حدث, يحولون, عبر, فرج, وسائقهن
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يخطر ببال خمس سيدات استجبن لدعوة حفل زفاف وقطعن الاميال من العاصمة المقدسة الى جدة لحضورها ان هذه الدعوة هي الاخيرة لهن وانها تحمل شعار (دعوة الى الموت)
ولم تفصل بين زغاريد العرس الذي حضرته السيدات برفقة سائقهن (ابن احداهن) ودخان الموت الا دقائق معدودات.
اما المشهد فكان مروعا والمكان كان على الطريق السريع المؤدي الى مكة المكرمة, وتحديدا بجوار محطة الميزان, فيما الزمان فجر امس.
أردات السيدات خديجة ناصر عجلان (37 عاما) واختها فاطمة ناصر عجلان (35 عاما) طيبة هادي محمد (27 عاما) مرضية محمد هباش (32 عاما), وسيدة خامسة, اردن مشاركة احد اقاربهن حفل العرس, فاستقللن سيارة كابريس قادها ابن احداهن وانطلقا الى جدة حيث موقع الزفاف في احد المنازل بمشروع الامير فواز (الاسكان الجنوبي).
وانتهى العرس وفي طريق العودة كانت السيارة تسير بالسرعة المسموح بها وكانت الابتسامة تعلو وجوههن بعدما شاركن ولبين الدعوة فيما يتجـاذبن اطراف الحديث.
وفجأة لم يشعروا بشيء اذ ارتطمت بسيارتهم من الخلف سيارة اخرى (كامري) كانت تنافس سرعة الصوت وبداخلها اربعة اشخاص ونظرا لقوة الاصطدام وموقــعه فقد انحـرفت السيارة الكابريس وبدأت في الدوران حول نفسها فيما انطبقت مؤخــرتها على مقدمتها واشتعلت النيران في السيارة بعدما انفجر خزان الوقود.
وفي لحظات سالت الدماء وتصاعدت ألسنة اللهب وفيما غطى الدخان المكان.
توقفت السيارات المارة على الطريق وركض اصحابها الى الموقع لانقاذ ما يمكن انقاذه لكن الموت كان في الانتظار.
ولم يستطع احد ان يطفئ تلك النيران او ان ينقذ أيا من السيدات من داخل السيارة لتنزف دماؤهن وتحترق اجسادهن ويفارقن الحياة.
محمد ديوان, مجابي احمد عاملان في محلات المحطة ارعبهما صوت الاصطدام حتى خيل لهما ان قنبلة انفجرت وتملكتهما الصدمة وهما يشــاهدان تصــاعد ألسنة النيران فسارعا الى الموقع لمشاركة الاخرين نجـدة المحــتجزات لكن ايضا مرت الثواني الى غير رجعة.
ولم تتبق سوى زجاجة عطر غاب اريجها وسط الدخان.
وباشرت الحادث فرق المرور برئاسة العقيد محمد القحطاني مدير المرور ورئيس قســم الحـوادث العقيد وصل الحربي بالاضــافة الى فرق امن الطرق حيث اشارت الاحتمالات الاولية الى ان سرعة السيارة الثانية هي السـبب في الحادث بعدما افقدت السائق سيطرته ليصطدم بالكابريس.
ومع ميلاد صبح جديد (امس) انطفأت شمعة خمس سيدات وسائقهن الشاب ليتطاير خبر مصرعهن الى ذوي الدعوة في جدة واهاليهن في مكة المكرمة ويبدأ الصراخ ويتحول المشهد الى مأتم.
وامام مدينة الملك عبدالعزيز الطبية ومستشفى الملك عبدالعزيز بالمحجر حيث نقل المصابون ممن كانوا على متن السيارة الاخرى كان المشهد حزينا بعدما تجمع اهل الركاب الاربعة للاطمئنان على صحتهم.
اما امام ثلاجة الصحة النفسية المركزية فكان المشهد اشد حزنا اذ تقاسم اهل السيدات الخمس الساحات وافترشوا الممرات استعدادا لاخذ رفاتهن حيث يوارين الثرى فيما وجوههم غطتها سحابة من الدموع صاحبتها نصــائح كبار الســن ممن ظلــوا يدعون بالرحمة لمتوفيهم.
لكن الفئة الاخرى ممن اعتصروا الالم ومرارة الفقدان ولم يحتملوا الصمت فصرخوا وسط الثلاجة حاسبوا كل مستهتر يتلاعب بالارواح على الطرقات حاسبوا كل متجاوز للانظمة والتعليمات حاسبوا كل من يضحك وهو يضغط على (دعاسة) البنزين فاليوم سقطت خمس سيدات والغد لن يوقف دماء البريئات وبعد غد ستتواصل الاهات ويبقى الدور على من يقودون السيارات.
إخوة الإسلام في كل مكان.
إن العاقل منا من لا تفـــــــــــــوت عليه مثل هذه الحوادث والقصص المؤثرة لتكون دافعـــــــــاً له لمحاسبة النفس الحساب الحقيقـــــــــــي الجــــــــاد, وإبعادهـــــــــــــــــا عن أي شيء لا يرضاه العظيم, والمسارعــــــــــــــة بها إلى كــــــل ما يرضيه
خبر المنية في البرية جـــاري ---- ما هــذه الدنيا بــدارِ قرارِ
بينا يُرى الإنسان فينا مُخْـبِــراً ---- حتى يُرى خَـبَـراً من الأخبـــــارِ
ـــــ
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب ---- متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب
ـــــ
أتيــت القبور فساءلتــــــها *** فأيــن المعظم والمحتقر ؟
وأين المــــذل بسلـــطانه *** وأيــن القوي على ما قدر؟!
تفانوا جميعاً فما مــــــخبر *** وماتوا جميعاً ومات الخبر!!
فيـا سائلي عن اناس مضوا *** أمــا لك فيما مضى معتبــر؟!
تروح وتغدو بنات الــــثرى *** فتمحو محاسن تلك الصـور!
’نقل للإفادة
سلامى للجميع
ـــــ
lk ufv hgl,j>(5) kshx ,shzrik dp,g,k tvp []m glHjl(w,vm) >