الوسواس جعل الفتاة تتخلى عن ثدييها
كانت ليندساي فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها وتتمتع بتمام الصحة والعافية، وهي في ريعان الشباب، عندما اختارت بمحض ارادتها استئصال ثدييها كليهما جراحياً خوفا من الاصابة بالسرطان.
وقبلاً، كانت والدة هذه الفتاة قد تم تشخيص حالتها بأنها مصابة بسرطان الثدي عندما كانت في الحادية والأربعين من عمرها؛ كما ان جدتها كانت في سن التاسعة والثلاثين حينما استؤصل ثدياها. أما جدة أمها، فقد كان عمرها 55سنة عندما أصيبت بذات المرض الذي اسفر ايضاً عن ازالة الثديين.
وقد تحدثت في هذا الخصوص ليندساي، وهي من كولومبس بولاية أوهايو، وأوضحت ما ترمي اليه قائلة: "سألت نفسي، لماذا امضي يوماً آخر وأنا في قمة الإحباط والنكد والقلق والتوجس في انتظار ما يحدث مع انه بمقدوري التخلص من هذه القنبلة الموقوتة؟".
ففي شهر يونيو من عام 2005م، تخرجت ليندساي في الجامعة ثم انتقلت الى شيكاغو وهنالك اخضعت حمضها النووي لفحص جاءت نتيجته ايجابية. فقد ورثت ليندساي ذات المورثة التي جعلت افراد عائلة أمها عرضة للإصابة بالسرطان ولديهم قابلية لذلك.
وتسترجع ليندساي شريط ذكرياتها واصفةً ما حدث لها وقتها بقولها: "لقد انقلبت حياتي رأساً على عقب؛ وكنت في غاية القلق والتوتر؛ وبدأت أتساءل في يأس وقنوط "ترى، ما المصير اذا لم تسفر الحياة الزوجية عن ذرية وأطفال عندما اكون في الأربعين من العمر؟". لقد اصبحت مريضة، وأصبت بصداع نصفي، ولم يذق جفني للنوم طعماً".
وعندما طلبت من طبيبها ان يجري لها عملية جراحية لاستئصال ثدييها، رد عليها قائلاً: "ليس قبل ان يكون لديك اطفال، اذ يمكنك بعد ذلك التفكير في الأمر". بيد ان ليندساي لم تكن لتطيق الانتظار، ولا ترى اي فائدة لذلك. وعليه فقد حجزت لها مقعداً على متن رحلة متجهة صوب مدينة نيويورك لمقابلة الدكتور باتريك بورجين بمركز سلوان - كيترنغ التذكاري للسرطان؛ وهو ذات الطبيب الذي اجرى العملية الجراحية لوالدتها ويندي.
ونقلت عنها مصادر صحفية قولها: "ادركت انه هو الشخص الذي سينقذ حياتي". وقد عرض عليها الدكتور باتريك بعض الصور الفوتوغرافية لنساء حالتهن مماثلة لحالة ليندساي، وأخضعن للجراحة على يده؛ وأخبرها بأنها سوف لن تتمكن اطلاقاً من ارضاع اطفالها رضاعة طبيعية في المستقبل؛ ثم طلب منها ان تفكر ملياً في الأمر وأن تمضي بضعة اشهر في التفكير. وقد علقت على ذلك بقولها: "كنت أتساءل متعبجة "هل سأظفر بقلب اي رجل مستقبلاً؟ وماذا اذا كانت هنالك جراحة افضل مستقبلاً؟ وهل سأكره شكلي الجديد؟" واستدركت قائلة: "وبكل حال، كنت اشعر بأنه لا مناص لي من اجراء العملية، وليس لدي اي خيار آخر".
وبالفعل، خضعت ليندساي لمبضع الجراح ولم تتردد مطلقاً، بل ولم تلتفت الى الوراء البتة. وأردفت تقول: "كنت اصغر مريضة اجريت لها عملية جراحية على يد الدكتور باتريك. وكنت اشعر بالخوف الشديد من ان كل ما كان مخروناً في ثديي قد تم استئصال شأفته". وتخطط ليندساي للعودة الى عملية اخرى، تتمثل هذه المرة في الخضوع لزراعة ثديين.