موعد, الجد, بمناسبه, قرة
بمناسبه قرب موعد الحج .الحج وتعريف
الحج وتعريفه
معنى الحج والعمرة
للحج معنى في اللغة ومعنى في اصطلاح الشرع .
أما معنى الحج في اللغة فهو : القصد إلى معظم .
وأما معناه شرعا فهو : قصد البيت الحرام لأداء أفعال مخصوصة من الطوات والسعي والوقوف بعرفة وغيرها من الأعمال .
والحج من الشرائع القديمة ، فقد ورد أن آدم عليه السلام حج وهنأته الملائكة بحجه .
وكلمة الحج تأتي في اللغة بكسر الحاء وبفتحها ، وقد قرئت في القرآن بهما .
وأما العمرة فمعناها في اللغة : الزيارة .
ومعناها في الشرع : زيارة الكعبة على وجه مخصوص مع الطواف والسعي والحلق أو التقصير .
عدد حجات النبي وعمره
حج النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة في العام الذي توفي فيه ، ولذلك سميت حجته هذه حجة الوداع ، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يلق المسلمين ، بعدها كما لقيهم في هذه الحجة من كثرة عدد ، ومن عظيم مشهد ومن حرص على أن يوصيهم بوصايا عامة ذات أهمية اجتماعية واقتصادية وسياسية لم يسبق لها مثيل ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في وصاياه : خذوا عنى ، لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا
أما العمرة فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع مرات ، كلهن أداهن في شهر ذي القعدة قال بذلك عائشة وابن عباس وأنس بن مالك ، ورد ابن القيم في زاد المعاد على من قال : إن إحدى العمر كانت في شهر رجب ، وعلى من قال : إن إحداهن كانت في شوال .
وقد جاء في حديث مسلم وغيره تحديد سنة كل عمرة من العمر الأربع :
فالعمرة الأولى كانت في السنة السادسة للهجرة وهي عمرة الحديبية .
والعمرة الثانية كانت في السنة السابعة للهجرة وهي عمرة القضاء .
والعمرة الثالثة كانت في السنة الثامنة للهجرة وهي بعد فتح مكة وقسم غنائم حنين .
والرابعة كانت في السنة العاشرة للهجرة مع حجة الوداع على الصحيح .الحج والعمرة في الإسلام
تعريف الحج وحكمه
تعريف الحج
الحج لغة: قصد الشيء المعظم وإتيانه.
وشرعا: قصد البيت الحرام والمشاعر العظام وإتيانها، في وقت مخصوص، على وجه مخصوص، وهوالصفة المعلومة في الشرع من: الإحرام، والتلبية، والوقوف بعرفة، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشاعر ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من الأفعال المشروعة فيه، فإن ذلك كله من تمام قصد البيت.
حكم الحج
الحج أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، وهو خاصة هذا الدين الحنيف، وسرالتوحيد. فرضه الله على أهل الإسلام بقوله سبحانه: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .
فسمى تعالى تاركه كافرا، فدل على كفر من تركه مع الاستطاعة، وحيث دل على كفره فقد دل على آكدية ركنيته. وقد حاءت السنه الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتصريح بأنه أحد أركان الإسلام، ففي الصحيحين عن ابن عمر- رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام .
وفي حديث جبريل في رواية عمر- رضي الله عنه- عند مسلم، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا . وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا . وأحاديث كثيرة - في الصحيحين وغيرهما - في هذا المعنى، وبفرضه كمل بناء الدين وتم بناؤه على أركانه الخمسة.
وأجمع المسلمون على أنه ركن من أركان الإسلام وفرض من فروضه، إجماعا ضروريا، وهو من العلم المستفيض الذي توارثته الأمة خلفا عن سلف.
وفي مسند أحمد وغيره بسند حسن عن عياش بن أبي ربيعة مرفوعا : لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة - يعني الكعبة حق تعظيمها، فإذا تركوها وضيعوها هلكوا .
قال بعض أهل العلم: الحج على الأمه فرض كفاية كل عام على من لم يجب عليه عينا. فيجب الحج على كل: مسلم، حر، مكلف، قادر، في عمره مرة واحدة. وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من أهل العلم.
والقدرة : هي استطاعة السبيل التي جعلها الشارع مناط الوجوب. روى الدارقطني بإسناده عن أنس- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: من استطاع إليه سبيلا . قال: قيل: يا رسول الله، ما السبيل؟ قال: الزاد والراحلة . وعن ابن عباس عند ابن ماجة، والدارقطني بنحوه .
وعن جماعة من الصحابة يقوي بعضها بعضا للاحتجاج بها، ومنها عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما يوجب الحج؟ قال: الزاد والراحلة. قال الترمذي : العمل عليه عند أهل العلم .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد سرد الآثار فيه: هذه الأحاديث مسندة من طرق حسان مرسلة وموقوفة تدل على أن مناط الوجوب الزاد والراحلة.
قلت: المراد بالزاد: ما يحتاج إليه الحاج في سفره إلى الحج ذهابا وإيابا من: مأكول، ومشروب، وكسوة ونحو ذلك، ومؤونة أهله حال غيابه حتى يرجع.
والمراد بالراحلة: المركوب الذي يمتطيه في سفره إلى الحج ورجوعه منه بحسب حاله وزمانه.
وتعتبرالراحلة مع بعد المسافة فقط وهو ما تقصرفيه الصلاة لا فيما دونها. والمعتبر شرعا في الزاد والراحلة في حق كل أحد، ما يليق بحاله عرفا وعادة لاختلاف أحوال الناس.
ويشترط للوجوب سعة الوقت عند بعض أهل العلم، لتعذر الحج مع ضيقه. واعتبر أهل العلم من الاستطاعة أمن الطريق بلا خفارة، فإن احتاج إلى خفارة لم يجب، وهو الذي عليه الجمهور.
قلت: وقد أوضح الله تبارك وتعالى في سياق ذكر فرض الحج على الناس وإيجابه عليهم بشرطه، محاسن البيت وعظم شأنه بما يدعو النفوس الخيرة إلى قصده وحجه، فقال سبحانه: إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا الآية. وفي موضع آخرأخبر سبحانه أنه إنما شرع حج البيت ليشهدوا منافع لهم الآية. وكل ذلك مما يدل على الاعتناء به والتنويه بذكره والتعظيم لشأنه، والرفعة من قدره، ولو لم يكن إلا إضافته إليه سبحانه بقوله: وطهر بيتي للطائفين لكفى بذلك شرفا وفضلا.
فهذه النصوص وأمثالها هي التي أقبلت بقلوب العالمين إليه حبا له وشوقا إلى رؤيته فلا يرجع قاصده منه إلا وتجدد حنينه إليه وجد في طلب السبيل إليه.
أما من كفر بنعمة الله في شرعه وأعرض عنه وجفاه فلا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئا: ومن كفر فإن الله غني عن العالمين فله سبحانه الغنى الكامل التام عن كل أحد من خلقه من كل وجه وبكل اعتبار فإنه سبحانه هو الغني الحميد
الفورية في أداء الحج
من اكتملت له شروط وجوب الحج، وجب عليه أداؤه فورا عند أكثرأهل العلم.
والفورية: هي الشروع في الامتثال عقب الأمر من غيرفصل، فلا يجوز تأخيره إلا لعذر، ويدل على ذلك ظاهر قوله تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا . وقوله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس، إن الله فرض عليكم الحج فحجوا رواه مسلم فإن الأمر يقتضي الفورية في تحقيق المأموربه، والتأخير بلا عذرعرضة للتأثيم.
وروي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج - يعني الفريضة - فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .
وروى سعيد في سننه عن عمربن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار، فينظروا كل من كان له جدة ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين .
وروي عن علي- رضي الله عنه - قال: من قدرعلى الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا . وعن عبد الرحمن بن باسط يرفعه: من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس، أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة، فليمت على أي حال يهوديا أو نصرانيا . وله طرق توجب أن له أصلا.
ومما يدل على أن وجوب الحج على الفورحديث الحجاج ابن عمرالأنصاري - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كسرأوعرج- يعني أحصرفي حجة الإسلام بمرض أو نحوه - فقد حل، وعليه الحج من قابل . رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم قال فيه النووي : رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والبيهقي، وغيرهم بأسانيد صحيحة.
فالحديث دليل على أن الوجوب على الفور، وهناك أدلة أخرى عامة من كتاب الله دالة على وجوب المبادرة إلى امتثال أوامره جل وعلا، والثناء على من فعل ذلك، مثل قوله سبحانه: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين .
وقوله سبحانه: فاستبقوا الخيرات . ولا شك أن المسارعة والمسابقة كلتيهما على الفور، ويدخل فيه الاستباق إلى امتثال أوامره تعالى؛ فإن صيغة افعل إذا تجردت من القرائن اقتضت الوجوب، كما هو الصحيح المقررفي علم الأصول، ومما يؤكد ذلك تحذيزه سبحانه من مخالفة أمره بقوله: فليحذرالذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم . وقال تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا . فصرح سبحانه أن أمره قاطع للاختيار موجب للامتثال.
وكم في القرآن من النصوص الصريحة الحاثة على المبادرة إلى امتثال أوامره سبحانه، والمحذرة من عواقب التواخي والتثاقل عن فعل ما أمرالله به، وأن الإنسان قد يحال بينه وبين ما يريد بالموت أو غيره، كقوله سبحانه: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم . فقد يقترب الأجل فيضيع عليهم الأجر بعدم المبادرة قبل الموت، حيث يعاجلهم الموت ولما يفعلوا فيصبحوا من الخاسرين النادمين، ففي الآية دليل واضح على وجوب المبادرة إلى الطاعة خشية أن يعاجل الموت الإنسان قبل التمكن منها.
فهذه الأدلة العامة مع ما سبق من الأدلة الخاصة، تفيد وجوب الحج على الشخص فور استطاعته، وأنه إذا تأخرعن ذلك كان في عداد المفرطين الجديرين بفوات الخير إلا أن يتداركهـم الله برحمة منه وفضل، فاغتنموا فرصة الاستطاعة والإمكان على هذه الفريضة قبل فواتها وعجزكم عن أدائها بحادث موت أو غيره من العوارض المانعة. ولأحمد عنه صلى الله عليه وسلم قال: تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له .
وكان فرض الحج على الصحيح سنة تسع من الهجرة ولكن لم يتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الحج تلك السنة لاسباب ذكرها أهل العلم منهـا:
1- أن الله تعالى كره له أن يحج مع أهل الشرك وفيهم الذين يطوفون بالبيت عراة، ولهذا بعث الصديق رضي الله عنه تلك السنة يقيم الحج للناس ويبلغهم أن لا يحج العام مشرك ولا يطوف بالبيت عار
2- أن ذلك من أجل استدارة الزمان حتى يقع الحج في وقته الذي شرعه الله.
3- أو لعدم استطاعته صلى الله عليه وسلم الحج تلك السنة لخوف منعه ومنع أكثر أصحابه.
4- أو لأجل أن يتبلغ الناس أنه سيحج العام القادم ويجتمع له الجم الغفير من الناس ليبين لهم المناسك ويوضح لهم الأحكام ويضع أمور الجاهلية، ويودعهم ويوصيهم في خاصة أنفسهم وأهليهم وذويهم وغير ذلك.
قلت: ولعل هذه الامور كلها مرادة له صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أن يوسع على الناس، ويبين لهم جواز التأخير مع العذر رحمة بهم وشفقة عليهم والله أعلم.
روح الحج
الحج ركن أساسي من أركان الإسلام وروحه الأصلية هي التقوى كسائر العبادات الأخرى إلا أن للحج نوعية خاصة ينفرد بها وهي أنه يعود في أصله إلى حياة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام.
وهدف الحج هو أن يصل كل عبد من عباد الله إلى مقامات الحج مرة واحدة على الأقل في حياته، إن استطاع إلى ذلك سبيلا، فيقدّم هناك دليلا على عبوديته الكاملة لله، بمختلف الأعمال والشعائر، وبالتالي يحاول أن يصبغ ظاهره وباطنه بالصبغة الإبراهيمية الحنيفية السمحة.
وكان إبراهيم عليه السلام قد نادى في الناس بعد بناء الكعبة بأن يأتوا ويحجوا لبيت ربهم ورحلة الحج هي تلبية هذا النداء الإبراهيمي، وأصوات لبيك اللهم لبيك التي نسمعها في الحج هي ردنا على ذلك النداء الإبراهيمي، فهي تعني أن الحاج قد لبى النداء الإبراهيمي فجاء يحج لله مؤكدا بعمله هذا أنه مستعد استعدادا كاملا لتنفيذ كل أحكام الله.
ويعني الحج - لفظا - القصد أو الزيارة، وهو يعني في المصطلح الإسلامي الشعيرة السنوية التي تتمثل في قصد المسلم مكة المكرمة في الوقت المحدد ليطوف حول الكعبة ويقيم في ميدان عرفات ويأتي أعمالا أخرى معروفة بمراسم أو شعائر الحج.
والحج عبادة جامعة، ففيه إنفاق المال، ومشقة الجسد، وذكر الله، والتضحية في سبيله فالحج عبادة تشمله روح كل العبادات الأخرى بصورة أو أخرى.
ومركز أداء فرائض الحج هو بيت الله في مكة المكرمة. ويذكرنا هذا البيت الإلهي بحياة إيمانية عظيمة عاشها عباد من أصلح عباد الله على وجه الأرض. فهي تبدأ بتاريخ إبراهيم خليل الله وتنتهي بتاريخ نبي آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم. وبيت الله يذكرنا كيف يضحي عبد من عباد الله بكل ما لديه في سبيل ربه، كيف يصوغ حياته طبقا لمرضاة الله وحده، كيف يسخر نفسه لأجل الرسالة الإلهية إلى أن تحين منيته.
مسيرة نحو الله
والحج مسيرة العبد نحو الله، وهو منتهى القرب الذي يمكن أن يسمو إليه العبد من ربه في هذه الحياة الدنيوية. فالعبادات الأخرى ذكر الله بينما الحج أبعد من ذلك قربا ً!! وإذا كانت العبادات العامة عبادة الله على مستوى الغيب فالحج عبادة الله على مستوى الشهود
وعندما يقف الحاج أمام الكعبة فهو يشعر أنه واقف أمام رب الكعبة نفسه. والطواف حول الكعبة مظهر لحقيقة أن العبد يجد ربه فيطوف حوله طواف الفراشة حول القنديل وعندما يمسك العبد بالملتزم ويدعو فكأنه أمسك بطرف من ربه فالتف به التفافا وهو يريد أن يقول له كل ما في أعماقه.
ويتمتع الحج بكل هذه الخواص لأن شعائره تؤدى في مكان تنزل فيه التجليات الإلهية، وهو المكان الذي اختاره الله ليكون مركز الرسالة الدينية لأعظم داع إلى حياة العبودية الكاملة لله وهو إبراهيم عليه السلام وهذا هو المكان الذي وقعت على ترابه الأحداث التي صاغت تاريخ بدء الإسلام وتنتشر حوله آثار الدعوة الربانية المثالية التي تحققت قبل 14 قرنا بقيادة خاتم النبيين وآخر المرسلين.
وقد اكتسبت ديار الحرم أهمية غير عادية بسبب مثل هذه التقاليد والخصائص، فظهرت بها بيئة روحانية وتاريخية من نوع خاص فلا يبقى شخص يزورها إلا ويتأثر بها أعمق التأثر. وهو يعود بعد الحج كما يعود شخص قذر بعد أن يستحم في مياه نهر صاف .
ويتمتع الحج بأهمية غير عادية بين العبادات الإِسلامية. وقد وصف الحج في أحد الأحاديث بأنه أفضل العبادات وهذه الأهمية الخاصة هي في روح الحج وليس في مظاهره . وبكلمة أخرى ليس الحج أن يذهب واحد منا إلى ديار الحرم ثم يعود، بل الحج هو أن يتمتع الحاج بالكيفيات التي من أجلها فرضت هذه الفريضة. فكون الحج أفضل العبادات يعني أنه سيكون أفضل عبادة للعبد الذي يؤدي شعائره بروحه الحقيقية وآدابه الصحيحة. فالطعام يعطي القوة لمن يأكله، إلا أن أفضل الأغذية لن تفيد من لا يأكلها بل يكتفي بالنظر إليها أو يفرغها فوق رأسه وهكذا لن يفيد الحج فائدة حقيقية إلا من يقوم بما ينبغي له بالفعل أن يقوم به في الحج.
سيد العبادات
الحج - كما ذكرنا - لقاء بالله تعالى وتطرأ على الحاج كيفيات ربانية من نوع خاص عندما يصل إلى مقامات الحج بعد تحمل مشاق السفر. وهو يشعر كأنه انتقل من دنياه إلى الدنيا الإلهية، كأنه يلمس ربه، ويطوف حوله، ويسعى إليه، ويسافر من أجله، ويقدم القرابين (الهدي) أمامه، ويرمي بالجمرات أعداءه، ويسأله كل ما كان يتمنى أن يسأله، ويظفر منه - بمشيئة الله - بكل ما كان يتمنى أن يحصل عليه.
والكعبة علامة من علامات الله على وجه الأرض. فهناك تأتي الأرواح البشرية الضالة لتسكن في رحاب ربها. وهنالك تتفجر عيون العبودية من الصدور المتحجرة. وهنالك تشاهد العيون المظلمة تجليات الله ولكن هذا كله يحدث للذى يذهب مستعدا وباحثا. أما الذين لم يستعدوا فحجهم لن يعدو أن يكون أكثر من سياحة. فهم لا يذهبون هناك إلا لكي يعودوا كما ذهبوا.
وقد قال رسول الله: الحج عرفة أي أن الحج هو القيام في ميدان عرفات. وهذا يدل على أهمية عرفات في شعائر الحج فميدان عرفات في أيام الحج يقدم منظرا تمثيليا لميدان الحشر. فنشاهد أفواجا بعد أفواج من عباد الله يأتونه من كل حدب وصوب في يوم معين.
وما أغربه من منظر فعلى كل الأجساد لباس بسيط من نوع واحد. لقد فقد الكل صفاته المميزة وكل الألسنة تردد كلمة واحدة: لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم لبيك . ويتذكر الناظر الذي يشاهد هذا المنظر تلك الآية القرآنية التي تذكرنا بيوم الحشر: ونـُفـِخ َ في الصـُّور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون فحضور عرفات يهدف إلى تذكير العبد بمثوله أمام الله يوم الحشر، لكي يجري على نفسه بصورة رمزية وتصورية ما سيجري عليه غدا.
والحقيقة أن للحج معاني تميزه بطعم خاص ودرجة الحج إزاء العبادات الأخرى كدرجة الكعبة إزاء المساجد الأخرى.
رسالة الحج
ما هو الحج ؟
الحج هو الخروج في سبيل الله هو الوصول ببذل الوقت والمال إلى المقامات التي هي شعائر الله التي ترتبط بها ذكريات عباد الله الصالحين. وكل شعائر الحج إظهار عملي لنشاط الإنسان من أجل الله وفي سبيله فتطوف حياته حول الحقائق العليا، وهو يصادق أولياء الله، ويعادي أعداءه، ويـُجرِي اليوم على نفسه كيفية المثول أمام الله يوم الحشر، ويصبح أخشى الناس لله وأذكرهم له، ولا يقر له قرار في سبيل تحويل الإسلام إلى حقيقة عالمية ولنشره على المستوى الدولي . والحج في ظاهره عبادة وقتية محددة بأيام، ولكنه في حقيقته صورة للحياة الإيمانية بأسرها، وهو إقرار للعبودية حتى النفس الأخير فالمؤمن يعيش لكي يحج في سبيل ربه، وهو يحج لكي يعيش من أجل ربه. فالحج تعبير عن حياة المؤمن ومماته في وقت واحد.
والحج زيارة لله تعالى وهو منتهى ما يمكن للإِنسان أن يقترب من ربه في الحياة الدنيوية.
وقد جاء في القرآن عن حقيقة الحج: الحج أشهر مـَعلومات ٌ فمـَن فـَرض َ فيهن َّ الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جـِدال في الحـَج ِّ وما تـَفـْعـَلوا من خير ٍ يعلمْه اللهُ وتزوَدُوا فإن َّ خير َ الزاد ِ التـَّقوَى واتـَّقون ِ يا أ ُولي الألباب ِ
ويعني الرفث القول البذيء، ويقارب معنى الفسق ما نقوله بالأردية : إن فلانا تعرى من لباس الإنسانية، أما الجدال فيعني المخاصمة. وهذه الكلمات الثلاثة تستخدم لبيان شرور اجتماعية تقع عموما بواسطة الكلام، كأن تجتمع مجموعة من الناس فيأتي شخص بذيء ويفسد اجتماعا رزينا بكلامه الفاحش وأحيانا يقع للبعض شيء على غير العادة فيتعرى من لباسه الوقور الظاهري ويقول الباطل، وأحيانا يسيء شيء ما إلى بعض الناس فلا يتحمله بل يسرع في الخصام.
واجتماع الحج تربية عملية للابتعاد عن هذه الشرور الاجتماعية. وترتبط بمقامات الحج ذكريات القدسية والاحترام فيؤتى بالمؤمن هناك ليكتمل تدريبه على اجتناب هذه الشرور. وهو يعيش في بيئة اجتماعية خاصة فينصرف بنفسه عن الفواحش والأنشطة السطحية إلى الأشياء الرزينة، ويصقل مزاجه على الثبات على الحق والصلاح في كل الأحوال، فلا يخاصم أخاه في الحياة الاجتماعية رغم التجارب المؤسفة التي تؤذي مشاعره.
وكلما اجتمع بعض الناس في مكان ما أو عاشوا معا تثور شكاوى وخلافات بين بعضهم. ويقع هذا الاجتماع على مستوى عظيم في موسم الحج لأن عددا ضخما من الناس من مختلف الأنواع يجتمعون في مكان واحد ووقت واحد. وتكون النتيجة أن الأذى يصيب الناس مرة بعد أخرى، ولو بدأ الناس يخاصمون بعضهم بسبب هذه الشكاوى الفردية فسيقضي على جو العبادة ولن يتحقق هدف الحج. ولهذا حرم الجدال والخصام خلال الحج تحريما مطلقا وهكذا جعل الحج وسيلة لتربية المسلمين على شيء عظيم لأن الخصام والجدال كما يبطلان الحج ، فإنهما يبعدان المسلمَ عن الإسلام في الحياة العادية كذلك.
وكثيرا ما يحدث أن يعتبر الإنسان شيئا ظاهريا علامة على التقوى ويظن باختياره إياه أنه قد حصل على حياة التقوى وإن كان قلبه خاليا من التقوى في حقيقة الأمر وهكذا ظن البعض من قدماء العرب أن عدم حمل الزاد خلال الحج علامة على التقوى فاهتموا بألا يحملوا معهم زادا خلال الحج ولكن علاقة الزاد علاقة بالحاجة والضرورة، وليست بالتقوى.
وينبغي على الإنسان أن يستعد في مثل هذه الأمور حسب حاجته ولكن التقوى شيء يختلف عن هذا كله، فعلاقتها بالقلب. فلا يقبل الله عمل شخص ما لمجرد أنه سافر في سبيله بدون الزاد أو لأنه أخضع جسده لمشقة عظيمة لا ضرورة لها، فالله يطلب تقوى القلب. والمطلوب من رحلة الحج أن توفر لصاحبها زاد التقوى. وهذا هو الزاد الذي سيفيده في رحلة الآخرة فيجب على مسافر الحج، وكذلك على مسافر الحياة، أن يجتنب الأمور الشهوانية ويبتعد عن الجدال والخصام والأشياء التي لا يحبها الله.
النسك وأنواعه
82: نود أن نعرف ما هو النسك وعلى ماذا يدور؟
الجواب: النسك يطلق ثلاثة إطلاقات؛ فتارة يراد به العبادة عموما، وتارة يراد به التقرب إلى الله تعـالى بالذبح، وتارة يراد به أفـعـال الحج وأقواله.
فالأول كقولهم: فلان ناسك، أي عابد لله عز وجل. والثاني كقوله تعالى: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ويمكن أن يراد بالنسك هنا: التعبد، فيكون من المعنى الأول، والثالث كقـوله تـعالى: فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا هذا هو معنى النسك، وهذا الأخير هو الذي يخص شعائر الحج، والنسك المراد به الحج نوعان: نسك العمرة، ونسك الحج.
أما نسك العمرة: فهو مـا اشتمل على هيئتها، من الأركان، والواجبات، والمستحبات؛ بأن يحرم من الميقات، ويطوف بالبيت، ويصعد إلى الصفا والمروة، ويحلق أو يقصر. وأما الحج: فهو أن يحرم من الميقات، أو من مكة إن كان بمكة، ويخرج إلى منى ثم إلى عرفة، ثم إلى مزدلفة، ثم إلى منى مرة ثانية، ويطوف ويسعى، ويكمل أفعال الحج على ما سيذكر إن شاء الله تعالى تفصيلا.
أسئلة وأجوبة في الحج والعمرة
س 1 : ما حكم الحج وما الدليل ؟
ج 1 : واجب وركن من أركان الإسلام , والدليل . قوله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا , وقوله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله فرض عليكم الحج فحجوا رواه مسلم .
س 2 : على من يجب الحج ؟
ج 2 : يجب الحج على كل مسلم بالغ عاقل حر مستطيع .
س 3 : ما هي شروط وجوبه ؟
ج 3 : شروط وجوب الحج خمسة وهي : (1) الإسلام
(2) والعقل
(3) والبلوغ
(4) والحرية
(5) والاستطاعة
س 4 : ما حكم حج الصبي الذي لم يبلغ ؟
ج 4 : حج الصبي يصح ويثاب عليه ولا يجزيه عن حجة الإسلام فإذا بلغ فعليه أن يحج حجة أخرى .
س 5 : هل الحج واجب على الفور أو على التراخي ؟ مع الدليل ؟
ج 5 : الحج واجب على الفور إذا تمت شروط وجوبه لقوله تعالى : فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وقوله - صلى الله عليه وسلم - : تعجلوا إلى الحج -يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له رواه أحمد
س 6 : ما حكم حج من لم يصل ؟
جـ 6 : لا يصح حج من لم يصل لأن أركان الإسلام كل لا يتجزأ . فمن آمن بها عمل بها كلها ومن ترك واحدا منها مع القدرة بطلت وفسدت كلها والصلاة من الإسلام بمنزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فلا دين لمن لا صلاة له والصلاة عمود الدين الإسلامي الذي يقوم عليه وهي شعار المسلم وتكفر الذنوب فأولى بمن لا يصلي أن يتوب إلى الله تعالى ويصلي باستمرار ثم يحج .
س 7 : ما الذي ينبغي لمن أراد الحج ؟
ج 7 : ينبغي له : أولا : أن يتوب إلى الله توبة نصوحا بعد ترك المعاصي والندم على ما فات منها والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل .
ثانيا : أن يختار لحجه نفقة طيبة من مال حلال لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا .
ثالثا : أن يصحب في سفره الأخيار من أهل العلم والطاعة والفقه في الدين ليرشدوه وينفعوه .
رابعا : أن يحفظ جوارحه ولسانه عن الكلام المحرم والنظر المحرم والسماع المحرم .
س 8 : ما هو الحج المبرور الذي وعد صاحبه بالمغفرة والجنة ؟
ج 8 : الحج المبرور هو المقبول الذي لا يخالطه معصية بأن يأتي الحاج فيه بالواجبات والمستحبات ويترك المحرمات والمكروهات ويحج كما شرع الله وكما حج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
س 9 : ما هو دعاء السفر ؟
ج 9 : الله أكبر ثلاثا -سبحان الله- ثلاثا- سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون . اللهم إنا نسألك في سفرنا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى- اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل- اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد .
س 10 : ما الذي يقوله المسافر إذا نزل منزلا ؟ ولماذا ؟
ج 10 : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق- إذا قال ذلك لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك .
س 11 : ما حكم ترك الحج مع القدرة مع الدليل ؟
ج 11 : حرام وكبيرة من كبائر الذنوب وقد يكون كفرا لقول الله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ وفي الحديث من استطاع الحج فلم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا رواه الترمذي والبيهقي
س 12 : اذكر شيئا من فضائل الحج ؟
ج 12 : من فضائل الحج ما ثبتت به الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - : العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم رواه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
س 13 : ما هي خصائص البيت الحرام ؟
ج 13 : من خصائص هذا البيت : (1) أن الصلاة فيه أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد . .
(2) أنه أفضل بقاع الأرض .
(3) أنه قبلة المسلمين أحياء وأمواتا في مشارق الأرض ومغاربها .
(4) وجوب الحج إليه .
(5) أن قصده يكفر الذنوب والآثام وليس لقاصده ثواب دون الجنة إذا اتقى الله تعالى وبر وصدق .
(6) أن من دخله كان آمنا .
(7) أنه يؤاخذ فيه على الهم بالسيئات قال تعالى : وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .
(8) تحريم قطع شجره الأخضر .
(9) تحريم قتل صيده .
س 14 : ما الذي يشرع لمن وصل إلى الميقات في الحج والعمرة ؟
ج 14 : يشرع له أن يتجرد من المخيط إذا كان رجلا وأن يغتسل ويتنظف ويتطيب ثم ينوي الإحرام ويلبس الثياب للإحرام ويتلفظ بما نوى فيقول لبيك عمرة أو لبيك عمرة وحجا أو لبيك حجا .
س 15 : ما هي الأشياء المحرمة على المحرم بحج أو عمرة ؟
ج 15 : يحرم عليه عشرة أشياء هي : (1) أخذ الشعر من الرجل والمرأة .
(2) تقليم الأظافر .
(3) الطيب .
(4) لبس الثوب المخيط إذا كان رجلا .
(5) تغطية الرأس بالنسبة للرجل والوجه للمرأة إذا لم يرها أجنبي .
(6) قتل صيد البر .
(7) عقد النكاح له أو لغيره .
(8) الجماع وهو يفسد الحج إذا كان قبل التحلل الأول .
(9) المباشرة في ما دون الفرج كالقبلة والنظر لشهوة .
(10) قطع شجر الحرم ونباته الرطب، وهذا عام للمحرم وغيره .
س 16 : ما الذي يفعل الحاج إذا وصل إلى البيت الحرام ؟
ج 16 : يطوف طواف العمرة سبعة أشواط ثم يصلي خلف مقام إبراهيم ركعتين ثم يخرج إلى المسعى فيبدأ بالصفا ويختم بالمروة سبعة أشواط ثم يقصر من شعر رأسه ثم يلبس ثيابه العادية إلى اليوم الثامن من ذي الحجة .
س 17 : اذكر صفة الحج باختصار .
ج 17 : يحرم الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة من مكة أو قربها من الحرم ثم يذهب إلى منى فيبيت بها ويصلي بها خمس صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر فإذا طلعت الشمس من اليوم التاسع سار إلى عرفة وصلى بها الظهر والعصر جمع تقديم قصرا ثم يجتهد في الدعاء والذكر والاستغفار إلى أن تغرب الشمس .
فإذا غربت سار إلى مزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء حين وصوله ثم يبيت بها إلى أن يصلي الفجر فيذكر الله تعالى ويدعوه إلى قبيل طلوع الشمس ثم يسير منها إلى منى ليرمي جمرة العقبة ثم يذبح الهدي وهو شاة أو سبع بدنة أو سبع بقرة ثم يحلق رأسه ثم يذهب إلى مكة فيطوف طواف الحج .
ثم يرجع إلى منى ثم يبيت بمنى تلك الليالي أي ليلة الحادي عشر والثاني عشر من شهر ذي الحجة ويرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات يبدأ بالصغرى وهي البعيدة من مكة ثم الوسطى ثم جمرة العقبة فإذا انتهت تلك الأيام وأراد السفر لم يسافر حتى يطوف بالبيت طواف الوداع سبعة أشواط إلا المرأة الحائض والنفساء فلا وداع عليهما .
س 18 : اذكر أركان الحج ؟
ج 18 : أركان الحج أربعة وهي : (1) الإحرام .
(2) والوقوف بعرفة .
(3) وطواف الإفاضة .
(4) والسعي بين الصفا والمروة .
س 19 : ما هي واجبات الحج ؟
ج 19 : واجبات الحج سبعة وهي : (1) الإحرام من الميقات المعتبر .
(2) والوقوف بعرفة إلى الليل .
(3) والمبيت بمزدلفة .
(4) والمبيت بمنى .
(5) والحلق أو التقصير لشعر الرأس والحلق أفضل .
(6) ورمي الجمار .
(7) وطواف الوداع .
س 20 : ما هي أركان العمرة وواجباتها ؟
ج 20 : أركان العمرة ثلاثة وهي : (1) الإحرام .
(2) والطواف .
(3) والسعي .
وواجباتها شيئان : (أ) الإحرام من الميقات .
(ب) والحلق أو التقصير .
س 21 : ما هي سنن الحج ؟
ج 21 : من سنن الحج : (1) الاغتسال عند الإحرام .
(2) والتلبية .
(3) وطواف القدوم بالنسبة للمفرد أو القارن .
(4) والمبيت بمنى ليلة عرفة .
(5) والرمل والاضطباع في طواف القدوم .
س 22 : ما حكم من ترك ركنا أو واجبا أو سنة في الحج ؟
ج 22 : حكم من ترك ركنا لم يصح حجه إلا به . ومن ترك واجبا : جبره بدم . ومن ترك سنة فحجه صحيح وليس عليه شيء .
س 23 : ما حكم من فعل محظورا من محظورات الإحرام عامدا أو جاهلا أو ناسيا ؟
ج 23 : من فعل محظورا جاهلا أو ناسيا (فلا حرج عليه ولا فدية) ومن فعل محظورا غير الجماع وقتل الصيد فهو مخير بين ثلاثة أشياء صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين أو ذبح شاة .
أما في الصيد فجزاء مثل ما قتل من النعم . .
وفي الجماع (بدنة) .
س 24 : ما حكم الحج بالمال الحرام ؟
ج 24 : الذي يحج بالمال الحرام حجه غير صحيح ويعيد الحج بعد التوبة النصوح .
flkhsfi rvf l,u] hgp[ >hgp[ ,juvdti