استوقفني موضوعك كثيرا شكرا لك
|
الغياب, صراع
°o.O صــراع الغيــاب O.o°" * *
--------------------------------------------------------------------------------
* * ¨°o.O صــراع الغيــاب O.o°" * *
°ˆ~*¤®§(*§بسم الله الرحمن الرحيم §*)§®¤*~ˆ°
الإنسان كتلة طينية من المشاعر والأحاسيس تخطر على صعيد الأرض ، وبقدر رهافة هذه المشاعر وحيوية تلك الأحاسيس يتمايز الناس في مستويات رقيهم الشعوري الإنساني ، فمنهم من يأخذ منها بنصيب وافر ومنهم من لا يحظى منها إلا بالفتات اليسير .
ولا يختص الإنسان وحده بهذه الخاصية ، فربما تفوقت بعض الحيوانات في هذا الجانب على كثير من بني الإنسان ، فإذا اشتريت زوجاً من الطيور تستطيع أن تلحظ ما بينهما من ألفة وحميمية تتجلى بوضوح حين تختطف يد الموت أحدهما إذ لا يلبث الآخر في قفصه طويلاً بعد رحيل شريكه ، بل سرعان ما يلحق به بعد أن عانى من آلام الوحدة وقسوة الغياب ما هون عليه سكرات الموت وعذاباته !
ويمثل غياب من تربطك بهم صلة قرابة وعلاقة مودة مسرحاً لقياس تلك المشاعر والأحاسيس ، فعندما يغيب الموت الوالدين تغيب معهما قطعة كبيرة من قلوب أبنائهما تكتنز بمخزون غنى من الذكريات والمواقف والضحكات والدموع التي تتشكل عبرها مظاهر تلك العلاقة الوثيقة . ويبقى غيابهما مؤثراً ومدمياً مادام في القلب عرق ينبض ، فمن فقد صديقاً عوّضه بصديق آخر ، ولكن ما يصنع المرء حيال فقدان أبويه ؟ إن مصارعة الغياب الذي يعني الإلغاء القسري لجزء من التاريخ الوجداني للمرء ليست بالأمر الهين . ولذا فإن الكثيرين من الأبناء يحاولون التغلب على ذلك بتسمية مواليدهم بأسماء آبائهم وأمهاتهم ، ليظل ذكر الوالدين متكرراً في ردهات الدار تستلذه الآذان وتأنس به القلوب الوفية ، لتبقى ذكراهما مستعصية على النسيان والإهمال ، كما تكون زيارة قبريهما المتكررة تعبيراً عن قيمة البر والوفاء الماضية بعد الموت ، وكأنها رسالة يوجهها الإبن إلى الغياب لا تخلو من تحدّ ومجابهة وإصرار . ولهذا كان فراق الأوطان أمراً صعباً ومؤلماً ، فالوطن ليس مجرد بقعة أرض ولكنه خزين من الذكريات والمشاعر التي كانت تلك البقعة محضنا لها حتى امتزجت بحبات ترابها وصافحت طوبها وحجرها .
ولئن كان الموت يمثل الصورة الأعظم إيلاماً للغياب ، فإن غياب الأحياء يعكس وجها آخر لا يقل عنه بؤساً وقسوة,فالحي المفارق هو الذي يصنع الغياب بنفسه ويتخذ قراره ,ومن هنا فإنك لا تجد لغيابه عذرا يخفف عنك من مرارته ، فالميت لا يلام على غياب جبري لا اختيار له فيه . وأما الحي فإن فراقه وابتعاده ما لم يكن قهرياً يمتزج بالحسرة وخيبة الأمل والشعور بالنكران وقلة الوفاء . والعجيب أن هذا الشعور يتحول إلى مسار مضاد يعمل على التخفيف من شعور الغياب ويهون من حرقته ، إذ لا يأسف القلب على الذين فارقوه راغبين عنه غير آبهين به .
وفي أخر العمر يتعاظم شعور المسننين بالعزلة حين يغيب الموت أترابهم شيئاً فشيئاً ، فتذوي قلوبهم كما تذوي الورود في لهيب الصيف ، ويغدو الغياب تنّينا برأسين : رأس يتخطف الأحبة والأصدقاء ، ورأس يذكر الباقين منهم بدنو المنية وحتمية الفناء . وهكذا تتحول الحياة إلى حلبة صراع مع الغياب الذي يكسب جولاتها يوماً إثر يوم !!!wvhu hgydhf
استوقفني موضوعك كثيرا شكرا لك
نعم أنا معك بأن غياب الحي الذي اختار غيابه
أعظم ايلاما َ من غياب الميت ،،
لا شيء يوازي الحقيقة سوى نبضات الحقيقة ،،،
تلك النبضات التي كُتبت بها بسمو وجمال و تفرد و فهم عميق
.
و تبصر لما آل إليه حالنا بهذا الزمان ،،،
مــــاأجمـــل تــلك المعــــاني،،
التــي نبضـــة بهــــا حـــروفك ،،،
كم راق لي جمال طرحك
دمت بهذا التألق ،،
//
\\
//
\\
//
مـــــــــــــــــشاعــــــــــــر
اشكرك حمودي على قمة وروعة هذا الطرح
تقبل مني خالص الشكر واعذب المنى
*مشكور على الموضوع الاحلى من العسل********
التعديل الأخير تم بواسطة شواطئ ; 05-Dec-2006 الساعة 06:52 PM
« توقعوا من زار المنتدى اليوم؟ | دقــــــــائق » |
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع |