تقاسيم, حياة, يكون, غافلتني
[align=center]حمـــــدي الســــبتــاني(1)
مساء البكاء
وعم ظلمة أيها الورد والجرح
مرحى!
بقافلة النوح
تطرح في اي صوب خيام مراثي القمر
ففي الصدر متسع للأنين
وللوعد دين
قطعت مسافات عمر زهيد
لآتي هذا المساء
هل جادلك الموت؟!
في زمن البؤس
يا حلما كلما جئت مال
على عزف موال بحر جريح
يشكو تباريحه للرمال
سأدعوك هذا المساء
- فلا تتأخر -
الى حفلة
نداري العذابات بالبوح قبل السفر
أرجوك
لا تجلس القرفصاء هناك على ظل نجمة
تعال.
وطب جفوة
يا جفافاً يدوس عشايا البلاد
التي مزقتها السياط
تعال على الهدب
واقعد أمامي
قليلاً
بأحضان دمعة
لتدرك فيض التعري
وهول التشظي
لتقرأ عيناك:
أن لعينيك هذا البكاء
وسبعاً عجافاً
يجرجرن عقدين
أنحل مني
ألا تشرب الآن؟
مازالت الكأس بكراً
أمامك
هل راقك الدمع؟
هل تبغي منه المزيد؟
مزيداً من الدمع يا غيمة الروح
عم قسوة يا زمان اليباب
مزيداً من الدمع
علَّي أسقي منك السراب
عسى أن تنام عيون الظما
ويخضر من بعد أيامي اليابسات
نخيل الرجاء
(2)
هل جادك الغيث؟
في هذه الليلة الرائعة
ها أنت تبدو أمامي
كأشهى حبيب
يحط علىغصن صدري
كأحلى الأماني العرايا
يراودن بحري
كأنقى الدموع التي انبجست
من غليلي وصخري
هيا اقترب
وادخل حدائق جرحي في غبطة الاشتعال
واملأ زعافك في الكأس
لا تتردد
شهي هو الموت
شوقاً إليك
شهي هو الدمع
حزناً عليك
شهي هو القرب
يا منقذ الفقراء من الجوع
يا ملجأ الكائنات من السأم المستطير
ما أهنأ النوم بين ذراعي حبيبي
حين يلذ تهاوي الشجر
ما أروع الحلم في مقتليك
حين يلذ لعشب الأماني أن يتقيأ عطر الضجر
فهيا اقترب
ولا تضغ للقلب
لا تلتفت
الى أعين الطين
أوغل بعيداً
الى أن أرى حرقة الانطفاء
وعش أنت وحدك
في حضن هذي المباني
التي راودتني عن اسمي
المباني التي طاولت في الأعالي
وعشت شريدا بها والليالي
(3)
هيا اقترب
ليرجع قلبي الذي غادر النبض
نبضي الذي غادر الدم
ووجهي الذي غادر الكائنات
ليرجع كوني الذي غادر النور
نوري الذي غادر الحلم
حلمي الذي غادر اللحن
لحني الذي غادر العزف
عزفي الذي غادر العود
عودي الذي غادر الحضن
حضني الذي غادر الجسم
جسمي الذي غادر الروح
روحي التي غادرتك
لترجع أنت أنا
كما كنا بالأمس
طفلين كنا.
غريبين كنا
قريبين كنا
وكنت أغني إذا غبت عني:
(هويتك هويتك
على صغر سني)
عُد لي
عُد لي
ولا تمتحني
عد لي
ولو كان عَودك حتفي
فإني (هويتك)
على رغم أنفي
(4)
ذات سامُ
قلت لنفسي:
لأكسر زجاج المنايا
عساني أهرب منك
فكنت أمامي بقايا الشظايا
وقلت:
لألغ حوار القصائد
وأصغي الى ثرثرات المرايا
فأبصرت أطياب صوتك
في صفحات المرايا
وقلت:
سأترك صمت المرايا
لأغنم ليلي الذي قد بقى لي
كسرت مرايا التذكر عمداً
ففاح عبيرك في داخلي
فكيف أفر؟
وأنت بقلبي بقايا المرايا
(5)
مرحى بك الآن!
ليس أمامي مفر سوى الارتماء بحضنك
يا موغلاً في السكون
ويا خفقة
تهش لهذا الغريب
سأبكي قليلاً
وأحتاج منك
وهذا رجائي الأخير
مزيداً من الظلمة المشتهاة
بهذا المساء
مزيداً من الأغنيات الثكالى
بباب الهباء
مزيدا من الأضحيات
الى طفلة في الزوايا
كبرعمة في سرير الشتاء
هل قلت:
إني سأعقر قلبي هناك؟!
وأشعل فيه بقايا اللحون
وأبكي قليلا علي
وأبكي
كثيراً
كثيراً
عليك
وأطوي سفيني
على حلم مات في عتبات عيوني
على جرح حرف مازال أخضر
لم يندمل في فمي
على بوح قلب يدندن فيه اسمك العلوي
على أعين
كلما زاد حبي لها صادرتني
على مدن
كلما جئتها فارقتني
على اوجه
كلما قبلتها عيوني
رمتني بسهم الخديعة
على أنجم
كلما روادتني عليك
بكيت
كثيراً
كثيراً
عليك
الى أن محى الدمع ليلي
وأصبحت وحدي
حدي لحدي
هنا في العراء
فليس بكاء وليس مساء[/align]
jrhsdl kv[sm td hguvhx:pdk d;,k hgl,j pdhm yhtgjkd ,vpj Ygdi --