن عمل لكي أسكت من حولي ولكي لا أحمل صفة عاطل عن العمل
وجدت عملاً في مركز إتصالات بمرتب وقدره (( 1200 ريال )) بداية عملي شعرت بالملل والتعب والإرهاق ولكن مع ذلك تحملت وصبرت سبع شهور أمضيتها بهذا العمل المضني
تخللها خصم شهري من الراتب والتهديد من رب العمل بطردي
حتى فترة التسجيل الصيفي بالجامعات السعودية
من المدينة المنورة إلى القصيم / بريدة كان قراري أن أدرس هناك عبر جامعة الملك سعود كلية الزراعة . (( تحولت فيما بعد لمسمى جامعة القصيم ))
تركت طموحي الصحفي من خلال الدراسة ولكن هواية الكتابة الصحفية مازالت هاجس لم يفارقني
أنتظمت بالدراسة الجامعية
ومع إنتظامي نشرت لي جريدة الجزيرة خاطرة بعنوان (( السلعة )) ! عبر زاوية القراء .
لم تسعني الدنيا فرحاً بهذا الإنجاز الذي حققته كل من يعرفني اخبرته
وما زلت أحتفظ بها إلى يومنا هذا
كتبت وراسلت الكثير من الصحف والمجلات بعضها ينشر وبعضها يرفض
مجلة المجلة الصادرة من لندن كانت تنشر لي تعقيبات على مواضيع كتبت في المجلة
وكنت على تواصل دائم معهم وبعد مدة ليست بالطويلة طلب مني أن أنظم لهم كا كاتب أسبوعي
كتبت بعديد من الأمور الأجتماعية والإقتصادية والسياسية وشاب معظم ما أكتبه الكثير من البتر الرقابي
حتى كانت القشة التي قصمت ظهر البعير
كتبت مقال بعنوان (( خلف الستار )) نشر كاملاً وقتها
في هذا المقال كتبت عن نظام البعث السوري ومدى خطورته على المجتمعات العربية وخطورة أفكاره ومعتقداته
بعد نشر المقال تسلمت خطاب من رئيس تحرير المجلة يفيد بأنه تم إيقافي عن الكتابة في المجلة دون ذكر السبب الموجب لإقافي .
خلال فترة أسبوع تم إستدعائي لمكتب أمارة منقطة القصيم وكيل الأمارة للحضور فوراً لتحقيق معي
ذهبت مستغرباً هذا الإستدعاء الغريب ! وفي مكتب وكيل الأمارة تم تسليمي خطاب موجه من وزارة الداخلية لتحقيق معي بخصوص ما نشر في مجلة المجلة تحت عنوان (( نساء خلف الستار )) وأن هذا المقال قد يتسبب في توتير العلاقات السعودية السورية ! نظراً لطبيعة العلاقات السياسية المميزة والودية بين الجانبين .
أستغربت هذا التصرف من قبل وزارة الداخلية لأن وزارة الإعلام هي المكلفة بمثل هذه المواضيع ! .
تم أقتيادي للمباحث العامة بتهمة المساس بسياسة الدولة
حقق معي وأخذت أقوالي فخرجت بكفالة
بعد شهر تم إستدعائي للمباحث العامة لتنفيذ حكم صدر بحقي وهو الحبس ثمانية أشهر مع المنع من الكتابة الصحفية
إلى اليوم لا أعلم من هو القاضي الذي أصدر الحكم ولا هي الجهة التي أتى منها الحكم
كل ما أعرفه حكم يجب تنفيذه !
ثمانية أشهر أمضيتها بكل قساوتها وألمها ومرارتها ثمانية أشهر ضاعت من حياتي مضافة إليها سنوات أخرى أيضاً ضاعت
خرجت بعدها مكملاً مسيرة حياتي
عدت إلى الجامعة اكملت دراستي حتى تخرجت
عملت في شركات كثيرة متنقلاً بينها
حتى حصلت أخيراً بوقتنا الحالي على وظيفة مرموقة بشركة عملاقة في رأس تنورة
أحبتي
هذه هي حياتي عشتها تعلمت منها الشيء الكثير وعلمتني الكثير والمزيد
عملتني أن لا يأس مع الحياة علمتني أن أقاوم كل الظروف مهما كانت أن لا أقف بل أن أصل إلى هدف واضح وسليم
هذه حياتي بحلوها ومرها بين أيديكم تأملوها فلــ تكن لكم عبرة وعظة .
عذراً أحبتي
أختصرت هذه المسيرة القاسية ولم أسرد كل شيء
لأن هذا الموضوع قد تسبب لي بالكثير من المشاكل الأسرية
مني لكم
ألف تحية وسلام وحب وشوق
هذا آخر ما لدي
كتبه / خالد الحربي
المملكة العربية السعودية رأس تنورة
بتاريخ 2006 / 12 / 23 م