الموضوع: حوار لحبيبين

حوار

تحاورنا أنا ويراعي، فكان نديمي في جلستي وصديقي في وحدتي ومناظري في غربتي

فقلت :يراعي هل خفق حبرك يوما لمعشوقة كما يرتجف خافقي الآن لمحبوبة

فسكت يراعي برهة ليست بالقليلة حتى أوجست خيفة من سكوته ومن سؤالي في آن واحد!!

وبعد برهات نطقت حروف مداد حبره: لطالما خفق قلبي وحبري للكتابة عن صفات محبوبتك حتى أحببتها بحروفي فغدت بين فينة وأخرى حروفي جزء منهالطالما تغنى حبري بجمالها ورونقها وشفافيتها وخلقها وحبها حتى أني لم أنتهي من وصفها حتى أبدأ من جديدبصفات ولا تخطر على بال الوليد أبدعتها بفكرك وكتبتها بحبرك ودونتها في دفتر ذكركلطالما أتعبني وأفنيت حبري في حبها ولكن يا إماراتي هل تحبها وهل يؤثر فيك يا صديقي حبها

قلت يراعي الحبيب لطالما راعيتك من أن تفنى من مدادك أو أن تسكن في غير بلادك وقدرت ظروفك وعايشت أقداركفهل لك أن تقدرني ؟وتحمل الهم عني وتصبرنيوتخمد نار الأشواق التي بصدريوتجردني من آدميتي وحبي

قلمي العزيز :برغم كل هذا فلن تقوى لأن الذي بصدري دائما أقوى فحبها تمرس بتصرفاتي وتجزر بعروقيوتكون بكياني وتعمق بوجداني ولازم شعوريوطبع بطباعيوتنمق بخياليفصار حبي خيالي ومحبوبتي كائن لا يكون إلا من خياليفلا أراه إلا بالأحلام ولا أصغي إليه إلا بالمنامو للقياه أمل ولحبه في نفسي وجلوجل من أن يأتي يوما ويحبني لمجرد مشاعريوليس لأني أحبه من كياني وشعوري وآدميتيليس لأني رجل من رجال عصري ولكن خالفتهم بحبي وشموخي بحبه فانجرفت إليه وتعلق قلبي به فصرت معلقا بحبال حبه ومأسورا بجمال خلقهومتمعنا بجمال خلقه

وهنا قاطعني قلمي قائلا: يا إماراتي هذا لا يعد حبا بل جنونا يا صديقيفالحب معنى ومعانيوصدى في نفس المرء وأمانيمنهلا ومصباوعاشق ومعشوقوحبيب ومحبوب وأنت لم ترسوا سفنك على ميناء حبك كما أرى!!وأراك تصارع أمواج بحار أشواقك كلما جد جد واحترىفلا أنت وصلت لجزيرة حبكولا أنت قاومت ما يعتصر قلبك

فأجبته:قلمي لقد قلمت شعوري بردك هذا ولكنه فياض بكينونته ألم تسمع قول القائل بأن للحب فنون وللفن شجون وأنا في حبها حبيبتي كالهارب من وجه القانــــون فحبي حبا لم يصنعه البشرفوق كل النظرمتأصلا بكل الخبروبعيدا هناك في أحضان القمريرسل أشعته القمرية لتصيب بخيوطها السحريةقلوب العشاق والمغربيين من الفراق ولظى الأشواق فحبي بلا قوانين بلا قواعد تحكمه فهل لك يا قلمي أن تدرس قضيتي بالهوى وتعينني على مجراها ومرساهافتدافع عني أمام منتقدي حبي وتجادلهم بالأدلة بمدى قانونيتي في الحب

نعم أقولها بكل صراحة أنا مجنون بحبهالأن جنوني يكمن في شجون حبهامتغزلا بخيالها من صميم خيالي ومتفننا بإرسال حمائم أشواقه لهاوهي لا تعدو أن تكون سرابا مر على أرضي وما لبث أن تركني بوحدتي أقاسي لوعة الحب الدفينبين عذاب وأنين

فرد قلمي قائلا:إماراتي عزيزي ،وعزتك بالقلب جارفة وصداقتك لوحدتي مؤنسهوكلماتك لحبري مراعيهفاغزل من أشواقك حريرا من واقع نعيشه ولكن أحيانا لن ولم نعيشه… فلبي داعي الحب إذا دعاك فأنت حري بهملطفا أجوائهوأنا يا إماراتي معاكبحروفي لن أنساكوبحبري أراك فأجبته:أشكرك يراعي وأعاهدك أن أتغزل بها مادمت حيا وقلمي ينبض حيويةفهي بالنسبة لي أملينبغي أن أصل إليه وحتما يا قلمي واصل إليهمادمت يا حبي متواصلا معيولك مني كل الوصال

---

p,hv gpfdfdk