افتتاح, يـآ
تميز حفل الافتتاح الضخم لدورة الالعاب الاسيوية الخامسة عشرة التي تحتضنها الدوحة على مدار الاسبوعين المقبلين وذلك لاول مرة على ارض عربية بغناه بالالوان والاضواء والفقرات التاريخية التي تحدثت عن تعدد الثقافات في القارة الاسيوية.
وابرز الحفل التطور الهائل الذي طرأ على قطر في السنوات الاخيرة حتى وصولها الى "مدينة المستقبل" الغنية بثرواتها الطبيعية وكوادرها البشرية.
بدأ العرض بلقطات لدولة قطر عبر شاشتين عملاقتين وضعتا داخل استاد خليفة الدولي ثم دخل مئات القطريين حاملين المشاعل ورسموا على ارض الملعب كلمة "بيس" اي السلام.
وتحولت ارض استاد خليفة الى لوحة شبيهة بسطح البحر ثم اخترقت سفينة شراعية من طراز "السنبوك" على شكل حرف "القاف" وعلى متنها شخص يرتدي لباس بحار قديم في مشهد يرمز الى علاقة قطر القديمة جدا مع البحار خصوصا وان ساحل الخليج حيث تقع قطر يشتهر باللؤلؤ الذي كان مصدر الثروة الرئيسية فيها.
وكان المشهد مثيرا جدا عندما تحولت ارض الملعب الى بحر هائج كاد يقلب السفينة ويودي بحياة البحار الذي استعان بآلة الاسطرلاب وهي الة كان يستعملها البحارة قديما لتحديد وجهتهم خصوصا عندما تتقاذفهم الامواج ليجد نفسه في قارة اسيا.
وجسدت اللوحة التالية قدم واصالة قارة اسيا اكبر قارات العالم التي يعود تاريخها الى خمسة الاف عام والقت الضوء على ثقافتها وحضارتها وتقاليدها المتنوعة بدءا من شرقها وصولا الى المنطقة العربية والخليجية.
ورسمت على ارض الملعب ست لوحات رائعة على شكل عربات متنقلة تمثل حضارات شرق اسيا المختلفة خصوصا للصين واليابان واندونيسيا في مشهد متناغم وراقص غلبت عليه الاضواء والالوان.
وكانت لمحة عن المنطقة الخليجية التي بدات باغنية عن البحر اعقبتها لوحات راقصة ثم دخلت فرقة من الخيالة للدلالة على الجواد العربي الذي يعتبر من افضل سلالات الخيول في العالم خصوصا من ناحية الجمال والتحمل حيث كان رفيقا امينا في الصحراء الشاسعة التي كانت مجسدة على ارض الملعب على شكل طبقة من الرمل.
وجسدت اللوحة التالية العصر الذهبي للعلوم العربية وسلطت الضوء على مشاهير ما زالت اعمالهم وانجازاتهم تؤثر في علوم اليوم وابرزهم البيروني الذي طور الة الاسطرلاب والخوارزمي الشهير في علم الرياضيات وجابر بن حيان الذي ترك مأثر في الكيمياء وابن الهيثم مؤلف كتاب "المناظر" الذي طرح فكرة ان اشعة الضوء تنتقل في خطوط مستقيمة وفي كل الاتجاهات.
وانتقلت الامانة الى الجيل الجديد الذي نعم بثروة النفط والغاز الطبيعي فبزغ فجر جديد لبناء مدينة المستقبل على اسس التراث والثقافة والتعليم.
وابرزت لوحة رائعة غنى دولة قطر بالغاز الطبيعي واستخدمت فيه اخر ما توصلت اليه التكنولوجيا الحديثة لانتاج وقود من الغاز المسيل العالي الجودة والخالي من الكبريت ما سيخفف حدة تلوث الهواء.
وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني افتتح في حزيران/يونيو الماضي مشروع "اوريكس" لتحويل الغاز الى سوائل الذي يعتبر الاكبر من نوعه في العالم والاول في سلسلة من المشاريع التي ستقام في المستقبل.
الفقرة الاخيرة قبل دخول طابور لاعبي الدول المشاركة تحدثت عن "مجلس" حيث يستقبل الضيوف في المنازل العربية التقليدية في دلالة ترمز الى حسن الضيافة حيث تحول ارض الملعب الى مجلس كبير للترحيب باللاعبين المشاركين في الالعاب الذين بدأوا في الدخول تباعا الى الملعب بحسب الترتيب الابجدي وكان اول الداخلين وفد افغانستان تلاه البحرين ثم بنغلادش.
ولقي دخول الوفد العراقي ترحيبا كبيرا من الجمهور وهو الذي يشارك في الالعاب للمرة الاولى منذ 20 عاما.
كما دخلت الكوريتان في وفد موحد على غرار ما حصل في النسختين الاولمبيتين الاخيرتين.
وبعد دخول رياضيي جميع الدول المشاركة تلا مبارك عيد العبدالله قسم الالعاب نيابة عن اللاعبين في حين قام عبدالله البلوشي بتلاوة قسم الحكام.
ودخل مطرب الاوبرا العالمي الاسباني خوسيه كاريراس برفقة الفنانة اللبنانية الشهيرة ماجدة الرومي وانشدا سويا اغنية "طريق النجوم".
وكان ختامها مسك وتمثل بايقاد شعلة الالعاب التي طافت على مدى 50 يوما اكثر من 15 دول اسيوية لمسافة نحو 55 كلم قبل ان تعود الى الدوحة في 26 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وحمل الشعلة تباعا في ارض الملعب ابطال قطريون وهم سالم بوشربان بطل البولينغ ومبارك مصطفى نجم كرة القدم ونجم الراليات والرماية ناصر العطية والعداء الشهير محمد سليمان وطلال منصور اسرع عداء في اسيا سابقا الذي سلمها الى الفارس محمد حمد بن خليفة ال ثاني فصعد بحصانه باقصى سرعة على منصة قاسية الارتفاع حتى اعلى المدرج عندما ظهرت امامه قاعدة عملاقة فاضاء الشعلة المركزة في وسطها قبل ان يطلق العنان للالعاب النارية في سماء الملعب.
ptg htjjhp lfiv lgdx fhghq,hx ,hghg,hk ,hgjvhe