مشاكسة, تفضلي, صارت, قصة
سارة زوجة سيدنا ابراهيم عليه السلام
عندما خرج سيدنا ابراهيم عليه السلام من النار التي القاها فيها نمرود الجبار وهو بخير لم تمسه بسوء، حيث قال لها الحق جل جلاله: (يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم) كانت سارة ـ وهي ابنة عمه على حسب ما تقول الروايات ـ تنظر اليه من نافذة قصرها فاسرعت اليه تستقبله بالفرح والسرور وكانت اولى المؤمنات بدعوته مع ابن اخيه لوط. وخرجت مهاجرة الى الله مع ابراهيم ونزل الجميع بحران ثم ارتحلوا الى فلسطين.
وقد روى السدي: ان الله سبحانه وتعالى اوحى الى ابراهيم ان يتزوج سارة لانها ابنة عمه وهي اول من آمن به.
وفي كتاب الكامل ما رواه: ان سارة كانت اولى المؤمنات بابراهيم لما رأت المعجزة الكبرى وكانت ابنة عمه فأمره الله تعالى ان يتزوجها
وقد حكى القرآن الكريم لنا عنها في موضعين رابطا حديثها بحديث قوم لوط عندما ارسل الله سبحانه وتعالى ملائكته الى قوم لوط عندما اعلنوا تماديهم بالفاحشة فنزلوا ضيوفا على ابراهيم ( ولقد جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث ان جاء بعجل حينئذ. فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا الى قوم لوط. وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب. قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد). هود (69 ـ 73).
وفي موضع اخر من سورة الذاريات ايضا جاء رابطا حديثها بحديث الملائكة المرسلين الى قوم لوط. ( هل أتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون. فراغ الى اهله فجاء بعجل سمين. فقربه اليهم قال ألا تأكلون. فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم. فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) الذاريات (24 ـ 29).هنا نعود الى اول القصة عندما رحل الثلاثة ابراهيم وسارة ومعهم لوط الى حران من ارض فلسطين وسكنوا بها ثم اجدبت الارض في فلسطين ومضى سيدنا ابراهيم الى مصر ومعه سارة وكان ذلك في عهد الهكسوس الذين اغاروا على مصر واستقروا بها وقتا طويلا وحين وصل ابراهيم عليه السلام ومعه سارة الى مصر وعلم ان فرعون مصر يطمع في النساء الجميلات وكانت سارة على جانب كبير من الحسن والجمال، فقال ابراهيم لسارة : ان هذا الجبار حين يعلم انك زوجتي يغلبني عليك، فان سألك فاخبريه انك اختي فانك اختي في الاسلام.
وذكر الثعلبي : ان ابراهيم وسارة دخلا ارض مصر ورآها بعض اعوان الفرعون الجبار فمضوا اليه مسرعين يقولون : ايها الفرعون العظيم لقد قدمت ارضك امرأة لا ينبغي ان تكون الا لك لجمالها.
قالوا : فارسل على الفور من يحضرها اليه. ولما حضرت هي وكان ابراهيم معها فسأله عنها فقال هي اختي.
فحبسها عنده في القصر وأمر ابراهيم ان يخرج فأوحى الله تعالى الى ابراهيم بأن يطمئن فلن يصل اليها الجبار الا باذن الله.
وفي الخبر ان الله سبحانه وتعالى رفع الحجاب بين ابراهيم وبين سارة والفرعون حتى يرى بعينه ويطمئن الى ذلك.
ولما اراد الفرعون ان يمد يده الى سارة قبض الله يده فشلت. فقال لها ادعي ربك ان يطلق يدي ولا اضرك.
قالوا: ثم عاود النكث بعهده ففعل ذلك عدة مرات ولكنه كان يفشل بأمر الله فأمر ان تخرج من قصره وقال لمن احضرها اليه: انما اتيتني بشيطان وليس بانسان فاخرجها وامر لها بجارية وهي هاجر.
وعادت الى ابراهيم عليه السلام فقال لها: مهيم: اي كيف الحال؟ فقالت خيرا كف الله يد الفاجر واخدمني خادمة.
ورحل ابراهيم وسارة عائدين الى فلسطين ومعهما هاجر وسكنوا بها
وكانت سارة رضي الله عنها تتمنى ان تنجب ولدا لابراهيم وكان الذي يؤرقها انها عاقر لا تلد والسنون تمضى بها ولا نسل لديهما وكان ذلك يشغل تفكيرها ليل نهار
ماذا تفعل؟ اتظل هكذا مع ابراهيم حتى الموت ولا نسل لهما وكانت تحدث نفسها وتقول : ان ابراهيم يشتهي حقا ان يكون له ولد
عندها قالت لابراهيم لو تزوجت هاجر رجوتها ان تنجب لك
وفي رواية للثعلبي ان سارة اهدت الى ابراهيم هاجر واصبحت سريته
قالوا : وحملت هاجر من ابراهيم وولدت اسماعيل وعندما ولدت اسماعيل دخلت الغيرة قلب سارة, لقد صارت هاجر خادمتها ام الولد لزوجها. وتمضي الايام ولا تهدأ نار الغيرة في قلب سارة
وفي التوراه ما نصه ان سارة قالت لابراهيم : انا دفعت اليك جاريتي فلما حملت ترفعت عليّ فرد عليها ملاطفا: هي جاريتك تصنعين بها ما تشائين ثم تجلدت سارة للموقف ولو كان بالنسبة لها موقفا صعبا على ما تحسه من لذع الغيرة ولكنها طلبت من ابراهيم ان يبعدها وابنها ولامر ارادة الله مضى ابراهيم بهاجر وابنها الرضيع الى مكة عند بقايا البيت الحرام.
وهنا نتوقف قليلا عن هاجر وابنها اسماعيل لنعود الى قصة سارة
قالوا وعندما بلغت سارة سن التسعين من عمرها او تزيد بقليل جاءت الملائكة الى ابراهيم وقد بعثهم الله في امر قوم لوط وهو ما ذكره لنا القرآن الكريم في سورتي هود والذاريات.
وكانت سارة تستمع الى ذلك وكانت لها بشرى يحملونها وقد خصها القرآن الكريم : (فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء اسحاق يعقوب)
تعجبت سارة غاية العجب انها عجوز نيفت على التسعين من عمرها فقالت: ( يا ويلتى أألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخ ان هذا لشيء عجيب) طمأنت الملائكة سارة فالله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء فقالوا : (أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد) وحقق الله سبحانه وتعالى ماوعدها به وصارت اما لاسحاق ويعقوب
وصارت مثلا على قدرة الله سبحانه وتعالى
pv,t lah;sm jtqgd rwm shvm ,hg[fhv