قرأت هذه الفتوى في أحد جلساتي على الإنترنت وقلت لازم أنقله
لأنه موضوع خطيرنستهين كثير به
أتمنى أن حتى الي ما تقول تماسيح وسحالي تقرأ الفتوىلأنهى عن السب والشتم عموماً
الله يحفظ أسماعنا وأبصارنا عنالحرام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــ
ــ ـ ـ ـ ـ ـــــ
الـــسؤال
أردت من فضيلتكم بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
كلمة توجيهيه أضعها بمنتدانا
الأعضاء يكثرون من مواضيع التماسيح والسحالي والسب والشتم فيمابينهم
على سبيل المزاح فالشباب يطلقون على الفتيات سحالي
والفتياتيطلقون على الشباب تماسيح
فما توجيهكم لهم
نفع الله بكم وجُزيت مخيرا ً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكالله خيرا وبارك الله فيك .
أولاً :
هذا خلاف التأدّب مع الله تباركوتعالى ، فإن الله تعالى كَرَّم الإنسان ، فقال تعالى :
(وَلَقَدْ كَرَّمْنَابَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَالطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) ،
وقال عزّ وَجَلّ : (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) .
وقد روى ابن أبي شيبة من طريق الأعمش عن إبراهيم قال : كانوا يقولون : إذاقال الرجل للرجل : (يا حمار يا كلب يا خِنْزِير) قال الله له يوم القيامة : أتراني خلقتُ كلبا ، أو حمارا ، أو خنزيرا ؟
وروى أيضا من طريق العلاء بن المسيبعن أبيه قال : لا تَقُل لصاحبك يا حمار ، يا كلب ، يا خنزير ، فيقول لك يوم القيامة : أتراني خلقت كلبا ، أو حمارا ، أو خنزيرا ؟
وهذه مثلها
فهل خَلَقالله الشاب تِمساحا ؟!
وهل خَلَق الفتاة سِحليَّة ؟!
حتى وإن كان علىسبيل المزاح
كما أن مثل هذه الألفاظ يعتبرها العلماء من الجِنايات التيلو قيلت لشخص وَجب تعزير القائل !
وقد سُئل الإمام مالك : أَرَأَيْتَ إنْقَالَ : يَا حِمَارُ أَوْ يَا ثَوْرُ أَوْ يَا خِنْزِيرُ ؟ قَالَ : يُنَكِّلُهُعَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الإِمَامُ فِي رَأْيِي .
وقال ابن مُفلح في " الفروع " : وَيُعَزَّرُ فِي : يَا كَافِرُ ، يَا فَاجِرُ ، يَا حِمَارُ ، يَا تَيْسُ ، يَاثَوْرُ ، يَا رَافِضِيُّ !
وفي " تكلمة المجموع " :
ومن الألفاظ الموجبةللتعزير قوله لغيره : يا فاسق ، يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ،يا تيس ، يا رافضي ! يا خبيث ، يا كذاب .
قال الإمام النووي في " الأذكار " :
ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه : يا حمار ، ياتيس ، يا كلب ، ونحو ذلك ، فهذا قبيح لوجهين :
أحدهما : أنه كذب .
والآخر : أنه إيذاء .
وهذا بخلاف قوله : يا ظالم ، ونحوه ، فإن ذلك يُسَامَح به لضرورةالمخاصَمَة ، مع أنه يَصْدُق غالبا ، فقلَّ إنسان إلاَّ وهو ظالم لنفسه ولغيرها . اهـ .
ثانيا :
أنّ هذا أيضا خلاف الأدب في التعامل بين الرجل والمرأةإذا كانا أجنبيين عن بعضهما .
فماذا لو كان رجلا أجنبيا يُخاطِب أختك بمثلهذا أترضاه لأختك ؟!
وما لا ترضاه لأختك فلا تتعامل به مع بنات الآخَرِين، وعامِل الناس كما تُحِبّ أن يُعامِلوك ، لقوله عليه الصلاة والسلام : مَنْأَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِمَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَلْيَأْتِ إِلَىالنَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ . رواه مسلم .
والله تعالىأعلم .
عبد الرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشادبـالـريـاض