ردوا علي
لا تحطموني
كلموني اذا ما عجبتكم
عشان ما اكملها
|
الخيال, قصة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصة عرضت الفصل الأول منها فمنتدى لكني ما أذكر اسمه وما أعرف اش كانت الردود
أرجو منكم التعليق على قصتي وطرح أي سؤال أو تساءل وممكن حتى تخبروني توقعاتكم للأحداث الجاية وشكراً
الفصل الأول: غموض حول كارلا سانتوس
كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة مساءا, وكانت (ماتيلدا جوستاف) خارجة من محل البقالة بعد أن اشترت ما تحتاج إليه من مئونة هذا الأسبوع حين رأت الفتاة الأكثر تكبرا وغطرسة في مدرستهم خارجة من المكتبة, ألا وهي (كارلا سانتوس), ولقد بدت هذه الأخيرة مستعجلة وعلى وجهها نظرة لم تفهمها (ماتي), كانت مزيج من التوتر والانزعاج والحزن وأشياء أخرى, كانت تمشي بخطى سريعة ولكن ثابتة وهي تحمل في يديها كتاب ذا غلاف سميك بني اللون وتتدلى من كتفها حقيبتها الحمراء الراقية وقد بدت منتفخة قليلا.
لم تستطع ماتي تجاهل فضولها القوي الذي دفعها للحاق بكارلا رغم كرهها الشديد لها, فكارلا كانت دائما تحوم حول ماتي كي تستهزئ وتسخر مما تقوله أو تفعله منذ أن كانتا في الصف الأول الابتدائي, وكم كانت صدمتها قوية حين اكتشفت أن كارلا تدرس معها في نفس الجامعة ونفس الكلية, كانت تثير سخطها بكلامها المتعال وملاحظاتها المستهزئة, لكن طبعا ليس بحضور شقيقها (روبن) كما لاحظت.
اتجهت كارلا إلى أحد الأزقة المهجورة وتبعتها ماتي خفية, ما الذي يوجد في حقيبتها وعم يتحدث ذاك الكتاب وتمتمت ماتي لنفسها بحنق: تبا, عليها أن تسرع في فعل ما تريد فعله حتى أذهب إلى البيت بسرعة.
وتوقفت كارلا في وسط زقاق مظلم والتفتت يمينا ويسارا ثم جثت على الأرض وفتحت حقيبتها, وأخرجت كيسا مليئا بمادة بيضاء تشبه الطحين, كادت ماتي أن تشهق بصوت مرتفع, أيعقل أن تكون مخدرات لكن كارلا وضعت الكيس على الأرض وأخرجت شمعتين من حقيبتها, ما الذي تفكر فيه هذه المعتوهة وهل تفعل ذلك كل يوم تجلس وتتعاط المخدرات على ضوء الشموع ياللغرابة لكن الأغرب من ذلك كله أنها فتحت الكتاب الذي معها على صفحة معينة وأشعلت أحدى الشمعتين كي تتمكن من القراءة.
فجأة وقفت كارلا وهي تحمل الكيس في يديها وتمتمت لنفسها بصوت متوتر مرتجف: لا تراجع الآن, كارلا.
وفتحت الكيس وسكبت المادة البيضاء على الأرض وماتي تزداد ذهولا في كل لحظة تمر, ورسمت كارلا بالمادة البيضاء دائرة فيها خطوط ودوائر وأشكال عجيبة, ثم وضعت الشمعتين في الدائرة الكبيرة على دائرتين, ثم جلست هي في الدائرة الكبيرة ووضعت الكتاب أمامها ووضعت يديها على الأرض.
اتسعت عينا ماتي وهي تسمع صوت كارلا وهي تتلو كلامات غريبة وكأنها تغني, كانت ماتي تحسد كارلا على صوتها الشبيه بصوت حوريات البحر. أو هذا ما كان يهيأ لماتي. لكنها اليوم لم تكن تفكر بذلك بل كانت تفكر بالخيوط الزرقاء الساطعة التي أحاطت بكارلا وهي تتلو تلك الكلمات, وفجأة ظهر أمامها شبح شاب يلفه البياض وتوقفت كارلا عن تلاوة تلك الكلمات من الكتاب ووقفت وقالت بصوت أشبه بالصراخ: أيها الديفون. أنا أستدعيك الآن. انصت لي وسأخبرك أمنيتي.
تستدعي ماذا شيطان
وخرجت ماتي من مخبئها وصاحت: كارلا. توقفي.
أجفلت كارلا شاهقة والتفتت إليها ولم تمر أكثر من ثانيتين على ما حدث بعد ذلك, فقد ضرب كارلا ما يشبه الصاعقة وظلت الفتاة تصرخ وهي ترتجف وسقطت على الأرض وشرارات الضوء تخرج منها, ثم. عاد المكان يكتنفه الظلام وانطفأت الشمعتين وزالت أثار المادة البيضاء.
ظلت ماتي واقفة في مكانها مذهولة ومصعوقة, وظهر رجل من خلفها وقال: ما الأمر لم صرخت هذه الفتاة
توترت ماتي أكثر وقالت كاذبة: آآ. لقد فقدت وعيها, يحدث لها هذا كثيرا. لا تقلق أيها السيد, سآخذها إلى منزلها حالا.
وتوجهت ماتي إلى كارلا ورفعتها, فقال الرجل: هل أساعدك
قالت ماتي: لا لا. إنها خفيفة جدا وسأحملها وحدي كما أن منزلها ليس بعيدا.
وتذكرت ماتي أنها لا تعرف أين يقع منزل كارلا. يالها من فتاة مزعجة حتى في أصعب اللحظات
وغادر الرجل بعد أن تأكد أن ماتي قادرة على حمل كارلا بسهولة كما قالت, وبما أن ماتي لا تعرف أين تسكن كارلا فلم يكن لها خيار آخر غير أن تحملها إلى منزلها هي.
وضعت الفتاة على سريرها وقالت: تبا لك, ألا يكفي أنك مزعجة بما فيه الكفاية حتى الآن أعتقد أن روبن يعرف أين تسكنين, سأذهب لأسأله.
لكن الفتاة فتحت عينيها في تلك اللحظة.
خاطبتها ماتي: هاي, استيقظت من غفوتك أخيرا كيف حالك يا فتاة
فضلت أن تقول لها هيا غادري بيتي قبل أن تسألها عن حالها, لكن حالة الفتاة كانت تثير الشفقة فقد بدت مريضة.
وجهت كارلا نظرتها الباهتة إلى ماتي وسألتها: أعتقد أني كنت أفضل حيث كنت قبل ساعة.
ما الذي تقوله هذه المعتوهة ثم أين اختفت طريقتها الرقيقة المتعالية المتبجحة في الكلام ولم تبدو كأنها ترى ماتي لأول مرة أجفلت ماتي. أيعقل أن تكون كارلا قد فقدت ذاكرتها
سألت كارلا: آ. أين أنا
أجابتها ماتي: أنت في بيتي.
حدقت كارلا بماتي في صمت وسألت ثانية: لم أقصد ذلك, أقصد في أي مكان في أي بلاد أنا
صاحت ماتي: ما هذا السؤال الغبي جدا أنت في (كلوتاون) في (الحي السكني) طبعا.
تمتمت كارلا وكأنها تفكر: كلوتاون. الحي السكني.
ثم سألت: ما اسمك
أجابتها ماتي: هل فقدتي ذاكرتك يا كارلا هذه أنا ماتيلدا جوستاف شقيقة روبن
قالت كارلا: أنت ماتيلدا. وهذه الفتاة هي كارلا. من هو روبن
هذه الفتاة لم تتحدث عن نفسها هكذا هل كانت هكذا دائما أم أن ذلك من تأثير تلك الصاعقة التي ضربتها قبل قليل
قالت ماتي: ناديني ماتي كما كنت تفعلين دائما, وروبن هو شقيقي الأكبر.
وأكملت ماتي كلامها قائلة بسخرية: تشرفت بلقائك, كارلا سانتوس.
ابتسمت كارلا ابتسامة حلوة لم تر ماتي مثلها من قبل على وجه هذه الغولة, وفوجئت حين قالت كارلا: أنا الديفون الذي استدعته هذه الفتاة واسمي هو (راميرا ديفونيز), سررت بلقائك.
هذا الفصل الأول من القصة والفصل الثاني بحطه في أقرب فرصة وشكراًrwm hgodhg hgugld
ردوا علي
لا تحطموني
كلموني اذا ما عجبتكم
عشان ما اكملها
السلام عليكم
اليوم بحط الفصل الثاني
الفصل الثاني: كارلا أم راميرا
صرخت ماتي: شيطان
ابتسمت راميرا وقالت: لست شيطان بل ديفون.
وضعت ماتي يديها على خاصرتيها وسألت: وما الفرق
أجابت: نحن الديفون نولد حين تولدون ونعيش في مكان ما من هذه الأرض فوقكم لكنكم لا تشعرون بنا, أنا أتيت من ألمانيا, لقد استدعتني هذه الفتاة كي أحقق لها أمنيتها فنحن نملك قوى خارقة للطبيعة, وبها نستطيع تحقيق أمانيكم, ولكن. لكني لا أعرف ما هي تلك الأمنية التي استدعيت من أجلها.
وتغير لون وجهها وبدت شاحبة فسألتها ماتي: ما الأمر
أجابت راميرا بجدية: لن أستطيع العودة إلى ما كنت عليه ما لم أستطع تحقيق أمنية هذه الفتاة.
انفجرت ماتي ضاحكة وقالت: أمجنونة أنت أتعتقدين أنني سوف أصدق إدعائك هذا يا كارلا لست حمقاء أو معتوهة كي أصدق مثل هذا الكلام الغريب العجيب.
ابتسمت راميرا وقالت: هذا بالضبط ما قاله لي (جيمينار) حين أستدعي كي يحقق إحدى الأمنيات, قال لي أن معظم ساكني السطح لا يؤمنون بوجودنا.
تمتمت ماتي: ساكنو السطح, هاه من هو جيمينار
أجابت راميرا: صديق, على كل حال علي أن أعرف ما هي أمنيتها حتى أتمكن من تحقيقها والعودة إلى بيتي, هل تساعديني يا ماتي
اقترحت ماتي: ربما في حقيبة كارلا شيء ما قد يساعدك.
سألت راميرا: وأين هي حقيبتها
فكرت ماتي أن عليها أن تعود إلى ذاك الزقاق المظلم كي تحضر الكتاب والحقيبة قبل أن يجدها أحد وتحدث مشكلة.
فكرت ماتي: إن كانت قصة كارلا صحيحة وأنها من أولئك الديفون فهذا معناه أنها قد ارتكبت مخالفة, فقانون مدينة كلوتاون يمنع استخدام طقوس السحر والاستدعاء.
قالت ماتي لراميرا: أنت ابقي هنا ولا تتحركي أو تصدري أي صوت حتى لا يعلم أحد بوجودك هنا وأنا سأذهب وأحضر أغراض كارلا, حسنا
ردت راميرا: لا بأس.
خرجت ماتي من البيت تركض ركضا, ماذا لو عاد ذاك الرجل وأخذ أغراض كارلا ماذا لو اكتشف السر أن كارلا قد استدعت ديفون من مكان ما من هذا العالم حتى لو كانت كارلا تدعي أنها ذاك الديفون كي تستهزئ بماتي فإن هذا لا يعني أنها قد نجت من عقوبة مخالفة القانون.
وصلت أخيرا إلى حيث قامت كارلا بالطقس الغريب, وكم كانت مرتاحة حين وجدت كل شيء كما تركته فأخذت تلملم الأغراض وألقت نظرة على ساعتها, إنها التاسعة الآن وسيبدأ شقيقها ووالدتها بالقلق عليها إن لم تعد بسرعة.
- هل أساعدك
أجفلت ماتي حين سمعت الصوت الغليظ من خلفها فاستدارت ببطء فوجدت ولسوء حظها شرطيا يقف خلفها.
قالت بعد أن أخذت نفسا عميقا وحمدت الله أنها تقف في ظلام دامس: لقد فقدت صديقتي وعيها هنا وقد سقطت أغراضها, وقد عدت لأخذها.
قال وهو يوجه مصباحه اليدوي إلى وجهها: هل لديك دليل
بلعت ريقها وقالت: ربما لا.
وبدأت بالارتجاف قليلا, ولكن الشرطي قال فجأة بعد أن ضحك: ما من داع للخوف يا ماتي. تبدين وكأن المعلمة قد طردتك من الصف.
هذا الصوت.
سألت: (براد مارتني)
وتنهدت, إنه براد وهو لن يصدق أنها تكذب حتى لو قال له كل من في كلوتاون أنها كذلك, لقد كانا زميلين في نفس الصف منذ المرحلة الإعدادية وحتى الثانوية لكنه أحب أن يكون شرطيا على أن يدخل الجامعة مع بقية الأصدقاء, أوصلها إلى البيت وتمنى لها ليلة سعيدة, واختفى كما ظهر, دخلت البيت وهي تتذكر أيام الدراسة الجميلة مع براد و(بياتريس) و(سالي) وأصدقاءها الباقيين, وقبل أن تدخل غرفتها سمعت صوت ضحك أخيها وولادتها في الداخل ففتحت الباب بقوة, فوجدت أن روبن كان جالسا على مقعد مكتبها وراميرا جالسة على طرف السرير وإلى جانبها تجلس والدتهما وقد أمسكت بيدي راميرا بين يديها.
ابتسمت ماتي بارتباك وقالت متوترة: هل فاتني شيء
وقف روبن وقال: فاتك الكثير, أين كنت
ردت بغضب: ذهبت لإحضار أغراض الآنسة.
اعترضت والدتها قائلة: عليك مخاطبة ضيفتنا باحترام.
قال روبن يسأل ماتي: ألا تشبه كارلا كثيرا يا ماتي
ماذا قال
قالت الأم مبتسمة: لولا شعرها القصير وبشرتها السمراء لأقسمت أنها كارلا.
شعرها القصير
وبالفعل كان شعر هذه الفتاة قصيرا لكن كيف فعلت ذلك
سألت الأم راميرا: هل أنت جائعة يا عزيزتي راميرا
هزت الفتاة رأسها وقالت: لا أشعر بالجوع, لكنني أشعر بالتعب وأريد أن أنام ولكن.
سألها روبن: لكن ماذا
أجابت راميرا: لا يوجد لي مكان هنا على ما يبدو.
ثم التفتت إلى ماتي وقالت: أنا أعتذر إليك يا ماتي, كان علي إخبارك أنني سأصل اليوم من ألمانيا.
تمتمت ماتي: آ. لا بأس.
قال روبن: لا بأس, سنتدبر الأمر بسرعة, هناك سرير لا نستعمله, سأنقله إلى هنا وسوف يكون كل شيء على ما يرام.
سألتها الأم: أين حقائبك يا صغيرتي راميرا
أجابتها: ربما تصل غدا فقد كنت أريد الوصول بسرعة فتركت أمر الحقائب لوالدي.
ابتسمت الأم وقالت: يمكنك ارتداء ملابس ماتي إلى أن تصل حقائبك.
انتظرت ماتي إلى أن انتهى شقيقها ووالدتها من تأمين مكان لنوم هذه الغريبة, يبدو أنهما فرحين أن صديقة ماتي الألمانية قد أتت لزيارتهم, وما أن خرج روبن والأم حتى صاحت ماتي بصوت غاضب: ما الذي تعتقدين أنك فاعلة اذهبي إلى بيتك.
وقفت راميرا وقالت: أخبريني أين يقع هذا البيت الذي يتوجب علي الذهاب إليه ثم أنني لا أعرف أحد سواك وعائلتك.
سألتها بعد صمت طويل: كيف قصصت شعرك بهذه السرعة
أجابتها مع ابتسامة: أنا ديفون, أتتذكرين
قالت ماتي وهي ترتمي على سريرها: لقد بدأت أصدقك يا فتاة, أنت ديفون وأنا في مصيبة, على الرغم من أن قصتك لا تصدق أبدا.
جلست راميرا على السرير الجديد وقالت بهدوء: سأخبرك بشيء أغفلته على ما يبدو.
قالت ماتي وهي تتنهد: قولي, لن أستغرب أي شيء آخر تقولينه لي.
ترددت راميرا لمدة طويلة فقالت ماتي تحثها على الكلام: لا تقلقي, لن أرميك خارج البيت في هذه الساعة المتأخرة, أعدك.
قالت راميرا بتوتر: حقا. إذن سأخبرك.
وصمتت ثانية فصاحت ماتي: تحدثي يا فتاة.
فصاحت راميرا أيضا قائلة: هذه هي المشكلة, لا يوجد ديفون فتاة يا ماتي.
والتكمة قريبة إن أحيانا الله تعالى
الفصل الثالث: مشاكل متواصلة
حدقت ماتي في وجه راميرا قبل أن تدرك ما كانت تعنيه, فهبت واقفة على السرير وقالت وهي ترتجف وتشير إلى وجه راميرا: أنت. أنت. أنت ذكر
هز راميرا رأسه وقال: لم تميزي ذلك حيث أنني استدعيت في جسد هذه الفتاة, صح
عادت ماتي تجلس على سريرها ببطء وقالت: الحقيقة. أنني لاحظت بعض التغير في طريقة الكلام. ولكني لم أهتم كثيرا لذلك.
ثم صاحت فجأة: أخرج. هيا أخرج من غرفتي. اذهب ونم في غرفة روبن أو في غرفة الجلوس.
تغيرت نظرة راميرا فقد بدا عليه الغضب لكنه لم يخرج من الغرفة, بل أزال البطانية عن سريره واندس تحتها وقال: ربما غدا, أنا متعب جدا. تصبحين على خير.
صاحت ماتي: لا لا لا. لا يمكنك النوم هنا.
وهكذا بقيت ماتي طوال الليل سهرانة تحدق في الظلام وهي تستمع إلى أنفاس راميرا المنتظمة حتى الصباح وهي تلعن لحظة فكرت باللحاق بكارلا ورؤية ذاك الطقس ومحاولة إيقافه, وعندما يأست من النوم حمدت الله بأن لا محاضرات لديها اليوم وتوجهت إلى المطبخ وهي تحك شعرها.
رأت أن روبن ووالدتها كانا قد سبقاها فحيتهما مبتسمة: صباح الخير.
لكنهما لم يردا التحية بل ظلا يحدقان في وجهها. أمها بنظرة حزينة مشفقة وروبن بنظرة غاضبة. لم تتمالك ماتي نفسها فسألتهما: ماذا هناك
قال روبن بغضب: ما هو ذاك الشيء الذي تريدينه بشدة كي تخالفي القانون من أجله يا ماتيلدا
اتسعت عيناها وقالت مستغربة: ما الذي تعنيه
أجابتها أمها بصوت ضعيف منخفض: لقد وجدنا كتابك على الطاولة صباح اليوم.
سألت مستغربة: أي كتاب.
لكنها تذكرت أي كتاب يقصدان.
رمى روبن الكتاب ذي الغلاف البني وقال بغضب حاد: هذا الكتاب.
- هذا كتابي.
التفت الجميع إلى حيث جاء الصوت, كان راميرا واقفا هناك يبتسم وقال: صباح الخير جميعا.
سأل روبن: راميرا, أهذا كتابك حقا
أجاب: أجل, أنا من وضعه على الطاولة, هل هناك مشكلة
قالت الأم: راميرا يا صغيرتي, مثل هذه الكتب ممنوعة في كلوتاون.
قاطعها روبن: بل في كل أرتاكيا, إن القانون هنا ينص نصا صريحا على عدم ممارسة السحر أو أي نوع من أنواع الطقوس, آخر طقس مورس هنا سبب الكثير من المتاعب.
سألت ماتي: أتعني طقس الخاتمين في عائلة جيرماني
قال راميرا: أنا أعتذر, لم أكن أعلم ذلك. لكنني كنت أقرأه فقط ولم أنوي ممارسة أيا من تلك الخرافات المكتوبة فيه.
شعرت ماتي بشيء غريب تجاه راميرا في تلك اللحظة, إنه يقول ذلك لكنه لا يقصد ولا كلمة, إنه يعلم أن الكتابات الموجودة في هذا الكتاب ليست خرافات بل حقيقة واقعية وخطيرة, لكنه يحاول حمايتها على ما يبدو.
وفجأة قرع جرس الباب, حدقت ماتي في الساعة وتساءلت من القادم في مثل هذه الساعة المبكرة.
قال روبن وهو يتجه إلى الباب: أنا سأفتح. لما لا تجلسان وتبدآن بتناول الفطور
جلست ماتي على كرسيها وجلس راميرا على الكرسي المقابل لها, وما كادا يفعلان ذلك حتى نادى روبن من عند الباب: ماتيلدا تعالي إلى هنا.
تساءلت ماتي: ماذا بعد
وتوجهت إلى الباب وتبعها راميرا, هناك رأت امرأة في أوائل الأربعينات تتحدث إلى روبن لكنها ما أن وقعت نظراتها على راميرا حتى صاحت: كارلا ابنتي الحبيبة.
ولفت ذراعيها حول راميرا الذي كان مصدوما لدرجة أنه لم يحاول إبعاد السيدة عنه قبل أن يختنق, لكن المرأة لاحظت توتر راميرا فحدقت قليلا في وجهه ثم ابتعدت عنه وقالت: أنت. أنت لست كارلا. أنت تشبهينها كثيرا لكن.
قالت ماتي: هذه صديقتي راميرا ديفونيز من ألمانيا يا سيدة سانتوس.
ابتسمت السيدة لراميرا وقالت: سبحان الله. أنت تشبهينها وكأنك توأمها, ولو لم أكن متأكدة أني أنجبت فتاة واحدة فقط في حياتي كلها لقلت إنك شقيقتها.
ثم قالت لروبن: إذن ذلك الرجل رأى راميرا فظن أنها كارلا.
قال روبن: هذا ما يبدو.
أطرقت السيدة رأسها وقالت بحزن: لم أستطع النوم في الليلة الماضية وأنا أفكر في كارلا, وحين تعرف ذاك الرجل على صورتها ظننت أنني أخيرا سأعود إلى البيت كي أرتاح.
قال راميرا: أنا على يقين من أنك ستجدينها قريبا, لا تفقدي الأمل.
ابتسمت له وقالت: لن أفقد الأمل أبدا, شكرا لك.
وغادرت المكان.
شعرت ماتي بثقل في قلبها, أرادت أن تخبر السيدة سانتوس بالحقيقة, لكنها تعلم أن ذلك سيجر خلفه الكثير من المتاعب لها ولراميرا, وهنا اكتشفت ماتي أنها أيضا تحمي راميرا كما يحميها هو.
طوال ذلك اليوم كانت ماتي شاردة وراميرا يستمع إلى كلام الأم بابتسامة مهذبة أو يراقب ماتي عن بعد, شعرت ماتي بالتعب الشديد فتوجهت إلى غرفتها لكن أمها أوقفتها في منتصف الطريق وقالت: لا يجب عليك ترك صديقتك وحدها هنا, لم لا ترافقيها إلى الجامعة سيدهش الجميع حين يروا الشبه الكبير بينها وبين كارلا.
تنهدت ماتي وقالت: هذه ليست فكرة جيدة, أنسيت أن كارلا ضائعة ماذا سيكون شعورك لو اختفيت أنا وحل محلي فتاة أخرى تشبهني
وتنبهت متأخرة إلى كلامها, لكن أمها ولحسن الحظ لم تلاحظ المعنى الحقيقي لكلامها بل قالت: لكن راميرا لم تحل محل كارلا, ثم أنني متأكدة أن كارلا تفعل ذلك عمدا كي تثير قلق أمها المسكينة.
تنهدت ماتي وقالت في سرها: ليت الأمر يكون هكذا فقط.
وألقت نظرة نحو راميرا قبل أن تتوجه إلى غرفتها كي تنام.
Blue Ritual
استعراض الملف الشخصي
ارسال بريد إلكتروني إلى Blue Ritual
إيجاد المزيد من مشاركات Blue Ritual
04-05-2006, 01:30 AM #8
Blue Ritual
مشترك جديد
تاريخ الإنضمام: Mar 2006
المكان: Sultanate of Oman
الردود: 6 الفصل الرابع: ما هو الحل
نهضت ماتي من نومها بعد أربع ساعات ومطت جسدها, لديها بحث يجب أن تنهيه وهذا سيضمن ابتعادها عن ذاك الديفون المخيف.
كان تعمل على الحاسوب الخاص بها حين دخل راميرا وحياها: مرحبا ماتي.
لم تنظر إليه لكنها ردت: مرحبا, هل تقضي وقتا ممتعا مع والدتي وأخي
ابتسم وأجاب: أجل, وكم أتمنى أن أبقى هنا إلى الأبد.
التفتت إليه ماتي بحدة وقالت بغضب مكبوت: أنت لا تقصد ذلك.
ضحك ثم قال: بل اقصده, لكنني أعلم أنه لا يجب علي ذلك.
جلس على طرف سريره وقال بجدية: علي معرفة ماذا كانت أمنية هذه الفتاة وأحققها لها كي استطيع العودة إلى هورايزون.
سألته: هورايزون هو اسم بلدك
أجاب: ليست بلادا, أخبرتك أنني من ألمانيا, إنها. لا أعرف كيف أصفها.
عادت ماتي إلى بحثها وقالت: حسنا, ليس مهما ما وصفها فأنا لا اهتم, اذهب واكتشف ما هي أمنية كارلا ودعني أكمل عملي.
سألها: ما رأيك أن أتنكر ككارلا وأذهب إلى بيتها ربما سأكتشف ما كانت تتمناه لو أنني دخلت إلى غرفتها وقرأت مذكراتها.
فكرت ماتي أن ذلك يبدو معقولا لكنها لن تساعده في الدخول إلى بيت تلك الفتاة وقراءة مذكراتها.
قالت له: هذه فكرة جيدة, لكن شكلك الآن مختلف وستعرف السيدة سانتوس أنك لست كارلا على أي حال.
قال: لكنني أستطيع تغير ذلك, أنظري.
والتفتت إليه فإذا راميرا يعود إلى ما كانت عليه كارلا قبل الحادثة.
صاحت ماتي: واو. لكنك ستواجه مشكلة إن خرجت من هنا بهذا الشكل, وأنا أيضا.
قال راميرا: أعتقد أنك محقة, سيعتقد الناس بأنك خطفت هذه الفتاة ولم تخبري أمها عن وجودها هنا حين جاءت تسأل عنها.
ردت ماتي: صح.
اقترح راميرا: لم لا نخرج معا إلى مكان قريب من منزل هذه الفتاة وحينها تتركينني هناك كي أتدبر أمري لوحدي
قالت ماتي: لكنني لا أعرف أين يقع منزل كارلا.
سألها: ألا يعرف روبن ذلك
صفقت ماتي بيديها بفرح وقالت: أجل. وجدتها.
مال رأس راميرا إلى جانب واحد وهو يحدق بماتي التي أكملت: لم لا تطلب من أخي روبن إيصالك إلى منزل كارلا في طريقه إلى العمل
قال راميرا: ولكن.
قاطعته ماتي: لا تقلق, ساتدبر الأمر لك بالكامل, كل ما عليك فعله هو الجلوس في السيارة والنزول قرب منزل كارلا, وحين يغادر أخي بسيارته بعيدا إلى عمله, تقوم أنت بعملك أيضا.
قال راميرا: ماذا لو أضطررت إلى المبيت هناك لن تترك السيدة سانتوس ابنتها تغادر البيت بعد أن عادت.
قالت: لا بأس, سأخبر أمي و روبن بأن السيدة سانتوس قد دعتك كي تبيت عندهم يوما أو يومين, لا تقلق فكل شيء سيكون على ما يرام.
وتساءلت ماتي في نفسها عن سبب حماستها كي تتخلص من راميرا
وتم كل شيء بسرعة ووجد راميرا نفسه يقف أمام بوابة ضخمة, إذن هذا هو منزل هذه الفتاة كان يجب على ماتي أن تسميه قصرا
فجأة صاح أحدهم من مكان ما: آنسة كارلا.
التفت راميرا ليجد رجلا مسنا يرتدي ملابس متسخة, خمن راميرا أنه البستاني فابتسم له وقال: مرحبا, لقد عدت.
لكن الرجل تحجر في مكانه, فكر راميرا أن كارلا ربما لم تكن من النوع الذي يوزع الابتسامات والتحيات على كل من يراه.
قال بسرعة: أين أمي
أجابه الرجل: إنها في الداخل وهي قلقة جدا عليك يا آنسة.
أخذ راميرا يبحث عن مدخل البيت بعينيه بسرعة حتى وجده, وتوجه إليه مباشرة, وحين وصل إلى الباب سمع صوتا من خلفه يقول: قررت العودة إلى هذا البيت إذن يالك من فتاة شجاعة
أجفل راميرا من الصوت الغليظ الذي يقطر حقدا من ذلك الشاب المتكئ إلى الدرابزين المحيط بالدرجات الأربع الأمامية, كان على بعد درجتين منه لكنه شعر بجسده يرتجف. لم يكن راميرا الذي يرتجف بل كارلا.
تقدم الشاب من راميرا وقال بسخرية: لا تزالين نفس الفتاة الخائفة التي ترتجف كلما رأتني.
سأله راميرا: من أنت
اتسعت عينا الشاب ولكن سرعان ما اختفت علائم الدهشة وقال: حركة جيدة يا فتاة ولكنها لن تخيفني.
تنهد راميرا وفتح الباب لكن ذاك الشاب أمسك بذراعه بقوة وزمجر: أتجرؤين على أن تديري ظهرك لي
حرر راميرا ذراعه وقال: اسمع, سألتك من أنت فلم تجبني, ماذا تريد مني
قال الشاب بذهول: ماذا اسمع هل فقدت ذاكرتك يا كارلا
رد عليه راميرا بعجرفة فقد بدأ ينزعج من هذا الشاب: ليس بحسب ظني, والآن ابتعد عن دربي لأني أريد رؤية أمي الآن وبسرعة.
ضحك الشاب وقال: الناس الذين اختبأت عندهم أمس لم يعلموك التمثيل بشكل جيد يا كارلا سانتوس, ومهما فعلت للهرب مني فلن تجدي أي مفر.
سأله راميرا: وماذا فعلت لك كي أهرب منك لقد فقدت وعيي أمس فأخذتني إحدى صديقاتي إلى بيتها واعتنت بي حتى صحوت, لست أهرب ولن أهرب من أي أحد خاصة منك.
خمن راميرا أن هذا الشاب هو ما كانت كارلا تحاول الهرب منه, إذن فهذه قد تكون أمنيتها التي استدعي من أجلها.
صاح الشاب من بين أسنانه: كيف تجرؤين.
وهوى بيده كي يصفع راميرا لكنه أمسك بمعصمه قبل أن تصله كفه وقال: يالقلة الأدب تحاول ضرب فتاة أضعف منك
شد راميرا يده على معصم الشاب بقوة من شدة الغضب, من يكون هذا كي يخيف كارلا لهذه الدرجة وحين أدرك أن الشاب كان يتألم كثيرا تركه.
قال الشاب من بين أنفاسه: مستحيل. مستحيل أن تكوني أنت كارلا, من أنت
أجاب راميرا وقد قرر أن هذه المحادثة المزعجة قد انتهت: أنا كارلا الأخرى.
ودخل إلى الداخل وهو يفكر أن كارلا كانت محقة في كرهها لهذا الشاب البغيض, لكنه تمنى رغم كل شيء أن يعرف السبب.
سيد الظلام
سلمت يدينك على النقل وصحت اناملك
واشكرك على المجهود
القصه رائعه والاروع وجودك
شاكررر لك ولا تحرمنا جديدك
اخوك
رقيق المشاعرر
التعديل الأخير تم بواسطة ღ رقيّـق المشاعـّـر ღ ; 12-Dec-2006 الساعة 02:03 PM
« قصتي مع هنقري | فتاة عزباء تنام ليلة مع شاب فماذا يحدث » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |