الجنسية؟, الغذاء, يؤثر, على, نوع
دائماً ما يذهب عن ذهننا أن الوظيفة الجنسية من شهوة إلى رغبة إلى أداء هي جزء لا يتجزأ من الإنسان ذاته، وهي مثلها مثل الغرائز الأخرى مثل الجوع والعطش والنوم، وعلى ذلك فإنها تلح على الشخص بطبيعة الحال، وكلما زاد تركيز الإنسان في أنه محروم من هذه الغريزة أو تلك زاد إحساسه بالحرمان منها، ثم يدخل إلى دائرة مفرغة من شعور بالحرمان لعدم وجود طريق تصريف مشروع لهذه الشهوة، فيبحث عن طريق غير مشروع مثل الأفلام والمواقع الإباحية، أو الصور والكتب الجنسية، أو حتى مجرد الاشتراك في أحاديث جنسية مع الأقران ممن لهم نفس الظروف.
وحين يستعجل الإنسان الأمور، يبدأ "المصاب بهذا الشعور" في البحث عن مخرج يتيح له الخلاص من هذه الحلقة التي لا نهاية لها، فيتجه آنذاك تفكيره إلى اللجوء إلى المستحضرات الصيدلية الخارجية أو إلى الوصفات الخاصة بالطب الشعبي، أو العطارة أو الأكلات التي تساعدهم على نقصان هذا الاحتياج لديهم، ولكن يؤسفني أن أوضح أنه لا يوجد أكلات تقلل الإحساس بغلبة الشهوة الجنسية مادامت العوامل المحفزة الأولية موجودة وقائمة، مثل الانخراط في التفكير والخيالات الجنسية وأحلام اليقظة و.وو
أما بالنسبة للأغذية أو البهارات التي يقال عنها إنها تزيد الشهوة أو الرغبة الجنسية، فبعضها وظيفته أن يزيد تدفق الدم داخل الجسم بشكل عام، والمناطق الدقيقة منه بشكل خاص، مثل تلك المناطق التي في الجهاز العصبي والأعضاء الجنسية، ولكن هناك زر التشغيل الأولي للموضوع برمته وهو الميل الجنسي أو الرغبة المركزية التي تأتي من الجهاز العصبي، أما إذا كان الإنسان غير راغب جنسياً في ذلك الشريك في العلاقة الجنسية (الزوج أو الزوجة) فلا الأكلات ولا الأعشاب ولا حتى الأدوية التي يطلق عليها المنشطات الجنسية تستطيع أن تعمل بدون إشارة البدء هذه.
ولكن بشكل عام فإن الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة هي الأغذية الصحية للجسم عموماً بما فيه الأعضاء الجنسية، كما أن أداء الرياضة البدنية بشكل منتظم وإن كان لمدد قصيرة، يساهم كثيراً في الاحتفاظ بالكفاءة الجنسية، حيث إن المضخة الدموية بشكل عام تكون بصحة جيدة وعلى ذلك يظل الانتصاب بصحة جيدة.
وقبل أن أختم إجابتي عن هذا السؤال الذي أحسبه مفيداً حقاً، أود أن أشير إلى الكلمة الأخيرة في السؤال وهي "للتوفيق مع ظروفنا" وإنها لكلمة بليغة حقاً، فقد زان الله الإنسان بعقله، وأعطاه القدرة على التمييز بين الخطأ والصواب، ومن كمال رحمته سبحانه وتعالى أنه لم يكتفِ بأن رزقنا العقل ذا القدرات الهائلة، ولكن تسهيلاً لمهمتنا في هذه الدنيا فقد وهب لنا أعظم نعمة ممكنة، وهي تعاليمه جل وعلا التي تشتمل على المسموح، وفيه صالح الإنسان قطعاً، وهو الحلال الطيب، والممنوع فيه ضرر الإنسان قطعاً، وهو الحرام السيء وإن بدا طيباً أحياناً بفعل الشيطان وأهواء النفوس.
وعلى ذلك فإنني أوصي نفسي وإياكم يا أصدقائي بأن نتحرى الطيب والحلال فيما نعمل ونستمسك به ونزيد منه، ونتحرى الخطأ والحرام، ونتقيه ونبتعد عنه، وإن كلفنا ذلك مالاً وجهداً، ولنتذكر سوياً قول الله تعالى في سورة الكهف:
"وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً "
صدق الله العظيم
فالتوفيق مع الظروف يا أصدقائي شيء سهل حين نعرف حدود الحلال المناسبة لهذه الظروف. أرأيتم كيف أصبحت المهمة سهلة؟!
وفقنا الله جميعاً لما يرضينا في الدنيا ويرضيه عنا في الآخرة، وأعاننا على الاستمساك بأوامره واجتناب نواهيه.
ig dcev k,u hgy`hx ugn hgai,m hg[ksdm?!