الــــــــــــــمرح
تحتاج الحياة إلى جدية تتناسب والدور الملقى على عاتق الإنسان
إذ عليه أن يعرف نفسه ويعرف ما حوله ومن حوله ، ويعرف ربه ودينه
وعليه أن يبني ذاته ، ويؤسس أسرة يكون مسؤولاً فيها عن أفرادها
ولكن هذه الجدية لا تمنع أن يكون الإنسان مرحاً فرحاً ففي الحياة الدنيا زينة وبهجة ، وفيها أشخاص مرحون حباهم الله خفة في الدم ، وقدرة على إشاعة روح المرح
ومن نعم الله على الأسرة أن يكون فيها فرد مرح كلما ابتعد أفرادها عن شاطئ الفرح والمرح ردهم إليه ليسلموا من حياة جافة يشعر أفرادها بعبء المسؤوليات وثقل الواجبات
والحاجة إلى المرح تزداد وتنقص حسب المرحلة العمرية .
والمرح محبوب لأنه هو ذاته سعيد ويمنح شيئاً من السعادة لمن حوله
وديننا يحث على الجد ، ويحض على الترويح بشكل مباشر ( روحوا القلوب ساعة فساعة ) وبطريقة غير مباشرة ( خيركم من يألف ويؤلف )
والأسرة حين تمد المجتمع بفرد قادر على الضحك أو الإضحاك دون النيل من الغير فهي تمد المجتمع بأفراد يتمتعون بصحة نفسية جيّدة إذا رافق هذه الشخصية جدية كافية للقيام بالواجبات بكفاءة
والآن وتشجيعاً لإشاعة روح المرح والفرح أنقل لكم هذا المقال راجية التفاعل مع الموضوع بذكر ما يفعله المرحون في حياتهم
الإنسان المرح يتمتع بجهاز مناعي أقوى من المتشائم
عمّان – كشفت دراسة حديثة أن الانسان المرح اقل عرضة للاصابة بالامراض المزمنة كالضغط والسكر وقرحة المعدة، كما بينت أن الصحة النفسية لا تتحقق إلا في المرح الذي يتمثل في السعادة وفي البهجة والضحك.
ويؤكد على هذه الدراسة استشاري الامراض النفسية د. توفيق درادكة ويقول "الدراسات والتجارب بينت او الانسان المرح المتفائل يتمتع بجهاز مناعي أقوى من ذلك المتشائم الانطوائي".
ويعزي د. درادكة السبب في ذلك الى عوامل فيسيولوجية ونفسية معقدة تؤدي في النهاية الى نتيجة واحدة وهي تقوية الجهاز المناعي.
والانسان المرح لا يعني بالضرورة الانسان الذي يضحك كثيرا اذ يشير د. درادكة الى ان الانسان المرح هو المتفائل الذي لا تهلكه المشاكل والذي يرى أن مشاكله جميعها لها حل.
والمرح كما يشير علماء النفس هو السبيل إلى تحرير الأفراد الذين يشعرون بالاغتراب الناتج عن تعويق داخليٍّ أو خارجي، أو عن تضييق للمساحة التي تتطلبها حياتُهم النفسية، بمعنى الافتقار إلى التحمل وعدم القدرة على الانفتاح العقلي والقلبي أو على التعبير عما يكنُّونه في أعماقهم حقًّا.
ويقول د. درادكة "الانسان المرح هو الانسان الاجتماعي الذي يملك اصدقاء يلجأ اليهم عند الشدائد" وهذا بحد ذاته علاج نفسي غير مباشر.
أما الضحك فتعد وسيلة وقائية من الامراض لأنه يخفف العبء على العقل الباطن ووقاية من المشاكل كالقلق والاكتئاب. والانسان المرح غالبا ما يكون على ثقة كبيرة من نفسه وامكاناته ويكون دائما معتزا بنفسه وهو طموح وناجح مالم تخالفه الظروف.
ويقول اختصاصي علم التربية والنفس البريطاني الشهير د. رتشارد ملكستر إن الضحك هو الطبيب الحقيقي للكثير من الامراض النفسية والعضوية فهو يزيد كفاءة الرئتين وقدرتهما على التنفس بمعدل اربعة اضعاف، وهو يساعد عملية الهضم أن تتم بيسر وسهولة، ويرخي العضلات ويقوي الجهاز المناعي.
ويحرك الضحك 17 عضلة من عضلات الوجه في حين ان البكاء يحرك 44 عضلة، ما يعني أن الانسان لا يبذل مجهودا كبيرا للتعبير عن فرحه كما يفعل للتعبير عن حزنه.
ويلاحظ كذلك على الانسان المرح والذي يضحك دائما كما يقول د. درادكة أن ينعم براحة الضمير وصحة القلب فالضحك يروح عن النفس وينعش الذاكرة.
المرح بحسب د. درادكة كفيل بتلطيف الكبت، وتحرير العواطف إلى انفعالات ورغبات من تسلط الكبح أو الكبت أو التوتر أو الاكتئاب أو التفكير المتصلب المتطرف.
ويستطيع المرح والضحك أن يخفف من آلام المفاصل بسبب زيادة افراز الكانيكول داخل الجسم. ويبين العلماء أن للضحك تأثيرا فعالا في مواجهة ضغط الدم المرتفع لانه يطيل مدة استرخاء الشرايين الدموية مما يساعد على زيادة وتحسين مرور الدم داخلها.
والانسان المرح هو عادة أذكي من المتشائم والعابس وهو شخص يتفهم بسرعة او يلتقط مواطن الجمال والنقاط التي تثير الضحك كما أنه في حديثه يلح على نقاط تستلزم ملاحظة وبديهة وذكاء بوجه عام فالذكي اذن اسرع الى اكتشاف الناحية المولدة للضحك.
ويبين اطباء النفس في العالم أن المرح والضحك يمكن أن يوصف علاجا بديلا للادوية والمهدئات لهذا افتتح أخيرا في باريس مستشفى خاص للعلاج النفسي يعتمد على الضحك والمرح كعلاج اذ يجتمع الطبيب مع المرضى ليتخلصوا من الضغوط النفسية وتشير النتائج الاولية الى أن هذا النوع من العلاج يحقق نجاحا ملحوظا على أغلب الحالات.
منقول
hgJJJJJJJJJJJJJJlvp00000000!!