ادعـوا, ربي, سأعصى
بسم الله الرحمن الرحيم
اعتدنا دائما أن نطلب التوفيق من ربنا في دراستنا في عملنا في حياتنا الاسرية
لكن ندعوه بان يوفقنا في معصيته!
فهذه هي الطامة
تستغربون أليس كذلك ؟
ولِمَ هذا الاستغراب ؟
فانتم دائما تستمعون إلى هذه الفئة من البشر التي تدعوا الله بان يوفقها في معصيتها له بل اعتدنا عليها و اعتاد عليها أبناؤنا وأطفالنا ويالها من كارثة .
والآن دعوني اروي لكم سر غضبي . لعلكم تشعرون بما أشعر به الآن وقصتي هذه حدثت مع طفلة صغيرة لم تتعدى بالعمر عشر سنوات
هي ابنة أخي (( فاطمة )) وهي كجميع الأطفال في سنها تحاول أن تتعلم بقدر الإمكان ممن حولها وتقلد كل ما يحدث أمامها وتسأل عن كل شيء
واليكم ما حدث معي : ــ
كنت منكبة على كتابي اقرأه . عندما دخلت فاطمه غرفتي ووقفت أمامي نظرت إليها مبتسمة وطلبـت منها أن تجلس بقربي كعادتها معي لاريها ما أقرأ فأنا اعلم جيدا بأنها فضولية جدا وتسال وتطلب الشرح لكل ما يجري حولها
لكنهـا لم تأت !!
فأعدت طلبي لعلها لم تنتبه لي . لكنها أيضا لم تأت !!!
كان وجهها البريء فيه ما يُظهرها بأنها قلقة بل أراها وكأنها غاضبة مني أنا سألتها "ما بالك يا صغيرتي ؟"
"أنت كذبتتِ علي "
قالتها وهي تقطع حديثي معها بعصبية ووسط بحر الدهشة الذي اعتراني وأنا أحاول أن استفهم سر غضبها وسر اتهامها لي بالكذب فهي لم تجرأ في السابق أن تتهمني هكذا .
تركت كتابي واقتربت منها وحملتها بين اذرعي وجلست على إحدى الكراسي ووضعتها بحضني محاولةً أن اهديء من ثورتها وغضبها .
ي البداية لم أعاتبها على اتهامها لي بالكذب وانه لا يجوز على طفله أن تتهم من هم اكبر منها بالكذب تغاضيت عن ذلك مؤقتا إلى أن اعرف سر غضبها فأعالجه و بعد ذلك أشعرها بمدى الخطأ الذي ارتكبته عندما اتهمتني بالكذب لأنها في وقتها ستكون بحاله تتقبل أن انتقدها على خطئها
سألتها " اتهمتيني بالكذب أي اني قلت لك شيئا غير صحيح . فهل لي أن اعرف بماذا كذبت عليك "
وببراءة . وبصوت يحتوي على الاستنكار "كيف تقولين أن كل من يزاول الفن والرقص حرام وان الله لن يوفقهم في الدنيا وسيعذبهم وسيدخلهم النار ان استمروا على ذلك ولم يتوبوا وأنا سمعت بالتلفاز بأنه الفنانة والراقصة الكبيرة ( . ) عندما سألوها عن سبب نجاحها في الفن عامه والرقص خاصة أجابت إنه توفيق من رب العالمين وان الله كان دايم معها بكل خطوه يخطوها . كيف الله يوفق العاصي "
بصراحة تفاجأت كيف لي أن اقنع فتاه صغيـره ربما لو كان فردا كبيره لكان الأمر هين في مناقشته وإقناعه لكنها طفله
لكني تذكرت بأن فاطمة تسبق من حولها بأعوام ويعود الفضل إلى حبها للقراءة الدايم فقد كانت دائماً تلازمني في ذهابي الي المكتبة لتشتري ما يعجبها من الكتب وأيضا وبحكم عمل والدتها كمدرسه فكانت أمها لا تتهاون أن تعلم ابنتها شتى العلوم المختلفة أي أن اصبح عقلها اكبر من سنها بكثير ومكتبتها تحوي من الكتب التي تفوق سنها لذا اعتدت أن أعاملها بحكم عقلها الكبير لا سنها الصغير
نعم هي تعصي الله . وتقولها أمام الملأ بأنها سبب نجاح معصيتها هو توفيق من رب العالمين . كثيرا ما نسمع الفنانين والمغنيين . يقولون هذا وربما لم نعلق ولم نهتم كيف لله أن يوفق في معصية . أحاديث اخذت تدور في رأسي لاجد مدخل أستطيع من خلاله أن ادخل به إلى عقل هذه المسلمـــــة الصغيـــــره
فكــــان هذا هو حديثي معها :
غاليتـــــي . أن الله لا يوفقنا عندما نعصيه لكنه يسهل الأمر علينا فنفعل المعصية دون مشقه ويضع لنا كل سبل النجاح ونحن من نسعى إليها . فالله وضع لنا طريقين . الطريق الأول يؤدي إلى النار . والطريق الثاني يؤدي إلى الجنة
وكلا الطريقين مختلف جـــدا .
الطريق الأول
فهو طريق سهل جدا وممتع به من السعاده الزائفه الشي الكثير وهذه السعادة لا تأتى إلا بمصادقة أصدقاء السوء وترك العبادات وعمل المعاصي كاحتراف الفن والرقص أو السرقة والكذب أو ب المال بطريقه غير شرعيه ومحرمه الخ هذه الأمور المحرمه التي نبهنا الله بتركها فطيلة الوقت أنتي مستمتعة ناجحة . متألقة الكل يحسدك على ما وصلتي إليه سواء من مال أو شهره . أو سمعه أو مركز . أو هيبة . أو أو لاهية عن ربك عن صلاتك وعبادتك لتفاجئين في نهاية هذا الطريق وهو يوم القيام النــــــــــــــار تنتظرك فتعيشين بها الدهر كله تتعذبين وتشقين لأنكى عصيت الله سبحانه على حساب ترضية نفسك فإِنّ الغفلة عن العبادات و الآيات الإِلهية والانغماس في الملذات هي أساس البعد عن الله سبحانه والابتعاد عن الله هو العلّة لعدم الإِحساس بالمسؤولية و تلوّث الأعمال وفسد السلوك في أنماط الحياة المختلفة ولا تكون عاقبة ذلك إِلاّ النّار. وقد قال الله تعالى
(( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو الد الخصام وإذا تولى سعى فى الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لايحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المها ))
أما الطريق الثاني:-
طريق صعب بعض الشي تقضين وقتك بين الصلاة والعبادة والزكاة والبر وطاعة الوالدين ومراعية الجار . والعطف على اليتيم . وقران القران . والتمسك بتعاليم دينك . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ربما ليس لديكي تلك الشهر أو المال أو المركز أو كل زيف الدنيا ولكن لديكي من القناعة ما تغ عن كل هذا لعلمك بأنه الجنة تنتظرك بما فيها من نعيم لا يوازي نعيم الدنيا بشئ وايضا ذلك الطريق حفظك انتي يا مسلمه من العيون المتوحشه فالزمنا بالحجاب والتستر وكاننا كنز غالي لا يجب على الكل النظر اليه
لذا يا حبيبتي
فطريقك الأول طيلة الوقت تكونين خائفة من الموت فأنتي تعلمين ما ينتظرك ((فالخوف هو صديقك والموت هو عدوك))
أما الطريق الثاني طيلة الوقت تكونين مطمئنة راضيه تنظرين الموت بفارغ الصبر بل تسعين إليه بالشهادة كي تنعمي بجاور الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبالجنة ونعيمها . ((فالطمأنينة صديقك والموت أيضا مطلبك)) وحبذا لو كانت في الجهاد فهو منيه النفس وغايتها
وقد قال الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِالْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ أَيَاتِنَا غَفِلُونَ - أُوْلئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون َ- إِنَّ الَّذِينَ أَمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّلِحَتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَرُ فىِ جَنَّاتِ النَّعِيمِ - دَعْوَاهُمْ فِيَْهَا سُبْحَنَك اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُم أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))
والآن يا طفلتي اي الطريقين ستسلكين .
وباندفاع كبير احتضنتني وقالت "الطريق الثاني بلا شك يا عمتي لاني احب أن أكون بجانب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وأيضا لأنه نفس الطريق التي تسلكه أمي وأبي وجدتي وأنت وكل من احبهم ""
وقبل أن أحدثها عن خطأها بنعتي بصفة الكاذبة اجدها قد وقفت أمامي وهي تحني رأسها بالأرض وبعد لحظات من الصمت . قبلت رأسي واعتذرت مني لأنها اتهمتني بالكذب .
واظن أنها تعلم باني سأحاسبها على ذلك لذا حرصت هي أن تقفل موضوع تأنيبي لها قبل أن أبدأه انا نعـــــم فهذا هو أسلوب أبيها وقـــــد تعلمتـــه منه فابتسمت لسرعة فطنتها . وتركتني وذهبت دون أن تنتظر تعليقـــــي وكأن ابتسامتي لها موافقة على اعتذارها فهي تعلم جيدا إن بقيت للحظات أخرى لن تستلم أبدا من محاسبتي الطفولة . ارض خصبه يجب علينا الاهتمام بها هذا الموقف جعلني اقف مع نفسي كثيرا يجب علينا التركيز بأطفالنا فهم يتعرضون لأمور يجب علينا شرحها قبل أن تتركز في أذهانهم وتكون شيئا عاديا . علينا الاهتمام بمسلمين ومسلمات الغد . علينا نجد في عالمهم ما نفتقده في عالمنا . فانتبهوا لأبنائكم . فنحن وديننا في أمس الحاجة لهم انظـــــروا حولكم تمعنوا النظــــــر جيدا كيف وصل بنا الحال من الاستهانة في فعل المعاصي . كفانــــا ما نحمـــــــل من ذنوب فرحمة الله لا تعني أن نتمادى في هذه الغفلة مسلماتنا كاسيات عاريات مسلمينا لاغيره ولا حرص, أسال الله ان يحفظ اطفال المسلمين .
منقوووول
sHuwn vfd h]uJ,h gd fhgj,tdr J