الهيكل وجهة نظر, يهودية, قصة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهيكل في الفكر اليهودي
الهيكل عند اليهود هو "بيت الإله" و"مكان العبادة"، والثابت- فيما نسب لمن عرفوا بـ"اليهود الرحل"- أن اليهود لم يكن لديهم- بالأساس- مكان عبادة مقدس ثابت منذ عصر موسى إلى عصر النبي سليمان، بل كانت ألواح الوصايا العشر توضع في تابوت كان يعرف باسم تابوت العهد، هذا التابوت خصصت له خيمة عرفت بخيمة الاجتماع، ترحل مع اليهود أينما رحلوا.
والوصايا العشر
والثابت في الكتب اليهودية أن الهيكل لم يكن له وجود قبل مجيئ النبي "سليمان" الذي قام باستكمال ما بدأه والده النبي داود عليهما السلام وتنفيذا لأمر من الله والذي قام بتأسيس الهيكل عام 957 قبل الميلاد بحسب دائرة المعارف البريطانية، ليكون المكان المفضل لوضع تابوت العهد، وليكون بيتاً لرب اليهود وذلك نتيجة لتأثر اليهود بالحياة الحضرية في مدينة القدس، والتي تعرف في اليهودية باسم "أورشليم" وشيد سليمان الهيكل على قطعة أرض غير معلومة في القدس، في حين يقول اليهود اليوم بأن الهيكل بني على الأرض التي تم بناء المسجد الأقصى فوقها ومن هنا يقومون بأعمال الحفر أسفل المسجد من أجل العثور على الهيكل الذي يرتبط ظهوره في شريعة المغالين والمتطرفين منهم بعودة المسيح المنتظرة.
والثابت تاريخيا أنه وبرحيل النبي "سليمان" انقسمت مملكة "بني إسرائيل"- وهم قوم لا علاقة لهم بساكني دولة إسرائيل من اليهود الآن- إلى دولتين ووقع بينهم الخلاف والتناحر الأمر الذي سهل على "نبوخذ نصر" أحد ملوك بابل الأقوياء الاستيلاء على القدس عام 586 أو 587 قبل الميلاد ودمر هيكل سليمان وأخذ اليهود سبايا وأسرى لديه في مملكته.
وفي عام 538 قبل الميلاد سمح ملك الفرس "كورش" بأن يعود اليهود ثانية للقدس بعد أن هزم البابليون، بعدها قام اليهود بترميم الهيكل المدمر وانتهوا من بنائه عام 515 قبل الميلاد. وفي عام 400 قبل الميلاد أصبحت القدس تحت سيطرة كهنة المعبد اليهودي، وذلك بحسب دائرة المعارف البريطانية.
وبعد أن دارت السنوات وتعاقب على القدس العديد من الإمبراطوريات، سقطت في يد "الرومان" والذي سمح حاكمهم "هيرودس" عام 63 قبل الميلاد بإعادة بناء "هيكل سليمان" من جديد، متقربا من اليهود الذين ثاروا على الحكم الروماني فيما بعد فما كان من الإمبراطوار "تيطس" عام 70 ميلادية إلا أن قام بتدمير الهيكل تدميرا كاملا لم يتبق منه أثر واحد ولم تقم له بعدها قائمة حتى الآن.
رسم تخيلي لهيكل سليمان طبقا للتصور اليهودي
بعد ذلك انتشرت المسيحية في القدس وطوال هذه السنوات غاب الحديث تماما من قبل اليهود عن هيكل سليمان، وظل الأمر قائما حتى دخل المسلمون بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب عام 15 هجرية/ 636 ميلادية، وكان هو من قام ببناء المصلى القبلي للمسجد الأقصى وصلى فيه. وفي ظل الحكم الأموي قام "عبد الملك بن مروان" ببناء مسجد "قبة الصخرة" المعروف بقبته الذهبية اللامعة فوق الصخرة التي ثبت في السيرة النبوية أن النبي عليه الصلاة والسلام عرج عليها في رحلة الإسراء والمعراج.
وطوال السنوات التالية للحكم الأموي وحتى ظهور الدولة العثمانية –وهي السنوات التي شهدت حركة بناء وتطوير واسعة في المسجد الأقصى- لم يٌظهر اليهود أي إشارة أو اهتمام بالمسجد الأقصى أو حائط البراق، ولم يكن له أي أهمية دينية لديهم، لكن الأمر اختلف نوعا عندما تعرض اليهود لعمليات تهجير واضطهاد في إسبانيا والبرتغال عام 1520 ميلادية ووقتها -في كرم عربي مبالغ فيه- فتح لهم السلطان العثماني "سليمان القانوني" البلاد من أجل أن ينزحوا إليها، فتوافدو إلى القدس وإن ظل عددهم محدودا لايزيد على الألف ونصف شخص، وفي عام 1625 ميلادية تم تسجيل أول صلاة يهودية منظمة عند حائط البراق، وبدا أن ذلك لم يلفت انتباه السلاطين العثمانيين ولم يستشعروا فيه أي خطر آنذاك.
حائط البراق
وفي السنوات التسع التي كانت فيها أراضي الشام - بمافيها القدس- تحت السيطرة المصرية "1831- 1840" سٌمح لليهود بالصلاة والبكاء على حائط البراق في مقابل مبلغ مالي! وفي عام 1899 أصدر السلطان العثماني "عبد الحميد" فرمانا يقضي بعدم التعرض لليهود العثمانيين أثناء تعبدهم بالقرب من المسجد الأقصى مما مكن لهم فرض جزء من سيطرة "الأمر الواقع" على شعائرهم الدينية، إلا أن الأمور اختلفت جذريا عندما صدر وعد بلفور عام 1917
تحياتى لكـم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
rwm "hgid;g">" ,[im k/v" di,]dm!