مقاطعة, الجرائد, حجازي, ونظريّة
هي علاقة شائكة ولا تخلو من اتهامات متبادلة، وانعدام الثقة، تلك التي تربط الفنّان بالصحافي. فالصحافي يشكو غالباً قلّة وفاء الفنانين الذين يبدأون حياتهم الفنيّة من خلال الجّري وراء الصحافة للحصول على الوصفة السحرية للنجاح، التي ما أن تصبح بمتناول يدهم، حتى ينأون بأنفسهم عن الصحافة بما فيها تلك التي ساهمت في نجاحهم.
الفنانون بدورهم يتّهمون الصّحافة بأنها تسعى لتحقيق سكوبات ولو على حساب حياة النجوم الخاصّة، التي يعلنونها ساعة يشاؤون وبحسب بورصة النجوميّة التي غالباً ما تشهد صعوداً وهبوطاً، وكلما هبطت البورصة كلّما جرى الفنان وراء الصحافة، فهل يتّعظ الصحافيون؟
ثمّة فنانون ما يزالون يخطون أولى خطواتهم على درب النجومية، يتّبعون هذا النهج، فعلى إثر إصدار المطربة المغربية حكمت ألبومها الأول "نفسي أكون حرة"، وأثناء زيارتها الترويجية لمصر، اعتمدت المطربة المغربية خطة عبقرية لتبعد الصحافة المصرية عن دعمها، إذ طالبت كل من يرغب بمقابلتها، بوضع صورتها على غلاف مطبوعاته.
حكمت تسعى في خطواتها الأولى إلى دفن نفسها، خصوصاً أنها طلبها غير منطقي مع وجود نجوم يسبقونها شهرة، في زمن أصبحت فيه الأغلفة مدفوعة اللثمن.
وفي مصر أيضاً، سرت شائعة أن الفنانة امل حجازى قررت اتباع نهج جديد فى اسلوب تعاملها مع الصحافة، وهو مقاطعة كل الجرائد و التعامل مع المجلات فقط، وأن مدير اعمالها "شربل ضومط"، ادعى أنّ الجرائد تشوه جمال امل عندما تنشر صورها على ورق رخيص بدون ألوان، وأنه رفض تحديد مواعيد للزملاء العاملين في الصحف، وقال بلهجة صريحة لأحد الزملاء :" عندما تعمل فى مجلة محترمة اتصل بي" ! هذه الشائعة أثارت غضب الكثير من الصحفيين المصريين الذى لجأ احدهم مؤخرا لفبركة حوار مع أمل، يشوه به صورتها و يظهرها كغيرها من الفتيات اللبنانيات اللاتى يسعين فقط للتعرى و الرقص و الانتشار السريع.
وفي اتصال معه، نفى شربل الشائعة، وقال أنه لم يمد خطوط التواصل مع الصحافيين في مصر إلا عبر شركة "روتانا"، لأنه لا يعرف أحداً منهم، وأنّ أمل تجري باستمرارا لقاءات مع الإعلاميين سواء كانوا يكتبون في جرائد أو مجلات أو غيرها من وسائل الإعلام، لأنه يحترم القلم النظيف بغض النظر عن الوسيلة الإعلامية التي ينتمي إليها.
محمد الجبالي الفنان التونسي الذي ما يزال رصيد أعماله الفنية فقيرا مقارنة مع تاريخه الفني الطويل ، قام على إثر حفله في رمضان الماضي بمهرجان المدينة في تونس، بإغلاق الأبواب أمام الصحافة لدخول الكواليس، ما أثار غضب الكثير من الصحافيين في تونس. ومنذ مدة قصيرة، قام محمد بإعطاء حوار لإحدى الزميلات، فلم ينشر الحوار في منشات الصفحة الرئيسية في الصحيفة، فما كان منه إلا أن أتصل بالصحافية التي أجرت معاه الحوار طالبا توضيح سبب تغييبه عن الصفحة الرئيسة.
في جانب أخر، ثمّة فنانون يلهثون وراء الصحافة، لحوار أو لقاء و يدفعون مالاً إذا لازم الامر في سبيل تحقيق الشهرة ، ولو عن طريق فبركة الشائعات للفت إنتباه الجمهور، وما أن يصبحوا في مصاف النجوم، حتى يعكفون عن اجراء لقاءات إلا وفقاً لمزاجهم الخاص.
Hlg p[h.d ,k/vd~m lrh'um hg[vhz]