الملاحظات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 26

الموضوع: ((جهنـــــم )) اوصافها وانواع عذابها والطرق المؤدية اليها

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا وشفيعنا نبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم اما بعد هذه دعوه الى

  1. #1 A29 ((جهنـــــم )) اوصافها وانواع عذابها والطرق المؤدية اليها دمج مع موضوع الاخ هواوي 
    المشاركات
    421
    اوصافها, جهنـــــم, عذابها

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

    سيدنا وحبيبنا وشفيعنا نبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وسلم

    اما بعد

    هذه دعوه الى الجميع للمشاركه بكل معلومع ولوكانت صغيره عن جهنم واوصافها وعذابها المقيم

    وعن الطرق المؤدية اليها

    اسال الله ان يكتب لنا ولكم جزيل الاجر والثواب وان يجمعنا جميعا في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا

    نبداء بسم الله الرحمن الرحيم

    اولا وصف ابواب جهنم



    الباب الأول:
    يسمى جهنم لأنه يجهم في وجوه الرجال والنساء فيأكل لحومهم وهو أهون عذابا من غيره.

    الباب الثــاني:
    ويسمى لظــى آكلة اليدان والرجلان تدعو من أدبر عن التوحيد وتولى عما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام.

    الباب الثالث:
    يقال له سقر إنما سمي سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم

    الباب الرابــع :
    يقال له الحطمة تحطم العظام وتحرق الأفئدة وترمي بشرر كالقصر فتطلع الشرر إلى السماء ثم تنزل فتحرق وجوههم وأيديهم فيكون المع حتى ينفذ ثم يبكون الدماء حتى تنفذ ثم يبكون القيح حتى ينفذ

    الباب الخامس:
    يقال له الجحيم إنما سمي بذلك لأنه عظيم الجمرة الجمرة الواحدة أعظم من الدنيا

    الباب السادس:
    يقال له السعير سمي هكذا لأنه يسعر فيه ثلاثمائة قصر في كل قصر ثلاثمائة بيت في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب وفيه حيات وعقارب وقيود وسلاسل وأغلال وفيه جب الحزن ليس في النار عذاب أشد منه إذا فتح باب الحزن حزن أهل النار حزنا شديداً .

    الباب السابع :
    يقال له الهاوية من وقع فيه لم يخرج أبدا وفيه بئر الهباب يخرج منه نار تستعيذ منها النار وفيه الذين قال الله فيهم {سأرهقه صعودا} وهو جبل من نار يوضع أعداء الله على وجوههم على ذلك الجبل مغلولة أيديهم إلى أعناقهم مجموعة أعناقهم إلى أقدامهن الزبانية وقوف على رؤوسهم بأيديهم مقامع من حديد إذا ضرب أحدهم بالمقمعة ضربة سمع صوتها الثقلان.
    وأبواب النار من حديد

    فرشها: الشوك

    غشاوتها: الظلمة

    أرضها:
    نحاس ورصاص وزجاج أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة قد مزجت بغضب الله.
    اللهم إنا نعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولا أو عمل
    اللهم أجرنا من النار
    اللهم أجرنا من النار
    اللهم أجرنا من النار

    (([ikJJJJJl )) h,whtih ,hk,hu u`hfih ,hg'vr hglc]dm hgdih ]l[ lu l,q,u hgho i,h,d







    التعديل الأخير تم بواسطة ضي الأمل ; 19-Feb-2007 الساعة 05:34 PM
    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    421



    جهــــــــنم تلك اللتي يستعيذ منها الجميع ومالاتعرفونة عنها


    هناك أحاديث نبوية صحيحة في وصف جهنم تتحدث عن وجود مناطق باردة

    نسبيا في جوفها؛ فهناك مثلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً

    من حر جهنم" فقالوا: والله إنها كافية يارسول الله. قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها

    مثل حرها. (رواه مسلم والبخاري)!!





    أيضا ثبت وجود منطقة زمهرير مثلجة داخل جهنم يعذب الله بها الكافرين ويحمي منها المؤمنين

    بحيث (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا)

    كما جاء في السنة المطهرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اشتكت النار الى ربها فقالت

    يارب أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين ، نفس في الشتاء ونفس في الصيف فهو أشد ما تجدون من

    الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير" (البخاري ومسلم)!!



    إذاً المعضلة قد لا تكون في اجتماع (النار والزمهرير) في نفس الموقع ؛

    بل في عجزنا نحن عن تصور اجتماع نقيضين متنافرين كالنار والجليد!


    نعوذ بالله منها





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    421
    بعض الطرق لاجتناب النار


    في الحديث: { مَثَلي كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذا الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتفحَّمن فيها، قال: ذلكم مَثَلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني تُقحمون فيها } [رواه مسلم].


    هلم عن النار:

    نار الله الموقدة، نار أُوقد عليها ألف سنة حتى احمرَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضَّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة. [رواه الترمذي].


    هلم عن النار:

    نار حامية، نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من حر جهنم قالوا: والله إن كان كانت لكافية يا رسول الله، قال: { فإنها فُضِّلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها } [رواه مسلم].


    هلم عن النار:

    ذكر النبي النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم قال: { إتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة } [رواه البخاري].


    هلم عن النار:

    نار أهون أهلها عذاباً من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه، كما يغلي المرجل ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً.

    نار يؤتى بها يوم القيامة { لها سبعون ألف زمام وسبعون ألف ملك يجرونها } [رواه الترمذي].


    هلم عن النار:

    قال الحسن: أذكرك الله، إلا ما رحمت نفسك، فإنك قد حذرت ناراً لا تطفأ، يهوي فيها من صار إليها، ويتردد بين أطباقها قرين شيطان، ولزيق حجر، يتلهب في جهنم شعلها وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ [فاطر:36].


    هلم عن النار:

    نَاراً تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى [الليل:15،14]، نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وشرابها الصديد، ومقامعها حديد. نار لو أن حجراً قُذف به فيها لهوى سبعين خريفاً قبل أن يبلغ قعرها.


    تفر من الهجير وتتقيه *** فهلا عن جهنم قد فررنا


    ولست تطيق أهونها عذاباً *** ولو كنت الحديد بها لذبتا


    هلم عن النار:

    { من حافظ على الصلوات الخمس، على وضوئها، ومواقيتها، وركوعها، وسجودها، يراها حقاً لله عليه، حُرم على النار } [رواه أحمد].

    { من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار } [رواه الترمذي].

    { من استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار } [رواه الترمذي].


    هلم عن النار:

    { حرمت النار على عين دمعت أو بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله } [رواه أحمد].

    { ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه دموع - وإن كان مثل رأس الذباب - من خشية الله، ثم تصيب شيئاً من حر وجهه، إلا حرمه الله على النار } [رواه ابن ماجة].

    { حرمت النار على عين غَضَّت عن محارم الله، أو عين فقئت في سبيل الله عز وجل } [رواه الدارمي].

    { من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار } [رواه البخاري].

    قال عبد الواحد بن زيد: ( يا إخوتاه، ألا تبكون خوفاً من النار؟ ألا إنه من بكى خوفاً من النار أعاذه الله منها ).


    هلم عن النار:

    { ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالاً؟ فليقولن: بلى. ثم ليقولن: ألم أرسل إليك رسولاً؟ فليقولن: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة } [رواه البخاري].


    هلم عن النار:

    نارٌ طعام أهلها الزقوم، وما أدراك ما الزقوم؟ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ [الدخان:43-46]، إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ [الصافات:64-68].


    هلم عن النار:

    عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي علينا فأخبرته، فقال: { من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار } [رواه البخاري].


    هلم عن النار:

    { حرم على النار كل هين، لين، سهل، قريب من الناس } [رواه أحمد].

    { ثلاث من كن فيه حرم على النار، وحرمت النار عليه: إيمان بالله، وحب الله، وأن يلقى في النار فيحرق أحب اليه من أن يرجع في الكفر } [رواه أحمد].


    هلم عن النار:

    عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله يخطب فقال: { أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، فما زال يقولها حتى لو كان في مقامي هذا لسمعه أهل السوق، حتى سقطت خميصة كانت عليه عند رجليه } [سنن الدارمي].

    قال ابن مهدي: ( كنت أرمق سفيان في الليلة بعد الليلة، ينهض مرعوباً ينادي: النار، النار، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ).


    هلم عن النار:

    قال وهب بن منبه: ( أما أهل النار الذين هم أهلها، فهم في النار لا يهدؤون، ولا ينامون، ولا يموتون، ويمشون على النار، ويجلسون على النار، ويشربون من صديد أهل النار، ويأكلون من زقوم النار، فُرشهم نار، وقُمصهم نار وقطران، وتغشى وجوههم النار، وجميع أهل النار في سلاسل بأيدي الخزنة أطرافها، يجذبونهم مقبلين ومدبرين، فيسيل صديدهم إلى حفر في النار فذلك شرابهم ).


    هلم عن النار:

    لن تنجو من النار يا عبد الله إلا بتوحيد الله عز في علاه إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]. وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَّدْحُوراً [الإسراء:39].

    وقال رسول الله : { من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئاً دخل النار } [رواه مسلم].


    هلم عن النار:


    يا أيها الناس خذوا حذركم *** وحصنوا الجنة للنار


    فإنها من شر أعدائكم *** ما في العدا أعدى من النار


    وأكثروا من ذكر مولاكم *** فذكره ينجي من النار


    واعجباً من مرح لاعبٍ *** يلهو ولا يحفل بالنار


    يوقن بالنار ولا يرعوي *** كأنه يرتاب في النار


    ففكروا في هولها واحذروا *** ما حذر الله من النار

    رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [الفرقان:66،65].

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    421
    طعام اهل النار اربعة

    1 - الغسلين ((ولا طعام الا من غسلين ))والغسلين هو ما يخرج من بطون أهل النار بعد اكلهم للزقوم فيكون لهم طعاما مجددا .


    2 - الضريع ((ليس لهم الا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع ))

    وهو ما يشبه الشوك وأشد مرارة من الحنظل وأشد جيفة من الميتة وأشد احراقا من النار .


    3 - الصديد((ويسقى من ماء صديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه )) ومصدر هذا الطعام هو الدم والجراحة التي تخرج من عورات الزناة في جهنم .

    4 - الغساق ((لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا الا حميما وغساقا ))وهي عين النار تنبع من سموم الحيوانات ويشربها بعض أهل النار .


    العياذ بالله ومن اهوال يوم القيامه

    اثابنا واثبكم علي طريق المستقيم

    وادخلنا جنات النعيم





    رد مع اقتباس  

  5. #5  
    المشاركات
    421
    خطبه عن جهنم

    ملخص الخطبة

    1- الرسول يحذر أصحابه من النار. 2- بعض ما جاء في عذاب النار وأحوالها وطعامها وشرابها. 3- صراخ أهل النار وبكاؤهم.


    الخطبة الأولى







    أما بعد عباد الله:

    اتقوا الله حق التقوى.

    أيها الإخوة في الله، لقد قست القلوب فهي ما بين شواغل الدنيا وصوادفها وملهياتها.

    ثم إذا أفاقت فإذا هي تفيق إلى نكبات وهموم وغموم تتجاذبها، فإذا حديث الرقائق والرغائب.إذا الحديث المخّوف والحديث المرقق غريب عن القلوب، غريب على الآذان، قل ما تنصت إليه وقلّ ما تسمعه.

    كم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهد أصحابه بمواعظ توجل منها القلوب، وتذرف منه العيون، وترتعد منها الفرائص.

    يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب أصحابه بكلمات قليلات يسيرات مباركات.

    فيقول لهم أيها الناس: ((أُريت الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً، ولبكيتم كثيراً، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله)).

    فما أن يتتام هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يخفض الصحابة رؤوسهم، ويكبوا بوجوههم، ولهم ضجيج وخنين بالبكاء.

    أما إن نفوسنا بحاجة إلى أن نوردها المواعظ والنذر، ونذكرها بما خوف الله به عباده، وحذرهم منه، وقد حذر المولى جل وعلا وأنذر، حذر عباده أشد التحذير وأنذرهم غاية الإنذار من عذاب النار ومن دار الخزي والبوار، فقال المولى جل جلاله وتقدست أسماؤه: فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ [الليل:14]. وقال: إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ نَذِيراً لّلْبَشَرِ [المدثر:35-36].

    فوالله ما أنذر العباد وخوفهم بشيء قط هو أشد وأدهى من النار. وصف لهم حرها ولظاها، وصف لهم طعامها وشرابها، وصف أغلالها ونكالها، وصف حميمها وغساقها، وصف أصفادها وسرابيلها.

    وصف ذلك كله حتى إن من يقرأ القرآن بقلب حاضر، ويسمع وصف جهنم فكأنما أقيم على شفيرها فهو يراها يحطم بعضها بعضاً، كأنما يرى أهل النار يتقلبون في دركاتها، ويجرجرون في أوديتها.

    كل ذلك من المولى جل وعلا إنذار وتحذير.

    وكذا خوف نبينا صلى الله عليه وسلم من النار وحذر وأنذر، وتوعد وحذر، وكان صلى الله عليه وسلم شديد الإنذار، شديد التحذير من النار.

    وقف صلى الله عليه وسلم على منبره فجعل ينادي ويقول: ((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار)).

    وعلا صوته صلى الله عليه وسلم حتى سمعه أهل السوق جميعاً، وحتى وقعت خليصة كانت على كتفيه صلى الله عليه وسلم، فوقعت عند رجليه من شدة تأثره وانفعاله بما يقول عليه الصلاة والسلام.

    وقال صلوات الله وسلامه عليه: ((أنا آخذ بحجزكم عن النار، أقول: إياكم وجهنمَ والحدود، إياكم وجهنم والحدود، إياكم وجهنم والحدود)).

    فهو صلى الله عليه وسلم أخذ بحجز أمته يقول: ((إياكم عن النار، هلم عن النار، وهم يعصونه ويتقحمونها)).

    أيها الأخوة في الله:

    ثم أصبح الحديث عن النار وعذابها حديثاً خافتاً لا تكاد تتحرك به الألسنة ولا تستشعره القلوب ولا تذرف له العيون.

    حديثاً غريباً عن المسامع، بعيداً عن النفوس.

    مع أن ربنا جل جلاله قد ذكّرنا بها غاية التذكير، وحذرنا منها أعظم التحذير.

    ألا فلنُشعر القلوب بشيء من أحوالها، ولنذكّر النفوس بشيء من أهوالها، عسى قسوة من قلوبنا تلين، وغفلة من نفوسنا تُفيق.

    فإن سألت عن النار فقد سألت عن دار مهولة، وعذاب شديد.

    إن سألت عن حرّها وعن قعرها وحميمها وزقومها وأصفادها وأغلالها وعذابها وأهوالها وحال أهلها؟

    فما ظنك بحر نار أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة.

    ما ظننا بحر نار، نارنا هذه التي نوقدها جزء واحد من سبعين جزءً من نار الآخرة.

    أما بُعد قعرها:فما ظننا بقعر نار يلقى الحجر العظيم من شفيرها فيهوي فيها سبعين سنة لا يدرك قعرها، والله لتملأن والله لتملأن والله لتملأن.

    أما طعامها وشرابها؟ فاستمع إلى قول خالقها والمتوعد بعذابها:

    إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ طَعَامُ ٱلاْثِيمِ كَٱلْمُهْلِ يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ [الدخان:43-46]. وقوله: أَذٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَـٰهَا فِتْنَةً لّلظَّـٰلِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ فَإِنَّهُمْ لاَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ [الصافات:62-68].

    أما شرابها، فاستمع إلى ما يقول ربنا وخالقنا: وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِى ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا [الكهف:29].

    فهذا الطعام: ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً [المزمل:13].

    وهذا الشراب: مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاء صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ [إبراهيم:16-17].

    يقول النبي صلى الله عليه وسلم في بيان حال طعام أهل النار: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم)).

    فكيف بمن تكون طعامه، فكيف بمن تكون طعامه

    يلقى على أهل النار الجوع فإذا استغاثوا أغيثوا بشجر الزقوم.

    فإذا أكلوه غلى في بطونهم كغلي الحميم، فيستسقون فيُسقون بماء حميم إذا أدناه إلى وجهه شوى وجهه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره: وَسُقُواْ مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ [محمد:15].

    أما سلاسلها وأغلالها فاستمع إلى وصفها: ثُمَّ فِى سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاْسْلُكُوهُ [الحاقة:22]. فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِى وَٱلاْقْدَامِ [الرحمن:41]. أي أن ناصية رأسه تجمع إلى قدميه من وراء ظهره.

    يُنشئ الله لأهل النار سحابة سوداء مظلمة، فيقال لهم: يا أهل النار أي شيء تطلبون؟

    فيقولون: الشراب، فيستسقون، فتمطرهم تلك السحابة السوداء أغلالاً تزيد في أغلالهم، وسلاسل تزيد في سلاسلهم وجمراً يتلهب عليهم.

    أما عذاب أهل النار وكل ما مضى من عذابها؟

    فما ظنك بعذاب دار أهون أهلها عذاباً من كـان له نعلان يغلي منهما دماغه، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم.

    أما حال أهلها فشر حال وهوانهم أعظم هوان وعذابهم أشد عذاب؟

    ما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة، لم يأكلوا فيها أكلة، ولم يشربوا فيها شربة، حتى انقطعت أعناقهم عطشاً، واحترقت أكبادهم جوعاً.

    ثم انصرف بهم بعد ذلك إلى النار، فيسقون من عين آنية قد آذى حرها واشتد نضجها.

    فلو رأيتهم وقد أسكنوا داراً ضيقة الأرجاء، مظلمة المسالك، مبهمة المهالك، قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي، يسحبون فيها على وجوههم مغلولين، النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم: لَهُم مّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذٰلِكَ نَجْزِى ٱلظَّـٰلِمِينَ [الأعراف:41].

    فغطاؤهم من نار، وطعامهم من نار، وشرابهم من نار، ولباسهم من نار، ومهادهم من نار.

    فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع، وجر السلاسل، يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها.

    تغلي بهم كغلي القدور وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور: يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِمْ وَٱلْجُلُودُ وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ [الحج:19-22].

    يتفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَـٰهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ [النساء:56].

    أمانيهم فيها الهلاك، ومالهم من أسرها فكاك.

    فما حال دارٍ أماني أهلها إذا تمنوا فيها، الموت؟

    ما حال دار أماني أهلها إذا تمنوا فيها، أن يموتوا؟

    كيف بك إذا رأيتهم وقد اسودت وجوههم فهي أشد سواداً من الحمم. وعميت أبصارهم، وأبكمت ألسنتهم، وقصمت ظهورهم، ومزقت جلودهم، وغلت أيديهم إلى أعناقهم، وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم، ويطئون حسك الحديد بأحداقهم. ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: ((يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفتت من الكبود، يا مالك العدم خير من هذا الوجود)).

    فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقسى خطاب وأغلظ جواب: إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ [الزخرف:77].

    فينادون ربهم وقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم: قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَـٰلِمُونَ [المؤمنون:106-107].

    فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبه بتوبيخ أشد من العذاب: قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلّمُونِ [المؤمنون:108].

    فعند ذلك أطبقت عليهم النار وغلقت، فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزداد حسراتهم وتنقطع أصواتهم، فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء.

    يبكون على تضييع أوقات الشباب، ويتأسفون أسفاً أعظم من المصاب. ولكن هيهات هيهات، ذهب العمل وجاء العقاب.

    لقد خاب من أولاد آدم من مشى إلى النار مغلول القيادة أزرقا

    يساق إلى نار الجحيـم مسربلا سرابيل قطران لباساً محرقـا

    إذا شربوا منها الصديد رأيتهـم يذوبون من حر الصديد تمزقا

    ويزيدهم عذابهم شدة، وحسرتهم حسرة تذكرهم ماذا فاتهم بدخول النار.

    لقد فاتهم دخول الجنان، ورؤية وجه الرحمن، ورضوان رب الأرض والسماء جل جلاله.

    ويزيد حسرتهم حسرة، وألمهم ألماً أن هذا العذاب الأليم والهوان المقيم ثمن اشتروه للذة فانية، وشهوة ذاهبة، لقد باعوا جنة عرضها السماوات والأرض بثمن بخس، دراهم معدودة.

    بشهوات تمتعوا بها في الدنيا ثم ذهبت وذهبوا فكأنها وكأنهم ما كانوا وما كانت.

    ثم لقوا عذاباً طويلاً، وهواناً مقيماً.

    فعياذاً بالله من نار هذه حالها.

    وعياذاً بالله من عمل هذه عاقبته.

    اللهم إنه لا طاقة لنا بعقابك، ولا صبر لنا على عذابك.

    اللهم فأجرنا وأعتقنا من نارك.

    رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [الفرقان:65-66].





    رد مع اقتباس  

  6. #6  
    المشاركات
    421
    « انذار من النار» وأسأل الله أن يعينكم على الفرار منها والنجاة من عذابها واني أسأله سبحانه ان يباعد بين وجوهنا ووجوهكم وبين النار كما باعد سبحانه بين المشرق والمغرب برحمة منه سبحانه وفضل.
    النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به المتمردين على شرعه المكذبين لرسله وهي عذابه الذي يعذب فيه اعداءه وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين والعصاة .
    النار هي الخزي الاكبر والخسران العظيم ، الذي لا خزي فوقه ولا خسران اعظم منه { ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته ، وما للظالمين من أنصار } { ألم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم } .
    وكيف لا تكون النار كذلك وفيها من العذاب والآلام والاحزان ما تعجز عن تسطيره اقلامنا ، وعن وصفه ألسنتنا وهي مع ذلك خالدة وأهلها فيها خالدون { إنها ساءت مستقراً ومقاماً } .
    النار ومع كل ما فيها مما سيأتي بيانه مما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن دموع الباكين من خشية ربهم تطفىء لهيب تلك النار بإذن الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اغرورقت عينٌ بمائها الاّ حرّم الله ذلك الجسد على النار ولا سالت على خدّها فيرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ، ولو ان باكيا بكى في امة من الامم لرحموا وما من شيء الا له مقدار وميزان الا الدمعة فانه يطفأ بها بحار من نار ) .
    فابكي يا عيون التائبين واذرفي يا دموع الخائفين ، ابكي يا عين وجودي بالدمع واغرورقي من خشية الله ، وكيف لا نبكي ولم لا يبكي احدنا والموت راكبٌ على عنقه والقبر منزله والقيامة موقفه ، والخصماء اقوياء والقاضي الجبار ، والمنادي جبريل ، والسجن جهنم ، والسجان الزبانية، واحدنا لا يصبر على حر الشمس فكيف يصبر على حرّ جهنم ؟!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ، ويُزاد في حرها كذا وكذا تغلي منها الرؤوس كما تغلي القدور ، يعرقون فيها على قدر خطاياهم ، فمنهم من يبلغ الى كعبيه ومنهم من يبلغ الى ساقيه ، ومنهم من يبلغ الى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق ) وإذا كان هذا حر الشمس فكيف سيكون حر النار واذا كانت نار الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( جزءٌ من سبعين جزء من نار جهنم ) فاللهم ربنا أجرنا من النار وادخلنا الجنة مع الابرار برحمتك يا عزيز يا غفار .
    حدثوا ان شيخا رأى صبيا يتوضأ على ساحل نهر وهو يبكي فقال الشيخ يا صبي ما يبكيك فقال الصبي : يا عم قرأت القرآن حتى اذا مررت على قوله سبحانه { يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } فخفت ان اكون انا من اهل النار ، قال الشيخ يا صبي ، ولكنك غير مؤاخذ لانك لم تبلغ الحلم فلا تخف انك لا تستحق النار ، فقال الصبي : يا شيخ انت عاقل ومجرب، الا ترى ان الناس اذا اوقدوا النار فانهم يشعلونها بصغار الحطب ثم بعد ذلك وضعوا كبارها !! فبكى الشيخ وقال: ان الصبي أخوف منا من النار .

    النبي صلى الله عليه وسلم واولو الالباب
    يستعيذون بالله من عذابها
    فها هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستعيذ بالله من عذاب جهنم بل انه كان يأمر اصحابه رضي الله عنهم ان يستعيذوا بالله من عذاب جهنم بعد التشهد في كل صلاة قال صلى الله عليه وسلم: ( اذا فرغ احدكم من التشهد الاخير فليستعذ بالله من اربع ، يقول : اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه ما بدا له ) .
    وكان يقول كذلك صلى الله عليه وسلم: ( اللهم رب جبريل وميكائيل ورب اسرافيل اعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر ) .
    وانه عليه الصلاة والسلام وهو المحبب لكل الناس الذي جاء لهم بشيراً ونذيراً فانه قد بشرهم بالجنة ودعاهم اليها وانه قد انذرهم من النار وحذرهم منها ، النار التي عنها قال الله :{ وما هي إلا ذكرى للبشر ، كلا والقمر ، والليل اذ ادبر، والصبح اذا اسفر ، انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر } ، قال الحسن رضي الله عنه ( والله ما أُنذر العباد بشيء قط أدهى منها)وانه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم البشير النذير لما نزل قول الله :{ وانذر عشيرتك الاقربين} [الشعراء:214] فانه صلى الله عليه وسلم قد دعا قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال ( يا بني كعب بن لؤي انقذوا انفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب انقذوا انفسكم من النار ، يا بني هاشم انقذوا انفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فاني لا املك لكم من الله شيئاً ) .
    وها هو ابو سليمان الداراني رحمه الله يقول ( أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خرب).
    وها هو عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول ( لو اني بين الجنة والنار ولا ادري الى ايتهما يؤمر بي لاخترت ان اكون رمادا قبل ان اعلم الى ايتهما اصير ) وكان اويس القرني رحمه الله يقف على باب الحدادين فينظر كيف ينفخون في الكير فيسجرون النار فيسمع صوتها فيذكر نار جهنم فيسقط مغشيا عليه ، وكان سفيان الثوري لا ينام الا اول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ فيقول على إثر وضوئه ( اللهم انك عالم بحاجتي غير مُعَلَّم وما اطلب الا فكاك رقبتي من النار ) .

    إتساع النار وعمق قعرها
    النار اعاذنا الله وإياكم يا كل الاخوة والاخوات منها شاسعة واسعة ، بعيد قعرها مترامية أطرافها يدل على ذلك اربعة اشياء كما يقول الاستاذ الدكتور عمر الاشقر في كتابه « الجنة والنار» .
    1- الذين يدخلون النار اعداد لا تحصى من الانس والجن من يوم خلق الله الخلق الى يوم القيامة ومع تضخم اجسادهم فيها كما بينت ذلك احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا انها تستوعب هذه الاعداد الهائلة التي وجدت على امتداد الحياة من الكفار والعصاة ويبقى فيها متسع لغيرهم كما قال سبحانه في وصفها في سورة ق :{ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } [سورة ق:30] ، ومع الفارق في التشبيه الا انه ولتقريب الصورة فان النار تشبه الطاحونه التي ينحدر اليها الوف والوف من اطنان الحبوب فتدور وتطحن ذلك كله لا تكل ولا تمل وينتهي الحب والطاحونة تنتظر المزيد .
    2- عمق قعرها حتى ان الحجر اذا القي فيها فانه يحتاج الى آماد طويلة حتى يبلغ قعرها ففي الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ سمع وجبة اي سقطة فقال صلى الله عليه وسلم تدرون ما هذا : قلنا الله ورسوله اعلم قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الى الآن ) ، وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول : ( اكثروا ذكر النار فان حرها شديد وان قعرها بعيد وان مقامعها حديد ) .
    3- كثرة عدد الملائكة الذين اوكلهم الله بجر النار فلقد قال سبحانه { وجيء يومئذ بجهنم } [سورة الحجر:23] حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المجيءبقوله :( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ) ولكم ايها الاخوة والاخوات ان تتخيلوا هذا المخلوق الرهيب الذي اسمه النار الذي يحتاج الى هذا العدد الهائل من الملائكة الاشداء الاقوياء الذين لا يعلم مدى قوتهم الا الله تبارك وتعالى .
    4- مما يدل على عظم النار وكبرها واتساعها ان الشمس والقمر على اتساعهما وكبرهما يكونان كمثل ثورين جالسين فيها قال صلى الله عليه وسلم ( الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة ) .
    انها النار درجات ومنازل حسب اعمال اصحابها من العصاة والكافرين قال سبحانه :{ ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً } [النساء:145] قال عبد الرحمن بن أسلم درجات الجنة تذهب علواً ودرجات النار تذهب سفولاً .

    وقود النار
    ويحهم اولئك الذين لا يخشون ربهم ، ويحهم أولئك الذين يتكبرون عن طاعة ربهم ما أشقاهم اولئك الذين أنستهم شهوات الدنيا عذاب النار وما اتعسهم اولئك الذين ظنوا انهم ما خلقوا الا للهو والعبث وانهم لن يرجعوا الى الله يوم القيامة { أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون ) .
    ويح كل اولئك الفجرة والكفار الذين هم وقود النار بهم تسجر النار وبهم تهيج قال سبحانه { يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } [التحريم:6) وقال سبحانه { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين }[البقرة:24] .
    قال ابن رجب :( انها الحجارة فيها خمسة انواع من العذاب ، سرعة الايقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالابدان وقوة حرها اذا حميت ) . ثم انهم في النار توقد بهم وتسعر بهم مع آلهتهم عبدوها من دون الله قال سبحانه وتعالى : { انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون ، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون }[ سورة الأنبياء ، الايات 98-99]

    لون النار وشدة حرها
    حتى وان كنا في حياتنا الدنيا نرى النار حمراء اللون الا ان نار جهنم ليست كذلك انها سوداء مظلمة قال ابو هريره رضي الله عنه : ( اترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي اسود من القار) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( اوقد على النار الف سنه حتى احمرت ثم اوقد عليها الف سنه حتى ابيضت ثم اوقد عليها الف سنه حتى اسودت فهي سوداء مظلمه كالليل المظلم ) .
    انها النار التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بأن حرها اشد من نار الدنيا بسبعين مرة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا والله ان كانت لكافيه قال : انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ) .
    واذا كان الناس في حر الدنيا ولهيب شمسها يتبردون بالماء والهواء والظل فان الله سبحانه قد بين ان هذه الاشياء الثلاثه لا تغني عن اهل النار شيئا يوم القيامه فهواء جهنم ، السموم وهو الريح الحاره شديدة الحر ، وماؤها الحميم الذي اشتد حره وظلها اليحموم وهو من قطع دخانها قال سبحانه { واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال ، في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم }[سورة الواقعه،الايات 41-44 ]
    انها النار تأكل كل شيء وتدمر كل شيء ، لا تبقي ولا تذر ، تحرق الجلود ، وتصل الى العظام وتصهر ما في البطون ، وتطلع على الافئده وقال سبحانه { سأصليه سقر ، وما ادراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر ، لواحة للبشر } [سورة المدثر، الايات 27-30]

    طعام اهل النار وشرابهم
    ان طعام اهل النار اعاذنا الله واياكم منها هو الزقوم ذلك الذي عنه قال سبحانه :{ ان شجرة الزقوم ، طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون ، كغلي الحميم } انه الذي عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم :( لو ان قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لافسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه ) .
    ثم ان طعامهم الضريع { ليس لهم طعام الا من ضريع }[سورة الغاشيه ايه 6] وهو شجر في جهنم ثم ان من طعامهم الغسلين قال سبحانه وتعالى : { فليس له اليوم ها هنا حميم } {ولا طعام الا من غسلين }[سورة الحاقه الايات 35-36] قال ابن عباس الغسلين انه صديد اهل النار ، ثم ان من طعام النار ما قال عنه سبحانه { ان لدينا انكالا وجحيما }{وطعاما ذا غصة وعذابا اليما } [سورة المزمل ،الايات 12- 13] وهو اشواك يأخذ بالحلق فلا يدخل ولا يخرج .
    وأما شراب أهل النار عافانا الله واياكم فانه ذلك الذي اعده سبحانه لمن عصاه في الدنيا واتبع هواه وانها انواع اربعة من الشراب ذكرها الله في كتابه الجليل

    النوع الاول : الحميم { وسقوا ماءا حميما فقطع امعاءهم } [سورة محمد ايه 10] والحميم هو الماء المغلي .
    النوع الثاني : الغساق قال تعالى : { هذا فليذوقوه حميم وغساق ، وآخر من شكله ازواج }[سورة ص ،الايات 57- 58] والغساق هو القيح يسيل من بين جلد الكافر ولحمه.
    النوع الثالث : الصديد { ويسقى من ماء صديد }[سورة ابراهيم ايه 16] وهو ما اختلط من الدم والقيح فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( ان على الله عهدا لمن شرب المسكرات ليسقيه من طينه الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال ؟ قال :عرق اهل النار او عصارة اهل النار )
    النوع الرابع : الماء المغلي : الماء الذي كالمهل قال سبحانه : { وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا }[ سورة الكهف ، ايه 29] قال الامام مجاهد :هو مثل القيح والدم كالعكر الاسود .
    ولقد شرب عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ماءا باردا فبكى واشتد بكاؤه فقيل : ما يبكيك ؟ فقال : ذكرت ايه من كتاب الله قوله سبحانه : { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } فعرفت ان اهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء البارد وقد قال سبحانه عنهم وهم يستغيثون باهل الجنه :{ افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله } [سورة الاعراف ايه 50]

    فريق في الجنه وفريق في السعير
    نعلم جميعا ان الله تبارك وتعالى قد أعد الجنه بما فيها ثوابا لعباده الذين اطاعوه في الدينا وانه سبحانه اعد النار عقابا جزاءا لمن عصاه في الدنيا وبارزه في المعاصي .فالناس يوم القيامه فريقان فريق في الجنه اسأل الله ان نكون واياكم من هذا الفريق وفريق في السعير اسأل الله ان لا نكون واياكم من اهل السعير ، ولكنه الفارق الكبير بين الفريقين بين المؤمن مع زوجته الصالحة من اهل الدنيا ومع الحور العين في الجنه وبين الكافر في النار يتلوى بين اطباق النار مع العقارب والحيات ، فانظروا ايها الاخوه والاخوات بين حال المؤمن وحال الكافر في حالات كثيره يومها :
    المؤمنون : { ان المتقين في جنات وعيون ، ادخلوها بسلام آمنين } [سورة الحجر،الايات 45-46]
    الكفار : { هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم انهم صالوا النار }[سورة ص ايه 59].
    المؤمنون: { ونزعنا ما في صدورهم من غل اخواناً على سرر متقابلين }[سورة الحجر آيه 47].
    الكفار : { كلما دخلت أمة لعنت أختها }سورة الاعراف، آيه 38]
    المؤمنون : { ان المتقين في مقام أمين في جنات وعيون ، يلبسون من سندس واستبرق متقابلين } [سورة الدخان ، الآيات 51-53].
    الكافرون: { هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود ، ولهم مقامع من حديد ، كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق }[سورة الحج، الآيات 19-22].
    المؤمنون : { وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره }[سورة القيامه، الآيات 22- 23]
    الكفار: { ووجوه يومئذ باسره ، تظن ان يفعل بها فاقره }[سورة القيامه، الآيات 24, 25].
    المؤمنون : مثل الجنه التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن ، وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم }[ سورة محمد آيه 15].
    الكفار : { كمن هو خالد في النار وسقوا ماءا حميما فقطع امعاءهم } [ سورة محمد، آية : 15]
    المؤمنون { تعرف في وجوههم نضرة النعيم ، يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون }[ سورة المطففين الايات 22 ، 26].
    الكفار : { يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام }[ سورة الرحمن، ايه 41].
    وانها الامثله الكثيره من اوجه المقارنه بين هؤلاء ، واولئك بين اهل الجنه واهل النار بين فريق الجنه وفريق السعير بين حزب الرحمن وحزب الشيطان بين من اطاع الله وبين من عصاه بين من ظن ان الدنيا فرصته التي لا تعود فراح يغرق في بحار الذنوب والآثام ناسيا بان ما عند الله خير وابقى {ما عندكم ينفد ما عند الله باق } ، وبين الذي علم ان الدنيا لو كانت تساوي عند الله جناح بعوضه ما سقى منها كافرا شربة ماء.

    اهل النار بكاء ودموع
    في الحديث الطويل الذي ترويه ام الدرداء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين حالة الاسى والحسره التي تلف اهل النار يوم القيامه وهم يبحثون عما يمكنه ان يخفف عنهم من اهوال ذلك اليوم العصيب فيقول عليه الصلاة والسلام في بعض المقاطع يُلقى على اهل النار الجوع مع ما هم فيه من العذاب فيستغيثون طلبا للطعام فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولايغني من جوع قال سبحانه : { ليس لهم طعام الا من ضريع لا يسمن ولا يغني من جوع فيستغيثون يطلبون طعاما غيره بعد ان اكلوا ولم يغن عنهم الاكل فيغاثون بطعام يسبب لهم الغصه في الحلوق قال سبحانه: { انا لدينا انكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا اليما } فيتذكرون انهم في الدنيا كانت اذا اصابتهم الغصه شربوا الماء فيطلبون الماء الذي لشدة غليانه فأنه كلما قربوه من افواههم لفح وجوههم قال سبحانه: { وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه } فاذا شربوه لشدة عطشهم فانه يقطع لهم الامعاء قال سبحانه : { وسقوا ماءا حميما فقطع امعاءهم } وهم على هذه الحاله يفكرون في مخرج مما آل اليه حالهم فيبدأ الواحد منهم يحمل المسؤوليه للآخر { واذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم } عندها يقول بعضهم لبعض لنتوسل الى خزنة جهنم من الملائكه { وقال الذين كفروا لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب } فتجيبهم الملائكه من خزنة النار ( اولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال }فلما يئسوا من خزنة النار يتوجهون الى مالك كبير خزنة النار يطلبون منه ان يتوسط الى الله ليميتهم لأن في الموت راحة لهم حسب ظنهم { ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك } فيسكت مالك ولا يجيبهم كما يقول المفسرون ثمانين سنه رغم طول اليوم الواحد من ايام السنين الثمانين قال عنه الله { في يوم كان مقداره خمسين الف سنه } وبعد هذا الزمن يجيبهم وهم بانتظار الجواب قائلا ( انكم ماكثون ) فلما سمعوا بهذا الجواب يقول بعضهم ان اهل طاعة الله الذين هم اليوم في الجنه كانوا يصبرون على ايذائنا لهم فنالوا بذلك الصبر فتعالوا نصبر اليوم مثلهم فيجيبهم البعض الاخر منهم { سواء علينا اجزعنا ام صبرنا ما لنا من محيص } وهم على تلك الحالة من الاسى والحسرة واذا بالشيطان الذي أضلهم في الدنيا فأطاعوه وعصوا ربهم يقول لهم: { ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم ، وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم } عند ذلك يقول بعضهم ليس لنا اليوم الا الله تعالوا نناديه ونستغيث به فيقولون { ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون }فيجيبهم الجليل سبحانه { اخسئوا فيها ولا تكلمون } فلما سمعوا هذا لم يعد لهم الا البكاء والدموع ثم الخلود في النار جزاءا وفاقا لانهم غرتهم الحياة الدنيا فاستمتعوا فيها بما حرم الله .
    يا نفس قد ازف الرحيل واظلك الخطب الجليل
    فتأهبي يا نفس ولا يلعب بك الامد الطويل
    فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل
    وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل
    قُرِنَ الفناء بنا جميعا فما يبقى العزيز ولا الذليل
    يـــــا نــفــس قــد ازف الرحـيــل

    براءة ومعذرة الى الله
    حتى وان كنا لا نستطيع ان نبين وان نسرد اصناف وانواع واعمال بني ادم التي تدخلهم النار لانها كثيرة الا انني ابرأ الى الله بالتذكير لاخواتنا وبناتنا وامهاتنا خاصة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : { صنفان من اهل النار لم ارهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائله لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) حديث رواه الامام مسلم
    والمقصود في ذلك ان هذين الصنفين رآهما النبي في النار في رحلة المعراج ولكنه لم يرهما في الدنيا في زمانه .الاول هم الظلمه الذين يلهبون الناس بالسياط والثاني النساء يلبسن ثيابا ولكنها لا تسترهن فيبقين كأنهن عاريات اما لانها لا تغطي كل ما امر الله بستره واما لانها تفصل الجسد او لانها رقيقة تشف عما تحتها . ولعل ما في واقعنا اليوم من كشف للعورات والمحارم ومن تفنن في التبرج وهتك الاستار وزيادة في كل سنه في اتساع دائرة كشف الاجساد مما يجعلنا نحزن لمصير هؤلاء يوم القيامه عند الله فهي تذكرة ان شاء الله او براءة عند الله لكنَّ يا كل بناتنا وامهاتنا واخواتنا من ان تلهثن وتجرين خلف كل ناعق تحت راية الحريه والموضه والتحرر بما يخالف امر الله سبحانه واياته التي قالت : { يا ايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } فلتعلم كل من تتجرأ على حدود الله بأن هذا التحدي لاوامر الله سبحانه لن تكون عاقبة امره إلا نارا تلظى فالبدار ، البدار ، التوبه التوبه .

    أمنا عائشه تبكي من النار
    بكت عائشه رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما يبكيك يا عائشه ؟ فقالت : ذكرت النار فبكيت ، فهل تذكرون اهليكم يوم القيامه يا رسول الله ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم اما في ثلاثة مواطن فلا يذكر احد احدا عند تطاير الكتب فلا يعلم ايؤتى كتابه بيمينه ام بشماله ، وعند وضع الميزان حتى يعلم ايخف ام يثقل ، وعند الصراط حتى يعلم ايجوز ام يسقط ) .
    ترى فاذا كانت أمنا وأم المؤمنين عائشه زوجة حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم تبكي خوفا من النار لانها تعلم ان لا نجاة للانسان الا بعمله حتى وان كانت زوجة نبي ، ترى افلا يتوجب علينا نحن كذلك ان نبكي بدل الدموع دما لعل الله يكتب لنا برحمته المغفره والعتق من النار .

    دعاء ورجاء
    قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يلج النار من بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) وقال عليه السلام ( والله لا يلقي الله حبيبه في النار ) فاللهم ربنا يا من رحمتك وسعت كل شيء ويا من امتدحت عبادك المؤمنين الذين يتوسلون اليك كي تخلصهم من النار فقلت ( الذين يقولون ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ) اللهم لا تعاملنا بما نحن اهله وعاملنا بها انت اهله نحن اهل الذنوب والخطايا وانت اهل التقوى واهل المغفره . اللهم انا نشهدك ونشهد ملائكتك ورسلك وسائر خلقك اننا نحبك ونحب رسولك فهل ستعذبنا في النار يا حبيب ، اللهم منك الرحمه ومن حبيبك وحبيبنا محمد الشفاعه .





    رد مع اقتباس  

  7. #7  
    المشاركات
    421
    ايها الاخوة والاخوات

    اتوقف هنا ايضا لاترك فرصة لبقية الاخوان للمشاركه وكسب الاجر اسال الله ان يبعدنا عن جهنم ويدخلنا الجنه برحمته سبحانه وتعالى لا باعمالنا

    فمان الله





    رد مع اقتباس  

  8. #8  
    المشاركات
    6,201
    جزاك الله الف خير





    رد مع اقتباس  

  9. #9  
    نوارة العين غير متواجد حالياً وَِنـَ‘ـةْ أَلَـ’ـمْ
    المشاركات
    1,478






    رد مع اقتباس  

  10. #10  
    المشاركات
    1,085
    اللهم باعد بيننا وبين النار كما باعدت عن الشيطان الجنه

    جزاك الله خير





    رد مع اقتباس  

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. كل مستلزمات المطبخ من ديكورات وانواع وكل مايهم المرأة العصرية
    بواسطة بوغالب في المنتدى ديكور - فن الديكور المنزلي - اثاث غرف ومطابخ وحدائق
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-Jul-2010, 01:35 AM
  2. اكره الاربعاء.(اهداء اليها)
    بواسطة بوح مجنون في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 27-Dec-2007, 03:13 AM
  3. (( الجنــــه )) اوصافها ونعيمها المقيم والطرق المؤدية اليها
    بواسطة مجنووون بس عاقل في المنتدى رياض المؤمنين
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 09-Mar-2007, 09:18 PM
  4. *:*:*:*:*:*جأمن المجهول اليها *:*:*:*:*:*
    بواسطة ألراقي في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-Jun-2006, 11:43 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •