يا اخي الكريم حفظك الله ورعاك وهداك لما فيه الحق :
قال تعالى ( وما انت بمسمع من في القبور )يا اخي من في القبر جثة هامدة لا يضر ولا ينفع اخي ارايته وهو في تلك الحفرة لو استطاع شيئا لكان لفكاكه اسرع منه لضرنا او نفعنا .
مما قاله بن القيم في كتاب اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان :
ومن أعظم مكايده التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته : ما أوحاه قديما وحديثا إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور . حتى آل الأمر فيها إلى أن عبد أربابها من دون الله ، وعبدت قبورهم ، وأتخذت أوثانا ، وبنيت عليها الهياكل ، وصورت صور أربابها فيها ، ثم جعلت تلك الصور أجسادا لها ظل ، ثم جعلت أصناما ، وعبدت مع الله تعالى .
وكان أول هذا الداء العظيم في قوم نوح، كما أخبر سبحانه عنهم في كتابه ، حيث يقول : " قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا * ومكروا مكرا كبارا * وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا * وقد أضلوا كثيرا " .
قال ابن جرير: وكان من خبرهؤلاء - فيما بلغنا :- ما حدثنا به ابن حميد حدثنا مهران عن سفيان عن موسى عن محمد بن قيس : أن يغوث ويعوق ونسرا كانوا قوما صالحين من بني آدم . وكان لهم أتباع يقتدون بهم ، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم : لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم . فصوروهم ، فلما ماتوا وجاء آخرون دب إليهم إبليس، فقال : إنما كانوا يعبدونهم ، وبهم يسقون المطر ، فعبدوهم قال سفيان عن أبيه عن عكرمه قال : كان بين أدم ونوح عليهما السلام عشرة قرون ، كلهم على الإسلام حدثنا ابن عبد الأعلى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في هذه الآية قال : كانت آلهة يعبدها قوم نوح ، ثم عبدتها العرب بعد ذلك . فكان ود لكلب بدومة الجندل ، وكان سواع لهذيل . وكان يغوث لبني غطيف من مراد . وكان يعوق لهمدان . وكان نسر لذي الكلاع من حمير . وقال الوالبي ، عن ابن عباس : هذه أصنام كانت تعبد في زمان نوح عليه السلام .
وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام عن ابن جريج قال : قال عطاء عن ابن عباس : صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد . أما ود فكانت لكلب بدومة الجندل . وأما سواع فكانت لهذيل . وأما يغوث فكانت لمراد ، ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ . وأما يعوق فكانت لهمدان . وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح . فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلا مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا ، وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ، فلم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ، ونسي العلم ، عبدت .
وقال غير واحد من السلف : كان هؤلاء قوما صالحين في قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم .
فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين : فتنة القبور ، وفتنة التماثيل . وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها : " إن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، يقال لها : مارية . فذكرت له ما رأت فيها من الصور . فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصالح - أو الرجل الصالح - بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله تعالى " .
وفي لفظ آخر في الصحيحين : إن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها .
فجمع في هذا الحديث بين التماثيل والقبور . وهذا كان سبب عبادة اللات .
فروى ابن جرير بإسناده عن سفيان عن منصور عن مجاهد: " أفرأيتم اللات والعزى " قال : كان يلت لهم السويق . فمات ، فعكفوا على قبره ، وكذلك قال أبو الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : كان يلت السويق للحاج .
فقد رأيت أن سبب عبادة ود ، ويغوث ويعوق ونسرا واللات إنما كانت من تعظيم قبورهم . ثم اتخذوا لها التماثيل وعبدوها . كما أشار إليه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم .
قال شيخنا : وهذه العلة التي لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور هي التي أوقعت كثيرا من الأمم إما في الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك . فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين ، وتماثيل يزعمون أنها طلاسم للكواكب ونحو ذلك . فإن الشرك بقبر الرجل الذي يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر . ولهذا نجد أهل الشرك كثيرا يتضرعون عندها ، ويخشعون ويخضعون ، ويعبدونهم بقلوبهم عبادة لا يفعلونها في بيوت الله ، ولا وقت السحر . ومنهم من يسجد لها . وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء مالا يرجونه في المساجد . فلأجل هذه المفسدة حسم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مادتها ، حتى نهى عن الصلاة في المقبرة مطلقا ، وإن لم يقصد المصلي بركة البقعة بصلاته ، كما يقصد بصلاته بركة المساجد ، كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها ، لأنها أوقات يقصد المشركون الصلاة فيها للشمس . فنهى أمته عن الصلاة حينئذ ، وإن لم يقصد المصلي ما قصده المشركون ، سدا للذريعة .
قال : وأما إذا قصد الرجل الصلاة عند القبور متبركا بالصلاة في تلك البقعة . فهذا عين المحادة لله ولرسوله ، والمخالفة لدينه ، وابتداع دين لم يأذن به الله تعالى . فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالأضطرار من دين رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن الصلاة عند القبور منهى عنها ، وأنه لعن من اتخذها مساجد . فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك : الصلاة عندها ، واتخاذها مساجد ، وبناء المساجد عليها ، وقد تواترت النصوص عن النبي عليه الصلاة والسلام بالنهي عن ذلك والتغليظ فيه . فقد صرح عامة الطوائف بالنهي عن بناء المساجد عليها متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحه . وصرح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي بتحريم ذلك . وطائفة أطلقت الكراهة . والذي ينبغي أن تحمل على كراهة التحريم ، إحسانا للظن بالعلماء ، وأن لا يظن أن يجوزوا فعل ما تواتر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن فاعله ، والنهي عنه . ففي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي قال : سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : " إني أبرأ إلى الله أن يكون لى منكم خليل . فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا ، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك " .
وعن عائشة وعبد الله بن عباس قالا : " لما نزل برسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه . فإذا اغتم كشفها فقال ، وهو كذلك : لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، يحذر ما صنعوا " متفق عليه .
وفي الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " قاتل الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
وفي رواية مسلم : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " .
فقد نهى عن اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، ثم إنه لعن وهو في السياق من فعل ذلك من أهل الكتاب ، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك .
قالت عائشة رضي الله عنها : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في مرضه الذي لم يقم منه : " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، ولولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " متفق عليه .
وقولها : خشي هو بضم الخاء تعليلا لمنع إبراز قبره .
وروى الأمام أحمد في مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد " .
وعن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " رواه الأمام أحمد .
وعن ابن عباس قال : " لعن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج " رواه الأمام أحمد وأهل السنن .
وفي صحيح البخاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أنس بن مالك يصلي عند قبر، فقال : القبر، القبر وهذا يدل على أنه كان من المستقر عند الصحابة رضي الله عنهم ما نهاهم عنه نبيهم من الصلاة عند القبور . وفعل أنس رضي الله عنه لا يدل على اعتقاده جوازه . فإنه لعله لم يره ، أو لم يعلم أنه قبر، أو ذهل عنه . فلما نبهه عمر رضي الله تعالى عنه تنبه .
وقال أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام " رواه الأمام أحمد وأهل السنن الأربعة ، وصححه أبو حاتم بن حبان .
وأبلغ من هذا : أنه نهى عن الصلاة إلى القبر ، فلا يكون القبر بين المصلي وبين القبلة .
فروى مسلم في صحيحه عن أبي مرثد الغنوي رحمه الله أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها " .
وفي هذا إبطال قول من زعم أن النهي عن الصلاة فيها لأجل النجاسة ، فهذا أبعد شيء عن مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم . وهو باطل من عدة أوجه :
منها : أن الأحاديث كلها ليس فيها فرق بين المقبرة الحديثة والمنبوشة ، كما يقوله المعللون بالنجاسة .
ومنها : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن اليهود والنصارى على اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد . ومعلوم قطعا أن هذا ليس لأجل النجاسة . فإن ذلك لا يختص بقبور الأنبياء ، ولأن قبور الأنبياء من أطهر البقاع ، وليس للنجاسة عليها طريق البتة ، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم ، فهم في قبورهم طريون .
ومنها : أنه نهى عن الصلاة إليها .
ومنها : أنه أخبر أن الأرض كلها مسجد ، إلا المقبرة والحمام . ولو كان ذلك لأجل النجاسة لكان ذكر الحشوش والمجازر ونحوها أولى من ذكر القبور .
ومنها : أن موضع مسجده صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كان مقبرة للمشركين ، فنبش قبورهم وسواها وأتخذه مسجدا . ولم ينقل ذلك التراب ، بل سوى الأرض ومهدها ، وصلى فيه ، كما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك قال : " لما قدم النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم المدينة ، فنزل بأعلى المدينة في حي يقال لهم : بنو عمرو بن عوف ، فأقام النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ، ثم أرسل إلى ملأ بني النجار ، فجاءوا متقلدي السيوف ، وكأني أنظر إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على راحلته ، وأبو بكر ردفه ، وملأ بني النجار حوله ، حتى ألقي بفناء أبي أيوب . وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ، ويصلي في مرابض الغنم ، وأنه أمر ببناء المسجد ، فأرسل إلى ملأ بني النجار ، فقال : ا بني النجار ، ثامنوني بحائطكم هذا . قالوا : لا والله ، ما نطلب ثمنه إلا إلى الله . فكان فيه ما أقول لكم : قبور المشركين . وفيه خرب . وفيه نخل . فأمر النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بقبور المشركين فنبشت ، ثم بالخرب فسويت . وبالنخل فقطع . فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة . وجعلوا ينقلون الصخر . وهم يرتجزون وذكر الحديث " .
ومنها : أن فتنة الشرك بالصلاة في القبور ومشابهة عباد الأوثان أعظم بكثير من مفسدة الصلاة بعد العصر والفجر. فإذا نهى عن ذلك سدا لذريعة التشبه التي لا تكاد تخطر ببال المصلي ، فكيف بهذه الذريعة القريبة التي كثيرا ما تدعو صاحبها إلى الشرك ودعاء الموتى ، واستغاثتهم ، وطلب الحوائج منهم ، واعتقاد أن الصلاة عند قبورهم أفضل منها في المساجد . وغير ذلك ، مما هو محادة ظاهرة لله ورسوله . فأين التعليل بنجاسة البقعة من هذه المفسدة ؟ . ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قصد منع هذه الأمة من الفتنة بالقبور كما افتتن بها قوم نوح ومن بعدهم .
ومنها : أنه لعن المتخذين عليها المساجد . ولو كان ذلك لأجل النجاسة لأمكن أن يتخذ عليها المسجد مع تطيينها بطين طاهر . فتزول اللعنة . وهو باطل قطعا .
ومنها : أنه قرن في اللعن بين متخذي المساجد عليها وموقدي السرج عليها . فهما في اللعنة قرينان . وفي ارتكاب الكبيرة صنوان . فإن كل ما لعن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فهو من الكبائر ، ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنما لعن فاعله لكونه وسيلة إلى تعظيمها ، وجعلها نصبا يوفض إليه المشركون ، كما هو الواقع ، فهكذا اتخاذ المساجد عليها . ولهذا قرن بينهما . فإن اتخاذ المساجد عليها تعظيم لها ، وتعريض للفتنة بها . ولهذا حكى الله سبحانه وتعالى عن المتغلبين على أمر أصحاب الكهف أنهم قالوا : " لنتخذن عليهم مسجدا " .
ومنها : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد . اشتد غضب الله على قوم أتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " فذكره ذلك عقيب قوله : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد " تنبيه منه على سبب لحوق اللعن لهم . وهو توصلهم بذلك إلى أن تصير أوثانا تعبد .
وبالجملة : فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مقاصده ، جزم جزما لا يحتمل النقيض أن هذه المبالغة منه باللعن والنهي بصيغته : صيغة لا تفعلوا وصيغة إني أنهاكم ليس لأجل النجاسة ، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه ، وارتكب ما عنه نها . واتبع هواه ، ولم يخش ربه ومولاه ، وقل نصيبه أو عدم في تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله . فإن هذا وأمثاله من النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه ، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه . فأبى المشركون إلا معصية لأمره وإرتكابا لنهيه ، وغرهم الشيطان . فقال : بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين . وكلما كنتم أشد لها تعظيما ، وأشد فيهم غلوا ، كنتم بقربهم أسعد ، ومن أعدائهم أبعد .
ولعمر الله ، من هذا الباب بعينه دخل على عباد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة . فجميع المشركون بين الغلو فيهم . والطعن في طريقهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التي أنزلهم الله إياها : من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم . وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم .
فأما المشركون فعصوا أمرهم ، وتنقصوهم في صورة التعظيم لهم . قال الشافعي : أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجدا ، مخافة الفتنة عليه وعلى من بعده من الناس .
وممن علل بالشرك ومشابهة اليهود والنصارى : الأثرم في كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه ، فقال- بعد أن ذكر حديث أبي سعيد : " أن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال : جعلت لي الأرض مسجدا إلا المقبرة والحمام " وحديث زيد بن جبير عن داوود ابن الحصين عن نافع عن أبن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم " نهى عن الصلاة في سبع مواطن - وذكر المقبرة " - قال الأثرم : إنما كرهت الصلاة في المقبرة للتشبه بأهل الكتاب، لأنهم يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد .
اخي هداك الله لطريق الحق